استضافت القاعة الرئيسية بمعرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ55 كل من الشاعر أحمد سراج، والدكتور سامى سليمان، والدكتور سامى نصار، والدكتور صبرى حافظ، لمناقشة مشروع استعادة طه حسين، وأدار الحوار الدكتور عادل ضرغام.

في البداية، قال الشاعر أحمد سراج إن المتابع لسيرة طه حسين سيرى أن حياته كلها كانت عواصف شديدة نتجت عن شيء واحد ظاهرا هو طه حسين نفسه، فقد نظرت الجامعة المصرية إليه نظرة، ونظر هو إلى مصر نظرة أخرى، رأت فيه الجامعة ثمرتها الحلوة، فقد استطاعت وهى غير المعترف بخريجيها وضعيفة الإمكانات أن تخرج أستاذا يشار إليه بالبنان، ولكن طه نظر إلى نفسه سائلًا ما معنى أن تكون أستاذا جامعيا فى دولة قادت العالم لآلاف السنين، ورأى حسين أن هذه هى اللحظة التى يجب أن يستدير فيها الزمان كهيئته الأولى.

 

بدوره، قال الدكتور سامى نصار إن قضية التعليم لدى طه حسين كانت قضيته الكبرى لأنه كان يعتقد أن مستقبل الثقافة فى مصر والحضارة التى تقوم على الثقافة والعلم لا سبيل لإنجازها دون تعليم.

 

وأضاف: الكتاب الذى أنجزه يعكس قدرة طه حسين على التجاوب مع كل ما يشهده العالم والتعليم وما يواجهه من تحديات وأهم شىء أنه كان لا يفصل بين التعليم والثقافة وقد يكون راجع لثقافته الفرنسية وتأثره بها، وفى كتابه ”مستقبل الثقافة فى مصر“ طه حسين يضعنا بين اختيارين إما أن تنتج المدرسة آلات أو أن تنتج عقول تستطيع أن تواجه التحديات من حولها.

وتابع: طه حسين عمل على إرساء دعائم أساسية للتعليم أهمها “المساواة”، وأكد عليها كحق من حقوق الإنسان، وضرورة إتاحتها لجميع أفراد المجتمع، ونبه إلى أهمية التعليم في تحقيق الأمن القومي.

 

فيما تناول الدكتور سامى سليمان كيفية انتقال طه حسين من قسم التاريخ إلى اللغة العربية بكلية الآداب، وروى سليمان أن طه حسين التحق بالجامعة الأهلية كطالب مستمع فى إطار المنتسب الذى يحضر المحاضرات وحضر فى قسم الآداب، وما حدث أن إدارة الجامعة كان لديها رغبة فى نشر الحداثة فى الثقافة المصرية، ولكى تحقق ذلك كانت ترسل بعثات إلى أوروبا، وأغرب ما فى الأمر أنهم أرسلوا شباب كثر وأطفال ولكن هذا الحلم لم يتحقق، وحينما سافر حسين فى بعثة كانت فى العلوم التاريخية وفرضت عليه الجامعة شرطا قاسيا وهو أن يحصل على الدكتوراه، وقدم “تاريخ أبى العلاء المعري”، وأغرب ما فى الأمر أنه  كتب رسالته دون مشرف، وبعد أن حصل على الدكتوراه في 7 مايو 1914، ذهب إلى فرنسا لدراسة العلوم التاريخية، ودرس فلسفة ابن خلدون، وبعد أن انتهى من دراسته عاد إلى مصر وعين أستاذ للتاريخ القديم فى كلية الآداب جامعة القاهرة، وفى قسم اللغة العربية كان يدرس به أول مبعوث لدراسة الأدب فى السوربون وهو أحمد ضيف والذى كان أستاذا لتاريخ الأدب العربى، ودرس الأدب وتاريخه لحسين، وأما هو فكان فى قسم التاريخ.

 

واستكمل: واجهت الجامعة الأهلية أزمة مالية وصارت تعيد مبعوثيها، ثم وجدت الجامعة أن السبيل وراء التغلب على الأزمة هو دعم الحكومة، وكان هناك رغبة من الحكومة بذلك واتفقت مع الجامعة وأحمد لطفى السيد، وتحولت إلى جامعة مصرية وصارت "جامعة فؤاد الأول"، ولعل الطريف فى الموضوع أن العقد الذى تم فيه التعاون كان يشترط أن يظل طه حسين أستاذا فى كلية الآداب مراعاة لظروفه، وفى ظنى أن ثمة عوامل سياسية وراء هذا الأمر، وبعدها انتقل ليكون أستاذا للأدب العربى في قسم اللغة العربية ونقل أحمد ضيف لمدرسة المعلمين العليا التى صارت كلية التربية الآن.

فيما قال الدكتور صبرى حافظ إن طه حسين وضع نصب عينيه أهمية الحرب على الجهل الذى كان منتشرا فى جميع ربوع مصر، وبدأ تأسيس قيمة المعرفة بالشك وطرح الأسئلة منذ كان طفلا.

