منظمة التحرير الفلسطينية: وقف دعم الأونروا يزيد المعاناة في غزة
تاريخ النشر: 27th, January 2024 GMT
قالت منظمة التحرير الفلسطينية إن مخاطر سياسية وإنسانية تترتب على قرار وقف دعم الأونروا من جانب بعض الدول.
وطالبت منظمة التحرير الفلسطينية الدول التي علقت تمويلها للأونروا بالتراجع فورا عن قراراتها، حسبما أفادت قناة «القاهرة الإخبارية» في نبأ عاجل لها.
.المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الأونروا التحرير الفلسطينية
إقرأ أيضاً:
تنبيهات أساسية في عمليات التغيير والانتقال بعد التحرير من الطاغية.. قاموس المقاومة (58)
قدمنا في المقال السابق إلى حديث المداخل والإشارات؛ ولا يكتمل هذا البيان إلا بالجمع بينها وبين حُزمة من التنبيهات؛ ومن أهمها:
الاستقطاب والفرقة؛ علينا الحذر الشديد من أي استقطاب يفسد علينا عملية التحرير والتغيير، ووجود هذه الفرقة والانقسام سيؤدي بالمتربصين بهذه الحركة التحريرية أن يخرجوا من جحورهم، ولا تحسبن أن هؤلاء لا يخططون من الآن لتطويق هذه الحركة التغييرية من الثورة السورية، ومواجهة ذلك يكون بالوحدة والاعتصام، هو درس الشاطبي في موافقاته الكلية واعتصامه الأكيد، لأنه مع الاعتصام سيكون من الصعب على كل من يريد أن ينفذ أو يتسرب بخبث لمحاولة احتواء هذه الثورة أو محاصرتها أو الانحراف بها سيكون ذلك أمرا غاية في الأهمية، لأنه من أي وضع يقوم فيه المتربص بالتسرب إلى كيانات التغيير، ثم يركب هذا التغيير ثم يحاول أن يغتصبه أو ينشله.. "لصوص التغيير" من المهم أن نفطين إليهم، العيون تكون مفتوحة، الاتحاد وعدم الفرقة والاعتصام هو الدواء الشافي لمثل هذه التسللات والقضاء عليها.
المرابطة على الثغور؛ ثغور الحالة السورية كثيرة، ومن ثم الرباط على هذه الثغور مسألة غاية في الأهمية، في حلقة المعاش يجب أن نبصرهم ليس فقط بعمل استراتيجية، ولكن يجب أن ننسى الناس، لأن الناس يشكلون حاضنة التغيير، ومن ثم يشكلون الحاضنة لوجود القيادة الدافقة والحافزة لعملية التغيير، عندما أشار سبحانه وتعالى إلى أن فرعون لم يكن وحده، ولكن الاستبداد كان مؤسسات، ومن ثم يجب الفطنة إلى هذه المسألة، لأن فرعون كانت تحيط به الكثير من المؤسسات التي سهّلت ويسّرت له القيام بطغيانه واستبداده.
النظر إلى عملية البناء كعملية كلية، والكلية في عملية البناء لا تنافي المرحلية، هو من الفنون التي تؤكد على اندراج الجزئي في الكلي، فإذا كانت عمليات البناء الجزئية يمكن أن تتكامل مع بعضها بينها ناظم إلا أنه في حقيقة الأمر المرحلية في إطار مثل عمليات البناء يمكن أن تحدد أيضا باستطلاع الرأي في منظومة الأولويات؛ ما هي الأولويات، ما هي المرحليات، ما هي المبادرات
من المهم أن نرى هذه المسألة أن نفعّل كشّافات إنذار مبكر عن أي انحراف أو مخاطر تحيط بمسار التغيير. الإنذار المبكر مسألة مهمة، وهو من المسائل المهمة في تكوين جهاز مهم للاستنفار العام والإنذار الشامل، "فَلَوْلَا نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَائِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ" (التوبة: 122). جهاز الإنذار مهم جدا، وقد يتهاون الناس، فما تلبث الثورات إلا أن تسرق أو تحتوى أو تحاصر أو تنحرف من أهلها، لأنها نفوس بشرية وتكوينات بشرية، ومن المسائل هذه تكون بتكوين مؤسسات شورية ورقابية تشكل هذا الأمر الذي يتعلق بالإنذار ولينذروا قومهم.
