ايوب قدي: البصمة الخضراء الاثيوبية ودول حوض النيل و التغير المناخي الي اين؟! غرس 567 مليون شتلة في يوم واحد في ربوع اثيوبيا
تاريخ النشر: 18th, July 2023 GMT
ايوب قدي تعتبر ظاهرة التغيرات المناخية ظاهرة عالمية نظرا لطبيعة وحساسية النظم البيئية في كل منطقة ،ولا شك ان ظاهرة التغيرالمناخي احد القضايا المطروحة على المستوى العالمي في ظل ما يترتب عليها من تغيرات خطيرة تهدد مستقبل الانسان على الأرض . وقداشارت احدى الدراسات الصادرة عن المنظمة الدولية للأرصاد الجوية الى ارتفاع في متوسط درجات الحرارة من المحتمل ان يؤدي هذا الارتفاع السريع الى تهديد استقرار العالم من خلال تعطيل امدادات الغذاء والماء،من الأهمية بالإمكان الاعتراف بالدور الهام الذي يؤديه تغير المناخ في التسبب بالفقر حول العالم ونحن في افريقيا سوف نتاثر بهذا التغير بشكل كبير .
المجتمعات الأشد فقرً ا هي الأكثر عرضة لتأثيرات تغير المناخ بالنظر إلى قلة ما لديها من موارد يمكن استثمارها في منع
تأثيرات تغير المناخ والتخفيف منها. ومن بين بعض أشد الناس تعرضًا للخطر المزارعون.
أكدت الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ تأكيداً قاطعاً في تقاريرها أن تغير المناخ حقيقي وأن سببه الرئيسي هو انبعاثات غازات الدفيئة الناجمة عن الإنسان. وتعد الوتيرة المتزايدة للظواهر المناخية القصوى، والكوارث الطبيعية، وارتفاع مستويات سطح البحر، والفيضانات، وموجات الحر، والجفاف، والتصحر، ونقص المياه، وانتشار الأمراض الاستوائية والأمراض المنقولة بالنواقل، بعضاً من الآثار الضارة لتغير المناخ. اذا اين يكمن الحل ؟ يكمن الحل في التشجير التي تساعد بشكل جيد على تنقية الهواء من كافة الأتربة والملوثات الناتجة عن أدخنة المصانع والأبخرة داخل الغلاف الجوي، حيثُ تقوم الأشجار بامتصاص جميع هذه الملوثات وتخزينها في أوراقها وأغصانها، وخير مثال على ذلك هي غابات الزان التي تمتص ما يقرب من أربع أطنان من الملوثات من الغلاف الجوي سنويًا، كما تعمل الأشجار على التخلص من ثاني أكسيد الكربون وإنتاج الأكسجين في الهواء كما تساعد في القضاء على مشكلة الاحتباس الحراري أيضًا. ولان المساهمة في التشجير وزيادة الأراضي الخضراء هو واجب ومسؤولية كل فرد ومؤسسة في المجتمع. من أجل ذلك قامت اثيوبيا ضمن أهداف التنمية المستدامة، بعدة حملات للزراعة والتشجير.. واليوم وصلت الي الحملة الثالثة بغرس 567 مليون شتلة في يوم واحد وتستمر الحملة حتي الشهر القادم بهدف الحفاظ على البيئة. شملت الحملة زراعة مختلف أنواع الأشجار المستديمة و شتلات الفاكهة الافكادو وغيرها . وشملت هذه الحملة كل الاقاليم الاثيوبية . وبهذه المناسبة قال الحاج أول أربا رئيس إقليم عفار إن بلادنا إثيوبيا سجلت اليوم رقماً قياسياً جديداً حيث قامت بغرس 567 مليون شتلة في يوم واحد في يوم الاثنين الماضي . وأشكر جميع الناس في بلدنا وإقليمنا الذين شاركوا في هذا وقدموا هذه المساهمة الناجحة. وتلعب البصمة الخضراء دورًا رئيسيًا في مواجهة الآثار السلبية لتغير المناخ ، وبالتالي فهي تلعب دورًا حاسمًا في منع المشكلات البيئية والاجتماعية والاقتصادية الناتجة عن إزالة الغابات عالية المستوى وخاصة في الحد من الضعف الذي يحدث حول المزرعة. أعلن رئيس وزراء اثيوبيا الدكتور أبي أحمد، بأن إثيوبيا دخلت التاريخ من خلال غرس أكثر من 567 مليون شتلة الأشجار من الفجر حتى الغسق، محطمة بذلك الرقم القياسي الخاص بها. وبهذه المناسبة هنأ رئيس الوزراء الإثيوبيين