عقد جناح الأزهر بمعرض القاهرة الدولي الكتاب، اليوم السبت، ندوة بعنوان "الدور التكاملي للمؤسسات المصرية في دعم وإغاثة غزة"، حاضر فيها الدكتورة سحر نصر، مستشار شيخ الأزهر والمدير التنفيذي لبيت الزكاة والصدقات المصري، الدكتور محمود الهواري، الأمين العام المساعد للدعوة والإعلام الديني بمجمع البحوث الإسلامية، مها الحفناوي، رئيس الوحدة المركزية للجمعيات والعمل الأهلي بوزارة التضامن،  عبدالعليم قشطة، المتحدث الإعلامي لبيت الزكاة والصدقات المصري،  شريف غيتة، باحث البرامج التنموية ببيت الزكاة والصدقات المصري، وأدار الندوة الإعلامي محمود عبدالرحمن، مذيع المركز الإعلامي للأزهر الشريف.

قالت الدكتورة سحر نصر إن مصر كان لها دور محوري في دعم القضية الفلسطينية منذ اليوم الأول للعدوان، وكان للازهر الشريف عبر بيت الزكاة والصدقات المصري دورا كبيرا في نصرة غزة، عبر حملة مكثفة لجمع التبرعات من الجميع لإرسالها لأهالينا في غزة تحت عنوان "اغيثو غزة"، وقد رأينا نماذج مشرفة من جميع فئات الشعب المصري في التبرع لصالح غزة، وتمويل القوافل الإغاثية التي تم إرسالها لأهلنا في غزة، وكان ذلك بالتنسيق الكامل مع الدولة المصرية لتقديم الدعم اللازم لأهلنا في غزة في أسرع وقت ممكن.

وأوضحت المدير التنفيذي لبيت الزكاة والصدقات المصري أن البيت قد تلقى كما كبيرا من المساعدات لأهلنا في غزة ليس من مصر فقط، ولكن من الكثير من بلدان العالم، انطلاقا من الثقة الكبيرة في بيت الزكاة والصدقات المصري برئاسة فضيلة الإمام الأكبر وقدرته على إيصال المساعدات لأهلنا، موجهة الشكر للشعب المصري على موقفه المشرف واالداعم للقضية الفلسطينية، ولكل من بادر بالتبرع لصالح أهلنا في غزة من مصر والعالم.

وبين الدكتور محمود الهواري أن الدولة المصرية دورها مشرف وموقفها ثابت تجاه القضية الفلسطينية، منذ بدايتها وحتى الآن، وهو ما تأكد بموقفها من العدوان الغاشم الجاري ورفضها التام لتهجير إخواننا الفلسطينيين، وكان الأزهر الشريف دائما في القلب من هذا الدعم، بدءا من عقد المؤتمرات الكبرى لفضح مخططات الكيان الصهيوني، وصولا إلى جهوده الإغاثية الكبيرة نصرة للقدس.

وأضاف الأمين العام المساعد لمجمع البحوث الإسلامية أن الأزهر كان دائما في الموعد في دعم إخواننا في فلسطين، امتداد لموقف مصر ودعم له، عبر مناهج ومقررات تعرف بالقضية، ومنها إعلان فضيلة الإمام الأكبر عن عام للقضية الفلسطينية في إعلان صريح وواضح في دعم القضية الفلسطينية، مؤكدا أن المسؤولية تجاه فلسطين تشاركية وعلينا جميعا التعاون في دعمها ونصرتها، ويجب علينا إحياء القضية في نفوس وعقول أبنائنا.

من جانبها قالت مها الحفناوي إن الدولة المصرية هي دولة مؤسسات، وأن هناك تعاون كامل بين جميع مؤسسات الدولة في دعم إخواننا في فلسطين، وأن التعاون بين الجميع على قدم وساق في سبيل ذلك، مؤكدة كذب مزاعم غلق معبر رفح من الجانب المصري، وأن الإجراءات المتشددة والمعايير المفرطة من دولة الاحتلال هي التي تعطل دخول المساعدات إلى أهلنا في غزة.

وبينت رئيس الوحدة المركزية للجمعيات والعمل الأهلي بوزارة التضامن أن السيدة الغزاوية تستحق كل التحية على صمودها في مواجهة العدوان، لافتة أن المؤسسات الإغاثية المصرية قد قامت بجهود كبيرة لإيصال أكبر قدر من المساعدات إلى غزة، في تنسيق كبير فيما بينها تنفيذا لتوجهات الدولة المصرية.