القدرة على تكثيف وتجميع وإسناد المهام للكوادر؛ فهناك الكثير من الكوادر السورية تحتاج إلى استكشاف واكتشاف من خلال جهاز يرصدها ويوظفها وإسناد أدوار لها في عملية التغيير بعد التحرير، هذه الأدوار مهمة تتعلق بأهل الذكر في كل تخصص (اسألوا أهل الذكر)؛ أهل الذكر هؤلاء يجب أن يكونوا مؤسسة تغذى، وهي مؤسسة ممتدة، هذه المؤسسة يجب أن يكون لها أدوارها الممتدة والمؤثرة في عملية التغيير.
العقل الاستراتيجي؛ هو الذي يهتم بالكلي ولكنه لا يهمل الجزئي، ومن ثم عندما يتكلمون عن العقل الاستراتيجي يسندون له مهمة التفكير الاستراتيجي، ولكنه لا يتسنى له في نفس الوقت التخطيط الاستراتيجي والخطة الاستراتيجية والإدارة الاستراتيجية. نحن أمام أجهزة تتكامل مع بعضها البعض في مسألة التغيير ضمن مؤسسة مهمة تتعلق بالعقل الاستراتيجي، من خصائصه وطبيعته أنه عقل جمعي، وأنه عقل واع وبصير، بحكم تعدد زوايا التخصص والمناحي التي ينظر بها هذا المتخصص إلى القضية أو المشكلة ككل. هذه المسألة غاية في الأهمية فحينما نكون أمام هذا التشكيل، نقول عنه جمعي، وتعددي، وتخصصي، وهو بذلك يكون في حالة من الاجتهاد الجماعي والشورى الجماعية، من غير هذه المسألة نعيد استنساخ مستبد آخر وصناعة مستبد آخر. نحن لا نحتاج برلمانا، ولكن نحتاج إلى عقل استراتيجي يفكر ويدبر ويقوم بكل ما من شأنه تأسيس علم للحركة والتدبير، كما قال أستاذنا الدكتور حامد بيع.
بناء وتشبيك الاستراتيجيات المتنوعة لإحداث التغيير والفعالية لعمليات التغيير بعد الابتداء بمسألة التحرير من الطاغية في سوريا. إن النظر إلى عملية البناء كعملية كلية، والكلية في عملية البناء لا تنافي المرحلية، هو من الفنون التي تؤكد على اندراج الجزئي في الكلي، فإذا كانت عمليات البناء الجزئية يمكن أن تتكامل مع بعضها بينها ناظم إلا أنه في حقيقة الأمر المرحلية في إطار مثل عمليات البناء يمكن أن تحدد أيضا باستطلاع الرأي في منظومة الأولويات؛ ما هي الأولويات، ما هي المرحليات، ما هي المبادرات.. في مسألة التغيير تعرض مسألة الأولويات، مع المسألة التي تأتي من تزاحم القضايا وضيق الأوقات عن تنفيذ الواجبات، ومن ثم تكون هذه المسألة ضمن مهام العقل الاستراتيجي الذي يضع هذه الأولويات ثم يضع المرحليات، ويؤكد على أن عملية البناء يمكن أن تشكل طاقة حقيقية في فن إدراج الجزئي في الكلي.