الذين شاركوا في غرس الشتلات. وكانت خطة الغرس 500 مليون شتلة من شروق الشمس حتى غروبها، لكنها تجاوزت 67 5مليونا. وقد استجاب ملايين الإثيوبيين لنداء رئيس الوزراء أبي ليصنع التاريخ مرة أخرى بغرس نصف مليار شتلة في جميع أنحاء البلاد في الساعة السادسة صباح يوم الإثنين الماضي. وعليه أكد مستشار وزير المياه والطاقة الإثيوبى محمد العروسي، أن مبادرة الإرث الأخضر الإثيوبية مفيدة لتعزيز السلام والتنمية، وتقوية العلاقات الدبلوماسية بين إثيوبيا والدول المجاورة. كجزء من المرحلة الثانية من مبادرة الإرث الأخضر لغرس 25 مليار شتلة الأشجار، فقد تم غرس 567 مليون شتلة يوم الإثنين الماضي لتحطيم الرقم القياسي الخاص بها. كما تم في وقت سابق، غرس أكثر من 353.6 مليون شتلة في 12 ساعة في 30 يوليو عام 2019 م. وذكر السيد محمد ، أن إثيوبيا ترى تحقيق مبادرات وطنية مثل مبادرة الإرث الأخضر وسد النهضة الإثيوبي الكبير فيما يتعلق بحماية البيئة والتوافق الوطني وبناء السلام. وقال: “نرى ما حققناه من سلام وبيئة حافظنا عليها من خلال مثل هذه المبادرات. كما تهدف مبادرة الإرث الأخضر إلى جعل إثيوبيا وحتى إفريقيا جنة على وجه الأرض، وأن مبادرة الإرث الأخضر، تكون على غرار سد النهضة، هي رابطة قوية بين الناس، ومشروع وطني يستفيد منه الجميع من حيث الحماية من آثار تغير المناخ وضمان الاكتفاء الذاتي من الغذاء، كما وافق الجميع على مبادرة الإرث الأخضر بأنها ضرورية في إيجاد توافق في الآراء. وفيما يتعلق باالعلاقات لدبلوماسية مع دول الجوار، قال العروسي: إن المبادرة تهدف إلى تعزيز العلاقات الدبلوماسية بين إثيوبيا ودول الجوار، والتوعية بأهمية الحفاظ على البيئة، والبنية التحتية لهذه الدول. حيث تعاني الدول من كوارث بيئية تهدد حياة الأفارقة والإفريقيين. وإثيوبيا تسعى إلى مشاركة ما منحته الطبيعة لجيرانها من خلال المبادرة. موضحا، بأن قادة الدول الأفريقية يعتقدون أن مبادرة الإرث الأخضر التي أطلقتها إثيوبيا مهمة لدولهم، وبالتالي يسعون لمتابعة خطوات إثيوبيا لجعل بلادهم أرضًا خصبة ومناسبة بيئيًا لحياة كريمة للمواطنين. وأكد عليه السفير الصيني لدى إثيوبيا، تشاو تشي يوان، قائلا: إن إثيوبيا ستعمل على تحسين معيشة شعبها من خلال مكافحة آثار تغير المناخ، واستعادة المناظر الطبيعية والغابات المتدهورة عن طريق غرس الأشجار في جميع أنحاء البلاد. وفي الصدد، أدلى السفير بهذا التصريح لوكالة الأنباء الإثيوبية، يوم الإثنين الماضي، أثناء غرس الشتلات مع موظفي السفارة والضيوف الآخرين في مقر السفارة في أديس أبابا كجزء من الحملة التي تقام لغرس 500 مليون شتلة في يوم واحد. وقال: إن إثيوبيا ستكافح آثار تغير المناخ، وترمم المناظر الطبيعية المتدهورة، والغابات، وتروج للثقافة الخضراء والسياحة البيئية وتحسن معيشة شعبها من خلال زراعة الأشجار في جميع أنحاء البلاد. كما أن مبادرة الإرث الأخضر لإثيوبيا تتوافق بشكل طبيعي مع فكرة الحضارة البيئية للصين الذي بدأه الرئيس شي جين بينغ. ومن جهة أخرى، قال سفير إيران لدى إثيوبيا، صمد علي لاكيزاده : إن الإرث الأخضر الإثيوبي بحاجة إلى التحول إلى مبادرة عالمية لإنقاذ كوكب الأرض من تغير المناخ والاحتباس الحراري، مشيرا إلى أن إثيوبيا تقوم بتحطيم تاريخي وسجل قياسي بغرس 500 مليون شتلة في يوم واحد في جميع أنحاء البلاد بمشاركة جميع شرائح المجتمع وأعضاء السلك الدبلوماسي الموجود في أديس أبابا. مؤكدا على أن المجتمع الدولي والمنظمات الدولية بحاجة إلى