تنشط خلال الفترة الحالية العديد من المهرجانات الترفيهية بمحافظات سلطنة عمان، سعيا لجذب الزوار وتعزيز دور القطاعات لدعم التنوع وتحقيق العوائد الاقتصادية، عبر إقامة فعاليات متنوعة، خاصة مع الأجواء المعتدلة وإجازة منتصف العام لطلبة المدارس والجامعات والكليات، وتشهد هذه الفترة توافد الأسر على المهرجانات للاستمتاع بمختلف الفعاليات الترفيهية.

وتأتي إقامة المهرجانات، استجابة للتوجه نحو إبراز مقومات الولايات، وما تزخر به من إمكانيات سياحية وترفيهية، تحقيقا للنهوض بالمشاريع الشبابية خاصة فئة المشروعات الصغيرة والمتوسطة وتنشيط الحركة السياحية والثقافية.

وتلاقي المهرجانات التي تقام بعدد من المحافظات، أرقاما قياسية في عدد الزوار، خاصة من الأسر والعائلات، حيث تجتذب الفعاليات الزوار من مختلف الأعمار، مما ينعكس ايجابيا على المؤسسات الصغيرة والمتوسطة ومشروعات الأسر المنتجة، بالإضافة إلى توفير متنفس للمواطنين والمقيمين والزوار، من خلال إقامة مناشط وفعاليات ترفيهية متنوعة، واستقطاب السياح من داخل سلطنة عمان وخارجها.

وتشكل المهرجانات أهمية كبيرة لأصحاب المشاريع والصناعات المنزلية، حيث يعرضون ضمن المعارض المصاحبة للمهرجانات منتجاتهم المتنوعة.

وقال راشد بن خميس الخاطري إن اقامة المهرجانات خلال هذه الفترة فكرة صائبة نظرا لاعتدال درجات الحرارة وتزامن اجازة طلاب المدارس، حيث تتيح المهرجانات الفرصة لأولياء الامور للترفيه عن ابنائهم بزيارة الفعاليات.

وأضاف الخاطري: تتميز كل ولاية من ولايات سلطنة عمان بجانب معين، لذلك يستطيع الزائر ان يجد في التنوع في كل مهرجان، ووجدت من خلال زيارتي لمهرجان صحار ومهرجان البريمي ما يميز كل مهرجان عن الآخر في الفعاليات والمناشط وأيضا في العادات والتقاليد.

تسويق التراث

من جانبه أكد ناصر بن محمد الجابري أن المهرجانات تتيح المجال ليتعرف الأطفال على تراث الولايات العمانية وعادات الأهالي، حيث تتجسد تلك العادات التراثية من خلال الفعاليات التي تقام بكل مهرجان.

و قال: تنوع الفعاليات والتركيز على الجوانب التراثية مهم جدا، خاصة في ظل الاهتمام بتعزيز الوعي لدى الاجيال للتعرف على ما تزخر به سلطنة عمان من موروث حضاري عريق، وعادات طيبة نابعة من اصالة المجتمع، وأحرص على أن ازور المهرجانات بصحبة ابنائي ليتعرفوا على مفردات الثقافة والتراث بكل ولاية.

حركة نشطة

وقال عزان بن سيف الحبسي أحد اصحاب المحلات التجارية: إن توافد المواطنين والمقيمين والزوار على المهرجانات ينعش الحركة الاقتصادية في كل القطاعات، وعلى سبيل المثال لدي عدد من المحلات التجارية في ولاية المضيبي، وعند اقامة مهرجان تنشط الحركة التجارية بشكل اكبر عن الايام السابقة، فالمهرجان ينشط حركة البيع والشراء والحركة الاقتصادية في مختلف القطاعات.

مشغولات يدوية

وقالت مريم بنت طالب الفجرية إن المهرجانات نتصة مناسبة لتسويق المنتجات المنزلية، مشيرة إلى انها تعرض بعض المشغولات اليدوية من خلالها، وتلاقي اقبالا كبيرا من الزوار، موضحة بأن زيادة الإقبال تشجع الأسر المنتجة على مواصلة العمل والانتاج في مجال الحرفيات.

