رغم قرار «العدل الدولية».. دولة الاحتلال الإسرائيلي تواصل الإبادة الجماعية في غزة
تاريخ النشر: 27th, January 2024 GMT
بعد ساعات من صدور قرار محكمة العدل الدولية بفرض التدابير الطارئة على دولة الاحتلال الإسرائيلي بحماية المدنيين في قطاع غزة، في القضية المتعلقة بـ«الإبادة الجماعية»، التي حركتها دولة جنوب إفريقيا ضد دولة الاحتلال، إلا أنها تستمر في عدوانها المتواصل ضد القطاع.
الاحتلال ارتكب 18 مجزرة في غزةويستمر العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة لليوم الـ113 على التوالي، وخلال الـ24 ساعة الماضية ارتكب الاحتلال الإسرائيلي 18 مجزرة بحق العائلات في القطاع، وراح ضحيتها 174 شهيدًا و310 مصابين.
وبدأ الفلسطينيون في النزوح من خان يونس تجاه مدينة رفح الفلسطينية جنوبي قطاع غزة، نتيجة لاستهداف قوات الاحتلال الإسرائيلي المناطق الغربية والجنوبية بخان يونس بقصف مدفعي وغارات جوية كثيفة، وفقًا لقناة «القاهرة الإخبارية».
الهلال الأحمر يستهجن حصار الاحتلال الإسرائيليوأعلن الهلال الأحمر الفلسطيني، أنه يستهجن حصار الاحتلال الإسرائيلي واستهدافه لمستشفى الأمن ومقرات الهلال الأحمر في خان يونس، كما أن الاحتلال الإسرائيلي يواصل قصف محيط مستشفى الأمل، مما يهدد سلامة الطواقم الطبية والجرحى والمرضى ونحو 7000 نازح لجأوا إلى المستشفى، كما طالب المجتمع الدولي بتوفير الحماية لطواقمها الطبية والإسعافية بخان يونس جنوبي القطاع.
وصرح جيش الاحتلال الإسرائيلي بأنه خلال الـ24 ساعة الماضية قتل 11 فردًا من الفصائل الفلسطينية في خان يونس، واعتقلوا منذ صباح الجمعة، وحتى الآن 20 مواطناً على الأقل من الضّفة، بينهم أسرى سابقون، وتوزعت عمليات الاعتقال على محافظات جنين، الخليل، نابلس، أريحا، رام الله، والقدس، وإلى جانب حملات الاعتقالات تواصل قوات الاحتلال تنفيذ عمليات اقتحام وتنكيل واسعة، يرافقها تحقيق ميداني مع الفلسطينيين، إلى جانب عمليات التخريب والتدمير الوسعة في المنازل، وتدمير البنية التحتية، ومصادرة الأموال، والمركبات، وفقًا لقناة «القاهرة الإخبارية».
ارتفاع عدد الشهداء والمصابينوأوضحت الصحة الفلسطينية، أن عدد الشهداء والجرحى منذ بدء العدوان على قطاع غزة في الـ7 من شهر أكتوبر الماضي، ارتفع إلى 26 ألفا و257 شهيدا، و64 ألفا و797 جريحًا، مشيرة إلى أنه لا يزال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، إذ يمنع الاحتلال الإسرائيلي وصول طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الاحتلال الإسرائيلي إسرائيل غزة قطاع غزة محكمة العدل الدولية الاحتلال الإسرائیلی قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
حصار وسوء تغذية.. التجويع الإسرائيلي يفتك بأطفال غزة
بأجساد نحيلة للغاية يئن تحت وطأة سوء التغذية عدد من الأطفال الفلسطينيين في مستشفى شهداء الأقصى بمدينة دير البلح وسط قطاع غزة، في مشهد بات يتكرر بشكل شبه يومي جراء سياسة التجويع التي تنتهجها إسرائيل عبر إغلاق المعابر أمام المساعدات والبضائع للشهر الثاني.
وبهذه السياسة تنتقم إسرائيل من أطفال غزة الذين نجوا من الموت قصفا وحرقا وقنصا، وتدفعهم إلى الموت مستخدمة سلاح التجويع الذي عدته مؤسسات حقوقية وحكومية من أدوات الإبادة الجماعية.
وتأتي هذه المرحلة من المجاعة وسط انهيار القطاع الصحي بالقطاع الفلسطيني جراء مواصلة إسرائيل حرب الإبادة على الفلسطينيين منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، ومنع إدخال الأدوية والمستلزمات الطبية لغزة.
ومنذ 2 مارس/آذار الماضي، تواصل إسرائيل إغلاق معابر القطاع أمام دخول المساعدات الغذائية والإغاثية والطبية والبضائع، مما تسبب بتدهور كبير في الأوضاع الإنسانية للفلسطينيين وفق ما أكدته تقارير حكومية وحقوقية ودولية.
ومن جانبها حذرت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) الجمعة الماضية من اقتراب غزة من حالة الجوع الشديد للغاية جراء استمرار الحصار الإسرائيلي.
