خلفان الطوقي

 

هذه ليست المقالة الأولى فيما يتعلق بـ "صندوق عُمان المستقبل"؛ وذلك لإيماني أن يكون هذا الصندوق مُمكِّنًا جوهريًا ومحركًا أساسيًا وداعمًا استثماريًا ومساندًا اقتصاديًا في قادم الوقت، وعليه كان لا بُد من "توعية إضافية" للمهتمين من أصحاب وصاحبات الأعمال والمستثمرين من داخل وخارج السلطنة، إضافة إلى نقل أصوات ومشاعر وآمال المستثمرين إلى أصحاب القرار والمسؤولين في هذا الصندوق.

لا يختلف اثنان حول أهمية صندوق عُمان المستقبل، وأنه أنشئ لسد ثغرات تمويلية سابقة، مستجيبًا لحلول استثمارية أنية، بالرغم من ذلك، يأمل الجميع (مواطنون ومستثمرون) من التفعيل الأمثل لعملياته التشغيلية، وتحقيق الحد الأدنى من هذه الأهداف؛ وهي:

سرعة التنفيذ: فقد مرَّ المستثمرون بمراحل صعبة مُنذ عام 2016، ويأملون أن يروا بصيص أمل سريعًا في نهاية النفق، فربما هذا الصندوق يكون بعيدًا عن البيروقراطية، وفي ذات الوقت داعمًا ومُمكِّنًا ومساندًا وموجهًا لأعمالهم التجارية. عصري: أن يعمل الصندوق وفق المعايير الدولية الإدارية والمحاسبية والقانونية، على أن يساند شركاءه، وخاصة المحليين من المستثمرين، ليؤسسوا بمرور الأيام شركات استراتيجية دون تعقيدات ومطالب خيالية وغير قابلة للتطبيق. الاقتصاد العُماني: أن يضخ الصندوق رأس المال كاملًا في الاقتصاد العُماني، ويخدم الاقتصاد الوطني بشكل مباشر وغير مباشر، وسيتم شرح ذلك في النقطة التالية. المحتوى المحلي: إن ضخ ملياري ريال عُماني في الاقتصاد المحلي سوف يخلق فرصًا ووظائفَ عديدة، ويدعم الموردين والمصانع العُمانية وشركات الخدمات العُمانية والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة، وسيساهم في تنشيط الدورة الاقتصادية بشكل متسارع. التوازن: يُمكن في تحقيق ذلك من خلال مسارين متوازنين: مسار التنمية الاقتصادية، والتي تدعم الحركة الاقتصادية من خلال ديناميكية النشاطات التجارية. أما المسار الثاني فيكمن في الربحية ليضمن استمراريته واستدامته ليس لخمس أعوام فقط، وإنما لمدة لا تنتهي. خطة التواصل: نشر الصندوق رابطًا للتواصل مع مسؤوليه، ومن المناسب أن تتطور مع الوقت خطة التواصل، ويمكن فتح أكثر من قناة للتواصل، ويمكن أن تذهب لكل فروع غرفة تجارة وصناعة عُمان، في المحافظات للترويج والتسويق المستمر لهذا الصندوق، وبذلك سيضمن الصندوق الوصول إلى الفئة المستهدفة بشكل دقيق من مشاريع أو مستثمرين جادين يحق لهم خلق هذه الشراكات التجارية. المبادرة: وهو أن يكون مسؤولو وموظفو ولجنتا "الاستثمار" و"الاستشارية"، هم المبادرون للبحث عن الفرص الاستثمارية التقليدية أو الواعدة، وتشجيع المهتمين الجادين للتقدم للفرص الاستثمارية أو التمويلية. المناطق الصناعية: هناك مصانع عُمانية في المناطق الصناعية رابحة أو تعاني صعوبات وقتية أو عثرات مالية، ومن الممكن للصندوق التدخل والتواصل معهم، وإيجاد آليات للشراكة التجارية التي تخدم الجميع الصندوق والمستثمر والعاملين في هذه المصانع وسمعة المناطق الصناعية من ناحية وسمعة الاستثمار في عُمان كمفهوم شامل. استثمر في عُمان: أن يعمل الصندوق مع صالة استثمر في عُمان جنبًا إلى جنب، ويُمكنه أن يبعث رسالة إيجابية لكل من يرغب في الاستثمار في أرض عُمان، ويمكنه أن يكون متواجدًا هناك ليقتنص الفرص ويكون وعاءً استثماريًا حقيقيًا. البرامج الوطنية: أن تكون مرجعية الصندوق تحقيق أهداف البرامج والمبادرات الوطنية مثل برنامج "تشغيل" و"استدامة" و"نزدهر" و"تنويع" و"التحول الرقمي". التكامل وليس المنافسة: يُقصَد به أن يكون هدف الصندوق تحقيق التكامل والانسجام مع القطاع الخاص، وأن لا يكون منافسًا له أو مستحوذًا عليه؛ فأكثر ما يُقلل من إمكانية توسُّع القطاع الخاص هو استحواذ الصناديق الحكومية أو أذرعها الاستثمارية على كل مفاصل الاقتصاد. وعليه لا بُد أن تكون رسالة الصندوق واضحة وإيجابية لكل المستثمرين محليًا وخارجيًا، وأن وجوده هدفه التكامل وليس المنافسة أو الاستحواذ أو التحكم في كل شيء. وهنا لا بُد من القيام بحملة توعوية هدفها تغيير الصورة النمطية السلبية عمّا سبقها من مبادرات حكومية، وإعادة الثقة لكل من يُشكك في إمكانيات والأهداف الطموحة للصندوق. دليل استرشادي: ما هو متاح إلى الآن من معلومات حول الصندوق ما زال قليلًا، ومن المناسب أن يصدر الصندوق دليلًا استرشاديًا إلكترونيًا بلغاتٍ عديدة، يضم كافة المعلومات والأجوبة التي يحتاج إليها المستثمرون من أفراد ومؤسسات وصناديق استثمارية محلية أو إقليمية أو عالمية.