سياحة داخلية

و اعرب ربيع بن عبدالله السيابي عن ارتياحه لاقامة مهرجانات شتوية خلال هذه الفترة، مؤكدا بانها تشجع على السياحة الداخلية، وتجعل الناس يخططون ا لزيارة المحافظات لحضور المهرجانات التي تقام فيها.

وقال السيابي: هذه المهرجانات سوف تتطور بشكل اكبر خلال السنوات القادمة خاصة وأنها نجحت في استقطاب الزوار من مختلف الولايات، وأيضا الزوار من خارج سلطنة عمان، والذين كانوا يأتون وحسب لزيارة الأماكن السياحية، ولكن هذه المهرجانات أتاحت لديهم فرصة التعرف على المزيد من عناصر ومكونات التراث العماني ووفرت أجواء من الترفيه والتسلية.

استمرار الفعاليات

ودعا احمد بن خلفان الغيثي الجهات المعنية إلى اقامة المهرجانات بشكل متواصل كل عام، مؤكدا أهميتها في إثراء الحياة الاجتماعية والسياحية والاقتصادية، وتشكل أجواء من الفرح والسعادة لكافة أفراد الأسرة، لما توفره من خيارات متنوعة ومنتجات في متناول الجميع.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: سلطنة عمان من خلال

إقرأ أيضاً:

نهاية الأمل للسودانيين في سلطنة عمان

في ظل الظروف الاستثنائية التي يمر بها السودان بسبب الحرب والتهجير القسري، وجد العديد من السودانيين في سلطنة عمان ملاذًا لهم، حيث كانوا يأملون في بناء حياة جديدة بعيدًا عن المعاناة. ولكن مع مرور الوقت، أصبحت هذه الآمال تتلاشى تدريجيًا، خاصة بعد القرارات الأخيرة التي اتخذتها السلطات العمانية، والتي كانت بمثابة ضربة قوية لجميع الذين كانوا يطمحون إلى استقرار حياتهم هناك.

لقد شهدت الفترة الأخيرة توقف جميع انواع التأشيرات للسودانيين، وهو ما أثر بشكل كبير على كل من كان يسعى لتحقيق أحلامه في عمان. لا سيما أن القرارات شملت أيضًا توقف الالحاق العائلي، وهو ما فاقم معاناة العديد من الأسر السودانية التي كانت قد بدأت في رحلة لم شمل أفرادها بعد تهجيرهم قسرًا بسبب الحرب. هذه الإجراءات كانت بمثابة خيبة أمل جديدة لكل من كان يتطلع إلى لم شمل أسرته وإعادة الحياة إلى طبيعتها في أرض جديدة.

تعد القرارات الأخيرة التي اتخذتها عمان بمثابة ضربة قوية لمجتمع السودانيين المقيمين في السلطنة، حيث شملت المقيمين لعدة سنوات قبل الحرب، وهو ما يزيد من عمق توهان السودانيين الذين كانوا قد استقروا هناك لفترات طويلة. العديد منهم دفعوا ثمن الاستقرار في بلد آخر، لكنهم تفاجؤوا بأن حياتهم العملية والشخصية أصبحت في مهب الريح بعد هذه القرارات المفاجئة.

أحد القرارات الأكثر تأثيرًا كان توقف اجراءات السجلات التجارية حتى للذين سددوا الرسوم واستلموا شهادة السجل التجاري، مما عطل العديد من المشروعات التي كانت تعتمد على استمرار هذه الإجراءات. هذه الإجراءات كانت قد بدأت وفقًا للنظام، ولكن تم ايقاف اجراءاتهم عند هذا الحد، ما تسبب في حالة من تضرر كبير لأصحاب المشاريع الذين كانوا يراهنون على هذه الفرص لتحسين أوضاعهم الاقتصادية بعد ما عانوا من ويلات الحرب في وطنهم.

