أظهرت دراسة بحثية حديثة أنه لا يزال يتعيّن تطوير البنية الأساسية للهيدروجين الأخضر المسال، وإصدار القوانين والأنظمة المتعلقة به لاستخدامه كوقود، حيث سيسهم في تقليل الانبعاثات الكربونية، وتحقيق أهداف التنمية الاقتصادية المستدامة.

وقال الباحث محمد بن عبدالله البريكي طالب دكتوراه في مجال الطاقة المتجددة: هدفت الدراسة إلى استكشاف وتحليل أنواع مختلفة من الوقود النظيف، مع التركيز الخاص على الغاز الأخضر المسال، والهيدروجين الأخضر المسال، كما يشمل البحث تقييم شامل لكمية الطاقة المستهلكة في عمليات إنتاج وتخزين ونقل هذه الأنواع من الوقود، مع التركيز على احتجاز الكربون وتحسين كفاءة هذه العمليات، ويضيف: إن من أهم أهداف المشروع كذلك هو المقارنة بين الوقود النظيف من حيث عناصر التقنيات المستخدمة، والبنية الأساسية اللازمة، والقابلية للتوسع، ووجود القوانين والأنظمة المشرعة لاستخدامها، حيث يمكننا خلال هذه المقارنة، تحديد الوقود الأكثر فاعلية، وصديق للبيئة في سياق السوق الاقتصادي، والبيئة التشريعية.

وتتمحور أهمية الدراسة في عدة مجالات وتشمل المساهمة في تطوير مصادر الطاقة المستدامة، وهذا يعد خطوة مهمة نحو تقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري، وتعزيز استخدام الطاقة النظيفة، بالإضافة إلى تقييم الكفاءة والتأثير البيئي، حيث تقدم الدراسة تحليلا لكفاءة استهلاك الطاقة والتأثير البيئي لكل نوع من أنواع الوقود النظيف، وهذا يساعد في تحديد الخيارات الأكثر استدامة للبيئة.

ويضيف البريكي: إن الدراسة تدعم السياسات والتشريعات من خلال تقديم معلومات دقيقة حول البنية الأساسية، والقوانين والأنظمة لاستخدام هذه الأنواع من الوقود، وكذلك تؤكد على أهمية التحول إلى مصادر الطاقة النظيفة كخطوة أساسية نحو تحقيق أهداف التنمية الاقتصادية المستدامة، خاصة في سياق الجهود العالمية لمكافحة التغير المناخي.

وخرجت الدراسة بعدة توصيات مهمة، لدعم وتحسين استخدام الطاقة النظيفة، وتعزيز التنمية المستدامة أبرزها أهمية دعم البحث والتطوير في مجال الطاقة النظيفة، خاصةً في تقنيات احتجاز الكربون وتحسين كفاءة إنتاج الوقود النظيف، والاستثمار في تطوير البنية الأساسية اللازمة للهيدروجين الأخضر المسال، لتحقيق كفاءة أكبر في إنتاج وتخزين ونقل هذا النوع من الوقود، بالإضافة إلى ضرورة تحديث القوانين والأنظمة لتشجيع استخدام الغاز الأخضر المسال، والهيدروجين الأخضر المسال، وإطلاق برامج توعوية وتعليمية لرفع مستوى الوعي حول أهمية الطاقة النظيفة، ودورها في مكافحة التغير المناخي وتحقيق التنمية المستدامة، وتعزيز التعاون الدولي لتبادل المعرفة والخبرات في مجال الطاقة النظيفة، وذلك لتطوير حلول مبتكرة وفعالة تناسب الاحتياجات المحلية والعالمية.

وحول أهمية التعاون البحثي قال البريكي: في مشروعنا البحثي، كان للتعاون البحثي دور بارز في تحقيق تقدم ملحوظ على صعيد نقل المعرفة وتطوير قدرات الباحثين وذلك من خلال تبادل الخبرات والمعلومات مع باحثين من تخصصات متعددة، مما أسهم في تعزيز الفهم الشامل لموضوعات الطاقة النظيفة والبيئة، وأسهم كذلك في تنمية المهارات التحليلية والعلمية لكل عضو في الفريق، وأتاح الفرصة للمشاركة في تصميم الدراسات، تحليل البيانات، والكتابة الأكاديمية، كما ساعد في توسيع شبكاتنا الأكاديمية والمهنية عبر المشاركة في المؤتمرات الدولية والتعاون مع مؤسسات بحثية عالمية، مما فتح لنا آفاقاً جديدة لمزيد من التعاون، بالإضافة إلى ذلك، كان لهذا التعاون تأثير إيجابي في تعزيز الابتكار، وتطوير حلول مبتكرة للتحديات البيئية وكفاءة الطاقة، مساهما بذلك في تحقيق التنمية المستدامة على المستويين المحلي والدولي.

تكون الفريق البحثي من الباحث الرئيسي محمد بن عبدالله البريكي، طالب دكتوراه متخصص في مجال الطاقة المتجددة، والدكتور يوسف بيتشر، أستاذ مشارك بخبرة واسعة في تقنيات الطاقة النظيفة في جامعة حمد بن خليفة.

