الشهوة الحرام تُسقط بلطجي المُتسولين في المُهندسين
تاريخ النشر: 27th, January 2024 GMT
أعمى الطمع بصيرة بطل قصتنا الشرير، فظن أن بقوته سيُمهد لنفسه طريق المال الحرام، ولكن الله أراد أن يكشف للجميع سوء فعله بعد أن أضحى تدبيره وبالاً عليه.
استعرض الجاني عضلاته على المتسولين طمعاً فيما فاض عليهم من كرم النُبلاء، ولم يكن يعلم أن الجشع الأسود سيكون سبيله للمكوث طويلاً خلف القضبان.
وزاد طغيان المُجرم حتى وصل لدرجة التعدي الجسدي على فتاةٍ لم تقوى على ردع إجرامه الشهواني، وما يبرد النار المُتأججة في قلوب الضحايا ولو قليلاً أنه نال جزاؤه العادل في نهاية المطاف.
اقرأ أيضاً: القصاص من سائق الرذيلة بعد جريمة يندى لها الجبين
غداً..استكمال مُحاكمة مُتهم بإنهاء حياة موظفة لسرقتها الحبس لمُدمن الهيروين في القطاميةاتهامات النيابة العامة
واتهمت النيابة العامة أنه في يوم 20 مارس 2023 بدائرة قسم العجوزة سرق المبلغ النقدي المبين قدراً بالأوراق والمملوكة للمجني عليهم الأطفال مصطفى وكريم وصفوت وكذا المجني عليها تغريد.
وكان ذلك بطريق الإكراه الواقع عليهم بأن اعترض طريقهم حال سيرهم بالطريق العام شاهراً بوجههم سلاحاً أبيض "كتر".
وقام بتهديدهم بإلحاق الأذى بهم في حالة عدم الامتثال له، وتمكن بتلك الوسيلة القسرية من شل مقاومتهم والاستيلاء على المبالغ النقدية خاصتهم، وذلك على النحو المبين بالتحقيقات.
كما أسندت إليه قيامه بالتعدي الجسدي على المجني عليها تغريد بالقوة والتهديد، وذلك بعد أن طلب منها مُمارسة الرذيلة فرفضت فتتبعها ولحق بها وجذبها من يدها وصعد بها منطقة مظلمة خالية من المارة بأعلى أحد الجسور.
وقام حينها بطلب حسر ملابسها فرفضت فصفعها على وجهها مُشهراً سلاحاً أبيض، فاستجابت لأوامره خشية من بطشه قبل أن يُكمل جريمته غير الأخلاقية.
وأسندت النيابة العامة أيضاً للمُتهم تهمة إحراز سلاح أبيض "كتر" دون مسوغ قانوني.
تفاصيل القصة
وقالت المحكمة في حيثيات الحُكم إن المجني عليهم اتخذوا من التسول وجمع القمامة وسيلة تعينهم على الحياة وإعانة أسرهم.
وجعلوا من منطقة شارع جامعة الدول العربية والشوارع والميادين المُحيطة بدائرة قسم العجوزة مسرحاً لجمع المال.
وساقتهم أقدارهم للوقع تحت سيطرة المُتهم شعبان.ح وهو من أصحاب السوابق، وسبق اتهامه والحكم عليه في جرائم سرقة بالإكراه وتسول وهروب من المراقبة.
وأكدت الحيثيات على أن المُتهم المُدان اتخذ من البلطجة وفرض السطوة والسيطرة بتلك المنطقة وسيلة للحصول على المال الحرام.
وعمد على ترويعهم وتخويفهم بإلحاق الأذى بهم حال مروره بأماكن تواجدهم لجمع المال، وذلك باستخدام سلاح أبيض "كتر".
واعتمد الجاني في أسلوبه على إلقاء الرعب في قلوب الضحايا المساكين لإكراههم على سلب ما تحصلوا عليه من نقود، وذلك بعد أن ألقى الرعب في أنفسهم وشل إرادتهم.
الشهوة الحرامولم يكتفي الجاني بذلك الإجرام فقام في يوم 14 فبراير 2023 بالالتقاء بالمجني عليها تغريد التي قدمت حديثاً لمنطقة فرض سيطرته وسطوته بميدان لبنان للتسول.
واستولى منها كرهاً بطريق التهديد باستخدام العنف ما جمعته من نقود بطريق التسول.
وأضافت الحيثيات :"وما أن شاهدها في مساء اليوم التالي بذات المكان حتى تحول لباحث عن فريسة يطفىيء بها نزعاته الجنسية الدنيئة".
وطلب منها ممارسة الرذيلة فأبت، فأمسكها واجبرها على التوجه لبقعة بعيدة لا يصل لها الضوء، وأتم بالإكراه والتهديد مُبتغاه اللئيم.
حكم القصاصوقضت المحكمة على المُتهم بعد القبض عليه بالسجن المشدد 6 سنوات عما أسند إليه من التهمتين الأولى والثالثة، وبمعاقبته بالسجن المشدد 3 سنوات عما أسند عليه بالتهمة الثانية.
