مع ظهور بعض القدوات السيئة في مجتمعنا كان لا بد أيضا أن نبحث وننقب على إيجاد نماذج للقدوات الحسنة، وعلى قلوب نابضة بهموم المرضى وضمائر حية ومستيقظة لتيسير أي معضلة تمس الروح الإنسانية. مما لا شك فيه أن للقدوة في حياتنا أثر مهم وهي التي تجعل لكل منا هدف أمام عينيه للوصول إليه؛ لذلك يحتاج مجتمعنا إلى القدوة الحسنة حتى يستطيع أن يتقدم ويحتل مكانة بين الدول المتقدمة.
والنماذج السعودية عديدة لا أستطيع حصرها في مقال واحد، هناك الكثير من أبناء هذا الوطن أحدثوا تغيرا إيجابيا للغاية، كل منهم في موضعه ومكانه وحيثما وجدوا أثمروا بكل جدارة.
من هذا المنبر ومن هذا المنطلق أسلط الضوء على نماذج مشرفة التقيت بهم بمحض الصدفة خلال زيارتي لمستشفى العيون بجدة، وأحببت ألا أخرج من تلك الزيارة السريعة دون أن أقول كلمة حق بما شاهدته ولمسته بنفسي خلال تلك الزيارة.
كان لي عظيم الشرف باللقاء بنماذج مشرفة من رجال بلدي الحبيب، مثال فعلا يحتذى به في الخلق والعمل والرقي في التعامل، شخصيات رأيتها تلمع في مجالها ومنهم:
الأستاذ/ عادل الغامدي مدير عام إدارة تجربة مريض والخدمة الاجتماعية
والأستاذ/ محمد الانبعاوي من إدارة تجربة ومساندة مريض ودعم حقه
والدكتور / امين هوساوي رئيس قسم الاستعلام المريض والتواصل
نماذج حقيقة نفخر بهم جميعا، يعملون بجد ودون كلل أو ملل في سبيل خدمة أي مريض يلجأ إليهم، رأيتهم يتجولون بين المرضى يلتمسون حاجاتهم ويسألونهم عن مدى رضاهم عن الخدمات بكل وضوح وشفافية، لم يكتفون بجلوسهم في مكاتبهم وإصدار الأوامر والتوجيهات فقط، بل على العكس تماما تركوا مكاتبهم وقاموا بالنزول بأنفسهم بجولاتهم تلك لقياس مدى سير العمل وإنهاء حاجة المريض إلى أن يغادر المستشفى.
إنهم رجال أعطوا الكثير فاستحقوا منا الشيء اليسير. تميزوا بعملهم وتواجدهم ومشاركاتهم فهم هرم التميز وقمة التألق. لهم حضورهم وهم فخر لهذا البلد العظيم وكنزا براقا مستمرا بالعطاء والتقدم بإذن الله.
لا نقول إلا إن لله رجال اختصهم بقضاء حوائج الناس وأولئك الأساتذة خير مثال على ذلك.
وأخيرا أشكر اولئك الأساتذة لطيب ولحسن تعاملهم وتعاونهم مع المرضى وتذليل كافة العقبات والصعوبات التي تقابلهم.
أتمنى لهم المزيد من البريق الذي يبهجون به كل مريض وكل مراجع في نطاق عملهم.
سأكتفي بما قلت وأعلم أنه ليس إلا قطرة من بحر عطائهم وجهودهم بارك الله بهم وحفظهم المولى وأغدق عليهم بالنعيم والفضل والرضا.
قال تعالى: (وَمَن يُرِدْ ثَوَابَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَن يُرِدْ ثَوَابَ الآخِرَةِ نُؤْتِهِ مِنْهَا وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ)
المصدر: صحيفة صدى
إقرأ أيضاً:
دراسة تدقّ ناقوس الخطر.. واحد من كل 127 فردا مريض بالتوحد
كشفت دراسة حديثة، نشرت في مجلة "لانسيت للطب النفسي"، عن إصابة حوالي 61.8 مليون شخص باضطراب طيف التوحد (ASD) خلال عام 2021، وهو ما يعادل شخصا واحدا من كل 127 فردا.
وأوضحت الدراسة التي تم العمل عليها في إطار تحليل العبء العالمي للأمراض والإصابات وعوامل الخطر (GBD) لعام 2021، والذي حدّد اضطراب طيف التوحد كأحد الأسباب العشرة الأولى للعبء الصحي غير المميت بين الشباب دون سن 20 عاما.
كذلك، أظهرت النتائج الرئيسية، تباينات كبيرة في انتشار اضطراب طيف التوحد عالميا، حيث كان الانتشار أعلى بشكل ملحوظ بين الذكور، إذ بلغ معدل الإصابة 1065 حالة لكل 100 ألف ذكر، أي ما يقارب ضعف المعدل بين الإناث الذي وصل إلى 508 حالات لكل 100 ألف أنثى.
إلى ذلك، سجلت مناطق مثل آسيا والمحيط الهادئ ذات الدخل المرتفع، بما في ذلك اليابان، أعلى معدلات انتشار عالمي (1560 حالة لكل 100 ألف شخص)، فيما سجّلت منطقة أمريكا اللاتينية الاستوائية وبنغلاديش أدنى المعدلات.
وعلى الرغم من الفروقات في الجنس والمنطقة، إلا أن اضطراب طيف التوحد موجود في جميع الفئات العمرية على مستوى العالم. فيما أكدت الدراسة على الحاجة الملحة للكشف المبكر عن التوحّد وتوفير الدعم المستدام للأفراد المصابين به ومقدمي الرعاية لهم، في كافة أنحاء العالم.
وبحسب الدراسة نفسها، فإنه لمعالجة العبء الصحي العالمي الناتج عن اضطراب طيف التوحد، يجب تخصيص الموارد اللازمة لبرامج الكشف المبكر وتحسين أدوات التشخيص، خاصة في البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط حيث يعاني العديد من الأشخاص من محدودية الوصول إلى الرعاية.
أيضا، يجب دعم مقدمي الرعاية وتوفير خدمات مصممة لتلبية الاحتياجات المتطورة للأفراد المصابين بالتوحد طوال حياتهم. ناهيك عن الحث على ضرورة تطوير السياسات والممارسات التي تهدف إلى تحسين نوعية الحياة لملايين الأفراد المصابين بالتوحد حول العالم.
من جهتها، كانت مؤسسة العلوم الروسية، قد أعلنت أن علماء من روسيا والصين تمكنوا من تطوير خوارزمية ذكاء اصطناعي سوف تسهل عملية الكشف عن مرض التوحد من خلال فحص بيانات التخطيط الكهربائي للدماغ.
وجاء في بيان صادر عن الخدمة الصحفية للمؤسسة: "تمكن علماء من روسيا والصين من تطوير خوارزمية ذكاء اصطناعي يمكنها الكشف عن مرض التوحد بنسبة 95 في المئة، من خلال تحليل بيانات التخطيط الكهربائي للدماغ".