جريدة الرؤية العمانية:
2025-02-03@18:34:18 GMT

بطاقة صفراء!

تاريخ النشر: 27th, January 2024 GMT

بطاقة صفراء!

 

الطليعة الشحرية

الحكم التاريخي لمحكمة العدل الدولية بمثابة كأس نصف ممتلئ، تتخبط في وصفه بين السلب والإيجاب، وقد اعتبرُهُ بمثابة "بطاقة صفراء" تحذيرية للاعب غبي تعوَّد تكسير سيقان وأقدام اللاعبين الآخرين!

إنِّه قرار يُشرع فتح نوافذ مُغلقة حمت الكيان الصهيوني المُحتل، وسيُصبح الآن إعادة رفع قضايا مُماثلة ويفتح المجال لمحاسبة قادة الاحتلال.

هو قرار تحذيري بأنَّ الحصانة التي يتمتع بها الكيان المُحتل منذ أكثر من 75 سنة قد ترفع، وعلى كل حلفاء "تل أبيب" وعلى رأسهم الكيانات الصهيونية الوظيفية العربية الانتباه فمصائرهم على المحك.

الطوفان وسفينة نوح..

فتحت أبواب السماء، وصبّ الماء منها صبًّا على خلاف المعهود من نزول المطر، وتحولت الأرض كلّها إلى عيون تتفجّر منها المياه تفجرا عنيفًا، إنه الطوفان العظيم ومن صعد السفينة نجا ومن ظلم وبغى انتهى. ويُعاد المشهد اليوم في تفجر طوفان 7 أكتوبر وسقطت أقنعة ومعتقدات ومصطلحات وقيم وضعية استهلاكية لا قيمة لها. الأنظمة الخانعة العاجزة الوظيفية حلفاء تل أبيب من العرب وأنظمتهم الوظيفية تتكشف وتتعرى أمام شعوبهم والعالم. قفزوا من سفينة نوح يساعدون الكيان المحتل في خرق السفينة كي لا تنجو. أن يرتفع صوت صفارة محكمة العدل الدولية وترفع كرتا أصفر للتنبيه من طوفان أعظم يفوق 7 أكتوبر سيعصف بالأنظمة الرأسمالية الصهيونية، إنها رياح التغيير وبداية الربيع الغربي هذه المرة. السؤال للأنظمة الوظيفية حليفة إسرائيل ماذا بعد الطوفان هل أنتم دول مستقلة أم محتلة؟

لعنة العقد الثامن..

سقطت أسطورة "الجيش لا يُقهر" وسقطت هيمنة أمريكا وبريطانيا الاستعمارية بقذائف استهدفت سفنها الحربية في البحر الأحمر، إنه الهاجس والهوس الصهيوني الذي يُسيطِر على عقول أبناء الكيان المحتل منذ 75 سنة بأنهم لصوص مُغتصبين لأرض "السمن والعسل" حسب الروايات التوراتية، تجلّت بعد انهيار ترهات الجيش الذي لا يقهر، وبلعت أسطورة من النيل للفرات. كل الأساطير والمزاعم التي روجها الكيان المحتل بمُساعدة لا مشروطة من المعسكر الرأسمالي الصهيوني الصليبي الغربي ودعم من أنظمة إقليمية وتغيب من الإعلام العربي؛ بل وفي بعض الأحيان تصل إلى ترويج تلك الترهات من بعض القنوات المأجورة.

إنَّ العقل الجمعي الصهيوني لبني صهيون مُدرك لحقائق تاريخية وهي لعنة العقد الثامن حتى وإن تهكمت الأذرع الإعلامية الصهيونية من النبوءة إلا أنها راسخة وثابتة في وجدان الصهيوني وهذا واضح في التصريحات الإعلامية وبالأخص لرئيس الوزراء الأسبق "إيهود باراك"، الذي ما ينفك عن التذكير بلعنة العقد الثامن.