وأمرت بوضع المحكوم عليه مدة 5 سنوات تحت مراقبة الشرطة، وألزمته بالمصاريف الجنائية ومصادرة السلاح المضبوط.
صدر الحكم برئاسة المستشار ياسر أحمد الأحمداوي، وعضوية المستشارين عمرو علي كساب وأحمد رضوان أبا زيد، وحضور الأستاذ محمد صالح وكيل النيابة، والأستاذ محمد طه أمين السر.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الطمع المتسولين التعدي الجسدي التسول جريمة البلطجة البلطجي على الم
إقرأ أيضاً:
عمرو مهران: البركة فى الرزق ليست بالحسابات أو العدد
قال الدكتور عمرو مهران، الداعية الإسلامي، إن كثيرون يظنون أن البركة مجرد خرافات أو أفكار قديمة، وأن الرزق مقترن فقط بالعدد والحسابات، لكن الحقيقة أن البركة هي أمر من الله- سبحانه وتعالى-، وهي التي تغير قيمة الأشياء وتزيد من تأثيرها في حياتنا، لافتا إلى أن الإيمان بأن الرزق من الله؛ هو ما يغير المنظور بشكل كامل، سواء كان هذا الرزق قليلا أو كثيرا.
وأكد الداعية الإسلامي، خلال تصريح اليوم الإثنين، أن البركة ليست مرتبطة بكثرة المال أو الأشياء المادية، بل هي نعمة من الله تُضاف إلى ما نملك، موضحا أن النبي- صلى الله عليه وسلم- قد علمنا في العديد من المواقف أن البركة النبوية هي أغلى ما في الدنيا، وهي التي تَجعل القليل يكفي وتزيد من تأثيره.
وأضاف: "الفرق بين شخص يرى البركة في القليل وبين آخر يظن أن الكثير يكفيه حتى دون بركة، هو أن الأول يثق في رزقه ويشكر الله عليه، بينما الثاني يغفل عن تأثير المعاصي والذنوب في تقليل البركة."
وأردف: "الله عز وجل في سورة الأنعام ذكر كيف أهلك الأمم السابقة رغم أن لديهم نعماً عظيمة، بسبب ذنوبهم وكفرهم، لذا يجب على الإنسان أن يحرص على الإيمان بالله، وأن يطلب البركة في رزقه، سواء كان قليلاً أو كثيراً، لأن البركة هي التي تضمن له القناعة والطمأنينة."
وشدد على ضرورة الابتعاد عن عقليات الخرافة التي تؤمن أن الرزق فقط مرتبط بالحسابات المادية، مؤكدًا أن الإيمان بالرزاق هو ما يفتح أبواب البركة في حياة المؤمن.
وقال عمرو مهران عن التأثير العميق للحرام على العلاقة بين العبد وربه، إنه عندما يقبل الإنسان على الحرام، سواء في رزقه أو في تصرفاته، فإن ذلك يشكل جدارًا عازلًا بينه وبين الله- سبحانه وتعالى-، كأنما يُغلق قلبه ويصعب عليه أن يشعر بأي نور من الله أو يستقبل بركة في رزقه.
وتابع الداعية الإسلامي: "هذا الحاجز يُفقده الطمأنينة ويجعله يشعر بعدم الراحة، حتى في الأمور التي ينبغي أن يشعر فيها بالسكينة، مثل دعائه أو تواصله مع ربه، الإنسان الذي يدخل في دائرة الحرام قد يشعر كما لو أنه حبس نفسه في ظلام دامس، يعتقد أن الرزق لن يأتيه أو أن الله لن يفتح له أبواب التوفيق بسبب خطيئته، لكن هذا ليس صحيحًا، في الحقيقة، الرزق مكتوب لدى الله- عز وجل-، وأما قبول الحرام فإنه يقطع الصلة مع الله ويُصعّب على العبد أن يشعر بثقة في الرزق الذي يأتيه، لأنه بذلك يُعلن عدم إيمانه الكافي بأن الله هو الرزاق."
وتابع: "الشيطان يستغل هذه الحالة النفسية ويزرع في قلب الإنسان الخوف والقلق من المستقبل، فهو يوهمه أنه لا يمكنه العيش بسلام إذا لم يحصل على رزق بطريقة غير مشروعة، وهذه هي الحيلة الكبرى، عندما يقبل الإنسان الحرام، فإنه يضع نفسه في طريق الشيطان ويغلق الباب أمام الرزق المبارك."
وشدد على أن قبول الحرام ليس فقط مخالفًا للشرع، بل هو أيضًا يؤثر على الاستجابة للدعاء، وإذا كنت تؤمن أن الله هو الرزاق، فإنك ستثق في رزقك مهما كان، وتعلم أن الله سيعطيك ما يكفيك، لكن الحرام يعمي بصيرتك ويجعلك غير قادر على التواصل مع الله بشكل صحيح.