بين مرحب ومنتقد، وقف المجتمع العربي والدولي منقسم بين معارض ومؤيد لقرارت محكمة العدل الدولية بالاختصاص المبدئي بالنظر في ارتكاب إسرائيل جرائم إبادة جماعية في قطاع غزة، ومطالبتها باتخاذ عدد من التدابير المؤقتة الفورية التي تستهدف توفير الحماية للفلسطينيين في قطاع غزة

 

من جانبه، رحب  أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية بقرارات محكمة العدل الدولية، قائلا إن "الحكم الأولي يُمثل انتصاراً للقيم الإنسانية وحسما للجدل حول ما تمثله حرب غزة من انتهاك صارخ للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني"، ومؤكدا ضرورة تنفيذ القرارات التي تضمنها الحكم بشكل كامل وفوري ودخول المساعدات لأهل غزة، مُضيفا أنه كان المأمول أن يُفضي حكم المحكمة الأولي إلى وقف الحرب بشكل كامل وفوري.

 

وأوضح جمال رشدي المتحدث الرسمي باسم الأمين العام بأن الحكم الأولي للمحكمة يفتح الطريق لعمل دبلوماسي وقانوني مكثف، على الصعيدين العربي والعالمي، من أجل وقف الحرب الإسرائيلية الهمجية على غزة، لافتا إن التدابير التي فرضتها المحكمة على إسرائيل بهدف منع أعمال الإبادة في غزة تُمثل التزامات صارمة على قوة الاحتلال ويتعين عليها الانصياع لها وعدم خرقها، كما أنها تُعد التزاماً على عاتق المجتمع الدولي بالعمل الفعّال من أجل تحقيق وقف فوري لإطلاق النار، ووضع حد للجرائم اليومية التي تمارسها قوات الاحتلال في غزة.

 

وعبرّ أبو الغيط مجددا عن تقديره لجهود جنوب إفريقيا وفريق محاميها في جلسات المحكمة، مشيراً إلى أن الحكم يعكس ما وقر في ضمير المحكمة من اقتناع بالحجج التي قدموها، وعدم الاقتناع بالمواقف الإسرائيلية الهزيلة والتي انطوت على قدر هائل من التدليس.

 

ومن جانبه، تساءل البرلمان العربي عن كيفية تنفيذ أية تدابير مؤقتة دون وقف إطلاق النار، مؤكدا أنه كان يجب على محكمة العدل الدولية أن تصدر قرارا بوقف فوري لإطلاق النار، وتصف ما يقوم به الاحتلال بأنه جريمة إبادة جماعية، لاسيما أن تلك الجرائم التي تقوم بها القوة القائمة بالاحتلال يشاهدها العالم بشكل يومي على مدار ما يقرب من أربعة أشهر، وراح ضحيتها الآلاف من المدنيين الأبرياء، معظمهم من النساء والأطفال.

 

ودعا البرلمان المجتمع الدولي بإلزام القوة القائمة بالاحتلال بالتنفيذ الفوري لكافة التدابير التي جاءت في قرار محكمة العدل الدولية، كما طالب مجلس الأمن الدولي بتحمل مسؤولياته القانونية والسياسية في فرض تنفيذ تلك التدابير التي أقرها أعلى جهاز قضائي تابع للأمم المتحدة.

 

فيما وصف المراقب الحقوقي د. امجد شموط  رئيس مركز الجسر العربي لحقوق الإنسان بالأردن، قرار محكمة العدل الدولية بأنه قرارًا سياسيًا دبلوماسيا ، لافتا أنه كان  على المحكمة ان تعمل وفقا للصلاحيات القانونية المنوطة بها في هذه الأحوال بالعمل علي نهاية تفاقم النزاع بإجبار إسرائيل على وقف القتال فورا وتوفير المساعدات الإنسانية الصحية اللازمة البدائية لأهلنا في غزة.

 

وقال شموط إن قرار المحكمة كان مخيب للآمال،  وانه كان يتمنى ان تقوم  محكمة العدل الدولية بحماية المدنيين وعدم استهدافهم وتطبيق الأحكام المتعلقة  بجريمة الإبادة الجماعية على قوة الاحتلال، موضحا أن قرارات المحكمة لا يرتقي إلى مستوى الجرائم البشعة التي ترتكب يوميا لأهل غزة، مؤكدا ان قرار المحكمة جاء مسيس دبلوماسي أكثر من كونه حقوقي قانوني إنساني، واصفا القرار بأنه منزوع الدسم ، موضحا أنه رغم وجود المرجعية القانونية التي تؤكد قيام الاحتلال بعملية الابادة الجماعية، الا أنه لم يصدر قرار بوقف اطلاق النيران ومعاقبة اسرائيل، وهذا يؤكد علي حقيقة واحدة ان جميع المؤسسات الدولية القانونية والمعنية بحقوق الإنسان تدار في إطار اللعبة السياسية وليس في إطار حقوقي وقانوني.

وعن تأثير  قرار المحكمة على الأوضاع الحالية في غزة ، قال رئيس مركز جسر، أن  القرارات الصادرة عن المحكمة اقتصرت فقط على توصيف الواقع الحالي عما يحدث في الأراضي الفلسطينية المحتلة من جرائم إبادة جماعية لأهل غزة، والتي أسفرت عن ٢ مليون نازح من غزة  وتدمير البني التحتية  لتصبح مدنية غير قابلة للحياة بأي شكل من الأشكال، موضحا ان قرارات محكمة العدل الدولية اعتمدت علي المستقبل وتجاهلت وغفلت جرائم الحرب والإبادة الجماعية التي مارسها العدو الاسرائيلي علي الابرياء العزل في غزة، وطالبت المحكمة باتخاذ التدابير لما يمكن سيحدث في المستقبل.