وأوضح عبدالعليم قشطة أن شيخ الأزهر ومنذ بداية العدوان، قد وجه بإطلاق حملة عالمية تحت عنوان "أغيثو غزة"، انطلاقا من رسالة الأزهر الشريف الداعمة للقضية الفلسطينية، وهو ما عملنا على تنفيذه على الأرض عبر البدء فورا في تنفيذ توجيهات فضيلته، وقد تمكنا بفضل الله وحتى الآن من إدخال كم كبير من المساعدات إلى أهلنا في غزة، عبر إرسال اربعة من القوافل الإغاثية والطبية المحملة بجميع المستلزمات الغذائية والطبية والمعيشية لأهلنا في غزة، لافتا أن بيت الزكاة ملتزم بمساعدة كل من يتعرض للكوارث في عالمنا العربي حيث أرسلنا من قبل مساعدات لأهلنا في سوريا وليبيا وغيرها، بالإضافة لمساعدة أهلنا من الفقراء والمحتاجين وتوزيع أموال الزكاة في مصارفها الشرعية.

وتحدث شريف غيتة عن جهود فرق العمل ببيت الزكاة والصدقات المصري لتجهيز القوافل الإغاثية لأهل غزة، مؤكدا أن الشباب العاملين في بيت الزكاة قد بذلوا جهدا كبيرا لتجهيز كميات كبيرة من المساعدات الطبية والغذائية والمعيشية وغيرها، مع التأكد من جودة وسلامة هذه المساعدات، مؤكدا أنه لا لصحة لما يثار عن أن المساعدات لا تصل لأهلنا في غزة، وأن العاملين على قوافل بيت الزكاة يستوثقون من دخول المساعدات إلى أهلنا في قطاع غزة.

ويشارك الأزهر الشريف -للعام الثامن على التوالي- بجناحٍ خاصٍّ في معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ 55، في الفترة من 24 يناير الجاري حتى 6 فبراير 2024؛ وذلك انطلاقًا من مسؤولية الأزهر التعليمية والدعوية في نشر الفكر الإسلامي الوسطي المستنير الذي تبناه طيلة أكثر من ألف عام.

ويقع جناح الأزهر بالمعرض في قاعة التراث رقم "4"، ويمتد على مساحة نحو ألف متر، تشمل عدة أركان، مثل قاعة الندوات، وركن للفتوى، وركن الخط العربي، فضلًا عن ركن للأطفال والمخطوطات.

196f77bb-8755-41b8-9f35-e3a4b02541f7 240f1e0c-5e2b-4895-827e-f3487dfb4dc6 a2797e30-41c9-4c58-8082-bc57255b86f6 ca822790-0911-44ef-a572-28e7f098fa19 f0eb7f14-5bfb-4fd0-af81-ec66cc428183

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: جناح الأزهر غزة سحر نصر بيت الزكاة والصدقات المصري بیت الزکاة والصدقات المصری القضیة الفلسطینیة الدولة المصریة المساعدات إلى لأهلنا فی غزة من المساعدات أهلنا فی غزة فی دعم

إقرأ أيضاً:

فلسطين من المتن إلى الهامش.. ماذا فعلوا لتقزيم القضية الفلسطينية؟!

ما دمنا في شهر كانون الأول/ ديسمبر فالفرصة قائمة للتذكير ببدء المأساة الفلسطينية في العام 1917، حينما دخل الجنرال البريطاني إدموند ألنبي القدس في 11 كانون الأول/ ديسمبر 1917، وذلك بعد 39 يوما على وعد بلفور الذي كشف سعي بريطانيا إلى إقامة وطن قوميّ لليهود في فلسطين، إذ لا يمكن، والحالة هذه، فصل الانتداب البريطاني على فلسطين، والسياسات الانتدابية الخاصّة التي انتهجتها بريطانيا في فلسطين والمختلفة عن سياسات الانتدابين البريطاني والفرنسي في العراق وشرقي الأردن وسوريا ولبنان، عن المشروع الصهيوني، الذي استكمل نفسه، وأعلن عن دولته على أنقاض الفلسطينيين المشرّدين، على أساس تلك السياسات البريطانية، كما لا يمكن القفز عن المعاناة الفلسطينية الهائلة في ظلّ الانتداب البريطاني الذي انتهج سياسات غاية في الوحشية في قمع الفلسطينيين والتمكين للصهاينة، لا سيما وأنّ سياسات القمع هذه، كما في الثورة الفلسطينية الكبرى (1936-1939)، أفضت إلى إنهاك الفلسطينيين، وتسهيل مهمة العصابات الصهيونية في حرب العام 1948.

