كتب- محمد شاكر :
تصوير- محمود بكار:

استضافت القاعة الدولية بمعرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ 55 ندوة: "دانتي.. شاعر المتوسط" بحضور ريكاردو سترنوتي المتخصص في الكوميديا الإلهية، ورئيس جمعية أصدقاء دانتي الليجيري بكازينتينو إيطاليا، والدكتورة لمياء الشريف، أستاذة الأدب الإيطالي ورئيسة قسم اللغة الإيطالية بجامعة بدر، والدكتورة كرستين سمير، مدرس الأدب الإيطالي بجامعة بدر.

أدار اللقاء، الدكتورة عبير السيد، وهي كاتبة أكاديمية ورئيس جمعية نوافذ على الثقافة والإبداع بفلورنسا إيطاليا.

في البداية، رحبت الدكتورة لمياء الشريف، بضيوف الندوة التي تتحدث عن رحلة عشق شاعر المتوسط "دانتي" وتستضيف مؤسس أصدقاء دانتي إيطاليا، وتضم كل عشاق الكوميديا من كل أنحاء العالم سواء من مدينة فلورنسا أو غيرها، وعلى رأسهم "ريكاردو سترنوتي" وهو دارس للقانون وبدأ في العمل كمرشد سياحي، حيث يقوم بعمل رحلة حج سنوية في حب "دانتي" والذي انتصر للحب وللمرأة.

وفي بداية كلمتها، تحدثت الكاتبة عبير السيد، عن رحلتها في الاندماج بين الثقافات الأوروبية وكيفية الاندماج بداخل تلك المجتمعات قائلة: دخلت عالم الكتابة من خلال كتابي "حكايات نساء مهاجرات" وأنا عضو اتحاد كتاب مصر، وأعمل كوسيط ثقافي وهو الأمر الذي يحتاج إلى ندوات كاملة للتفرقة بين المترجم والوسيط الثقافي، وتعرفت على ريكاردو في عام 2019، ويتذكر الجميع مأساة كورونا التي تعرضت لها إيطاليا حيث انحسبنا جميعا في صناديق مغلقة نظرًا للأحداث المأساوية التي شهدها إيطاليا في فقد الكثير من عائلتها في تلك الفترة.

وعن رحلة الاندماج داخل المجتمع الغربي، أوضحت "السيد" أنها ظلت فيها قرابة الـ 35 عامًا، وتعرفت خلالها على العديد من الثقافات الأوروبية، والتي تدربت خلالها على كيفية الاندماج وسط الثقافات المختلفة دون أن يحدث هذا خللا في ثقافته الأم، وهو الأمر الذي كنا نحاول أن نفعله مع الجاليات العربية في الخارج، هو الاندماج دون الإخلال بما نحمله من ثقافة أصلية.

وأضافت: "من خلال جمعية نوافذ استطعت النفاذ بداخل الشعوب الأوروبية وأصبحنا الآن من الجمعيات التي يتم دعوتها بجميع المحافل الثقافية، باعتباري أحمل ثقافة البحر المتوسط وأحمل الثقافة المصرية التي تتميز بتنوعها الثقافي والحضاري، وأصبحت جزءا من تعريف ثقافة وطني بداخل تلك المحافل".

وفي بداية حديثه عبّر ريكاردو سترنوتي عن سعادته بوجوده في مصر وهذه هي المرة الأولى التي يزورها بصحبة صديقته الإسبانية قائلاً: سعيد بوجودي في هذه الرحلة الرائعة مع صديقتي الإسبانية إلى مصر وهذه هي أول مرة أزور فيها مصر وقمنا بزيارة أماكن كثيرة، كما أنني سعيد بوجودي هنا في معرض القاهرة الدولي للكتاب للحديث عن دانتي.. شاعر المتوسط وعن رحلته في الكتابة من خلال الكتاب الذي أصدره له بعنوان "مذكرات دانتي.

