أخبار الاقتصاد والأعمال هل تخوض ألمانيا مخاطرة غير محسوبة ضد الصين؟
تاريخ النشر: 18th, July 2023 GMT
شاهد المقال التالي من صحافة الصحافة العربية عن هل تخوض ألمانيا مخاطرة غير محسوبة ضد الصين؟، الصين كيف تغير العالم ، هذا ما ذكره مقال تحليلي نشرته صحيفة فاينانشال تايمز البريطانية قبيل أيام، أشار إلى أن الصين هي أكبر شريك تجاري لبرلين، .،بحسب ما نشر سكاي نيوز، تستمر تغطيتنا حيث نتابع معكم تفاصيل ومعلومات هل تخوض ألمانيا مخاطرة غير محسوبة ضد الصين؟، حيث يهتم الكثير بهذا الموضوع والان إلى التفاصيل فتابعونا.
الصين كيف تغير العالم"، هذا ما ذكره مقال تحليلي نشرته صحيفة "فاينانشال تايمز البريطانية" قبيل أيام، أشار إلى أن الصين هي أكبر شريك تجاري لبرلين، وسوق مهمة للقطاع الصناعي.
برلين إلى أنها قررت "إزالة المخاطر" من علاقاتها، متجاهلة تحذير وزير الخارجية الصيني تشين جانغ، من أن عدم المخاطرة قد يعني "فقدان الفرص وفك التعاون (الارتباط) وزعزعة الاستقرار ونقص التنمية" .
سلاسل التوريد وأسواق التصدير، وبالتالي تقليل تعرضها للصدمات الخارجية. وتهدف استراتيجيتها إلى تحديد نقاط الضعف، وجعل الشركات الألمانية أكثر وعياً بمخاطر ممارسة الأعمال التجارية في الصين، وتوضيح أن برلين لن تنقذهم إذا واجهوا مشاكل. وتخشى ألمانيا أن تصبح مفرطة الاعتماد على كل من سلسلة التوريد الصينية للمكونات الصناعية والسوق الصينية نفسها.
تقليل المخاطر وليس فك الارتباط
الاستراتيجية الألمانية الجديدة تهدف إلى توحيد الخطاب السياسي الألماني إزاء الصين، وذلك بعد أن ظهرت خلافات في نبرة التصريحات بين المستشار أولاف شولتس ووزيرة خارجيته أنالينا بيربوك".
ويشير إلى أن "الهدف من الاستراتيجية هو عدم الدخول في تبعيات جديدة قد تستغلها بكين لفرض أجندات معينة"، لافتاً في الوقت نفسه إلى أن الشعار الذي ترفعه ألمانيا في هذا السياق هو "تقليل المخاطر مع عدم فك الارتباط" أي دون الوصول إلى قطيعة مع الصين بصفتها أكبر شريك تجاري لألمانيا.
اعتُمدت الاستراتيجية الواقعة في 64 صفحة، رداً على للتعامل مع نهج الصين الذي يزداد "تشددا" بحسب قول برلين، وأثارت غضب بكين. الوثيقة تتحدث عن السياسة الأمنية، وكذلك التعاون الاقتصادي والعلمي، وهي نتيجة أشهر من التداول ضمن الحكومة الألمانية بشأن استراتيجيتها حيال الصين. المستشار الألماني، قال في تغريدة: "هدفنا ليس الانفصال عن (الصين) لكننا نريد خفض الاعتماد الاقتصادي في المستقبل (..) الاستراتيجية تأتي ردا على الصين التي تغيرت وتبدي تشددا متزايدا".وتتزايد المخاوف الألمانية من الاعتماد الواسع على بكين، في ضوء التوتر الراهن بين الأخيرة والغرب، وهو التوتر الذي يرجع الجزء الأكبر منه إلى العلاقات الصينية- الروسية.
الإمدادات المرتبطة بالسلع الأساسية والمواد الخام بعيداً عن الصين.
خطوة صينية استباقية
بدوره، يقول خبير العلاقات الدولية الدكتور عبدالمسيح الشامي، من برلين، في تصريحات خاصة لموقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية"، إن السبب الرئيسي وراء الاستراتيجية الألمانية الجديدة إزاء الصين هو خفض بكين التبادل التجاري مع أكبر اقتصاد في أوروبا، نتيجة المواقف الألمانية المتشنجة التي بادرت بها برلين بشكل أساسي في أعقاب الحرب في أوكرانيا.