وأخيرًا.. إنَّ إنشاء صندوق عُمان المستقبل يمثل خطوة جوهرية في المسار الصحيح، ولا بُد من توفير كافة عوامل النجاح لضمان تنفيذ أهدافه في أسرع وقت ممكن على أرض الواقع، وأن يحقق الربحية والاستدامة، وأن يكون مُلامسًا للمجتمع والاقتصاد العُماني، مُحققًا لكل الأهداف الاستراتيجية المنشودة من إنشائه.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

1600 فرصة عمل للمواطنين مع بدء استثمارات "صندوق عُمان المستقبل" بـ832 مليون ريال

 

المشروعات تغطي 10 قطاعات اقتصادية حيوية

◄ ملهم الجرف: الإجراءات الرصينة تضمن سلامة القرار الاستثماري للصندوق

◄ الهاشمي لـ"الرؤية": 3 مشروعات ضمن فئة المشروعات المُباشرة

◄ مصنع "يونايتد سولار" في صحار الأكبر من نوعه في العالم والأول بالشرق الأوسط

◄ استثمارات عُمانية صينية في مجالات الطاقة المتجددة والمركبات الكهربائية

◄ لأول مرة في عُمان.. إنشاء "مطبخ سحابي" يضم 30 علامة تجارية افتراضية

 

الرؤية- سارة العبرية

أماط صندوق عُمان المستقبل- المملوك لجهاز الاستثمار العُماني- اليوم الأربعاء، اللثام عن أول دفعة من مشروعاته الاستثمارية؛ بالشراكة مع شركات محلية ومستثمرين دوليين، بقيمة إجمالية تتجاوز 832 مليون ريال عُماني، منها استثمارات أجنبية بقيمة 609 ملايين ريال عُماني، بينما تبلغ مساهمات صندوق عُمان المستقبل في هذه المشروعات نحو 220 مليون ريال عُماني، ومن المتوقع أن تسهم هذه المشروعات في توفير أكثر من 1600 فرصة عمل  مباشرة.

وغطت المشروعات 10 قطاعات حيوية مختلفة في سلطنة عُمان؛ حيث شملت فئة المشروعات الكبرى قطاعات التقنية، والصناعة، والسياحة، والطاقة الجديدة، والمركبات الكهربائية، بينما شملت فئة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة والشركات الناشئة قطاعات الغذاء والصحة والتقنية والتقنية المالية والتجارة الإلكترونية.