وعن رحلته في حب دانتي والكوميديا، قال "ريكاردو": أنا فخور بكوني موجود هنا لأتحدث عن الكوميديا وعلاقتها بالثقافة العربية والإسلامية، وهذا الجسر الثقافة بين مصر وإيطاليا وإسبانيا، وهناك جسور أخرى تمتد عبر الثقافات الثلاث.

وتابع: مذكرات دانتي مزجت بين القصص الحقيقية والقصص الخيالية، وبدأت بالتحدث عنها كما لو أنها حقيقة أو أنها موجودة فعلا من زمن دانتي، وهذا الكتاب اعتبره مزجا بين الأسطورة والخيال والواقعية".

واختتم: أتمنى من الجميع أن يقرأ كتاب مذكرات دانتي، وأن الكتاب يتم ترجمته إلى اللغة العربية وسيصدر قريبًا.

المصدر: مصراوي

كلمات دلالية: كأس الأمم الإفريقية معرض القاهرة الدولي للكتاب أسعار الذهب الطقس مخالفات البناء سعر الدولار انقطاع الكهرباء فانتازي الحرب في السودان طوفان الأقصى سعر الفائدة رمضان 2024 مسلسلات رمضان 2024 معرض القاهرة الدولي للكتاب الثقافة المصرية طوفان الأقصى المزيد شاعر المتوسط مذکرات دانتی

إقرأ أيضاً:

الترجمة.. جسور إماراتية بين الثقافات

هزاع أبو الريش 
تلعب المؤسسات الثقافية في الإمارات دوراً لافتاً في دعم حراك الترجمة، إذ تعد ركيزة أساسية من ركائز نهضة الأمم، وتحضر الإمارات في هذا المجال حضوراً بارزاً عبر العديد من المبادرات والمشاريع، وهو ما يصنع جسوراً مضيئة وفاعلة بين الثقافات.

وهو ما تؤكد عليه الشيخة الدكتورة شما بنت محمد بن خالد آل نهيان، رئيس مجلس إدارة مؤسسات الشيخ محمد بن خالد آل نهيان الثقافية والتعليمية، والباحثة في الأمن الاجتماعي والثقافي، بقولها، إن صناعة الترجمة تعد رافداً أساسياً للحركة الثقافية والفكرية في أي مجتمع، وذلك لما لها من دور محوري في نقل الأفكار والمعارف بين الشعوب وتوسيع أفق التفاهم الحضاري، وأصبحت جزءاً من القوة الناعمة للدول التي تزيد من رقعة حضورها العالمي. ففي الماضي، لعبت الترجمات العربية لأعمال الفلاسفة والعلماء اليونانيين، مثل ترجمة ابن رشد لفلسفة أرسطو، دوراً كبيراً في إرساء أسس الفكر الغربي الحديث، حيث كانت تلك الترجمات نافذة أثرت في تطور الحضارة الغربية في مختلف المجالات الإنسانية. مضيفة: ومن هذا المنطلق، تعتبر الترجمة ركناً أساسياً في بنية المجتمع الثقافية والمعرفية، فهي لا تقتصر فقط على نقل الأفكار من اللغات الأخرى إلى لغتنا، بل تشمل كذلك ترجمة الفكر والأدب المحلي إلى لغات العالم، لتعريف الثقافات الأخرى بنتاجاتنا الفكرية والأدبية، ويتطلب تحقيق هذا الهدف مؤسسات ثقافية قوية تقدم الدعم والمساندة لحركة الترجمة بكل أركانها.
وتابعت الشيخة الدكتورة شما بنت محمد بن خالد آل نهيان: «في الإمارات، تشهد حركة الترجمة نمواً ملحوظاً بفضل الدعم المؤسسي الذي توفره الدولة، فقد أطلقت مبادرات وطنية لدعم الترجمة، من أبرزها «مشروع كلمة للترجمة» التابع لدائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي، كما يتم العمل على ترجمة الأدب الإماراتي إلى لغات متعددة لنشر الثقافة الإماراتية عالمياً. ويعتبر هذا الجهد جزءاً من استراتيجية ثقافية تقوم على بناء مؤسسات منفتحة على الثقافات العالمية، قادرة على دعم الترجمة كمحور رئيسي لتعزيز التبادل الثقافي والمعرفي بين الإمارات والعالم، وهذا ما جعلنا نقوم في مؤسسات الشيخ محمد بن خالد آل نهيان بدورنا كمؤسسة ثقافية وطنية في دعم حركة الترجمة من ترجمة أعمال كثيرة من لغتنا إلى لغات أخرى، ومناقشة الأعمال المترجمة ضمن أنشطة مجلس الفكر والمعرفة، دعماً لرؤية الترجمة، وتماشياً مع التوجهات الثقافية التي تصب في عمق التواصل، وتجعلنا قريبين من الآخر». 