بالإضافة إلى ذلك، تم توقف اجراءات استقدام الزوجة والابناء، وهو ما جعل العديد من الأسر السودانية التي كانت قد بدأت الاستثمار في عمان غير قادرة على لم شمل أفرادها. هؤلاء كانوا قد بدأوا إجراءات الاستقدام بتفاؤل، على أمل أن تبدأ حياتهم في عمان بشكل جديد ومثمر، لكنهم وجدوا أنفسهم اليوم عالقين في حلقة مفرغة من الإجراءات المتوقفة التي وضعتهم أمام واقع مرير.

ومنذ بدء الحرب، اتجه السودانيون للاستقرار بالعديد من الدول، حيث سعوا إلى إنشاء مشاريعهم واستثماراتهم في محاولات لتأمين حياة أفضل بعيدًا عن النزاع. الجدير بالذكر أن للسودانيين إسهامات واضحة في بناء العديد من دول الخليج، إذ استعانت بهم هذه الدول في الماضي لدورهم البارز في التأسيس والبناء في قطاعات متعددة.

وفي ظل هذه القرارات، لم تقم السفارة السودانية بأي خطوات ملموسة للتوضيح أو معالجة الموقف، مما زاد من حالة الغموض التي تحيط بالموضوع. حتى الآن، لم تصدر السفارة أي بيانات رسمية تشرح تفاصيل الأسباب الكامنة وراء هذه الإجراءات أو تقدم حلولًا للمتضررين. هذا الصمت دفع العديد من السودانيين إلى الشعور بأنهم تُركوا يواجهون مصيرهم المجهول وحدهم، مما زاد من معاناتهم الاجتماعية والاقتصادية.

وفي النهاية، لم يتوقف الأمر عند هذه القرارات وحدها. لم يتم استرداد المبالغ للذين بدؤا اجراءاتهم وتوقفت بسبب القرارات، مما زاد من الضغط المالي على العديد من الأسر التي كانت قد بدأت بالفعل في دفع رسوم لهذه الإجراءات. هذا الموقف أضاف معاناة جديدة للمقيمين الذين كانوا يعولون على تلك المبالغ لإكمال مشروعاتهم وتطوير حياتهم.

كل هذه القرارات، التي جاءت في وقت كان يعاني فيه السودانيون من آثار الحرب والنزوح، ساهمت في تضرر كبير للعديد منهم، وأدت إلى زيادة معاناتهم النفسية والاجتماعية. ومع ذلك، تبقى الأسئلة دون إجابة: هل ستستمر هذه القيود على السودانيين في عمان؟ وهل ستتغير هذه القرارات في المستقبل؟ ما يزال الكثيرون يترقبون في أمل أن يعيد الأفق المستقبلي فرصًا جديدة للعديد من الأسر التي كانت قد تعلق آمالها على هذه الدولة كمصدر للأمان والاستقرار.

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • سفير سلطنة عمان يناشد العالم وقف الحرب في غزة
  • سفير سلطنة عمان: متفائل بزيادة التعاون الاقتصادي مع مصر الفترة المقبلة
  • سفير سلطنة عمان عن إنجازات الدولة المصرية: مفخرة للمواطن العربي
  • سفير سلطنة عمان: إنجازات الدولة المصرية مفخرة للمواطن العربي
  • نمو القطاع العقاري في سلطنة عمان .. استثمارات جديدة ومبادرات استراتيجية تدعم النمو المستدام
  • " إمداد" الإماراتية تتوسع في سلطنة عمان بالشراكة مع "أوريس"
  • نهاية الأمل للسودانيين في سلطنة عمان
  • ” إمداد” تعزز توسعها في سلطنة عمان بالشراكة مع “أوريس”
  • الكشف مبادرات وطنية تقود ريادة الأعمال نحو مستقبل واعد.. "كايرو اي سي تي"
  • السيسي يهنئ سلطنة عمان بالعيد الوطني الـ54