حتى لا يكون له بديلًا
تاريخ النشر: 27th, January 2024 GMT
صاحب السمو السيد/ نمير بن سالم آل سعيد
كان بالإمكان أن يتوفقوا فيه ويكفيهم الكثير من الأمور.. فلديه ما يلزم من الخبرة والجدارة والمثابرة على تنفيذ الأعمال والمهام المكلف بها بطريقة صحيحة.
كان بالإمكان أن يكون مساهمًا في تذليل الصعوبات والعقبات في العمل، وأن يكون عونًا على اكتشاف الأخطاء لتصحيحها، ومبادرًا في تقديم الأفكار والمقترحات من أجل التطوير، والتوجيه والإشراف والمتابعة المستمرة لسير العمل لحصاد النتائج المثمرة بتعاون وانسجام مع الفريق الذي يعمل معه.
شخصية قيادية واعية طموحة، بمقدرة على الإنجاز والتطوير للصالح العام وأحد المخلصين الأمناء الذين يمكن الاعتماد عليهم، وليس كالبعض الذين وجودهم مثل عدمهم دون إنجاز سنوي ملموس يقدمونه لفائدة العمل! بل على العكس تراجع في الأداء وضعف في المستوى الوظيفي لسوء الإدارة، وإخفاق في تأدية الواجب كما ينبغي، وكأنَّ لا أحد يقيس ولا أحد يُتابع، متسترين على أخطائهم حتى لا تصل لمن بيده القرار. وما يهمهم إدامة بقائهم متربعين على كرسيهم الوظيفي عاماً بعد عام متشبثين به حتى الرمق الأخير، ولو يدسون الدسائس في سبيل ذلك.
وصاحبنا المدير هذا ظهرت قدراته الوظيفية وإمكانياته الإدارية في أكثر من موضع وأكثر من مناسبة، إضافة إلى ما يتقلده من مؤهلات علمية وعملية. وبدلًا من تكريمه وترقيته وجد رئيس الوحدة بأن هذا الشخص مصدر تهديد ومنافس له لأنه يتمتع بكثير من الخصائص الراقية التي تسمح له بسهولة أن يكون بديلاً أفضل منه، وخشي أن يتم استبداله به ويخسر مكانه ومكانته عاجلًا أو آجلًا.
وتأكدت وساوسه هذه عندما حضر المسؤول الأعلى إلى جهة العمل لتفقد سير العمل وبمعيته رئيس الوحدة وبحضور المديرين؛ فتحدث المسؤول الأعلى وبدلًا من أن ينظر إلى رئيس الوحدة عند حديثه عن العمل، وجّه نظره إلى هذا المُدير المجتهد الذي كان يخشى رئيس الوحدة أن يحل مكانه.
نظرات موجهة قد تكون غير مقصودة من المسؤول الأعلى ولكن رئيس الوحدة هذا أخذت تنتابه المخاوف والوساوس أكثر. وتساءل: لماذا المسؤول الأعلى لم ينظر إليّ حين وجّه خطابه في ذلك الوقت، ونظر إلى هذا المدير مشيرًا إليه؟! لا بُد وأنه يُريد أن يُعيِّنه بديلًا عني، وإلّا لما نظر إليه النظرة الرضية تلك مُعطيًا التوجيه له وليس لي، وأنا رئيس الوحدة؟!
أراد رئيس الوحدة أن يزيح هذا المدير من طريقه كمنافس محتمل، فقام بالتفكير في بعض التدابير الكيدية الخفية. والمدير مهما كان فهو لا يستطيع رد مكائد رئيس الوحدة إذا أراد الكيد له، فذاك لديه السلطة في مؤسسته، وهو الآمر الناهي وهذا مجرد مدير مغلوب على أمره.
بدأ رئيس الوحدة المتمسك بكرسيه بالتنفيذ الكيدي بتهميش هذا المدير وتقليص صلاحياته وإضعافه في العمل، فلا يتم تحويل المواضيع إليه؛ بل يتجاوزه لأشخاص آخرين دون مراعاة التسلسل الوظيفي في الدائرة. ويتفأجا المدير بأن بعض أعمال دائرته لا يعلم عنها شيئًا ولا تمر عليه؛ بل توصل إلى رؤساء الأقسام مباشرة. كما أصبح رئيس الوحدة لا يرشحه لعضوية لجان أو يدعوه لحضور اجتماعات أو ندوات ولا يسند له المهام، كما كان سابقًا، وليس ذلك فحسب؛ بل يقوم معاونو رئيس الوحدة بإيعاز منه بمضايقته ووضع العراقيل أمامه. إلى أن جاءت الفرصة الكبرى للتخلص نهائيًا من هذا المدير ذي الخبرة العلمية والعملية النشط والذي يشكل هاجسًا مؤرقًا لرئيس الوحدة من أن يأخذ مكانه؛ فاخرجه إلى التقاعد الإجباري ومعه الكثير بقرار وزاري بنسبة عدد 100% من الذين بالإمكان أن يشملهم القرار، وليس كباقي المؤسسات التي طبقت القرار بنسبة 70% الملزمة فقط، مراعاة لكفاءة بعض موظفيها المجيدين حتى لا تخسرهم وتخسر معهم مستوى الأداء الوظيفي الذي يقدمونه بخبرتهم وإمكانياتهم الإدارية والفنية.