الترجمة والتنمية 
وحول دور المؤسسات الثقافية في دعم حراك صناعة الترجمة محلياً، يقول عبد الله ماجد آل علي، مدير عام الأرشيف والمكتبة الوطنية: «أرى الترجمة والتنمية فعلين متلازمين، فالترجمة تؤدي إلى التنمية والتطوير وهي غاية الإنسان، كما أنها عامل أساسي من عوامل النهوض الحضاري، وهي إحدى الوسائل المهمة في تحقيق التنمية الشاملة، إذ تلعب دوراً مهماً في نقل المعارف ونتاج الفكر العلمي والأدبي والثقافي بين الحضارات وفي بناء واقع فكري من شأنه التغيير المستمر نحو الأفضل».
ويضيف آل علي: «إيماناً من الأرشيف والمكتبة الوطنية بالدور الذي تؤديه الترجمة على صعيد التنمية والتطوير، كان مؤتمر الترجمة الدولي الذي ستنعقد نسخته الخامسة في أبريل 2025، وأملنا كبير بأن يواصل دوره محلياً وعربياً وعالمياً، لما له من أثر علمي وفكري وثقافي على الأوساط الثقافية الأكاديمية والمهنية التي تُعنى بشؤون الترجمة، ولما أسفر عنه من دراسات وبحوث جادة سلطت الضوء على الترجمة، قديمها. وستظل الترجمة هي الأبرز والأسمى في مدّ جسور الحوار الحضاري ونشر ثقافة التسامح بين الشعوب والأمم، وستظل دولة الإمارات العربية المتحدة في ظل قيادتها الرشيدة تطلق المبادرات الرائدة وتدعمها في كافة المجالات العلمية والأكاديمية والثقافية، ومن بينها دعم حركة الترجمة. ولما كان الأرشيف والمكتبة الوطنية حريصاً على أن يكون صرحاً علمياً ومنبراً للبحث، تتوافد إليه قوافل طلاب المعرفة ومبدعو الفنون ورواد الآداب والمثقفين، فإننا أولينا حركة الترجمة اهتمامنا، وسعينا من أجل توظيف التقنيات الحديثة ما يجعلها مصدراً أساسياً من مصادر التجديد العلمي والثقافي، وستظل الترجمة همزة الوصل بين المجتمعات على اختلاف مواقعها على مؤشرات التقدم والمعاصرة، وستبقى البوابة التي تعبر منها العلوم والتقنيات الحديثة».
ويختتم آل علي بقوله: «الأرشيف والمكتبة الوطنية وهو يدرك تماماً أن الترجمة رافد من روافد الفكر الإنساني العابر للثقافات والحدود، ورسالة مثاقفة وحوار بين الحضارات والثقافات، فإن إسهاماته تشكل حلقة مهمة وجوهرة نفيسة في العقد الذي تحرص دولة الإمارات العربية المتحدة بمؤسساتها الثقافية أن تبرزه للعالم، حاملاً صورتنا الحضارية والثقافية التي نفخر بها جميعاً».

