جريدة الرؤية العمانية:
2025-03-10@16:13:18 GMT

السودان الأرض الضائعة

تاريخ النشر: 27th, January 2024 GMT

السودان الأرض الضائعة

 

‏راشد بن حميد الراشدي **

 

أتون حرب مشتعلة تدور رحاها في السودان الشقيق، مُهددة بضياع الأرض وضياع جميع أطر الحياة وجميع الأعراف الإنسانية، وبقي السودان أرضًا تنتشر فيها جثث ملقاة على قارعة الطرقات.

تصفية عرقية ممنهجة لكل من يرفع صوته أو يعترض بكلمة حق، فلقد حرقوا الأخضر واليابس وقتلوا النساء والأطفال والشيوخ وهجروا أصحاب مدن بأكملها من مدنهم وبيوتهم وقتلوا شبابهم بلا رحمة بل مثلوا بجثثهم.

حرقوا البيوت والمساجد والمستشفيات والبنوك وكل ما كان يحمل أملاً نحو حياة سعيدة لهذا البلد الغالي العزيز حوله الغوغائيون المرتزقة إلى خراب.

زرعوا القلاقل والفتن وباتوا على طحن السودان في حقدهم وصفاتهم النتنة التي لا يرتكبها سوى فاجر مختل.

مئات الآلاف من النازحين يرزحون تحت حياة صعبة، فقدوا فيها أولادهم ومالهم وأرضهم وبيوتهم وفروا بأرواحهم إلى حيث رمى بهم القدر في مأساة إنسانية عربية أخرى مع صمت مُطبق من العالم بأكمله، فلا أمم متحدة تعرفهم، ولا جامعة عربية تدعمهم، ولا لجان حقوق إنسان؛ حيث يعرف الكثيرون بحال السودان وما يحدث فيه من سحق لكل سوداني شريف لا يحلم سوى بالعيش الكريم في بلاده ولكن العالم تركهم يواجهون مصيرهم المحتوم من قتلة وسفكة دماء.

غزة تستصرخ الجميع والسودان يستصرخ الجميع، فهل من مُغيث لوطنين عربيين تطاولت عليهما أيادي الظالمين العابثين قبل فوات الأوان وقد فات بآلاف من قتلوا وسحقوا في حروب غير متكافئة.

سقوط السودان هو سقوط معقل من معاقل العرب والمسلمين وسقوطنا في ديننا وأخلاقنا وإنسانيتنا وكل ما نعيشه اليوم هي خطط ممنهجة للقضاء على أقطار الإسلام وهدم قلاعه الباسلة بخبث التنفيذ الذي تقوم به مليشيات مأجورة قاتلها الله.

اليوم أناشد شرفاء الأمة أن يناصروا إخوانهم وأن تعود أمة محمد صلى الله عليه وسلم إلى رشدها وأدعو كذلك جميع الدول الشريفة لإنقاذ السودان وأهله، فقد بلغ السيل الزُبى، وبلغت القلوب الحناجر وصحائف التاريخ تكتب ولن ترحم في عدم إنقاذ أرواح العزل المدنيين التي أزهقتها فصائل الدمار والخراب في السودان الحبيب.

تبًا لمن تعمد هذه الحروب الممنهجة في وقت ضاعت فيه أمة الإسلام والعروبة في شهواتها وملذاتها مع انفجار شلالات الدم في أقطارها وليبقَ التاريخ شاهداً على وهن الأمة واستسلامها وانقيادها لحزب الشيطان فقد أهلكت السودان وطُمست وأصبحت أرضاً ضائعة، كما ضاعت فلسطين من عشرات السنين، فهل من مُنقذ وهل من مخرج نستفيق معه من سبات عميق وظلام دامس، فعساه قريب.