في السنوات الأخيرة، وفي إطار خطابات تجاوز القضية الفلسطينية، ووضعها في مقارنات تهدف إلى التحقير من معاناة أهلها، لجعل جانب المعاناة وحده المعيار في تقييم القضايا من حيث الثقل والأولوية، لم تَكن تُؤخذ هذه السنوات الطويلة الممتدة من الاستعمار والمعاناة بوصفها معاناة كمّية، إذ كان يوضع البطش الصهيوني وما ينجم عنه من معاناة يمكن قياسها كمّيّا (مثلا: أعداد الشهداء والجرحى والمشرّدين وأوضاع المعتقلين في السجون) في مقارنة مع البطش الذي تقترفه أنظمة سياسية عربية، كالنظام الأسدي في سوريا،أكثر من قرن من الزمان من الاستعمار المتصل ببعضه هو في حدّ ذاته معاناة كيفية، علاوة على كونه معاناة كمّية تتحوّل إلى إضافة كيفية للكيف الموجود أصلا، فطوال هذا القرن والعقد تقريبا، الذي ولدت فيه أجيال وماتت والمعاناة قائمة، لم تنقطع الاعتقالات ولا القتل ولا هدم البيوت ولا الحصار في الأرزاق ولا تقييد الحركة، علاوة على أوجه من المعاناة الكمّية التي لا يقدر على تصوّرها من لم يعانها مباشرة كمصادرة الأراضي وتحويل البلاد إلى سجن كبير وشلّ حركة الناس وتقطيع البلاد عن بعضها والخلوص بذلك للقول إنّ القضية الفلسطينية لا تستحق تلك الأهمية بالنظر إلى الحساب الكمّي للمعاناة، وذلك لأنّ الكمّ المتراكم والمتفاحش من البطش بالضرورة يتحوّل إلى كيف، فالقضية ليست حسابا كمّيّا يُصادر الانفعال بالمعاناة والتي هي نسبيّة، ولكنه كمّ يتحوّل إلى كيف بحيث يجعل المعاناة متمايزة بالضرورة.

لكن وبقطع النظر عن دقّة التصوّر للمعاناة الكمّية الناجمة عن الاستعمار الصهيوني، طالما لا يأخذها في الإطار الزمني الممتد وبالقياس إلى عدد الفلسطينيين، كتشريد 51 في المئة من الفلسطينيين الذين سكنوا عموم فلسطين حتى عام 1948، و82 في المئة من سكان الأراضي التي احتلت عام 1948، وهو تشريد مدفوع بأنماط متوحشة من المجازر، فإنّ احتساب العقود الطويلة المتلاحقة واجب حين إرادة النظر إلى المعاناة من الجهة الكمية أو المادية القابلة للقياس. فأكثر من قرن من الزمان من الاستعمار المتصل ببعضه هو في حدّ ذاته معاناة كيفية، علاوة على كونه معاناة كمّية تتحوّل إلى إضافة كيفية للكيف الموجود أصلا، فطوال هذا القرن والعقد تقريبا، الذي ولدت فيه أجيال وماتت والمعاناة قائمة، لم تنقطع الاعتقالات ولا القتل ولا هدم البيوت ولا الحصار في الأرزاق ولا تقييد الحركة، علاوة على أوجه من المعاناة الكمّية التي لا يقدر على تصوّرها من لم يعانها مباشرة كمصادرة الأراضي وتحويل البلاد إلى سجن كبير وشلّ حركة الناس وتقطيع البلاد عن بعضها.. الخ.

