ندوة الصناعات الثقافية في معرض الكتاب: تطوير السينما يدفع الاقتصاد
تاريخ النشر: 27th, January 2024 GMT
نظم معرض القاهرة الدولي للكتاب، في ثالث أيامه للجهور بدورته الـ55 اليوم السبت، ندوة بعنوان الصناعات الثقافية والتنمية المستدامة، استضافت كل من الدكتور طارق صالح، عميد كلية الفنون والتصميم جامعة أكتوبر للعلوم الحديثة والٱداب، والدكتور عبد الله محمد نور الدين، والدكتور عثمان أحمد عثمان، والدكتورة ميرفت أبو عوف، وأدارها الدكتور محمد أحمد مرسي.
أوضحت الدكتورة ميرفت أبو عوف، أستاذ الصحافة والإعلام بالجامعة الأمريكية، أن الصناعات الثقافية تشمل عدة أفرع أهمها السينما والمسرح والحرف اليدوية، والطباعة والنشر، والتي تستدعي الحفاظ عليها باعتبارها جزء من التراث المصري، ما يحقق أهداف التنمية المستدامة 2030.
وأضافت أن التعليم هو أهم عناصر الصناعات الثقافية، ولكن بمفهومه الواسع الذي لا يقتصر على التعليم الأكاديمي، بل يشمل التثقيف من خلال القراءة ومشاهدة السينما والدراما والمسرح، حتى يحدث انسجام بين التعليم المهني والثقافي والروحي، معتبرة السينما هي أسهل الطرق للوصول للمتلقي، وخاصة الأجيال الجديدة، ما يجعلها وسيلة مناسبة لغرس القيم والمبادئ ومناقشة المشكلات المختلفة مثل مشكلة ختان الاناث والهجرة غير الشرعية.
أهمية الحرف اليدويةفيما تطرق الدكتور طارق صالح، عميد كلية الفنون والتصميم بجامعة أكتوبر للعلوم الحديثة والٱداب، إلي أهمية الحرف اليدوية، منها فن الكرافت الذي يعتمد على الورق، ومشغولات حطب الحنة، مؤكدا أن مصر نجحت في إنتاج 6 منتجات ثقافية من حطب الحنة قابلة للتصدير، ما يؤكد أهمية تلك الصناعات في النهوض بالاقتصاد المصري، جاء ذلك خلال معرض القاهرة الدولي للكتاب.
وأضاف، أن التسويق الجيد للمنتجات الثقافية، هو الأساس لتحقيق النجاح والاستدامة: يمكننا تحويل المنتج الثقافي لاقتصادي إذا تمكننا من تقديم منتجاتنا الإبداعية بشكل جيد ومميز أمام العالم يكون متوافق مع المعايير الأوربية.
وأكد الدكتور عبد الله محمد نور الدين، مدير الملكية الفكرية بشركة الإينس للمحاماة والاستشارات القانونية، خلال كلمته بالندوة، أن الصناعات الثقافية أصبحت أكثر رواجا وتحقيقا لعائد مادي ضخم في عدد من الدول، مثل كوريا التي تحقق 25 مليار دولار عائد سنوي من الصناعات الثقافية، والصين التي يصل عائدها من الصناعات الثقافية 69 مليار دولار، ما يدفعنا إلي الاهتمام بتلك الصناعات باعتبارها مصدر هام من مصادر الدخل القومي.
وأشار نور الدين إلى دور الملكية الفكرية في الحفاظ على الصناعات الثقافية والإبداعية، وتحقيق استدامتها، موضحا أن الملكية الفكرية لتلك الصناعات، ينقسم إلى شقين، الاول هي الملكية الصناعية من خلال تسجيل براءات الاختراع، والعلامات التجارية، والشق الثاني هو الملكية الأدبية والفنية من خلال حماية حق المؤلف والتراث الثقافي غير المادي: هنا يأتي دور وزارة الثقافة لأنها تمتلك حق مباشرة الحقوق الأدبية والمالية، وإصدار تراخيص الأعمال، من أجل حفظ حقوق المالك والدولة.
وأكد الدكتور عثمان أحمد عثمان، استاذ الاقتصاد السياسي بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية، جامعة القاهرة، أن الصناعات الثقافية قادرة على حل مشكلة الإقتصاد المصري بجدارة، إذ من الممكن أن يساهم تطوير قطاع واحد من قطاعات الصناعات الثقافية كالسينما على سبيل المثال، في تحقيق عوائد مادية ضخمة تعمل على حل الأزمة الاقتصادية.
الصناعات الثقيلة مثل القوى الناعمةوأضاف أن الصناعات الثقافية هي القوى الناعمة، التي تطلب تضافر كافة جهود الوزارات، كوازرة الثقافة والخارجية وهيئات الاستثمار وشركات القطاع الخاص، من أجل حماية التراث والهوية المصرية، وكذلك تصدير تلك الصناعات للخارج لتحقيق عادئد مادي: يمكن تحقيق ذلك من خلال الاهتمام بتمويل المشروعات الصغيرة للحرف اليدوية القائمة على الأفكار البسيطة وتطويرها حتى تصبح قابلة للتصدير.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: معرض الكتاب معرض الكتاب 2024 أرض المعارض التجمع الخامس من خلال
إقرأ أيضاً:
معرض الكتاب تُفند أكاذيب "الأفرو سنتريك" حول مصر فى ندوة
استضافت “القاعة الرئيسية” امس، في إطار فعاليات الدورة الـ56 لمعرض القاهرة الدولي للكتاب، ندوة بعنوان "الثقافة الإفريقية والأفرو سنتريك"، تحدث خلالها كل من: الأستاذ الدكتور علاء الدين شاهين، أستاذ تاريخ، والدكتورة هبة جمال الدين، رئيس قسم الدراسات المستقبلية والأستاذ المساعد في العلوم السياسية والدراسات المستقبلية في معهد التخطيط القومي، واللواء الدكتور طارق طه؛ وأدار الندوة الدكتور السيد فليفل.
