القدس المحتلة- مجددا يطرق الهدم أبوب تجمع أبو النوار البدوي، شرقي مدينة القدس مهددا بتشريد عشرات الفلسطينيين، ضمن إجراءات تهدف إلى تفريغ شرقي المدينة من التجمعات البدوية المتناثرة.

و تفاجأ سكان تجمع أبو النوّار البدوي قرب بلدة العيزرية شرقي القدس مساء يوم الخميس الماضي باقتحام طواقم الإدارة المدنية وجيش الاحتلال للتجمع، وتسليم الأهالي 11 إخطارا بالهدم وإمهالهم 3 أيام للاعتراض عليها.

الجزيرة نت تنقل معاناة التجمع على مدى سنوات طويلة من التهديد والوعيد والملاحقة وإخطارات الهدم.

80 عملية هدم في تجمع أبو النوار البدوي خلال 40 عاما (الجزيرة) 11 إخطارا

رئيس تجمع أبو النوّار البدوي داود الجهّالين قال للجزيرة نت، إن الإخطارات شملت 6 منشآت سكنية تسكنها 7 عائلات عدد أفرادها نحو 35، و5 منشآت زراعية، باتت معرضة لخطر الهدم بدءا من منتصف الليلة القادمة.

وأشار الجهّالين إلى تعمد سلطات الاحتلال اقتحام التجمع في ظل الأحوال الجوية العاصفة وتسليم إخطارات هدم جديدة في التجمع الذي تسكنه 140 عائلة ويقدر عدد سكانه بنحو ألف نسمة.

"اقتحموا التجمع مساء الخميس وأمهلونا 3 أيام للاعتراض، وهم يعلمون أن يومي الجمعة والسبت هما العطلة الرسمية في إسرائيل ولا يمكننا التحرك للاعتراض.. توجهنا لهيئة مقاومة الجدار والاستيطان الفلسطينية وللمحامي الذي سيقدم اعتراضا صباح الأحد ضد إخطار الهدم الجديدة" أضاف الجهالين.

وبُنيت معظم منشآت تجمع أبو النوّار البدوي قبل 40 عاما، وتسلم جميع سكانها إخطارات بهدمها عام 2005، إلا أن وتيرة الهدم ارتفعت عام 2016 بشكل كبير، وطال منذ ذلك العام حتى الآن 80 منشأة، وفقا لرئيس التجمع.

ولا يمكن فصل الخطوة التعسفية الأخيرة عن مسلسل التهجير الطوعي والقسري الذي تسعى إسرائيل لتنفيذه ضد بدو القدس، من خلال سلسلة إجراءات تعسفية تُضيق فسحة عيش هؤلاء في محيط مدينة القدس.

وارتفعت حدة الإجراءات التعسفية -وفقا للجهّالين- منذ اندلاع الحرب الأخيرة على غزة يوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول المنصرم، إذ أقدمت سلطات الاحتلال على إغلاق الكثير من الطرق المؤدية للتجمعات البدوية وعزل بعضها عن العالم، كما هو الحال في تجمع "المنطار" المحاصر.

ويضاف إلى ذلك شن حملة اعتقالات بحق شبان التجمعات بحجة وجودهم على الطرق التي يمر منها المستوطنون، رغم أن هذه الطرق هي التي يسلكها البدو للدخول والخروج من تجمعاتهم.

مصادر محلية: "الاحتـ ـلال يسلم ثلاث عائلات من تجمع أبو النوار إخطارات نهائية لهدم مساكنهم خلال أسبوعين". pic.twitter.com/Sery7MgkS9

— المركز الفلسطيني للإعلام (@PalinfoAr) January 5, 2023

حصار بالاستيطان

وعن خصوصية خطورة ما يعيشه سكان تجمع أبو النوّار منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول، قال الجهّالين إن التجمع محاط بــ4 كتل استيطانية هي "معاليه أدوميم وكيدار 1 وكيدار 2 ومعسكر لحرس الحدود"، وفي ظل إغلاق مدخل التجمع فإن الطريق الوحيدة التي يمكن للسكان المرور منها، تعبر مستوطنة "كيدار" ومدخل مستوطنة "معاليه أدوميم".