وحسب المؤرخين الإسرائيليين تعود الجدلية إلى مملكة "داود" قبل حوالي عام 1000 قبل الميلاد، والتي استمرت أقل من ثمانين سنةً، ومع وفاة الملك "سليمان" في بداية العقد الثامن من حياة هذه المملكة بدأت بوادر الانقسام والتشظّي تغلب عليها، ما أدى إلى انقسامها إلى مملكة إسرائيل في الشمال وعاصمتها نابلس، ومملكة يهودا في الجنوب وعاصمتها القدس، وما لبثت كلتا المملكتين الضعيفتين أن سقطتا لاحقًا على يد الآشوريين ثم البابليين.

أما الكيان الثاني فقام باسم "مملكة الحشمونائيم" حوالي عام 140 قبل الميلاد خلال فترة الحكم اليوناني لفلسطين، نتيجةً لثورة "يهودا المكابي"، ولكن هذه المملكة دخلت في العقد الثامن من عمرها كذلك في طور الفوضى التي أدت إلى سقوطها. ولم يقم لليهود أي كيان مُستقل سياسيًا في فلسطين على مدار التاريخ غير هذين الكيانين، حتى قيام دولة إسرائيل الحالية عام 1948، أي أنها الآن في منتصف عقدها الثامن.

رادكالية الغربية وربيعها القادم..

غُرست إسرائيل في قلب العالم العربي لتحقيق هدف استعماري إمبريالي صليبي صهيوني بهدف إنشاء شرق أوسط جديد يتبع استراتيجية غربية قائمة منذ القرن التاسع عشر، تؤمن بضرورة تقسيم العالم الإسلامي إلى دويلات إثنية ودينية مختلفة يسهل التحكم بها.

من المهم وجود كيان وظيفي مشوه وشاذ في قلب رقعة كبيرة وشاسعة وممتدة من الترابط واللحمة بالعقيدة واللغة ستشكل خطرًا وجوديًا للأطماع الاستعمارية الصليبية الصهيونية. وهذه وظيفية إسرائيل كيان شاذ عليه واجبات التأقلم والقيادة وحماية مرمى المصالح الاستعمارية الغربية.

ويُعاد التاريخ للصياغة بأصابع استعمارية وظيفية لإعادة الوطن العربي إلى تقسيمات جاهلية تسبق الحقبة الإسلامية، فتقسم إلى دولة فرعونية وآشورية بابلية وآرامية وفينيقية وتمكين مملكة داود الممثلة اليوم في الكيان الصهيوني. إنها رقعة شطرنج تُلعب منذ 1000 سنة قبل الميلاد.

رقعة منبسطة ممتدة لها نفس اللسان والدماء شكلت ثقلا وخطرًا استراتيجيًا واقتصاديًا على إمبراطوريات العالم القديم، فقسم بناءً على تقسيمات دينية إثنية لسهولة السيطرة.

وكحال الأنظمة الوظيفية، وجد في التاريخ خونة وعملاء، مهمتهم خرق سفينة النجاة وإرشاد الأعداء كـ"أبو الرغال"، الذي دخل التاريخ من أسوأ أبوابه وهي الخيانة والعمالة. وتُعاد قصة خيانة وغدر "أبو الرغال" اليوم وتتمثل في أنظمة وظيفية تدعم ماليًا واستخباراتيًا الكيان المُحتل، وتكسر أي حصار يطوقه، وتشارك في تحالفات عسكرية لضرب أذرع العصيان التي تتمرد على جنود "أبرهة الأشرم" العصر الحالي وهو النظام الأمريكي الصهيوني الصليبي؛ بل وقد تزيد تلك الأنظمة الوظيفية وتجرم التقويم الشمسي عند ذكر 7 أكتوبر!

سترجم الشعوب، تلك الأنظمة الوظيفية كرجم العرب في الجاهلية "أبو رغال"، وسيصبح شعيرة وفرضا رجم تلك الأنظمة.

حركة تحرير الإنسانية المستعبدة..