ولم تُثنِ رئيس الوحدة أي محاولات للعدول عن ذلك من قبل مساعي أصحاب النوايا الحسنة ليمضي قدمًا في إضافة تطبيق نسبة 30% المتروكة لاختياره الشخصي!!
بينما كان بإمكانه أن يعمل على تطبيق نسبة 70% وليس نسبة 100% ولكنه أصر عليها وصمم على تطبيقها فقط لأنه القرار يُجيز له ذلك!!
ولو لم يتخذ هذه الخطوة الشخصية لما أحال إلى التقاعد الإجباري عددًا من الكفاءات المهمة ممن لم يتجاوزوا الأربعينات وبداية الخمسينات من أعمارهم الذين لا يزالون في أوج عطائهم الوظيفي، ومنهم هذا المدير الذي أراد فقط أن يشارك في خدمة الصالح العام بتفانٍ وإخلاص من خلال عمله دون التفكير في أن يكون بديلًا لأحد.
لكن حصل ما حصل من رئيس الوحدة، حسدًا وكراهية وتسلطًا؛ ليُنهي وجوده إداريًا ويقضي عليه وظيفيًا حتى لا يكون له بديلًا.
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
حبس البول قد يكون له مخاطر صحية خطيرة.. ما هي؟
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- من الشائع تجاهل إشارات الجسد من أجل الإنتاجية أو الاسترخاء. فكم مرة أرجأت التبوّل حتى انتهاء اجتماع أو لأنك لا تريد تفويت بضع ثوان من الفيلم الذي لطالما أردت مشاهدته؟
وقال الدكتور جيسون كيم، الأستاذ المشارك السريري في جراحة المسالك البولية بكلية رينيسانس للطب في جامعة "ستوني بروك" بمدينة لونغ آيلاند، إن حبس البول بين الحين والآخر قد يكون غير ضار بشكل عام، لكن هناك بعض الحالات التي يمكن أن يهدد فيها هذا السلوك صحتك، خصوصًا إذا كان سلوكًا منتظمًا ومكتسبًا.
وتنبع هذه المخاطر من الأسباب والطريقة التي نتبول بها في المقام الأول.
وأضاف كيم، الذي يشغل أيضًا منصب مدير مركز صحة الحوض وسلاسة البول لدى النساء في الجامعة، أن هناك نظام عصبي معقد يتحكم في عملية التبول. وتقوم الكلى بإنتاج البول، ثم يتم نقله عبر أنبوبين يُدعيان الحالبين إلى المثانة.
وتابع: "يمكنني القول إن السعة الطبيعية للمثانة تتراوح بين 400 إلى 600 (سنتيمتر مكعب)".
ما أن تمتلئ المثانة إلى نحو نصفها، تقوم المستقبلات العصبية بإبلاغ الدماغ بأنه حان وقت التبول، ويطلب الدماغ من المثانة الاحتفاظ بالبول حتى يحين وقت مقبول اجتماعيًا للتبوّل، وفقًا لما ذكره كيم. وأوضح أنه في تلك اللحظة، يرسل الدماغ إشارات تؤدي إلى استرخاء العضلة العاصرة للإحليل وانقباض عضلات المثانة لدفع البول للخارج.
من جانبه، يقول الدكتور ديفيد شوسترمان، اختصاصي المسالك البولية المعتمد لدى مركز نيويورك لأمراض المسالك البولية في مدينة نيويورك: "لقد خلقنا بهذه الطريقة لأنه إذا قمنا بالتبوّل أثناء سيرنا على الطريق، فسوف تشتم الحيوانات المفترسة رائحتنا. ويحتوي البول على سموم مركزة، لهذا السبب يحاول جسمك التخلص منها، وما يحدث في النهاية أنك تريد حبس السموم لأنها ذات رائحة، وتريد أن تكون قادرًا على إخراج السموم في وقت تكون فيه أكثر حماية".
استنادًا إلى هذا التفسير العلمي، إليك ما تحتاج إلى معرفته حول مخاطر تأجيل التبول.
العيوب المحتملة لتأجيل التبوليمكن أن يزيد احتباس البول من خطر الإصابة بعدوى المسالك البولية، التي تنتج عن دخول البكتيريا إلى المسالك البولية.
وفي حين أن التبول المثالي من شأنه أن يطرد أي غزاة جدد، فإن حبس البول يمكن أن "يخلق أرضًا خصبة للبكتيريا"، وفقا للدكتور جامين براهمبات، اختصاصي المسالك البولية ومساهم لدى CNN.