وصعّب ذلك من حركة السكان وعرّضهم للمضايقات وللمخالفات المرورية التعسفية التي تحررها الشرطة بحق مركباتهم والتي طالت حد سحب تراخيص القيادة منهم بشكل انتقامي، ويصب ذلك كله في إطار الضغط على السكان ودفعهم للهجرة طوعيا من هذا التجمع، وفقا لرئيسه.

ويأمل المُخطَرون بهدم منشآتهم البدوية في نجاح محاميهم باستصدار أمر احترازي لمنع هدمها والقدرة على الصمود في هذا التجمع، الذي بات رعي المواشي فيه من أكبر المعضلات.

ورغم أن تضييق مساحات الرعي للحد الأدنى تعتبر سياسة إسرائيلية قديمة، فإن داود الجهّالين يؤكد أن الرعي بات أكثر الأعمال اليومية خطورة منذ اندلاع الحرب، مع تجنب الرعاة الاقتراب من محيط المستوطنات أو المناطق التي يدّعي الاحتلال أنها عسكرية مغلقة.

سلطات الاحتلال تسلم تجمع أبو النوار شرق مدينة القدس المحتلة 11 إخطاراً بهدم منشآت سكنية وزراعية pic.twitter.com/mMhwJGOxmN

— شبكة العاصمة الإخبارية (@alasimannews) January 26, 2024

حرمان من الحقوق

ورغم عشرات عمليات الهدم التي نُفذت في تجمع أبو النوار بالإضافة لهدم مدرسة التجمع 5 مرات متتالية، فإن سكانه أصروا على إعادة بنائها وتشبثوا بحقهم في البقاء في أراضيهم.

ويمنع الاحتلال تزويد التجمع بخدمة الكهرباء، ويتعمد مصادرة كل ما يساعد السكان على الصمود كالخلايا الشمسية وخزانات المياه، بالإضافة لمنعهم من تأهيل وتعبيد الطريق المؤدية لهذا التجمع.

وينتمي بدو القدس إلى عشيرة "الجهّالين"، ويُعرفون فلسطينيا باسم "عرب الجهّالين"، ونتيجة تهجيرهم في النكبة عام 1948 لجؤوا إلى الضفة الغربية قادمين من منطقة تل عراد في النقب.

ثم توزع جزء منهم على فترات زمنية متفاوتة في 4 مناطق أساسية بمحيط القدس، هي عناتا ووادي أبو هندي والخان الأحمر وجبل البابا، وترفض سلطات الاحتلال الاعتراف بتجمعاتهم في هذه المناطق وتسعى لطردهم منها.

ووفقا لبيانات أصدرها مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة (أوتشا) عام 2017، فإن 26 تجمعا يقع في محافظة القدس، ويسكنها 4856 بدويا يواجهون ظروفا معيشية قاسية على صعيد الخدمات الأساسية كالمياه والكهرباء، بالإضافة إلى صعوبة الوصول للمراكز التعليمية والصحية.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: سلطات الاحتلال

إقرأ أيضاً:

بالتفاصيل.. طيران الاحتلال يشن غارات مكثفة على مناطق بغزة

غزة - الوكالات

شنت طائرات حربية إسرائيلية غارات ليلية مكثفة على مناطق شرقي مدينة غزة، منها الدرج والتفاح والبلدة القديمة شرقي مدينة غزة، وسُمعت أصوات انفجارات عنيفة هزت مدينة غزة وسمعت أصداؤها في مناطق شمالي ووسط القطاع.