بين قبضة الإرهاب الرأسمالي الصهيوني الصليبي وتحت أقدام المرابين الصهاينة تسحق إنسانية البشر، تعربد إسرائيل ككيان وظيفي محتل تلفظه المنطقة العربية والإسلامية واليوم يلفظه العالم بأسرة، لم تعد إسرائيل فوق القانون ولا جيشها خارقاً ولا يقهر ولا أمريكا الدولة العظمى. تهاوت قطع الدومينو بارتفاع البطاقة الصفراء.

الرؤية التي طرحها برنارد لويس منذ سبعينيات القرن الماضي، هي ذاتها التي يحاول الكيان الصهيوني تنفيذها، وكما زعم شمعون بيريز: "لقد جرب العرب قيادة مصر للمنطقة مدة نصف قرن، فليجربوا قيادة إسرائيل إذن".

فكرة برنارد لويس تبناها المحافظون الجدد، وتدور السياسة الأمريكية في إطارها. من المهم للمصالح الاستعمارية أن تخلق شرق أوسط جديدًا، وأن توجد "دين إبراهيمي"، وأن تُؤسس "مجمع فاتيكان إسلامي"، وأن تجتمع كل الاتفاقيات بدءًا من "سايكس بيكو" إلى "كامب ديفيد" والتحالفات المختلفة، كلها خطة ومنهجا يتبعه المحافظون الجدد لتحطيم أي أثر للاستقلال العربي الإسلامي، والقضاء على أي معارضة للأجندة الإسرائيلية.

وهناك أنظمة إقليمية ليست سوى قطع تُحرك على رقعة شطرنج تُلعب منذ القِدم، وحتى اليوم، وإن تغيرت أصابع اللاعبين واختلفت أشكالهم.

نفضت البطاقة الصفراء لمحكمة العدل الدولية الغبار، ورفعت تنبيهًا للاعبين بضرورة تغيير المشهد كي لا يفقد العالم ثقته بالكامل في مكاسبه الإنسانية وفي مبادئ الحريات ويتوجب على اللاعبين إعادة التموضع.

إنَّ مغبة أن تفقد الإنسانية حرياتها، تستوجب معركة تحرير فكرية من عبودية الإعلام الغربي، ومع سقوط أغلب الشعارات والأقنعة بزغت معاركة تحرير إنسانية جديدة تقودها الشعوب الغربية.

ولمفارقة الأقدار أنَّ الراديكالية الشعبوية الغربية تسطع ضد استعبادية النظام الرأسمالي المستفحل؛ فطوفان 7 أكتوبر هو كالطوفان الذي سبق سفينة نوح، إما أن يصعد الجميع وينجون من قبضة الصهيونية والنخبة الرأسمالية المسيطرة على زمام الحكم، أو أن يستمرئ الناس الاستعباد والدونية والتجرد من الحق الإنساني في أن يعيشوا بشرًا أحرارًا.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

“قبور للأحياء”: الحالة الصحية التي يخرج بها المعتقلون الفلسطينيون من سجون إسرائيل تعكس تعذيبًا وتجويعًا ممنهجًا

#سواليف

 قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إن الحالة الصحية المتدهورة للأسرى والمعتقلين الفلسطينيين الذين أفرجت عنهم إسرائيل في إطار صفقة التبادل ضمن تفاهمات وقف إطلاق النار في قطاع غزة تعكس الظروف القاسية التي عاشوها خلال اعتقالهم، بما في ذلك التعذيب وسوء المعاملة والانتهاكات المهينة التي استمرت حتى اللحظة الأخيرة قبل الإفراج عنهم.

وأوضح المرصد الأورومتوسطي في بيان له أنه تابع إفراج السلطات الإسرائيلية عن أسرى ومعتقلين ضمن الدفعات الأربع التي كان آخرها اليوم السبت، حيث بدا على معظمهم تدهور صحي حاد، مع فقدان كل منهم عدة كيلوغرامات من وزنهم جراء ما يبدو وأنه تجويع متعمد.