أخبار ذات صلة «فن أبوظبي».. احتفاء استثنائي بإبداعات الشباب التحول الرقمي في دولة الإمارات

منصة عالمية 
من جانبه يقول الدكتور سيف الجابري، رئيس مجلس إدارة اتحاد الأكاديميين والعلماء العرب، إن المؤسسات الثقافية تعد ركناً وثيقاً من أركان صناعة الترجمة التي أضحت منبراً ومنصة عالمية يقتدى بها في علوم الترجمة بأنواعها المختلفة كون دولة الإمارات العربية المتحدة تعتبر من أكثر الدول في العالم التي تعيش فيها جنسيات متعددة بلغاتها المتنوعة والمختلفة، مما أسهم ذلك في انتشار الترجمة بين المؤسسات حسب احتياجاتها من لوازم اللغات، ومن هنا يظهر الدعم المؤسسي للترجمة كصناعة رابحة تسهم في الناتج العام لدخل الدولة ومؤسساتها وأفرادها.
ويؤكد الجابري: «تلك الإنتاجات من الترجمات جعلتنا ذات قوة منافسة للخارج، وما هذه المعارض والمؤتمرات والندوات والمحاضرات الخاصة والمعنية بالترجمة، إلا جزء من هذا النسيج الفلسفي العميق، والحراك الثقافي الكبير المنغمس في صميم صناعة الترجمة».

ويتحدث محمد نور الدين، كاتب وناشر، مؤسس دار نبطي للنشر والتوزيع، قائلاً: إن هناك العديد من الإسهامات من القطاع العام في مجال الترجمة والتي تعتبر إضافة نوعية، ومميزة في الوقت نفسه، فترجمة الأدب المحلي والتاريخ الإماراتي إلى اللغات الأخرى يتيح الوصول إلى الآخر، وهو ذكاء ونهج حضاري يوصلك للآخر ليدرك مدى مكانتك وإبداعك وما لديك من فكر وثقافة وتاريخ. ومن هنا نلاحظ احترافية المؤسسات الثقافية المحلية في تبني مسألة الترجمة، والمضي بها قُدماً من خلال الندوات والمحاضرات والمؤتمرات وجذب كبار المترجمين للاستفادة من خبرتهم وتجاربهم، وهذا ما جعلنا اليوم نتميز في مجال الترجمة. لافتاً، إلى دور صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، في تبني عدد من الإصدارات والمؤلفات المحلية لترجمتها بعدة لغات، والمشاركة من خلالها في المعارض الدولية، وهذا ما يجعلنا نتيقن بأهمية الترجمة، ودورها، ومكانتها القيّمة والمُثلى في تسهيل عملية الوصول إلى الآخر.

مقالات مشابهة

  • انطلاق النسخة السابعة من معرض الكتاب الفني
  • الترجمة.. جسور إماراتية بين الثقافات
  • كيف مزجت رومانيا بين الشرق والغرب في قصورها الملكية؟
  • أفضل أفلام جديدة لموسم أعياد 2024.. مزيج من الدراما والرومانسية والخيال
  • عن فلسفة النبوغ الشعري وأسباب التردي.. كيف نعرف أصناف الشعراء في زمن السيولة التواصلية؟
  • هيئة الكتاب تشارك بإصدارات متنوعة في معرض الكويت الـ 47
  • هيئة الكتاب تشارك بإصدارات متنوعة في معرض الكويت الدولي الـ٤٧ (صور)
  • العالم الدكتور عبد الله الغنيم شخصية معرض الكتاب الدولي بالكويت: القاهرة صاحبة الفضل في تشكيل رؤيتي الفكرية والثقافية
  • هيئة الكتاب تشارك بإصدارات متنوعة في معرض الكويت الـ٤٧
  • هيئة الكتاب تشارك بإصدارات متنوعة في معرض الكويت الـ47