ذلك كلّه بقطع النظر عن كون المعاناة نسبية، من حيث إنّه لا يمكن لأحد تقدير انفعال غيره بما يصيبه وأثر مصابه على حياته، حتى لو اتفقنا على كون الكمّ بالضرورة يتحوّل إلى كيف، وبقطع النظر عن كون مصادرة معاناة الآخرين أمرا معيبا أخلاقيّا ومبدئيّا مهما كانت دوافعه، وبقطع النظر عن المضامين الجوهرية الأخرى التي تمنح القضية الفلسطينية أهمّيتها الخاصّة، وبقطع النظر عن القصور الأخلاقي الذي كان ينتظر إبادة الفلسطينيين لاستكشاف أهمّية قضيتهم، ولكن الذي أردت قوله هنا، جرى بالفعل توظيف المعاناة الكمّية لتحقير القضية الفلسطينية، وإذا كان البعض قد تورّط في ذلك في غمرة المأساة الذاتية والانفعال الغريزي بذلك، فقد تحوّلت هذه الخطابات إلى ظاهرة ثقافية وإعلامية، تصبّ في طاحونة التطبيع العربي التحالفي مع "إسرائيل"، يتورّط فيها مثقفون وإعلاميون لا يمكن عدّهم من الذباب الإلكتروني الذي أهمّ وظائفه تسويغ التخلّي عن القضية الفلسطينية وشيطنة أهلها، ومن ثمّ لا يختلف هؤلاء في النتيجة عن ذلك الذباب!كيف أنّه جرى بالفعل توظيف المعاناة الكمّية لتحقير القضية الفلسطينية، وإذا كان البعض قد تورّط في ذلك في غمرة المأساة الذاتية والانفعال الغريزي بذلك، فقد تحوّلت هذه الخطابات إلى ظاهرة ثقافية وإعلامية، تصبّ في طاحونة التطبيع العربي التحالفي مع "إسرائيل"، يتورّط فيها مثقفون وإعلاميون لا يمكن عدّهم من الذباب الإلكتروني الذي أهمّ وظائفه تسويغ التخلّي عن القضية الفلسطينية وشيطنة أهلها، ومن ثمّ لا يختلف هؤلاء في النتيجة عن ذلك الذباب!

والحاصل أنّ كمّ تلك الخطابات تحوّل بدوره إلى كيفية في التعامل مع القضية الفلسطينية، باتت تجد لها مساغا في التداول العام وفي الطرح السياسي، وهذا الكيف يتبلور في صيغ متعددة، منها الحساب الكمّي المضلّل للمعاناة الذي جرت الإشارة إلى بعضه، أو تحويل القضية الفلسطينية إلى فاعل ضارّ بالأمن العربي لا من جهة الاستعمار الصهيوني بل من جهة الاستغلال الإيراني لها، فتصير الأولوية هي مكافحة الاستغلال الإيراني لا تحرير فلسطين ولا إسناد أهلها، بل يتولّد موقف نفسي يمكن ملاحظته في أوساط معينة من فلسطين وأهلها، سببه "استغلال" إيران للقضية الفلسطينية أو التذكير المستمرّ بالقمع الذي مارسته أنظمة عربية بحقّ شعوبها متغطية بفلسطين، وفي الإطار نفسه جعل قضية التحرر من الاستبداد متعارضة مع قضية التحرر من الاستعمار الأجنبيّ وتهميش الثانية لصالح الأولى، ودون أن يطرح هؤلاء الأسئلة الصحيحة عن السبب الذي يفسح المجال لإيران لـ"استغلال القضية الفلسطينية" في حين أنّ الدول العربية أولى بذلك، على الأقل إن لم يكن إدراكا منها لخطر المشروع الصهيوني عليها، فلقطع الطريق على إيران، ومن ثمّ وبعدما صارت فلسطين عند البعض على هامش هموم عربية أخرى؛ فلن يكون مستغربا ضيق ذلك البعض من مخاوفنا من التمدّد الإسرائيلي، وعدم تبلور طرف معادٍ له حتّى اللحظة بعد مُصاب قوى المقاومة واختلال التوازن الإقليمي لصالح "إسرائيل".

x.com/sariorabi

مقالات مشابهة

  • فلسطين من المتن إلى الهامش.. ماذا فعلوا لتقزيم القضية الفلسطينية؟!
  • شيخ الأزهر يتفقَّد المقر الرئيس لبيت الزكاة والصدقات
  • شيخ الأزهر يتفقد بيت الزكاة والصدقات ويوجه بتقديم أفضل الخدمات للمستفيدين.. صور
  • شيخ الأزهر يتفقَّد مقر بيت الزكاة والصدقات ويوصِّي بتقديم أفضل الخدمات للمستفيدين
  • شيخ الأزهر يتفقد المقر الرئيسي لبيت الزكاة والصدقات ويوصي بتقديم أفضل خدمات للزائرين
  • القضية الفلسطينية أمام مخاطرالتصفية.. قراءة في كتاب
  • تباث الموقف اليمني تجاه القضية الفلسطينية
  • المؤتمر: المساعدات الإنسانية لغزة تعكس التزام مصر التاريخي لدعم القضية الفلسطينية
  • عبد المهدي مطاوع: الحكم على ترامب بشأن القضية الفلسطينية لا يزال مبكرا
  • وزير الخارجية العراقي: ندعم القضية الفلسطينية ووقف إطلاق النار في غزة