موقع النيلين:
2025-01-27@05:57:29 GMT

سلاحكم.. يُفسد للوطن قضايا

تاريخ النشر: 27th, January 2024 GMT


هل تبقى للبرلمانات مصداقيّة، وللديمقراطيّات قيمة، إذا دخلت فصائلُ مسلحة، تنافس فيها، وتخصص لها حصة مِن الوزارات؟ نعيد السُّؤال بوجهٍ آخر، في مثل هذه الأنظمة، هل للانتخابات معنى، إذا كانت السّياسة حامية لمحاصصة الفصائل؟ فيصبح البرنامج برنامج السّلاح الانتخابي؟! نعم، تجري انتخابات، وتمارس ديمقراطيّة، لكنَّ شريطةَ ألا تمس فاسداً وقاتلاً، له فصيل مسلح، محمياً مِن خارج الحدود، لهذا توهم الواهمون بالدّيمقراطيّة الزّاهيّة، كلما تكررت دورات الانتخابات.

لم يفهموا أنهم يتحدثون عن كوكبٍ آخر، لا عن بلادٍ صار فيها الفاسدون والقاتلون أسياداً، وأنَّ المشاركة في كلّ انتخابات، بوجود الفصائل المسلحة بالاعتقاد والبارود تضفي الشّرعيّة عليهم، وتحقق مقالة مَن قال: «ما ننطيها»! تكلم عمّا شئت ببلدان تديرها، في الحقيقة، فصائل بشعارات المقاومات والممانعات، إلا الأولياء، فالحديث عنهم، بغير تمجيد، الاغتيال والاختطاف ينتظرك، وينتظر القاضي الذي يحكم لك، والمحامي الذي يدافع عنك، فعن أي ديمقراطيّة تتحدثون، وفي أي وهم تعيشون.

أشهد أنّ الفضلَ في هذا المقال، لأحد رؤساء الفصائل، المسؤول عن اختطاف واغتيال، سمعته، وكان وديعاً، يتحدث كأنه إمامٌ صوفي، مِن أتراب: معروف الكرخي أو الجنيد البغداديّ، أو شيخ مِن شيوخ «المندائيين المسالمين»، الذين لا يرون القتل حتّى دفاعٌ عن النَّفس، ويعتذرون للحيوان والطَّير المذبوح بترتيلة معروفة.سمعتُ صاحبنا يستشهد بالمقولة الذَّائعة السّائرة: «الاختلاف في الرّأي لا يفسد للود قضية». قالها صادقاً لا مدعياً، وأقول لا مدعياً، لأنه يعتبر نفسه على حقٍّ، وهل سمعتم مجنوناً اعترف بجنونه؟! فمال الدولة عنده مجهول المالك، بهذا يتصور الفساد فضيلة لا رذيلة، والمقتول بيده قصاصاً، لأنّ القتيل عميلٌ كافرٌ، لذا أنَّ كلَّ قتيلٍ بسلاح فصيل ديني، نُفذ بفتوى. لذا تجده يستغرب ممن يتهمه بالعمالة، وهو يرفع علم غير بلاده، فتلك راية مقدسة تعبر عن بيعةٍ في عنقهِ.
دعونا نبحث قليلاً، بمقولة أو حكمة: «الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية»، لا يُعرف ناحَتها على وجه الدّقة، فقد نُسبت إلى أكثر مِن أديب وسياسي وشاعرٍ، ولستُ مصدقاً أحداً، لكنّ الثَّابت وردت ضمن ممارسات وأشعار قديمة، في التُّراث العربيّ. روى الجاحظ(ت: 255هجرية) عن أحوال الخطباء والشُّعراء: «ولم ير النَّاس أعجبُ حالاً مِن الكُميت والطِّرماح. وكان الكُميت عدنانيا عصبياً، وكان الطّرماح قحطانياً عصبياً، وكان الكُميت شيعياً مِن الغاليَّة، وكان الطِّرماح خارجيا من الصِّفريَّة، وكان الكُميت يتعصب لأهل الكوفة، وكان الطّرماح يتعصب لأهل الشَّام، وبينهما مع ذلك من الخاصة والمخالطة ما لم يكن بين نفسين قطٌ»(البيان والتَّبيين).