وفور الإفراج عن الأسرى والمعتقلين، احتاج العديد منهم إلى النقل الفوري للمستشفيات لإجراء فحوص طبية عاجلة، فيما بدا أحدهم على الأقل عاجزًا عن التعرف على مستقبليه، بعد أن عانى من الحرمان من العلاج خلال فترة اعتقاله.

مقالات ذات صلة إعلام عبري بعد استعراض حماس .. ماذا كان يفعل الجيش طوال 14 شهرًا؟ 2025/02/01

وشدد الأورومتوسطي على أن هذه الأوضاع تعكس كيف حوّلت إسرائيل سجونها إلى مراكز تعذيب منهجي للأسرى والمعتقلين الفلسطينيين، بمن فيهم المحكومون والمحتجزون قبل 7 أكتوبر 2023.

وأشار إلى أن غالبية المعتقلين المفرج عنهم تعرضوا لسوء المعاملة والضرب، وخضعوا للتعذيب النفسي حتى اللحظات الأخيرة التي سبقت الإفراج عنهم.

وأوضح المرصد الأورومتوسطي أن فريقه الميداني وثّق إجبار القوات الإسرائيلية العديد من المعتقلين على حلق رؤوسهم كإجراء مهين ومتعمد يستهدف إذلالهم وتحطيم معنوياتهم، إضافة إلى إجبارهم على ارتداء ملابس السجن، وتعريضهم للضرب والعنف قبل وأثناء تحميلهم في الباصات.

كما أشار إلى أن قوات الاحتلال الإسرائيلي أفرجت عن جميع الأسرى والمعتقلين في ظروف بالغة السوء، شملت الاعتداء على تجمعات ذويهم الذين كانوا في استقبالهم، وقمعهم بالرصاص وقنابل الغاز، ما أدى إلى إصابة بعضهم، بالإضافة إلى اقتحام منازلهم والأماكن التي خُصّصت لاستقبالهم والاحتفال بالإفراج عنهم.

وأوضح أن الشهادات التي وثّقها وتابعها من الأسرى والمعتقلين المفرج عنهم تكشف أن انتهاكات إدارات السجون تجاوزت سوء ظروف الاحتجاز، لتتحول إلى سياسة انتقامية منهجية استهدفت جميع الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين. وأكد أن الأوضاع داخل السجون شهدت تدهورًا غير مسبوق منذ 7 أكتوبر 2023، حيث تعرض المعتقلون لعمليات تعذيب قاسية، وتجويع متعمد، وعزل انفرادي طويل الأمد، في إطار إجراءات عقابية تصاعدت بشكل وحشي عقب الأحداث في قطاع غزة في محاولة لمعاقبتهم على أحداث لا صلة لهم بها سوى كونهم فلسطينيين.

كما كشفت الشهادات التي وثقها الأورومتوسطي أن قوات الاحتلال الإسرائيلي أخضعت المعتقلين المفرج عنهم للتعذيب والضرب، واحتجزتهم لساعات طويلة في الباصات مكبلي الأيدي قبل الإفراج عنهم، إلى جانب تعريضهم للإهانات والشتائم التي استهدفت تقويض كرامتهم الإنسانية حتى اللحظات الأخيرة قبل الإفراج.

وأفاد الأسير المفرج عنه “هيثم جابر” من بلدة حارس قضاء سلفيت، أن القوات الإسرائيلية اقتادتهم قبل يوم من موعد الإفراج عنهم وجرى حلق شعرهم بالقوة. وأضاف أن إدارة السجون أبلغته بضرورة حلق شعره فرفض، ليأخذوه بالقوة ويحلقوت شعره تمامًا. وأضاف “جابر”: “يعيش الأسرى في ظروف صعبة جدًا، وحتى اللحظات الأخيرة مورست ضدنا أشد أنواع التنكيل والتعذيب وامتهان الكرامة”.