 

وقال ملهم بن بشير الجرف نائب رئيس جهاز الاستثمار العُماني للاستثمار إن "المشروعات تعكس سعي الجهاز إلى تحقيق الأهداف الإستراتيجية لصندوق عُمان المستقبل التي تركز على تحفيز الاقتصاد المحلي وتنميته، والنهوض بالقطاعات الاقتصادية المُستهدفة، والتكامل مع القطاع الخاص، إلى جانب جذب الاستثمارات الأجنبية، وتوفير فرص عمل وفرص أعمال للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة والشركات الناشئة".

وأشار الجرف إلى "أن هذه المشروعات الاستثمارية تُعدّ الأولى للصندوق منذ بدء عملياته التشغيلية في 17 يناير 2024؛ حيث شهد إقبالًا كبيرًا من المستثمرين المحليين والخارجيين، وتجاوز عدد الطلبات التي قُدِّمت للصندوق 212 طلبًا، مؤكدًا حرص الجهاز على اتخاذ الإجراءات الرصينة التي تضمن سلامة القرار الاستثماري للصندوق".

وفي تصريحات خاصة لـ"الرؤية"، قال راشد بن سلطان الهاشمي مدير أول استثمارات لصندوق عُمان المستقبل "إن فئة المشروعات المُباشرة تضم 3 مشروعات؛ هي: مصنع "يونايتد سولار" الذي يقع في المنطقة الحرة بصحار، ويُعدّ من أكبر المصانع في العالم والأول من نوعه في الشرق الأوسط في صناعة البولي سيليكون، ويسهم في تطوير صناعات الشق السفلي  للطاقة المتجددة، بما في ذلك صناعة الألواح الشمسية، مشير إلى "أن تصل طاقته الإنتاجية إلى 100 ألف طن سنويًا".


 

وأضاف أن المشروع الثاني هو صندوق "آي دي جي عُمان" الاستثماري الذي يأتي بالشراكة مع صندوق "آي دي جي كابيتال" الصيني ذي الخبرة الواسعة في الاستثمارات المتنوعة؛ حيث سيعمل الصندوق على الاستثمار في سلطنة عُمان بالشراكة مع شركات صينية واعدة، مع التركيز على تقنية المعلومات والاتصالات، والطاقة المتجددة، والمركبات الكھربائیة، إضافة إلى جانب صندوق "إي دبليو تي بي عُمان" الذي يأتي بالشراكة مع صندوق "إي دبليو تي بي كابيتال" الصيني ويستهدف الاستثمار في السوق العُماني بالشراكة مع شركات صينية واعدة مع التركيز على تقنية المعلومات والاتصالات، والطاقة، والسیاحة، والزراعة.

أما بالنسبة لمشروعات فئة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة والشركات الناشئة التي تُدار بالشراكة مع شركات تنمية، وإذكاء، وعُمانتل، وسايفر كابيتال، أوضح الهاشمي أنها تمثلت في مشروع "آي أو كتشن" وهو مطبخ سحابي بأكثر من 30 علامة تجارية افتراضية يُعيد تشكيل تجربة وتوصيل الطعام باستخدام تقنيات مُتجدِّدة، ومشروع "بيمة" الذي يُعد أول وسيط يقدم خدمات التأمين عبر الإنترنت في سلطنة عُمان، ومشروع "أوباي" وهي أول شركة عُمانية مرخصة تقدم خدمة "اشترِ الآن وادفع لاحقًا" في السوق العُماني، ومشروع  "بسلير أليجنر" الذي يَستخدم الذكاء الاصطناعي لإحداث ثورة في تقویم الأسنان، ومشروع "ناشد" الذي يوفِّر حلولَ الهوية الرقمية الآمنة والفعالة والمتاحة للجميع باستخدام "البلوك تشين" والتحقق المُعزَّز بالذكاء الاصطناعي، ومنصة "أنتم" المالية الرقمية التي تستخدم تقنيات إدارة واجهة برمجة التطبيقات (API)؛ لتمكين المؤسسات المالية وشركات التقنية المالية في سلطنة عُمان، ومنصة "المُداوِي" الرقمية المتخصصة في السياحة العلاجية التي تتيح للمستخدمين البحث عن مقدمي الرعاية الصحية المعتمدين وحجز كافة الخدمات اللازمة لرحلتهم العلاجية، ومشروع "فاسكانو" الذي يوفر حلول الطلب الذكي لقطاعات الأغذية، والفنادق، والفعاليات، بهدف سد الفجوة بين التجار في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا مع المستهلكين، ومشروع "إدفابي" الذي يُعدّ مزوِّدًا للخدمات المالية من خلال تحويل الهواتف المحمولة إلى أجهزة دفع آمنة للمعاملات التجارية، ومشروع "زُمر" الذي يستخدم الخوارزميات الذكية لتطوير الجمعيات الادخارية التقليدية، وتحويلها إلى حل آمن وشامل يمكن الوصول إليه بسهولة، وبوابة "مُناك" الإلكترونية التي تُقدِّم خدمات مالية واستهلاكية للعمال الأجانب، وتوفر بوابةً لتبسيط عملية تسجيل أصحاب العمل ووكالات التوظيف، ومنصة "سامبو" المتخصصة بالتسعير لشركات التجارة الإلكترونية، ومشروع "بن بلس" وهو مزود لخدمات الفنادق والمطاعم والتموين؛ حيث يربط المستخدم بموردين موثوقين، ويعزز عملية البيع والشراء بالجملة في منصة واحدة، إلى جانب منصة الشراء الإلكترونية "بد بد" التي تضم مزادات مباشرة وتحليل البيانات لتبسيط المفاوضات والاتصالات والتقييمات، ومشروع "سرب" الذي يقدم حلولًا مبتكرة لإدارة الطائرات بدون طيار باستخدام منصة UTM لتدعم عمليات الطيران بأمان وكفاءة عالية.