سجلت الصادرات الألمانية إلى الصين تراجعاً ملحوظاً بلغت نسبته 11.3 بالمئة خلال الأربعة أشهر الأولى من العام الجاري 2023، مقارنة بالفترة المماثلة من العام الماضي. أثار ذلك التراجع مخاوف واسعة بشأن القوة الاقتصادية للاتحاد الأوروبي عموماً، وفي ضوء التحديات الواسعة التي تواجه القوة الصناعية في القارة. انخفاض الطلب من جانب أكبر اقتصاد في آسيا (الصين) يُنذر بدوره بهزّات عنيفة لاستراتيجية برلين الرامية إلى التغلب على التحديات الصناعية التي تواجهها كذلك.وكان تقرير نشرته صحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية، قد أفاد بأن "انخفاض الصادرات الألمانية إلى الصين أدى إلى هز أكبر اقتصاد في أوروبا"، ونقل عن اقتصاديين قولهم:
شركات صناعة السيارات الألمانية تفقد حصتها في السوق الصينية. يتأرجح منتجو المواد الكيميائية والشركات الأخرى كثيفة الاستهلاك للطاقة بسبب ارتفاع أسعار الطاقة. ارتفاع اليورو مقابل الدولار جعل السلع الألمانية أقل قدرة على المنافسة.وفي اعتقاد الشامي، فإن "اتخاذ ألمانيا تلك الخطوة (الاستراتيجية الجديدة الهادفة لتقليص الاعتماد على بكين) إنما هو تصعيد في الاتجاه الخاطئ، فبدلاً من أن تحاول إصلاح العلاقات مع بكين وبناء علاقات على أسس جديدة ووفق المعطيات الراهنة وموازين القوى الجديدة في العالم، فهي (ألمانيا) تتعاطى اليوم بمنطق الفوقية وسياسة العصا والجزرة والتهديد والوعيد، وهو ما سيكون له أثر سلبي ليس فقط على ألمانيا وإنما على أوروبا عموماً".
ويضيف: "كون ألمانيا في الأساس تمر بأزمات غير مسبوقة على مستويات مختلفة، فإن كل تلك التحديات التي تواجهها لا تعطيها الأريحية أو الهامش الكبير الذي يمكنها من خلاله التخلي عن التعامل مع الصين كشريك أساسي، ولا سيما بعد خسارة برلين لروسيا بعد الحرب والتي كانت شريكاً استراتيجاً مهماً جداً لأوروبا.. ألمانيا خسرت هذه العلاقة مع روسيا واليوم تريد أن تخسر الصين، وهذا من شأنه أن يؤدي لانهيار حتمي في الاقتصاد الألماني وفي النفوذ الذي كانت تتمتع به أوروبا والقوة على المستوى الاقتصادي والتكنولوجي نتجية العلاقات مع روسيا والصين".
وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، وانغ وينبين، قد علق على الاستراتيجية الألمانية المذكورة، بقوله: "نعتقد بأن المنافسة والحمائية باسم (خفض المخاطر)، وخفض الاعتماد كليا تضفيان طابعا سياسيا على التعاون الطبيعي"، مضيفاً: "هذا التحرك سيعطي فقط عكس النتيجة المرجوة ويخلق مخاطر من صنع الإنسان".
وأوضح أن الحديث "عما يسمى تنافس الأنظمة والمصالح والقيم يتعارض مع اتجاه العصر ولن يؤدي إلا إلى تفاقم الانقسامات في العالم".
اعتقاد خاطئ من الغرب
من جانبه، يشرح الشامي الخلفيات السياسية الأساسية التي تحرك القرار الألماني في هذا السياق، على النحو التالي:
الاستراتيجية الألمانية تعكس بشكل واضح السياسات الخاطئة التي تتبناها أوروبا في أعقاب الحرب في أوكرانيا تجاه بكين. الغرب لا يزال يعتقد بأنه قادر على اتباع سياسة "العصا والجزرة" ضد الصين، وهو بذلك لا يريد الاقتناع بحقيقة أن العالم تغير وأن بكين لن تقبل بتلك السياسة، وخاصة أنها تعد الشريك التجاري الأهم بالنسبة لأوروبا. الصين تمد يد التعاون لأوروبا ودائماً ما تطرح فكرة الشراكة والتكامل، بينما على الجانب الآخر يريد الأوروبيون أخذ ما يريدون وإعطاء ما يريدون إعطاءه فقط بالحد الأدنى وبالطريقة التقليدية، وهو ما لا يجد قبولاً من جانب الصين. الجميع يعرف أن الصين هي مصنع العالم، والمصدر الأساسي لكثير من الصناعات والمواد الأولية والموارد الهامة، ولا يمكن التعاطي معها من منطق الفوقية الذي تتعامل به أوروبا، وخاصة ألمانيا.وفي العام 2022، حافظت الصين على مكانتها كأكبر شريك تجاري لألمانيا، للعام السابع على التوالي. وقد بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين 297.9 مليار يورو (318.9 مليار دولار)، بزيادة 20 بالمئة، وفق وكالة "ديستاتيس" الفيدرالية الألمانية للإحصاءات.