وأضاف: "كتبت العام الماضى كتاب كبير عن طه حسين تحول لكتابين الأول كان عن رؤية طه حسين وهو يمارس الدور الثقافى والكتاب الثانى دراسة طه حسين ومشروع استعادته والذى صاحبته فيه منذ مرحلة تعليمه إلى آخر حياته الثقافية.

وتابع: طه حسين بدأ يتحسس المعرفة النقدية الفكرية فى عمر صغير، حتى سعى إلى الدخول إلى الجامعة الأهلية، وبدأ التعلم فيها وكان أول من حصل على شهادة الدكتوراه والتى تعادل العالمية الأزهرية.

وحينما انتهى من التعليم فى فرنسا وعاد إلى مصر كان واعيا بدين المثقف لبلده وبدأت رحلة طه حسين فى الواقع الثقافى والمعرفى المصرى، وبدأ يقود  حربه فى استقلال المثقف.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: القاعة الرئيسية معرض القاهرة الدولي للكتاب طه حسین

إقرأ أيضاً:

بمشاركة 7 مشاريع طلابية.. النعماني يتفقد جناح جامعة سوهاج بمعرض تراثنا

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

تفقد الدكتور حسان النعماني رئيس جامعة سوهاج جناح الجامعة بمعرض تراثنا، والذي يقام تحت رعاية تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية، و ينظمه جهاز تنمية المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر بمركز مصر للمعارض الدولية بالتجمع الخامس، و يشارك به مركز الحرف اليدوية والصناعات البيئية بالجامعة، وعدد كبير من العارضين من مصر والدول العربية.

وقال رئيس جامعة سوهاج، إن القيادة السياسية تولي اهتماماً بالغاً بقطاع الحرف اليدوية والتراثية لتوفير كافة أوجه الدعم لأصحاب هذه المشروعات ومساعدتهم على تطوير منتجاتهم والوصول بها إلى السوق العالمي.
مضيفاً أن المعرض يتيح فرص تسويقية للمشروعات من هذا النوع، بالإضافة إلى إتاحة العديد من المنتجات والمصنوعات التراثية المتميزة والترويج لها.

وخلال تفقده لجناح الجامعة أشاد النعماني بما شاهده من إبداعات فنية يدوية و المشروعات الطلابية المشاركة، مثمناً مشاركة الطالبة صابرين رمضان من ذوي الإعاقة الحركية، و قدراتها لفنية المتميزة والتي تشارك بالمعرض بمشروع تصنيع الميداليات والكوفيات، والتي استطاعت تحويل إعاقتها إلى طاقة إيجابية وإبداع .

وأضافت الدكتورة ريهام محمد علي مدير مركز الحرف التراثية بالجامعة ان المعروضات التي تضمنها جناح الجامعة بلغت ٤٥٠ قطعة متنوعة مابين منتجات يدوية وفنية والتي تتميز بها محافظة سوهاج، مثل مشغولات الكروشية، الشنط والحقائب، قطع فنية بخامة الريزين، مشغولات الحلي بخامات الأحجار، إضافة إلى عدد من المشغولات الدالة على الهوية الصعيدية بصفة عامة، و السوهاجية بصفة خاصة، كما تم مشاركة ٧ مشاريع طلابية عن تطوير الحرف التلي، المنسج، الايتامين، الاكسسوارات و الخرز.

1000025379 1000025385 1000025388 1000025370 1000025367 1000025376 1000025364 1000025373 1000025361 1000025382 1000025340 1000025355 1000025349 1000025346 1000025343 1000025352 1000025391 1000025358 1000025394 1000025397

مقالات مشابهة

  • بمشاركة 7 مشاريع طلابية.. النعماني يتفقد جناح جامعة سوهاج بمعرض تراثنا
  • رئيس جامعة سوهاج يتفقد جناح الجامعة بمعرض تراثنا
  • «الثقافة» تستعد لـ«معرض الكتاب».. واحتفاء خاص بالكاتبة فاطمة المعدول
  • الثقافة بدمياط تحتفي باليوم العالمي للغة العربية
  • “جامعة القصيم” تحتفي باليوم العالمي للغة العربية
  • تحت شعار التمكين لـ"لغة الضاد رمز هويتننا"..الجامعة العربية تنظم احتفالًا بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية
  • «الجامعة العربية» تدعو لاعتماد «تحدي القراءة العربي» منهجاً تعليمياً
  • الجامعة العربية تدعو لاعتماد «تحدي القراءة العربي» منهجاً تعليمياً عربياً
  • الجامعة العربية تدعو لاعتماد “تحدي القراءة العربي” منهجا تعليميا عربيا
  • فى يوم اللغة العربية العالمى 2024 .. اليونسكو: شعارنا شجعوا الابتكار وحافظوا على الثقافة.. فاطمة الصعيدى: دورها حيوي في التواصل الثقافي والحضاري