دعم مبادرة الإرث الأخضر كجزء من جهود التخفيف من تغير المناخ العالمي. كما أن هذه المبادرة مهمة لتعزيز التنمية ومساعدة المجتمع على أن يصبح آمنًا وصحيًا من تغير المناخ وغير ذلك. وإنها مبادرة مهمة للغاية، فقد بدأنا اليوم بزرع 500 مليون شتلة في يوم واحد في جميع أنحاء إثيوبيا. وأنا شخصياً كسفير لإيران فخور جدًا بأن أكون جزءًا من هذه المبادرة الكبيرة والمهمة. وأعرب السفير عن تقديره للمبادرة، وقال: إنها أطلقها الإثيوبيون، لكن في الوقت الحاضر، أدرك الناس في جميع أنحاء العالم هذه المبادرة وحتى البلدان المجاورة تأخذ دروسًا من تجربة هذه المبادرة.وكانت قد أعلنت تنمية الغابات الإثيوبية في يوليو الماضي أنه تم تجهيز حوالي 200 ألف شتلة لزراعتها عبر وادي النيل خلال موسم الأمطار بانه ستزرع الشتلات كجزء من مشروع زراعة الخيزران في وادي النيل. اكد ذلك نائب مدير تنمية الغابات الإثيوبية ، الدكتور موتوما توليرا ، إن تطوير نبات الخيزران في الأراضي المنخفضة في وادي النيل هو أحد المشاريع الرئيسية التي ينفذها المعهد.
وذكر أن الجهود تبذل لاستعادة الموارد الطبيعية لوادي النيل لمنع تآكل التربة وخلق فرصة للمزارعين للاستفادة من زراعة أشجار الخيزران وأنه يتم تقديم الدعم اللازم بهدف ضمان استمرارية المشروع ، قائلاً: “في هذا الصدد ، سنبذل جهودًا لمواصلة العمل بالتعاون مع المؤسسات البحثية”.
وأشار الخبراء في القرن الافريقي إلى أنه يتعين على دول حوض النيل أن تدعم مثل هذه المبادرات، وبما أن السودان ومصر من المستفيدين من نهر النيل ، فإن حماية النيل وروافده تقع على عاتق جميع دول المنطقة والا مصير هذا النهر سيكون كما حدث لانهار اوروبا والعراق . “ وكان قد أطلق رئيس الوزراء أبي أحمد، حتى الآن المرحلة الثانية من مبادرة الإرث الأخضر الوطنية التي تهدف إلى غرس 6 مليارات شتلة حتى نهاية موسم الأمطار هذا. كما تم اختيار حوالي 9500 موقع في جميع مناطق البلاد لحملة التشجير الوطنية. وزرعت إثيوبيا 25 مليار شجرة خلال مبادرة الإرث الأخضر الأولى التي عُقدت بين 2019-2022 وشارك فيها أكثر من 20 مليون شخص من جميع فئات المجتمع الإثيوبي. ولا يؤثر تغير المناخ في العالم على القطاع الزراعي فحسب بل يمثل تهديداً خطيراً لحقوق الإنسان الأساسية ويضع عوائق أمام التنمية المستدامة ويفاقم التحديات البيئية والأمنية والسياسية والاقتصادية التي تواجهها البلدان فلذلك يجب ان تتنبه دول حوض النيل وتعمل من اجل مستقبل مياه النيل قبل ان يقع الفاس في الراس . رئيس تحرير صحيفة العلم الاثيوبيةالمصدر: رأي اليوم
كلمات دلالية: تغیر المناخ من تغیر من خلال
إقرأ أيضاً:
القطب الشمالي.. تحذيرات بيئية متزايدة جراء تغير المناخ
#سواليف
أظهرت دراسة حديثة أن #القطب_الشمالي شهد #تحذيرات_بيئية متزايدة على مدار الأربعين عاماً الماضية، كما حدد الباحثون مناطق في #سيبيريا، والأقاليم الشمالية الغربية الكندية، وألاسكا باعتبارها الأكثر تأثراً بتغير #المناخ.
وسلطت الدراسة المنشورة في دورية “جيوفيزيكال ريسيرش ليترز” Geophysical Research Letters، الضوء على الأنظمة البيئية في القطب الشمالي التي تشهد تغييرات مناخية سريعة، وأكثر تطرفاً مقارنة بأي مكان آخر على كوكب الأرض.
وأشارت الدراسة إلى أن العديد من هذه المناطق التي تشهد تغيراً بيئياً سريعاً، تحتوي على “تربة صقيعية”، أو الأرض التي تظل مجمدة طوال العام، وقد تعرضت هذه المناطق لارتفاعات شديدة في درجات الحرارة والجفاف في السنوات الأخيرة.
