جريدة الرؤية العمانية:
2024-11-05@16:17:55 GMT

السودان الأرض الضائعة

تاريخ النشر: 27th, January 2024 GMT

السودان الأرض الضائعة

 

‏راشد بن حميد الراشدي **

 

أتون حرب مشتعلة تدور رحاها في السودان الشقيق، مُهددة بضياع الأرض وضياع جميع أطر الحياة وجميع الأعراف الإنسانية، وبقي السودان أرضًا تنتشر فيها جثث ملقاة على قارعة الطرقات.

تصفية عرقية ممنهجة لكل من يرفع صوته أو يعترض بكلمة حق، فلقد حرقوا الأخضر واليابس وقتلوا النساء والأطفال والشيوخ وهجروا أصحاب مدن بأكملها من مدنهم وبيوتهم وقتلوا شبابهم بلا رحمة بل مثلوا بجثثهم.

حرقوا البيوت والمساجد والمستشفيات والبنوك وكل ما كان يحمل أملاً نحو حياة سعيدة لهذا البلد الغالي العزيز حوله الغوغائيون المرتزقة إلى خراب.

زرعوا القلاقل والفتن وباتوا على طحن السودان في حقدهم وصفاتهم النتنة التي لا يرتكبها سوى فاجر مختل.

مئات الآلاف من النازحين يرزحون تحت حياة صعبة، فقدوا فيها أولادهم ومالهم وأرضهم وبيوتهم وفروا بأرواحهم إلى حيث رمى بهم القدر في مأساة إنسانية عربية أخرى مع صمت مُطبق من العالم بأكمله، فلا أمم متحدة تعرفهم، ولا جامعة عربية تدعمهم، ولا لجان حقوق إنسان؛ حيث يعرف الكثيرون بحال السودان وما يحدث فيه من سحق لكل سوداني شريف لا يحلم سوى بالعيش الكريم في بلاده ولكن العالم تركهم يواجهون مصيرهم المحتوم من قتلة وسفكة دماء.

غزة تستصرخ الجميع والسودان يستصرخ الجميع، فهل من مُغيث لوطنين عربيين تطاولت عليهما أيادي الظالمين العابثين قبل فوات الأوان وقد فات بآلاف من قتلوا وسحقوا في حروب غير متكافئة.

سقوط السودان هو سقوط معقل من معاقل العرب والمسلمين وسقوطنا في ديننا وأخلاقنا وإنسانيتنا وكل ما نعيشه اليوم هي خطط ممنهجة للقضاء على أقطار الإسلام وهدم قلاعه الباسلة بخبث التنفيذ الذي تقوم به مليشيات مأجورة قاتلها الله.

اليوم أناشد شرفاء الأمة أن يناصروا إخوانهم وأن تعود أمة محمد صلى الله عليه وسلم إلى رشدها وأدعو كذلك جميع الدول الشريفة لإنقاذ السودان وأهله، فقد بلغ السيل الزُبى، وبلغت القلوب الحناجر وصحائف التاريخ تكتب ولن ترحم في عدم إنقاذ أرواح العزل المدنيين التي أزهقتها فصائل الدمار والخراب في السودان الحبيب.

تبًا لمن تعمد هذه الحروب الممنهجة في وقت ضاعت فيه أمة الإسلام والعروبة في شهواتها وملذاتها مع انفجار شلالات الدم في أقطارها وليبقَ التاريخ شاهداً على وهن الأمة واستسلامها وانقيادها لحزب الشيطان فقد أهلكت السودان وطُمست وأصبحت أرضاً ضائعة، كما ضاعت فلسطين من عشرات السنين، فهل من مُنقذ وهل من مخرج نستفيق معه من سبات عميق وظلام دامس، فعساه قريب.

** عضو مجلس إدارة جمعية الصحفيين العمانية

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

خطبة الجمعة القادمة تُذكر الناس بمكانة المساجد في الإسلام 

أصدر وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد، الشيخ الدكتور عبداللطيف بن عبدالعزيز آل الشيخ، اليوم الاثنين، توجيهاً لخطباء الجوامع بمختلف مناطق ومحافظات المملكة بتخصيص خطبة الجمعة القادمة 6/ 5/ 1446هـ لتذكير الناس بمكانة المساجد في الإسلام ووجوب المحافظة على نظافتها وحمايتها ومرافقها وخدماتها من أي اعتداءات.
ونص التوجيه الصادر من الوزير أن تتضمن الخطبة عدداً من المحاور منها: بيان مكانة المساجد في الإسلام وأنها أحب البقاع إلى الله وذلك لقول الله عز وجل﴿ فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ ﴾، والتذكير بفضل القيام بنظافة المساجد وصيانتها وتطهيرها وتطييبها وذلك امتثالاً لما جاء في حديث عائشة رضي الله عنها: (أمر رسول الله صلّى الله عليه وسلم ببناء المساجد في الدور وأن تنظف وتطيب) رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه.
أخبار متعلقة "روح السعودية" تعلن عن تفاصيل مشاركتها في معرض WTM بلندن”مدد“.. تقنية لمراقبة وضعيات الجلوس بالذكاء الاصطناعياستغلال دور العبادة
كما تضمن التوجيه التأكيد على بيان أن أراضي المساجد تعتبر أوقافاً ولا يجوز شرعاً استخدامها في غير ما خصصت له وذلك استناداً إلى الفتوى الصادرة من اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء والتي نصت على: (أن ما كان داخل في أسوار المساجد سواء كان مسقوفاً أو غير مسقوف وأسطحها ومناراتها والساحات المهيئة للصلاة بجوارها لا ينبغي استغلالها في غير العبادة من صلاة وحلقات طلب علم أو تحفيظ للقرآن).
فيما جاء من المحاور المهمة في الخطبة بيان أن التعدي على المساجد وأراضيها ومرافقها باستغلالها لغير ما خصصت له، أو إحداث أي إنشاءات عليها دون موافقة من وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد هو من التعدي على بيوت الله ومن الفساد والمنكرات التي يجب على المسلمين أن يتعاونوا على منعها والإبلاغ عنها، وكذلك التأكيد على حرمة التعدي على خدمات الكهرباء والمياه الخاصة بالمساجد من خلال استغلالها لغير ما خصصت له، حيث يُعتبر ذلك اختلاساً يجب منعه والإبلاغ عنه، والتذكير بأن الواجب على المسلم أن يحافظ على جميع المرافق العامة ليتسنى لجميع أفراد المجتمع الاستفادة منها.

مقالات مشابهة

  • الإسلام الحركي
  • لماذا لا يتعظ عسكر السودان من دروس التاريخ وتجارب الماضي؟
  • كورتي قلعة التاريخ تؤكد الجاهزية والسند لحماية الأرض والعرض
  • طريق التكامل والتعاون والسيادة (2)
  • شروط التبرع بالدم في الإسلام .. اعرف الثواب من الله للمتبرع
  • من أسباب دخول الجنة.. دار الإفتاء توضح فضل إطعام الطعام في الإسلام
  • خطبة الجمعة القادمة تُذكر الناس بمكانة المساجد في الإسلام 
  • فضل الستر على العُصاة في الإسلام.. اعرف أهميته الشرعية
  • خير الأعمال في الإسلام.. أفعال بسيطة تسهل طريقك إلى الجنة
  • أجر رفع الأذان للصلاة في الإسلام .. أمر عظيم يوم القيامة