كذلك روى الجاحظ: «كانت الحال بين خالد بن صفوان وشبيب بن شيبة، الحال التي تدعو إلى المفارقة، بعد المنافسة والمُحاسدة، للذي اجتمع فيهما من إتفاق الصِّناعة والقرابة والمجاورة، فكان يقال: لولا أنهما أحكم تميمٍ لتباينا تباين الأسد والنّمر»(نفسه).بيد أنَّ المقولةَ جاءت مطابقة لبيت عمرو بن امرؤ القيس(380ميلادية) وقيل لقيس بن خطيم(ت: 2 هجريّة)، ونُسب لآخرين، نَحنُ بِما عِندِنا وَأَنتَ بِما/عِندَكَ راضٍ وَالرَأيُ مُختَلِفُ«(سيبويه، الكتاب، والمَرْزُباني، معجم الشّعراء). مِن قصيدة مطلعها:«يا مالُ وَالسَيِّدُ المُعَمَّمُ قَد/ يُبطِرُهُ بَعضُ رَأيِهِ السَرِفُ». ذكرها الجاحظ في حديثه عن العمائم وأصحابها. على كلّ حال، صارت تلك المقولة الرّائعة، والخياليّة في الوقت نفسه، في متناول الصّادقين والمُدعين، تمثل بها الأخيار والأشرار، مَن يجادل بالكلام والسَّلام، ومَن يجادل ويده على السّلاح، كصاحبنا، وقضيته هلاك البلاد وإخضاع العباد، ووجدتُ متشددين تكفيريين تمثلوا بها عن قناعة. أقول: سفكتم وخطفتم وأفسدتم، لكنّ رحمة بعقولنا، لا تكثروا علينا، فنحن أمام قضية وطنٍ، سلامته لا تقبل سلاحكم رأيَّاً يفسد قضايا.

رشيد الخيون – كاتب عراقي – جريدة الاتحاد

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

نورهان حشاد تكتب: عيدكم عيد للوطن

أفضل نعمة بعد الإيمان هي نعمة الأمن قَالَ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ آمِنًا فِي سِرْبِهِ مُعَافًى فِي جَسَدِهِ عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا بِحَذَافِيرِهَا».

من هداية الإسلام أن تدعوا لبلدك بدوام الآمن والأمان ورغد العيش والإطمئنان ،ربَّ إحفظ أمننا وأماننا و قادتناومقدساتنا ، 
و سلاماً يعم كل بلاد المسلمين.‏
‏﴿ ربِّ اجْعلْ هَٰذا بلَدًا آمِنًا وارْزُقْ أَهْلهُ مِن الثَّمراتِ ﴾

ستظل مصر تنبض بالحياة بقائدها العظيم و بأبنائها المخلصين  من الشرطة والجيش وعلمائها ومفكريها وشبابها الواعي الجميل.

الرهان على مصر هو رهان على القوة والصلابة والحزم وأمنها القومي في رقبة قائد  يدرك جيداً متى وأين وكيف يتدخل في التوقيت المناسب للحافظ على مصرنا الغالية .

سيبقى هذا اليوم الخالد في دائرة مصر وأجيال أبناءها رمزاً لوطنية أبناء الشرطة ، في تاريخهم الذي يوافق  ٢٥ يناير  من كل عام .
في عيدهم ٧٣ ، نُحيي أبطالًا ضحوا بأرواحهم من أجلنا، أنتم درع الوطن وسيفه كل عام وأنتم فخر لمصر .

مهمتكم وان كانت صعبـة من النضال والكفاح في مواجهة الجريمة وأعداء الوطن ، فهي مفخرة، لذلك  العمل يتطلب منكم  الإخلاص والأمانة  .  

الشرطة المصرية  دورها مهم جداً عبر كل تاريخها وهو تحقيق الأمن والإستقرار في مصر، والتقدم العلمي والتكنولوجي الذي نشهده جميعاً يساعدنا في إستخدام الرقمنة والتكنولوجيا في إكتشاف ومتابعة الجريمة في كل إدارات وزارة الداخلية.


واجب على كل مصري تقديم
التهنئة لمن يواصلون تضحياتهم ساهرين على أمن الوطن
والمواطنين .

الإحتفاء بعيد الشرطة هو مناسبة مهمة لتكريم وتقدير منتسبي الشرطة الذين يؤدون رسالتهم على الوجه الأكمل، ويقومون بواجبهم خير قيام، انطلاقاً من إقتناعهم الراسخ بأن أمن الوطن وإستقراره هو أمانة في أعناقهم يضحون في صمت ، يقدمون الجهد ويفتدون الوطن بأرواحهم دون تردد.