وأشار إلى أن السجانين عاملوا المعتقلين كـ “الحيوانات”، حيث أجبروا على الوقوف في صف واحد بطريقة مهينة، وفي بعض الأحيان كان يُطلب منهم السير على أطرافهم الأربعة. علاوة على ذلك، حُرموا من حقوق أساسية مثل المياه، إذ كانت هناك قارورة مياه واحدة فقط مخصصة لكل غرفة على مدار 24 ساعة، بينما كانت دورات المياه خالية من المياه تمامًا، مما حال دون قدرتهم على قضاء حاجاتهم.

كما أفاد الأسير المحرر “وائل النتشة”، المعتقل منذ عام 2000 والمحكوم بالمؤبد: “لعبوا على أعصابنا، خرجنا للحافلات ثم أعادونا إلى السجن لمدة ثلاث ساعات دون أن نعرف أي معلومة وما السبب، وهذا تسبب بضغط وإرباك. اعتقدنا أنه سيقوم بتوزيعنا على أقسام السجن بعد إيهامنا بوقوع مشاكل كبيرة في التبادل يصعب حلها، ليتبين لاحقًا أنه لعب على الأعصاب فقط”.

وذكر أنه تم تجميع الأسرى المنوي الإفراج عنهم في سجن “عوفر”، وقد أبلغوا سابقًا بأن موعد الإفراج عنهم هو يوم السبت الماضي. لكن تم حجزهم في السجن لقرابة أسبوع. وأفاد أن الأشهر الـ16 الأخيرة شهدت شن إدارة السجون “هجمة شرسة” على الأسرى تخللها التجويع والضرب والتنكيل والنوم في البرد وسحب الملابس والأغطية”.

أحد الأطفال الذين التقاهم المرصد الأورومتوسطي وتم إطلاق سراحهم شمالي الضفة الغربية (يمتنع الأورومتوسطي عن ذكر اسمه للحفاظ على سلامته)، أفاد أن الأوضاع في السجون كانت سيئة للغاية، وأن المعاناة شملت الجميع، خاصةً الاعتداءات بالضرب وسوء التغذية. وأوضح أنه أُجبر على توقيع تعهد بعدم الحديث، مهددًا بإعادة اعتقاله في حال خالف ذلك.

وشدد الأورومتوسطي على أن هذه الممارسات، التي وثقتها شهادات المفرج عنهم، تمثل انتهاكًا صارخًا للحقوق الإنسانية وحقوق الأسرى والمعتقلين المكفولة بموجب القانون الدولي، حيث تعكس “التنكيل والإذلال” و”التجويع والتعذيب المنهجي” الذي تعرضوا له خلال فترة اعتقالهم وعند الإفراج عنهم. كما نبه إلى أن الاعتداءات الممارسة لا تقتصر على الإيذاء الجسدي، بل تمتد لتشمل آثارًا نفسية مدمرة على الأسرى والمعتقلين،  مما يزيد من معاناتهم ويؤدي إلى تدهور حالتهم النفسية على المدى الطويل. وأضاف أن ما تعرض له المعتقلون أثناء الإفراج عنهم، وما نقلوه من أوصاف بشأن ظروف اعتقالهم ووصف السجون بأنها “قبور للأحياء” هو تجسيد واضح لسياسة إسرائيلية ممنهجة تهدف إلى تدمير إرادة الفلسطينيين، وإلحاق أقصى درجات الألم والمهانة بهم، بما يشكل انتهاكًا لمعايير حقوق الإنسان الدولية والقانون الإنساني الدولي.

وطالب الأورومتوسطي جميع الدول والكيانات الدولية المعنية باتخاذ إجراءات عاجلة وحاسمة لوقف الجرائم المنهجية والواسعة النطاق من القتل والتعذيب والانتهاكات الجسيمة الأخرى التي ترتكبها إسرائيل ضد الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين. كما شدد على ضرورة الإفراج الفوري وغير المشروط عن المعتقلين الذين تم اعتقالهم تعسفيًا، ودعا إلى السماح الفوري للمنظمات الدولية والمحلية المختصة بزيارة المعتقلين، وتمكينهم من تعيين محامين. بالإضافة إلى ذلك، طالب بالضغط على إسرائيل لوقف جميع أشكال الاعتقال التعسفي، بما في ذلك الاعتقال الإداري، الذي يمثل انتهاكًا صارخًا لحقوق الإنسان الأساسية ويعكس سياسة قمعية تهدف إلى تدمير الإرادة الفلسطينية والنسيج المجتمعي وحرمانهم من حقوقهم القانونية.