وتابع شموط : " انه كان يتمني ان تكون قرارات محكمة العدل الدولية أكثر مهنية وحيادية وفقا لاتفاقيات التي تمنع جرائم الإبادة الجماعية،  وإجبار العدو الإسرائيلي بوقف إطلاق النيران والسماح بدخول المساعدات بشكل انسيابي ويومي بالقدر الذي يغطي احتياجات أهالي غزة"، لافتا إلى أن قرار محكمة العدل يتماشى مع الموقف المتقاعس لمجلس الأمن حتى لا تحرجه ، لأنه في حالة صدور قرار بوقف إطلاق النيران فإن هذا يتطلب دور تنفيذي يقوم به مجلس الأمن للقيام بدوره في حفظ السلام، مشددا على أن قرارات محكمة العدل سمحت لقوة الاحتلال الإفلات من العقاب.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: العالم العربي محكمة العدل الدولية غزة إسرائيل إبادة جماعية قطاع غزة قرارات محکمة العدل الدولیة فی غزة

إقرأ أيضاً:

6 قرارات لـ«المهن الطبية» بشأن مشروع علاج الأعضاء وبدء الاشتراك اليوم

أعلن محمد علاء الأمين العام لاتحاد المهن الطبية والذي يضم نقابات الأطباء البشريين وأطباء الأسنان والأطباء البيطريين والصيادلة، عن فتح باب الاشتراك بمشروع علاج الأعضاء وأسرهم للعام الجديد 2025 اعتباراً من صباح اليوم الثلاثاء الأول من أكتوبر وحتى 31 ديسمبر 2024.

مشروع العلاج باتحاد المهن الطبية

وأكّد أمين عام الاتحاد أنَّ باب الاشتراك مفتوح أمام الجميع سواء للاشتراك للمرة الأولى والتجديد والحذف والإضافة من اليوم وحتى 26 ديسمبر 2024، على أن يكون التجديد بعد هذا التاريخ أونلاين فقط.

وأوضح أنَّ مجلس الاتحاد في جلساته الأخيرة اتخذ مجموعة من التيسيرات والقرارات، تزامنًا مع الإعلان عن بدء فتح باب الاشتراك في مشروع علاج الأعضاء وأسرهم للعام الجديد 2025 والتى تمثلت في الأتي

1- تخفيض قيمة الاشتراك للسادة الأعضاء من المعاشات والأرامل عند بلوغهم سن السبعين إلى مبلغ 500 جنيه.

2- احتساب سنوات الاشتراك بالمشروع من تاريخ القيد بالنقابة وليس من تاريخ التخرج.

3- السماح باشتراك الابن بعد التخرج والإبنة المتزوجة شريطة عدم الاشتراك بمظلة تأمينية أخرى.

4- الأبناء الذكور من ذوى الهمم ( شريطة عدم العمل وإحضار صورة من بطاقة الخدمات الصادرة من وزارة التضامن الاجتماعي.

5- الأبناء المشمولين برعاية الأسر البديلة من أعضاء اتحاد نقابات المهن الطبية.

6- إعفاء أسر الأعضاء الذين يحصلون على معاش الاتحاد من شهداء كورونا من قيمة الاشتراك بالمشروع.

الفئات التي لها حق الاشتراك فى مشروع العلاج 

وذكر الفئات التي لها حق الاشتراك في مشروع العلاج من أعضاء اتحاد نقابات المهن الطبية من (الأطباء البشريين – أطباء الأسنان – الصيادلة – الأطباء البيطريون) وأسرهم وذلك طبقا للشروط التالية:

1- اشتراك العضو الأصلي (شرط أساسي لاشتراك أفراد أسرته).

2-  الوالدين.

3- الزوجة/ الزوجة.

4- الأبناء الذكور حتى تخرجهم.

5- الأبناء الذكور بعد تخرجهم (شريطة عدم العمل أو الاستفادة من مظلة تأمينية أخرى).

6- البنات المتزوجات (شريطة عدم العمل أو الاستفادة من مظلة تأمينية أخرى).

7- الأبناء الذكور من ذوى الهمم (شريطة عدم العمل وإحضار صورة من بطاقة الخدمات الصادرة من وزارة التضامن الاجتماعي).

8- الأبناء المشمولين برعاية الأسر البديلة من أعضاء اتحاد نقابات المهن الطبية.

مقالات مشابهة

  • قرار جديد من المحكمة بشأن عامل التحويلة وآخرين في حادث قطاري الزقازيق
  • وزير العدل يصدر قرارا بإنشاء محكمة استئئناف القاهرة بمركز التأهيل والإصلاح في حلوان
  • سجال بين البرلمان والرئاسي بشأن إنشاء المحكمة الدستورية
  • كيف ستتعامل طالبان مع مساع أوروبية لمحاكمتها أمام العدل الدولية؟
  • مجلس النواب يرد على بيان المجلس الرئاسي بشأن قانون المحكمة الدستورية العليا
  • وزير العدل: محكمة الأسرة تعزز التلاحم الأسري في الإمارات
  • وزير العدل يزور محكمة الأسرة في الشارقة
  • 6 قرارات لـ«المهن الطبية» بشأن مشروع علاج الأعضاء وبدء الاشتراك اليوم
  • 35 عامًا على حكم المحكمة الدولية في نزاع بين مصر وإسرائيل.. تفاصيل
  • السعودية تصدر قرارات هامة بشأن الوضع الإنساني في لبنان وغزة