مقالات ذات صلة انفجار عنيف في فندق تركي إثر تسرّب للغاز (فيديو) 2025/01/21“التربة الصقيعية” نوع من الأراضي التي تظل متجمدة طوال العام تقريباً حتى في فصل الصيف، وتحدث هذه الظاهرة في المناطق ذات المناخ البارد للغاية، مثل المناطق القطبية والشمالية، حيث تكون درجات الحرارة منخفضة بشكل دائم.
قال علماء، الجمعة، إن عام 2024 كان الأول الذي تتجاوز فيه درجات الحرارة العالمية عتبة 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الصناعة.
وباستخدام بيانات جغرافية طويلة الأمد تمتد لأكثر من 30 عاماً، حدد فريق من الباحثين بمركز “وودويل” لأبحاث المناخ وجامعتَي “أوسلو”، و”مونتانا”، ومعهد أبحاث النظم البيئية، وجامعة “ليدا” “النقاط الساخنة” البيئية في القطب الشمالي.
وقام الباحثون بتقييم ثلاثة مؤشرات رئيسية لضعف النظام البيئي هي درجة الحرارة، والرطوبة، والنباتات.
وقالت المؤلفة الرئيسية للدراسة، جينيفر واتس، مديرة برنامج القطب الشمالي في وودويل إن الاحتباس الحراري فرض ضغوطاً كبيرة على النظم البيئية في المناطق الباردة، لكن تأثيره يختلف من مكان إلى آخر، “واكتشاف هذه النقاط الساخنة على المستوى المحلي والإقليمي يساعدنا في بناء صورة أكثر دقة حول تأثيرات الاحتباس الحراري في المنطقة.”
وفي ما يخص التغيرات في درجات الحرارة، كشفت الدراسة أن أكبر زيادات في درجات الحرارة بين 1997، و2020 حدثت في التندرا السيبيرية الشرقية، ووسط سيبيريا، حيث شهدت 99% من منطقة التندرا في أوراسيا زيادة ملحوظة في درجات الحرارة.
كما ظهرت بعض “النقاط الساخنة” في سيبيريا والأقاليم الشمالية الكندية، أكثر جفافاً، بينما سجلت مناطق أخرى في أمريكا الشمالية، مثل ألاسكا، وكندا الوسطى، زيادة في الفيضانات.
المطر، الذي يُعد عنصراً أساسياً في دورة المياه على كوكب الأرض، لطالما كان نعمةً وتحدياً للبشرية، ففي حين تستفيد بعض المناطق من هطول الأمطار بشكل كافٍ.
وأوضحت الدراسة أن جميع النقاط الأكثر تأثراً بتغير المناخ تحتوي على “تربة صقيعية”، والتي تُعد عرضة للذوبان مع ارتفاع درجات الحرارة، مما يثير القلق بشأن المستقبل البيئي لتلك المناطق.
وتتكون “التربة الصقيعية” عندما يتم تجميد المياه الموجودة في التربة، أو الصخور لفترات طويلة، مما يمنع تكوين التربة بشكل طبيعي.
وتتواجد تلك التربة بشكل أساسي في مناطق مثل التندرا، وسيبيريا، الأقاليم الشمالية الغربية في كندا، وألاسكا، وتحتوي على كميات كبيرة من المواد العضوية التي لم تتحلل بشكل كامل بسبب درجات الحرارة المنخفضة، مثل النباتات والحيوانات المتحللة جزئياً، مما يجعلها مخزوناً ضخماً للكربون.
تسريع التغير المناخي
ويقول الباحثون إن “التربة الصقيعية” كانت عاملًا مشتركاً في جميع المناطق المتأثرة بشكل كبير، وهو مؤشر مقلق على تهديدات بيئية مستقبلية، إذ تعد من أكبر خزانات الكربون على الأرض، إذا ذابت هذه التربة بسبب الاحترار العالمي، قد يتم إطلاق كميات ضخمة من غازات الدفيئة مثل ثاني أكسيد الكربون والميثان، مما يسهم في تسريع وتيرة التغير المناخي.
ويقول الباحثون إن ذوبان “التربة الصقيعية” قد يساهم في تغيرات بيئية كبيرة، مثل زيادة الفيضانات الناجمة عن ذوبان الجليد وارتفاع المياه السطحية، بالإضافة إلى تغيير النظام البيئي المحلي، بما في ذلك تأثيره على الأنواع النباتية والحيوانية.
وأشارت الدراسة إلى أن الخرائط الإقليمية لنقاط التغير الساخنة يمكن أن تكون أداة فعالة للمساعدة في اتخاذ قرارات إدارة المناخ، حيث توفر رؤية دقيقة للظروف المتغيرة على الأرض.