وقال الجيش الإسرائيلي "إن طيران الاحتلال قصف أهدافا تابعة لحركة المقاومة الفلسطينية (حماس) وسط قطاع غزة"، حسب زعمه.

وكان جهاز الدفاع المدني في القطاع قد أعلن استشهاد وإصابة عشرات الفلسطينيين جراء القصف الإسرائيلي العنيف على مناطق شرقي مدينة غزة.

وأضاف بيان الدفاع المدني أن هناك عشرات الشهداء والجرحى والعالقين في مناطق سكنية في حي الدرج والتفاح والبلدة القديمة نتيجة لقصف الاحتلال الإسرائيلي لتلك المناطق بشكل جنوني.

ومساء الأحد، أصدر الجيش الإسرائيلي، أمرا يجبر فيه السكان والنازحين في مناطق بأحياء التفاح والدرج والبلدة القديمة، شرقي مدينة غزة، على إخلاء تلك المناطق والتوجه إلى ما وصفها بالمآوي المعروفة غربي المدينة.

كما أن جيش الاحتلال الإسرائيلي أجبر آلاف الفلسطينيين في حييْ التفاح والدرج شرقي مدينة غزة على النزوح سيرا على الأقدام، تحت وطأة القصف المدفعي والغارات الجوية.

وأضاف أن عددا من المدنيين، بينهم أطفال، أصيبوا جراء الغارات الإسرائيلية المستمرة خلال عملية النزوح، مشيرا إلى أن النازحين توجهوا نحو مراكز الإيواء في حي الرمال غربي مدينة غزة.

ويُجري جيش الاحتلال عملية عسكرية في حي الشجاعية، الذي يقع بالقرب من مناطق التفاح والدرج والبلدة القديمة، منذ 27 يونيو/حزيران الماضي، وبدأها بقصف عنيف ومفاجئ استهدف منازل وسكانًا مدنيين، مما أسفر عن استشهاد وإصابة العشرات.

وفي 28 يونيو/حزيران، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه بدأ عملية برية في حي الشجاعية شرقي مدينة غزة، هي الثالثة من نوعها منذ بدء الحرب في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
واستهدف الجيش تلك المناطق خلال الأيام القليلة الماضية أسفرت عن عشرات الشهداء والمصابين.

ورغم ادّعاء إسرائيل الحرص على سلامة المدنيين وحثهم على إخلاء مواقع معينة، فإن معظم ضحايا هجماتها هم من المدنيين، كما أنها تدّعي وجود مناطق إنسانية، علما أن المنظمات الدولية بما فيها الأممية أكدت مرارا أن لا مكان آمنا في غزة، وأن الضربات قد تصيب أي مكان وفي أي وقت، دون أي اعتبار لوجود مدنيين ولا لوقوع مجازر يذهب ضحيتها أعداد كبيرة من الشهداء والمصابين.

مقالات مشابهة

  • الإنتهاء من تصوير الفيلمين العالميين" Le Trésor de Khéops  " " Murder at the Embassy"
  • طائرات ومدفعية الاحتلال الإسرائيلي تواصل استهداف المناطق شرقي غزة
  • الدفاع المدني بغزة: الاحتلال استهدف منازل مأهولة شرقي القطاع وسقوط شهداء
  • بالتفاصيل.. طيران الاحتلال يشن غارات مكثفة على مناطق بغزة
  • طيران الاحتلال يشن غارات مكثفة على مدينة غزة
  • طيران الاحتلال يشن غارات مكثفة على وسط وشمال غزة
  • الإعدامات مستمرة .. انتشال جثامين 3 شهداء مكبلي الأيدي شرقي رفح
  • قوات الاحتلال تقتل معتقلين بعد الإفراج عنهم في غزة
  • حماس تلقي الكرة في ملعب نتنياهو مجددا.. وحديث عن عقبة أخيرة
  • دار الأيتام السورية في القدس.. من مأوى للأيتام العرب إلى تجمع استيطاني