قوة مصر الحالية تكمن في شعبها وقيادتها السياسية التي تتمتع بقدر من الحكمة والتصرف المسؤول تجاه بلدها وقارتها ومحيطها الإقليمي، بحكم أنها تملك كثيراً من المقومات التاريخية والجغرافية لجعلها «أم الدنيا».

في ٢٥ يناير ٢٠١١ ، كانت مؤامرة الجماعة الإرهابية من أجل إسقاطها ، إلا أنها صمدت وعادت لاستكمال دورها الوطني والبطولي بكل جسارة وإيمان.

مصرنا ليست مجرد وطن، بل هي وصية النبي محمد صلى الله عليه وسلم، حيث دعا إلى حسن معاملة أهلها ووصف جنودها بأنهم خير أجناد الأرض.

ومنذفجر التاريخ، كانت ومازالت  مصر رمزًا للأمن ومأوى للمضطهدين، بدءًا من عهد الأنبياء وحتى اليوم وقد ورد ذكر مصر كبلد آمن في القرآن الكريم مرات عدة، مثل قوله تعالى: {ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين}.

نعمة الأمن هي أولى النعم التي نشكر المولى عز وجل عليها، التي تحققت بفضل قيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي الحكيمة، منذ توليه مقاليد الحكم في ٢٠١٤ وحتى الآن وضع ملف تطوير الأمن بمفهومه الشامل نصب أعينه.

لا شك أن نعمة الأمن هي أساس الحضارة واستقرار المجتمعات، وتظل مصر بشعبها وجيشها رمزًا لهذه النعمة التي لا تُثمن.

ستظل شامخًا يا وطني، بقيادتك الحكيمة، وبشعبك الوفي، وبجنودك البواسل، وبمسؤوليك الأقوياء الأمناء، وبمنهجك الرباني.
أبناء وطني الحبيب من رجال شرطتها البواسل عشتم دوماً متألقين  قاهرين للأعداء.

لا تنسوا الفضل لأصحاب الفضل ياغاليين ،تذكروا دائمًا أن بفضل الله اولاً والرئيس عبد الفتاح السيسي وجيش مصر وشرطتنا  لأصبحنا مثل ليبيا وسوريا واليمن والسودان وغيرهم.. تذكروا أن هذا الرجل هو من أنقذ مصر في اللحظات الصعبة ليقودها نحو الطريق الصحيح بعد أن كادت تفقد بوصلتها على أيدي الجماعة الإرهابية
ومناصريها من المضللين والمضحوك عليهم باسم الدين.
و‏هناك حقائق  لا ينكرها غير الخائن او المغيب او المنتفع الذي أنقذ مصر بعد احداث يناير،وأعاد بناء مؤسسات الدولة، وقضي علي  الارهاب ، ومن أعاد الامن و الامان  الداخلي والخارجي للبلاد ،ومن أعاد مصر في ٣٠ يونيه بعد اختطافها ،ومن قام بأعادة بناء الدولة الحديثه ،ومن أقام مشاريع استراتيجية ، هو قائدها وجيشها وشرطتها العظيمة .

تحية إجلال وتقدير لكل من ضَحَّي و يُضحِّي وسيُضَحِّي من أجل مصر الوطن لتظل راياتها عالية عزيزة أبِيَّة.

كل سنة و مصر آمنة مستقرة  بدون خونة وعظيمة كما كانت وستكون للأبد بإذنه وبأمره.
كل سنة وجيش مصر وشرطتها حامينهاوحاميين الوطن العربى كله ،كل عيد شرطة وبلدنا بخير
تحيا مصر بنا ولنا.

مقالات مشابهة

  • خربش بناتي وكان هيعورهم.. ماذا قال مهندس سحل كلب حتى الموت بالشيخ زايد؟
  • توقعات الطقس اليوم الأحد
  • بمشاركة 15 دولة لتعزيز الجاهزية.. انطلاق تمرين» رماح النصر 2025»
  • بمشاركة 15 دولة.. انطلاق تمرين “رماح النصر 2025” غدأ
  • نورهان حشاد تكتب: عيدكم عيد للوطن
  • بمشاركة 15 دولة.. انطلاق تمرين "رماح النصر 2025" الأحد
  • انطلاق تمرين “رماح النصر 2025” الأسبوع المقبل
  • مصطفى بكري: السيسي أنقذ مصر من حكم الجماعة الإرهابية وكان يرفض الحكم
  • مدحت العدل: عمرو دياب أثر بحياتي وكان سببا بإنطلاقتي لفيلم "آيس كريم في جليم"
  • برلماني: عيد الشرطة رمز للصمود والتضحية للحفاظ على الوطن واستقراره