وحصدت الورقة العلمية المنشورة في مجلة "Fuel" جائزة أفضل ورقة علمية منشورة للباحثين الناشئين (حملة الماجستير) بالجائزة الوطنية للبحث العلمي ضمن قطاع الطاقة والصناعة لعام 2023م.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الطاقة النظیفة فی مجال الطاقة الوقود النظیف الأخضر المسال من الوقود

إقرأ أيضاً:

دراسة تكشف تأثير تقليل استخدام الهواتف الذكية على نشاط الدماغ

تأثير الهواتف الذكية على الدماغ.. سلطت دراسة حديثة الضوء على التأثيرات التي يمكن أن تحدث على نشاط الدماغ عند تقليل استخدام الهواتف الذكية، مما يعزز الفكرة القائلة بأن التكنولوجيا الحديثة تؤثر بشكل كبير على الوظائف العصبية.

ووفقا لصحيفة «الشرق الأوسط»، شملت الدراسة 25 شابًا بالغًا تتراوح أعمارهم بين 18 و30 عامًا، حيث طُلب منهم تقليل استخدامهم للهواتف الذكية لمدة 72 ساعة، مع السماح لهم فقط بالاتصال الأساسي والأنشطة المتعلقة بالعمل.

وقام باحثون من جامعتي هايدلبرغ وكولونيا في ألمانيا باستخدام عمليات مسح بالرنين المغناطيسي (MRI) واختبارات نفسية قبل وبعد فترة تقليل استخدام الهواتف، بهدف تحديد التأثيرات على الأنماط العصبية والنشاط الدماغي للمشاركين.

وأوضح الباحثون في ورقتهم البحثية المنشورة: «استخدمنا نهجًا طولياً لدراسة آثار تقليل استخدام الهواتف الذكية لدى مستخدميها». وأظهرت النتائج وجود ارتباطات بين التغيرات في تنشيط الدماغ مع مرور الوقت وأنظمة الناقل العصبي المرتبطة بالإدمان.

بعد فترة الـ72 ساعة، تم عرض مجموعة من الصور على المشاركين، بما في ذلك صور للهواتف الذكية أثناء التشغيل والإيقاف، بالإضافة إلى صور أخرى ذات طابع حيادي مثل القوارب والزهور. تبين أن صور الهواتف الذكية تسببت في تغييرات في أجزاء الدماغ المسؤولة عن معالجة المكافأة والشغف، والتي كانت مشابهة لتلك المرتبطة بإدمان المواد مثل النيكوتين والكحول.

تأثير الهواتف الذكية على الدماغ

كما أظهرت الدراسة أن التغيرات التي لوحظت في الدماغ كانت مرتبطة بأنظمة الدوبامين والسيروتونين، وهما ناقلان عصبيان مسؤولان عن السلوك القهري والتحكم في المزاج، مما يعزز فرضية أن الهواتف الذكية قد تكون مسببة للإدمان.

ومع ذلك، أظهرت الاختبارات النفسية أنه رغم التقييد في استخدام الهواتف، لم يشعر المشاركون بأي تغيرات كبيرة في مزاجهم أو رغبة شديدة في استخدامها. وأفاد بعض المشاركين بتحسن في مزاجهم، ولكن لم تظهر هذه التحسينات بشكل واضح في البيانات.

ورغم أن الدراسة لم تتعمق في الأسباب الدقيقة التي تؤدي إلى تغييرات نشاط الدماغ بسبب استخدام الهواتف، إلا أن الباحثين يشيرون إلى أن هناك عوامل متعددة قد تساهم في هذه التغيرات. قد لا تكون جميع الأنشطة المرتبطة بالهواتف مسببة للإدمان بنفس الدرجة.

وأشار الباحثون إلى أنه «بياناتنا لا تفصل بين الرغبة في استخدام الهواتف الذكية والرغبة في التفاعل الاجتماعي، حيث إن هاتين العمليتين مرتبطتين ارتباطًا وثيقًا في العصر الحالي».

على الرغم من أن الهواتف الذكية لم تكن موجودة منذ أكثر من 20 عامًا، إلا أن العلماء بدأوا في فهم تأثيراتها على حياتنا وأدمغتنا، حيث نشهد بعض الأعراض الدقيقة للانسحاب التي تحدث عندما نغيب عن هواتفنا لبضع دقائق.

في الختام، أكدت الدراسة أن «الآليات العصبية التي تم تحديدها قد تعزز السلوك الإدماني بشكل كبير لدى الأشخاص المعرضين لخطر الاستخدام المفرط للهواتف الذكية».

اقرأ أيضاًدراسة صينية تكشف آلية رئيسية وراء علاج السرطان بالأيونات الثقيلة

دراسة تكشف مخاطر الهواتف على نشاط الأطفال الحركي «فيديو»

مقالات مشابهة

  • دراسة تكشف تأثير تقليل استخدام الهواتف الذكية على نشاط الدماغ
  • ندوة بنقابة المهندسين تشدد على أهمية دور علوم الفضاء في التنمية المستدامة
  • وزير الكهرباء يستعرض أهمية الوقود الحيوي في تعزيز أمن الطاقة وتنوع مصادرها
  • لتحقيق التنمية المستدامة.. برتوكول بين بحوث الصحراء والمركز القومي لبحوث المياه
  • حملات مكثفة للنظافة في حدائق الأهرام لرفع كفاءة الشوارع وتحسين المظهر الحضاري
  • "الجيزة" تكثف حملات النظافة بحدائق الأهرام لرفع كفاءة الشوارع وتحسين المظهر الحضاري
  • مقياس كارداشيف.. ماسك يُبشر بعصر جديد من توليد الطاقة المستدامة
  • الزراعة تواصل حملات التوعية بالدقهلية حول أهمية الممارسات المستدامة
  • دراسة: المشروبات السكرية قد تزيد من خطر الإصابة بسرطان الفم
  • دراسة برلمانية توصي بإنشاء مجلس أعلى للحماية الاجتماعية