وقالت جولييت توما مديرة الإعلام والتواصل لدى الأونروا -في بيان- إن الرضع والأطفال في قطاع غزة ينامون جائعين في ظل اقتراب الإمدادات الأساسية المتوفرة في القطاع من النفاد بشكل كامل.
إعلانوتأتي هذه المرحلة الجديدة من المجاعة في وقت لم يتعافَ فيه أصلا فلسطينيو القطاع من موجة سابقة حيث عمدت إسرائيل خلال عام ونصف العام من الإبادة إلى تقنين المساعدات الواصلة للقطاع مما حرم مئات الآلاف من العائلات الفقيرة الحصول على حصصها الغذائية المجانية.
وبحسب بيانات البنك الدولي، فإن حرب الإبادة الإسرائيلية حولت جميع فلسطينيي غزة إلى فقراء، وهو ما يعني أنهم عاجزون عن توفير أدنى مقومات الحياة لعائلاتهم من أغذية ومياه.
تدهور صحي
على أحد أسرّة مستشفى شهداء الأقصى تستلقي طفلة من عائلة أبو طاهر (4 أعوام) بجسدها النحيل دون حراك تتأمل ما حولها لتغط لاحقا في نوم ينسيها أوجاعها وجوعها.
ويظهر على الطفلة بعض أعراض سوء التغذية حيث تمتد قدماها بارتخاء واضح جراء ضمور في العضلات، فضلا عن هزال عام أصاب جسدها وأفقدها القدرة على الحركة.
وتقول والدتها وتدعى "تحرير" -لوكالة الأناضول- إن طفلتها كانت طبيعية قبل شن إسرائيل حرب الإبادة الجماعية.
وتضيف الأم أنه منذ بدء إسرائيل الإبادة وإغلاق المعابر وتقنين وصول المساعدات تأثرت طفلتها بشكل كبير جراء نقص الغذاء، وأصيبت بسوء التغذية.
وتوضح أن طفلتها رغم صغر سنها حُرمت منذ بدء الإبادة الطعام والشراب الصحي كالفاكهة والعصائر الطبيعية مما تسبب بتدهور حالتها الصحية والإصابة بسوء التغذية.
وتذكر "تحرير" أن طفلتها واجهت أيضا في بعض الأشهر انقطاعا في توفر الحليب المغذي لها وحبوب القمح سريعة الطهي المعروفة باسم (السيريلاك) مما ساهم في تفاقم سوء وضعها الصحي.
وتشير إلى أن طفلتها باتت بحاجة إلى تحويلة طبية للعلاج في الخارج وسط حالة الانهيار التي يعانيها القطاع الصحي.
مخاوف من الموت
بحسرة وألم، تنظر الفلسطينية نجوى عرام إلى طفلتها ذات العينين الغائرتين والجسد النحيل جدا وهي تستلقي على سريرها بمستشفى شهداء الأقصى.
إعلانوتقول نجوى إن طفلتها تعاني سوء التغذية جراء استمرار إسرائيل في حصارها المشدد على قطاع غزة. وتضيف -وهي تحبس دموعها- إن هذه الطفلة الأولى والوحيدة لديها حيث تعاني نحولا جراء قلة الغذاء.
وتتابع السيدة الفلسطينية أن طفلتها تعاني أيضا من قيء دائم إذ ترفض حتى أنواع الحليب الطبية المعالِجة.
وتذكر أنها تعتمد في معيشتها على وجبات طعام جاهزة تحصل عليها من تكيات خيرية، إذ تعجز عن توفير الطعام لعائلتها، لافتة إلى أن زوجها كفيف وغير قادر على العمل.
وتعرب عن تخوفها على حياة طفلتها جراء تداعيات إصابتها بسوء التغذية، مشيرة إلى أن عددا من الأطفال توفوا جراء هذه الحالة.
وناشدت الأم المؤسساتِ المعنية أن تكفل طفلتها وتوفر لها الغذاء والمستلزمات الصحية الأخرى لإنقاذها من دائرة الموت المحتمل. كما طالبت بضرورة فتح المعابر وإدخال المساعدات الإغاثية والغذائية لتصل إلى محتاجيها بغزة.
وأعربت نجوى عن آمالها أن تستعيد طفلتها صحتها وتصبح كباقي أطفال العالم سليمة تحظى بحقوقها كاملة.
وقد نقلت الأناضول عن سيغريد كاغ المنسقة الأممية الخاصة لسلام الشرق الأوسط (منسقة الشؤون الإنسانية وإعادة الإعمار بغزة) -قولها السبت الماضي- إن أكثر من 60 ألف طفل دون سن الخامسة بالقطاع يعانون سوء التغذية.
وفي 18 مارس/آذار الماضي، تنصلت إسرائيل من اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى الساري منذ 19 يناير/كانون الثاني 2025، واستأنفت حرب الإبادة الجماعية على القطاع الفلسطيني رغم التزام حركة حماس بجميع بنود الاتفاق.
وبدعم أميركي مطلق، ترتكب إسرائيل -منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023- إبادة جماعية في غزة أسفرت عن أكثر من 167 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.