من جهته، قال طارق النبهاني مدير محفظة تنمية لاستثمارات الرسملة الصغيرة: "استثمرنا في ’آي يو كي‘ (المطبخ السحابي) ضمن صندوق عُمان المستقبل، يمثل نموذجًا ظهر وانتشر خلال فترة جائحة ’كوفيد- 19‘، ويعتمد على تشغيل مجموعة من المطابخ من خلال مطبخ مركزي واحد للمساهمة في تقليل تكاليف الإنتاج وتسهيل توزيع الوجبات".

وتتمثّل آلية استثمار صندوق عُمان المستقبل في المشروعات المحلية المباشرة في الشراكة أو الإقراض وفق عدة معايير؛ من ضمنها: ألّا تتعدى النسبة التي يتملّكها الصندوق في المشروع 40%، ويكون التركيز على المشروعات التي تستهدف النمو، بينما يتراوح حجم استثمار الصندوق في هذه المشروعات بين 5 و100 مليون ريال عُماني. أما مشروعات المؤسسات الصغيرة والمتوسطة؛ فاستثمار الصندوق فيها يكون إما بالشراكة أو رأس المال الجريء، بحيث يكون أقصى حد للاستثمار فيها 5 ملايين ريال عُماني، مع عدم تملك حصص الأغلبية، والتركيز على الاستثمار في رأس المال المخصص لتحقيق النمو والتوسع للمشروع.


 

يُشار إلى أن صندوق "عُمان المستقبل" الذي أطلقه جهاز الاستثمار العُماني بالشراكة مع وزارة المالية، يبلغ رأسماله 2 مليار ريال عُماني على مدى 5 سنوات (2024- 2028)، ويستثمر في جميع القطاعات المستهدفة باستثناء قطاعي النفط والغاز والعقارات، ويمكن للمستثمرين التقدم بطلباتهم عبر المنصة الإلكترونية www.futurefund.om؛ حيث يجري تقييم المشاريع وفق معايير محددة لضمان جدواها الاقتصادية وإسهاماتها في تحقيق الأهداف الوطنية للصندوق.


 

مقالات مشابهة

  • تحذير من 7 نقاط للراغبين في حجز وحدات التنمية الحضرية
  • صندوق النقد الدولي يؤكد الانتهاء من المراجعة الرابعة للاقتصاد المصري خلال الأشهر المقبلة
  • صندوق النقد الدولي: إجراء المراجعة الرابعة لمصر خلال أشهر
  • صندوق تنمية المهارات يختتم برنامج نقل وحماية الأموال
  • وفد عُماني يبحث في اليمن تعزيز العلاقات التجارية
  • رئيس صندوق الإسكان الاجتماعي تُشارك في القمة العالمية للبنية التحتية الرقمية
  • استثمارات "عُمان المستقبل"
  • 8 % نسبة نمو صندوق التعليم الإقتصادي
  • بنك مسقط يعلن نجاح تدشين الصندوق الاستثماري "الثروة"
  • 1600 فرصة عمل للمواطنين مع بدء استثمارات "صندوق عُمان المستقبل" بـ832 مليون ريال