لهذا السبب يُنصح الأشخاص، لا سيما النساء، بالتبول بعد ممارسة الجنس لأن احتكاك النشاط الجنسي يمكن أن يدفع البكتيريا إلى مجرى البول.
وأشار كيم إلى أنه إذا تُركت عدوى المسالك البولية من دون علاج، فقد تصعد إلى الكلى، وتؤدي إلى التهاب الحويضة والكلية. وإذا لم يتم التحقق من هذه العدوى أيضًا، فقد يكون هناك عدوى في مجرى الدم أو تعفن الدم من مصدر بولي.
ولفت الخبراء إلى أن حبس البول كثيرًا بمرور الوقت يمكن أن يجهد، وبالتالي يضعف، عضلات المثانة، التي لا يمكنها بعد ذلك توليد قوة كافية لتفريغ البول.
وقال براهمبات إن هذا "يجعل من الصعب إفراغ المثانة تمامًا عندما تذهب لإفراغها أخيرًا. وعندما يحدث ذلك، يمكنك الدخول في حلقة مفرغة، فالمزيد من البول المتبقي يعني المزيد من خطر الإصابة بالعدوى".
وأشار الخبراء إلى أن تجاهل الإشارات الجسدية باستمرار يمكن أن يجعلها تبدأ بأن تصبح أقل وضوحًا أو غير فعالة.
وإذا لم تتمكن من التبول، عليك مراجعة الطبيب.
وبحسب كيم، تشمل العلاجات المتاحة القسطرة المتقطعة ذاتية الإدارة، أو القسطرة طويلة الأمد، أو تعديل الأعصاب العجزية، وهو جهاز تنظيم ضربات المثانة الذي يمكنه أحيانًا "استعادة قدرة عضلة المثانة على الانقباض بشكل طبيعي".
وفي الحالات الأكثر تطرفًا، يمكن أن يؤدي حبس البول إلى ارتداد البول للكلى، ما قد يؤدي إلى التهابات، أو تلف الكلى، أو استسقاء الكلية، بحسب الخبراء.
والأخير، هو حالة تتورم فيها الكلى وتتمدد من التراكم. عدم إفراغ المثانة بشكل كافٍ يمكن أن يسبب أيضًا آلامًا في البطن أو تقلصات أو حصوات المثانة.
ما مدى خطورة حبس البول؟يقول الخبراء إن الاستجابة لإشارات جسمك بأسرع ما يمكن هو الخيار الأفضل دائمًا.
ومع ذلك، قال الخبراء إن حبس البول لمدة تصل إلى بضع ساعات مرات عدة في الأسبوع ليس من المرجح أن يسبب ضررًا للشخص السليم العادي. لكن إذا تجاهلت بانتظام رغبتك بالتبول لأسابيع أو أكثر، فأنت تضع مثانتك وكليتيك تحت ضغط غير ضروري.
وهناك بعض الأشخاص الذين قد يكون تأخير التبول بالنسبة لهم أكثر خطورة من المعتاد، وينطبق هذا على أولئك الذين قد لا يتمكنون من محاربة العدوى أيضًا، ضمنًا كبار السن الذين قد يعانون أيضًا من انخفاض القدرة على التبول بشكل طبيعي لأن الشيخوخة يمكن أن تكون مصحوبة بتضخم البروستاتا (للرجال)، وتضييق مجرى البول (للنساء)، بحسب ما ذكره شوسترمان.
ويعد الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات المثانة أو الكلى العصبية أكثر عرضة للأذى من حبس البول.
ويجب على النساء الحوامل أيضًا توخي الحذر الشديد لاحترام الرغبة يالتبول، حيث أنهن بالفعل أكثر عرضة لخطر الإصابة بالتهابات المسالك البولية بسبب زيادة وزن الرحم وضغطه على المثانة، ما قد يمنع تفريغ البول.
وأضاف شوسترمان أنه إذا كنت تدخن أو تعمل بالقرب من السموم مثل البنزين، فأنت معرض لخطر أكبر للإصابة بسرطان المثانة، لذا فإن التبول بشكل متكرر مهم لك أيضًا.
وقال الخبراء إنه إذا كنت تحبس بولك لأنك لاحظت أنك تركض إلى المرحاض بشكل غير معتاد، فقد يكون ذلك علامة على متلازمة فرط نشاط المثانة، أو مرض السكر،ي أو التهاب المسالك البولية. في هذه الحالة، راجع طبيب المسالك البولية الذي يمكنه مساعدتك على معرفة السبب وبدء بعض تمارين تدريب المثانة.
وإذا كنت تشعر بعدم الارتياح في ارتياد الحمامات العامة، أكد براهمبات أنه من الأفضل تلبية نداء جسمك عوض حبس البول.
ونصح قائلا: "احمل بعض المناديل المطهرة أو غطاء مقعد محمول إذا كان ذلك يجعلك أكثر راحة. ستشكرك مثانتك في المستقبل!"
نصائحنشر الثلاثاء، 17 ديسمبر / كانون الأول 2024تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2024 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.