وطالب المرصد الأورومتوسطي كافة الدول والجهات المعنية بإجراء تحقيق فوري ومستقل في هذه الجرائم والانتهاكات الجسيمة، واتخاذ جميع الإجراءات القانونية اللازمة لملاحقة ومحاكمة قادة الاحتلال المسؤولين عن ارتكاب هذه الجرائم.

كما دعا المرصد الأورومتوسطي جميع الدول المعنية إلى دعم عمل المحكمة الجنائية الدولية للتحقيق في هذه الجرائم، وتقديم بلاغات متخصصة إلى المحكمة الجنائية الدولية حول الجرائم التي يتعرض لها الأسرى والمعتقلون الفلسطينيون في السجون ومراكز الاحتجاز الإسرائيلية، وبخاصة بعد السابع من أكتوبر/تشرين أول 2023، وإصدار مذكرات إلقاء قبض على جميع المسؤولين عنها، وملاحقتهم قضائيًا وتقديمهم للمحكمة الجنائية الدولية لمحاكمتهم عن ارتكابهم لهذه الجرائم.

وشدّد المرصد الأورومتوسطي على أنّ الجرائم التي يرتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي وغيره من قوات الأمن الإسرائيلية ضد الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين من قطاع غزة تشكل جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية مكتملة الأركان، كما تشكل أيضًا أفعالًا من أفعال جريمة الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني في القطاع، لا سيما وأنها تُمارَس بشكل وحشي ومنهجي ضد الفلسطينيين بهدف القضاء عليهم كمجموعة، بما في ذلك من خلال القتل وإلحاق الأذى الجسدي والنفسي الجسيم، بما في ذلك التعذيب وسوء المعاملة والعنف الجنسي الذي يشمل الاغتصاب.

وطالب المرصد الأورومتوسطي المجتمع الدولي بالضغط على إسرائيل للتوقف فورًا عن ارتكاب جريمة الاختفاء القسري ضد الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين من قطاع غزة، والكشف الفوري عن جميع معسكرات الاعتقال السرية، والإفصاح عن أسماء جميع الفلسطينيين الذين تحتجزهم من القطاع، وعن مصيرهم وأماكن احتجازهم، وبتحمل مسؤولياتها كاملةً تجاه حياتهم وسلامتهم.

مقالات مشابهة

  • فرانشيكا ألبانيز: الأوضاع في غزة كارثية بسبب الإبادة الجماعية التي ارتكبتها إسرائيل
  • التهجير والتخلص من الأونروا.. مخطط الكيان الصهيوني للقضاء على القضية الفلسطينية
  • العدو الصهيوني يواصل عدوانه على مدينة طولكرم ومخيمها لليوم الثامن على التوالي
  • الكيان الصهيوني يعتقل فلسطينيًا جنوب طوباس
  • ‏حماس تطالب الوسطاء بإلزام إسرائيل بإدخال مواد الإغاثة التي نص عليها اتفاق غزة ووقف الانتهاكات
  • حازم عمر: صفقة الهدنة الحالية بغزة تطبيق حرفي لوثيقة مايو 2024 التي رفضتها إسرائيل
  • «عمال مصر» تطالب الشعوب بدعم موقف القيادة السياسية لمواجهة مخططات الكيان الصهيوني برفح
  • تطوير الكفاءات الوظيفية ضرورة لا غنى عنها
  • “قبور للأحياء”: الحالة الصحية التي يخرج بها المعتقلون الفلسطينيون من سجون إسرائيل تعكس تعذيبًا وتجويعًا ممنهجًا
  • “فينسيوس” في خطر بسبب نظام دوري أبطال أوروبا