افتتح الدكتور السيد فليفل؛ الندوة؛ بكلمة أشاد فيها؛ باختيار "أحمد مستجير" ليكون شخصية معرض القاهرة الدولي للكتاب في هذا العام، مشيرًا إلى جهوده العلمية في مجال الزراعة والأدب؛ مؤكدًا أن حركة "الأفرو سنتريك" تسعى لتثبيت جذور الأفارقة في الولايات المتحدة؛ كصناع قدامى للحضارة؛ لكن، وعند التعمق في هذه الحركة، يمكن ملاحظة أنها تعمل على سلب مصر من تراثها التاريخي عبر التأثير الصهيوني، ما يستدعي التصدي العلمي لهذه المزاعم من خلال الواقع الحضاري؛ وأوضح أن معهد التخطيط القومي كان قد بدأ في دراسة هذه الادعاءات، وعقد عدة جلسات لتفنيدها.
ومن جانبها، ألقت الدكتورة هبة جمال الدين؛ محاضرة بعنوان "حركة الأفروسنتريك وتأثيراتها المستقبلية على مصر"، أوضحت فيها أن الحركة ليست فقط بعيدة عن الثقافة الإفريقية، بل تتسم بالتطرف والسعي لسرقة الحضارة الفرعونية.
وأكدت أن "الأفروسنتريك" ظهرت في القرن الماضي؛ بزعم المظلومية، وبدأت تروج لسردية زائفة حول هوية لا علاقة لها بالثقافات الإفريقية الحقيقية؛ وأشارت إلى محاولات الحركة لسرقة الحضارة المصرية؛ من خلال الترويج لأفكار تدعي أن المصريين القدماء كانوا من أصول زنجيّة، معتمدةً على تزوير الصور والتماثيل واللغات والعمارة، بما في ذلك الادعاء بأن "توت عنخ آمون" و"كليوباترا" كانا من أصول زنجيّة؛ وهذه الحركة تستخدم إيدولوجيات عنصرية؛ وتعقد مؤتمرات تدعو خلالها إلى تهجير المصريين وقتلهم إذا رفضوا الهجرة؛ وناشدت بضرورة التصدي لهذه الأفكار؛ ومنع تبنيها من قبل الولايات المتحدة وتحويلها إلى قضية حقوق إنسان.
وفي السياق ذاته، أكد الدكتور علاء الدين شاهين، أستاذ التاريخ، على أن هذه الحركة تزعم أن الحضارة المصرية كانت زنجيّة وأن العرب قاموا بالاستيلاء عليها؛ مؤكدًا أن "الأفرو سنتريك" حاولت التلاعب بالزمن والمكان والتاريخ، مستشهدًا بمحاولاتهم تزييف عقائد؛ وعمارة الحضارة المصرية، بما في ذلك تلاعبهم في تمثال "أبو الهول"؛ وادعائهم أن "كليوباترا" كانت زنجيّة؛ كما ناقش تأثير الحركة في السفر إلى الكتابات الدينية مثل "سفر إرميا"، واصفًا هذه المزاعم بأنها محاولة تطويع النصوص التاريخية لخدمة أهدافهم؛ وأوضح كيف أن الدراسات العلمية أكدت تناقض هذه الدعوات مع الواقع التاريخي، مشيرًا إلى ضرورة مواجهة هذه الادعاءات؛ عبر منع هذه الحركة من الظهور في المواقع الأثرية، وإقامة ورش عمل وندوات لتصحيح المفاهيم المغلوطة؛ مؤكدًا أن الفن والأفلام الوثائقية يمكن أن يلعبا دورًا مهمًا في تأصيل الحضارة المصرية وتفنيد هذه المزاعم.
أما اللواء الدكتور طارق طه، استشاري الأبحاث الجينية والطب التجديدي، فقد قدم دراسة تحليلية حول أبحاث علم الآثار الجينية المرتبطة بمصر؛ وأوضح أن الحركة قد حاولت توظيف علم الجينات لدعم ادعاءاتهم بأن لهم أصولًا مصرية؛ إلا أن "طه" استشهد بعدد من الدراسات العلمية التي دحضت هذه المزاعم، مثل دراسة "معهد ماكس بلانك" التي أظهرت أن المصريين يتشاركون مع الأفارقة في 8% من الجينات فقط، مما يشير إلى أن الأصول المصرية بعيدة عن الأصول الإفريقية؛ كما أشارت أبحاث من "جامعة ستانفورد" و"برشلونة" إلى أن جينات المصريين تختلف تمامًا عن جينات الأفارقة، ما يعزز من صحة هذه النتائج العلمية.