مناقشة "النقد الثقافي.. نحو منهج التحليل الثقافي للأدب" في ندوة بمعرض الكتاب
تاريخ النشر: 27th, January 2024 GMT
نظمت قاعة فكر وإبداع في معرض القاهرة الدولي للكتاب بدورته الـ55، ندوة “كاتب وكتاب” ضمن نشاط البرنامج الثقافي للمعرض، لمناقشة كتاب "النقد الثقافي.. نحو منهج التحليل الثقافي للأدب"، للدكتور محمد إبراهيم عبدالعال، مدرس النقد الأدبي الحديث بكلية الآداب جامعة المنوفية، ونائب رئيس تحرير مجلة فصول الأسبق عن مؤسسة بيت الحكمة الثقافية، وناقش الكتاب كل من الدكتور صلاح السروى، والدكتور محمد فكرى الجزار، وأدار الندوة الدكتور هشام زغلول.
وقال الدكتور محمد إبراهيم عبدالعال، إن الكتاب يتناول إشكالية التحليل الثقافي للنص الأدبي؛ مشيرًا إلى أن دراسات النقد الثقافي اهتمت في مقاربتها للنص الأدبي بالكشف عن الأنساق الثقافية المضمرة، وأخذت تستقرئ مجموعة الأنساق اللاواعية التي تشكلها الثقافة؛ ومن ثم تُوجّه العلامات النصية -في إقرار فجّ بصحة مقولة «موت المؤلف»- ليصبح كل من الذات والنص صنيعة لبنية الثقافة المتعالية، دون أن تهتم هذه الدراسات بالدور الجمالي الذي تلعبه الأنساق الثقافية التي تُستدعى بصورة واعية داخل النص.
وأضاف الدكتور عبدالعال، أن عمله فى مجلة "فصول" أتاح له فرصة الاطلاع على العديد من الدراسات وهو ما منحه مزيدًا من الرؤية فيما يتعلق بالنقد الثقافي، مشيرًا إلى أن منهج النقد الثقافي حاول ألا يجرده الأدبي عن الجمالى وهو ما حاول التقديم له فى هذا الكتاب الصادر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب.
واضاف أن الغرب اعترف بفشل النموذج الحداثي في النقد الثقافي ومحاولة تطعيم مقولاتهم مع الاجتماعي بعيدًا عن الماركسية ولكن تحت مظلة الرأسمالية.
بدوره، أكد الدكتور محمد فكرى الجزار: أن كتاب "النقد الثقافي نحو منهجية التحليل الثقافي للأدب" استطاع أن يؤكد أن النقد الثقافي هو صورة جديدة من العودة إلى ربط النص بمحيطه الثقافي، والمتميز فيه أنه ليس مدرسة محددة المعالم، بل يمكن أن يتبدل بتبديل شخصية الناقد وثقافته وتوجهاته وطبيعة النص وقضاياه وثيماته، كما يؤكد أن النقد الثقافي مفتوح على التأويل وعلى مناهج السيمائيات وتحليل الخطاب ومختلف العلوم الإنسانية المحيطة بالأدب.
من جانبه، أكد الدكتور صلاح السروى أن كتاب "النقد الثقافي.. نحو منهج التحليل الثقافى للأدب" يعد مكونا أساسيا من مكونات الثقافه العربية وخاصة أن اللغة التى وردت بالكتاب تعبر عن لغة العمل وتعتبر قواعد العمل أيضا، حيث إن من أهم ما بدخله التحدث عن الوحدة الثقافية واللغة الأدبية والجماليات الثقافية حاضرة بقوة فى الكتاب، لأنه يحتوي على جميع مظاهر الجمال اللغوي.
المصدر: صدى البلد
إقرأ أيضاً:
ندوة بمعرض الكتاب تسلط الضوء على تأثير مصر في شعر قسطنطين كفافيس
ضمن فعاليات الدورة الـ56 لمعرض القاهرة الدولي للكتاب، استضاف الصالون الثقافي ندوة بعنوان "قسطنطين كفافيس: الشعر المكتوب في مصر"، بمشاركة نخبة من الأكاديميين والنقاد البارزين.
ضمت الندوة الأديب والناقد د. ديميتريس ذاسكالوبولوس، ود. هشام درويش، رئيس قسم اللغة اليونانية بكلية الآداب جامعة القاهرة، ويني ميلاخرينودي، مسؤولة النشاط الثقافي بسفارة اليونان، إضافة إلى الكاتبة والمترجمة دينا أنور فرج، فيما أدارها الإعلامي محمد عبده.
استهل الإعلامي محمد عبده الندوة بالإشارة إلى التأثير العميق لمدينة الإسكندرية على الأدباء، مؤكدا أن قسطنطين كفافيس، الذي وُلد وعاش فيها، يُعد من أبرز الشخصيات الأدبية التي تأثرت بالبيئة المصرية.
وأضاف أن كفافيس، المولود عام 1863 والمتوفى عام 1933، يُعتبر من رواد الأدب اليوناني الحديث، حيث سجّلت أعماله الشهيرة، مثل "في انتظار البرابرة"، لحظات تاريخية مهمة في الإسكندرية خلال فترة الاحتلال البريطاني.
من جانبها، أوضحت الكاتبة والمترجمة دينا أنور فرج أنها تعرّفت على كفافيس أثناء دراستها بكلية الآداب، مشيرةً إلى أنه لم يكن مجرد شاعر يوناني، بل شكّل جسرًا ثقافيًا بين مصر واليونان.
وأكدت أن الندوة تعكس الترابط العميق بين البلدين، حيث تتناول أبرز قصائده، مثل "إيثاكا" و"في انتظار البرابرة"، موضوعات فلسفية وإنسانية تتعلق بالرحلة، والهدف، وخيبة التوقعات.
عبّر الأديب والناقد د. ديميتريس ذاسكالوبولوس عن سعادته بالمشاركة، مشددًا على أن العلاقة الثقافية بين مصر واليونان تمتد لقرون، وأن مصر كانت مصدر إلهام للعديد من الأدباء اليونانيين، ومنهم كفافيس.
وأوضح أن الشاعر تناول في قصائده الأجواء الاجتماعية والسياسية التي سادت الإسكندرية في عصره، بل وتطرّق إلى قضايا بارزة، مثل حادثة دنشواي، حيث ركّز في إحدى قصائده على شخصية الفلاح المصري يوسف حسين سليم ضمن سياق تاريخي مهم.
أكد د. هشام درويش أن كفافيس لم يكن مجرد شاعر متأثر بالمكان، بل كان أيضًا متابعًا دقيقًا للأحداث المصرية، حيث انعكست التغيرات السياسية والاجتماعية في أعماله الأدبية، مما جعله شاهدًا على مرحلة مهمة من تاريخ مصر.
تأتي هذه الندوة لتسلط الضوء على البعد الثقافي والتاريخي الذي يجمع بين مصر واليونان، من خلال تجربة كفافيس، الذي جعل من شعره شهادة على روح الإسكندرية، وحلقة وصل بين حضارتين عريقتين.