** عضو مجلس إدارة جمعية الصحفيين العمانية

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

بالفيديو.. إبراهيم الهدهد: الكبر هو أصل الفساد في الأرض

أكد الدكتور إبراهيم الهدهد، رئيس جامعة الأزهر الأسبق، أن القرآن الكريم يعرض قصص السابقين الذين أفسدوا في الأرض بعد إصلاحها، بهدف تحذير البشرية من الوقوع في الأخطاء نفسها، موضحا أن من يرتكب هذه التصرفات يتحمل نتائج أفعاله، مستشهدًا بقصة قارون، الذي كان من بني إسرائيل لكنه لم يكن مؤمنًا بموسى عليه السلام، فاستغل ثروته في الظلم والبغي.

وأضاف رئيس جامعة الأزهر الأسبق، خلال حلقة برنامج ""، المذاع على قناة "الناس" اليوم الأحد، أن القرآن بيّن سبب طغيان قارون، وهو المال، حيث قال الله تعالى: "إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِن قَوْمِ مُوسَىٰ فَبَغَىٰ عَلَيْهِمْ ۖ وَآتَيْنَاهُ مِنَ ٱلْكُنُوزِ مَآ إِنَّ مَفَاتِحَهُۥ لَتَنُوءُ بِٱلْعُصْبَةِ أُو۟لِى ٱلْقُوَّةِ" (القصص: 76)، مشيرا إلى أن المفاتيح وحدها كانت ثقيلة لدرجة أن مجموعة قوية من الرجال بالكاد تحملها، فما بالك بكمية المال داخل خزائنه؟! ومع ذلك، لم يشكر الله، بل زاد تكبره وبغيه على قومه.

وشدد على خطورة الغرور والتفاخر بالمال، موضحًا أن قوم قارون نصحوه بعدم الاختيال، فقالوا له: "إِذْ قَالَ لَهُۥ قَوْمُهُۥ لَا تَفْرَحْ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يُحِبُّ ٱلْفَرِحِينَ" (القصص: 76)، موضحا أن الفرح هنا ليس بمعناه الإيجابي، بل يعني الاختيال والتكبر والتعالي على الناس، وأن المال عندما يكون سببًا للبغي والطغيان، فإن عاقبته تكون وخيمة.

وأضاف أن الكبر هو أصل الفساد في الأرض، مستشهدًا بإبليس، الذي رفض السجود لآدم عليه السلام بسبب الغرور، قائلاً: "أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ" (الأعراف: 12)، موضحا أن معيار التفاضل عند الله ليس بالمادة أو النسب، وإنما بالأعمال الصالحة والتقوى، محذرًا من أن الكبر يمنع الإنسان من قبول الحق ويؤدي إلى الظلم والإفساد.

اقرأ أيضاًشيخ الأزهر يوضح الدلالات اللغوية والشرعية لـ اسم الله «المقيت»

«صوت من السماء وفاز بمسابقة حفظ القرآن».. طالب أزهري كفيف يؤم المصلين بالجامع الأزهر

مقالات مشابهة

  • أحمد علي سليمان: المرأة المسلمة كانت دائمًا ركيزة أساسية في نهضة الأمة
  • بالفيديو.. إبراهيم الهدهد: الكبر هو أصل الفساد في الأرض
  • مناوي : حزب الأمة انتهى برحيل الأمام الصادق المهدي
  • درس التراويح بالجامع الأزهر: الإسلام جعل التكافل مبدأً راسخًا لتوازن المجتمع
  • المفتي يوضح حكم صيام المريض العاجز «فيديو»
  • مسجد قباء أول مسجد أسس في الإسلام يحمل في جنباته عبق السيرة النبوية
  • السياسة وجهود التقارب بين المذاهب الإسلامية!
  • الحاج حسن: الدولة مدعوة للقيام بدورها لناحية تحرير الأرض
  • هناء قنديل تكتب.. معارك فاصلة غيرت مجرى التاريخ فى الشهر الفضيل
  • خالد الجندي: هذه الكلمة من أحب الألفاظ إلى الله