العجز التجاري الألماني مع الصين 84.3 مليار يورو (يمثل أعلى رقم منذ بدأت الوكالة تسجيل البيانات في العام 1950). وارتفعت قيمة الواردات من الصين إلى 191.1 مليار يورو في 2022، بزيادة 33 بالمئة عن العام السابق. بينما سجلت الصادرات الألمانية 106.8 مليار يورو (بزيادة 3 بالمئة فقط عن 2021).
على العكس من ألمانيا تبدو عديد من الدول الأوروبية، فقد ارتفعت الصادرات من 27 دولة عضو في الاتحاد الأوروبي إلى الصين بنسبة 2.9 بالمئة على أساس سنوي في الربع الأول من العام الجاري، وفقاً ليوروستات.
صادرات ألمانيا في الأشهر الثلاثة الأولى من هذا العام (أدنى حصة منذ العام 2016). ويتعارض هذا مع التوقعات السابقة بأن قطاع التصنيع الواسع في ألمانيا سيستفيد من زيادة الطلب الصيني بعد رفع سياسة (صفر كوفيد).
علاقات استراتيجية حذرة
من برلين، يشير الكاتب الصحافي محمد الخفاجي، لموقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية"، إلى أن ألمانيا والصين تتمتعان بعلاقات استراتيجية طويلة، ومنذ أكثر من 20 عاماً بدأت هذه العلاقات تأخذ منحنى متطوراً بصورة مستمرة، بعدما أصبحت النهضة الصينية واضحة للعالم، وقد حاول الألمان منذ مطلع القرن الحالي استثمار ذلك النمو الصيني لتكون لديهم مكانة في الاقتصاد العالمي، بعد أن شعروا مبكراً بخطر النهضة الصينية على الاقتصاد الألماني.
ويتابع: "بدلاً من أن تتحول ألمانيا نحو الصدام مع الصين، عمدت إلى العمل معها وعقد شراكات اقتصادية، ومن ثم هناك عديد من الصناعات يتم تطويرها في ألمانيا وتصدر للصين والعكس، كما أن الصين سوقاً واسعة لكثير من المجالات أمام الاقتصاد الألماني، فعلى سبيل المثال 40 بالمئة من مبيعات السيارات الألمانية تتم في الصين، كما أن هناك كثيراً من التكنولوجيا التي حاولت الصين الاستحواذ عليها في ألمانيا، ومنها بعض أنواع التكنولوجيا الخاصة بالهواتف النقالة، لكن ألمانيا لا تسمح بالكثير من الأمور، ذلك أنها تريد أن تكون شراكة محدودة في نطاق معين".
وفي ضوء تطور العلاقات واعتماد ألمانيا بشكل كبير على علاقاتها مع الصين، جاءت تحذيرات عديد من الخبراء الألمان بأن تلك الشراكة بقدر ما أنها مفيدة للاقتصاد الألماني فهي قد تعود في الوقت نفسه بالضرر على الصين، وهو ما يلفت إليه خفاجي، والذي يشير إلى أنه خلال العام الماضي ارتفع حجم الاستيراد من الصين مقابل معدلات التصدير بالنسبة لألمانيا، وهذا يعتبر مؤشراً على تنامي الهيمنة الصينية على السوق الألمانية، وبالتالي سعت ألمانيا إلى إيجاد السبل المناسبة التي ربما تقف أمام عجلة الصين التي تدور بشكل كبير جداً في برلين وبدأت تسيطر على بعض المناحي الاقتصادية.
التكنولوجيا التي اعتبرتها ألمانيا استراتيجية.
المصدر: صحافة العرب
كلمات دلالية: موعد عاجل الدولار الامريكي اليوم اسعار الذهب اسعار النفط مباريات اليوم جدول ترتيب حالة الطقس ملیار یورو أن الصین مع الصین إلى أن
إقرأ أيضاً:
ألمانيا تتهم قيادياً داعشياً بارتكاب جرائم حرب في سوريا
أعلن ممثلو الادعاء العام في ألمانيا اتهام قيادي في تنظيم داعش الإرهابي في سوريا بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية لأسباب من بينها ما يتردد عن تورطه في إبادة جماعية بحق الإيزيديين.
وذكر مكتب المدعي العام الألماني في بيان أن المتهم، وهو سوري تم تعريفه باسم أسامة، تماشياً مع قانون الخصوصية الألماني، انضم إلى تنظيم داعش الإرهابي في دير الزور بشرق سوريا في صيف عام 2014.
Today in Berlin, I spoke with @ElhamAhmadSDC about the need for de-escalation & protection of civilians in North East Syria. A resurgence of ISIS must be prevented at all costs. We welcome @relationaanes’ commitment to dialogue with Damascus on an inclusive Syrian solution. pic.twitter.com/UjAbehPzNP
— Tobias Tunkel (@GermanyOnMENA) January 9, 2025وأضاف البيان أن أسامة. يشتبه بأنه قاد خلية محلية استولت بالقوة على 13 عقاراً، معظمها مملوكة ملكية خاصة، لإيواء مقاتلين أو لاستخدامها كمكاتب أو مخازن.
وجاء في بيان، اليوم الأربعاء، أن التنظيم استخدم اثنين من تلك المباني لاحتجاز إيزيديات مخطوفات حتى يتمكن المقاتلون من الاعتداء عليهن واستغلالهن جنسياً.
وذكر البيان أن من بين التهم الموجهة إلى أسامة المساعدة والتحريض على الإبادة الجماعية.
وقال المكتب في البيان "كان هذا جزءاً لا يتجزأ من هدف التنظيم وهو القضاء على الطائفة الإيزيدية الدينية".
وألقت السلطات في ألمانيا القبض على المشتبه به في أبريل (نيسان) 2024 وهو محتجز حالياً في انتظار المحاكمة.
وأصبحت ألمانيا جهة رئيسية تجري محاكمات خارج سوريا بشأن جرائم الحرب التي ارتكبها سوريون، وذلك بموجب مبدأ الاختصاص القضائي العالمي.
وصدر حكم في أوائل عام 2022 على ضابط مخابرات سوري سابق كان يعمل في أحد سجون دمشق بالسجن مدى الحياة في محاكمة تاريخية خلصت إلى إدانته بارتكاب جرائم قتل واغتصاب واعتداء جنسي.
وقال مسؤول كبير في وزارة الخارجية الألمانية، الأربعاء، إن برلين تدعم هيئة تابعة للأمم المتحدة أُنشئت للمساعدة في التحقيقات في الجرائم الخطيرة التي ارتكبت في سوريا، وخاصة الآن بعد الإطاحة بالرئيس السابق بشار الأسد.
وقال وزير الدولة توبياس ليندنر في بيان: "تجمع الآلية الدولية المحايدة والمستقلة الأدلة حتى يتسنى محاسبة المسؤولين عن هذه الجرائم المروعة المرتكبة ضد عدد لا يحصى من السوريين".
وأضاف "من الواضح أن عملية التحقيق في هذه الجرائم المروعة وعقد محاكمات بشأنها يجب أن تتم تحت القيادة السورية (الجديدة)".
وأطاحت قوات المعارضة السورية بالأسد من السلطة في أواخر العام الماضي، وفتحت السجون والمقار الحكومية وبثت آمالاً جديدة في المساءلة عن الجرائم المرتكبة خلال الحرب الأهلية السورية التي استمرت لأكثر من 13 عاماً.
وسيطر تنظيم داعش على مساحات شاسعة من العراق وسوريا خلال الفترة من عام 2014 إلى 2017 قبل تراجعه أمام قوات التحالف بقيادة دول غربية ثم هزيمته في آخر معاقله بسوريا عام 2019.
وكان التنظيم يعتبر الإيزيديين عبدة للشيطان فقتل منهم أكثر من 3 آلاف واستعبد 7 آلاف امرأة وفتاة وشرّد معظمهم بعيداً عن موطنهم الأصلي في شمال العراق. ويبلغ عدد أفراد هذه الطائفة 550 ألف نسمة.
وقالت الأمم المتحدة إن هجمات التنظيم المتشدد على الإيزيديين تصل إلى مستوى حملة إبادة جماعية.