لا ثورة ولا تحرير ولا تحريك ولا تغيير من دون وعد؛ وعد الثورة من أهم الأمور التي تتعلق بهذا الشأن، فلا يمكنك بأي حال من الأحوال أن تهمل الوعد الذي يتعلق بالثورة، وبعد ذلك تقول لم يكن في قصدنا، لأن وعد الثورة يجب أن يكون حاضرا، واستراتيجيات وعد الثورة يجب أن تكون حاضرة، ومتقنة في عملية التنفيذ، وكلما أسرعت بتنفيذ وعود الثورة لعموم الناس، ظلت الحاضنة مرتبطة بهذا التغيير بشكل مستمر، مع توعية الناس بأن هذه الأمور ووعود الثورة لا يمكن أن تقضى مرة واحدة، لأن هذه المسألة ترتبط بالإمكانات كما ترتبط بمكنات الزمن ومساحات الزمن المتاحة في هذا المقام، والزمن يضيق على أن نقوم بكل شيء فيه، ومن ثم يكون هناك فقه مما أشار إليه الفقهاء وهو فقه التزاحم، لأنه عندما تتزاحم القضايا يجب أن تحدد ما العمل، ولكن قبل ذلك يجب أن نطرح سؤال من أين نبدأ؟
صناعة الأمل الفسيح؛ إن صناعة الأمل الفسيح في التغيير إنما يرتبط أيضا بإنجاز وعود الثورة، ويتحول هذا الأمل من مجرد وعود كنا نقطعها على أنفسنا منذ البداية حتى يمكن أن تتحقق لعموم الناس؛ لتؤكد على حدود تبدأ من حدود الكفاف والكفاية إلى أمر يتعلق ببناء ما يسمى بالحياة الطيبة. معاني الحياة الطيبة والنظر إلى المستقبل والأمل الفسيح تؤكد أن عملية بناء سوريا عملية متواصلة، وعملية يحدها هذا الأمل الفسيح للفرد وللجماعة في آن واحد بحيث تتشكل المجتمعات على بنية سوية، دون أن يكون أي طرف معاد للطرف الآخر، هذا التوازن المهم في بناء هذا الأمل الفسيح أمر في غاية الأهمية.
تواجه المراحل الانتقالية في السياسة عدة تحديات معقدة، لا بد أن نكون على وعي بها؛ وعلى رأسها استقرار الأوضاع الأمنية، وإعادة بناء المؤسسات، والمصالحة المجتمعية والوطنية، والتحول الاقتصادي، وذلك عن طريق تطوير سياسات اقتصادية جديدة تدعم النمو وتوزيع الثروة بشكل عادل استراتيجيات وسياسات معاش الناس، وبناء الثقة؛ فقد تكون لدى الشعب شكوك حول قدرات الحكومة الجديدة، مما يتطلب الجهود المتراكمة لبناء الثقة والمصداقية. وكذلك ميزان التعامل الإقليمي والدولي وتوقع التدخلات الخارجية
تعد المسألة التي ترتبط بإدارة المراحل الانتقالية تصورات وأبنية من الأمور شديدة الأهمية التي تشكل بيت القصيد في عمليات التغيير، ومن الواجب التنبه الى خطورتها وتحدياتها ومتطلبات بنائها؛ ذلك أن الثورات تقود إلى مراحل انتقالية من خلال عدة خطوات وعوامل رئيسية:
1- الإطاحة بالنظام القائم: الثورة عادة ما تكون نتيجة لعدم الرضا عن النظام السياسي أو الاجتماعي القائم. عندما يتحقق تغيير جذري من خلال إسقاط الطاغية وزبانيته، يبدأ المجتمع في البحث عن شكل جديد لصياغة الدولة والمجتمع وبناء علاقة سوية وبينة بينهما.
2- ظهور الفوضى والفراغ السياسي: بعد الإطاحة بالنظام، قد يحدث فراغ في السلطة مما يؤدي إلى فوضى سياسية. هذا الفراغ يمكن أن يؤدي إلى صراعات بين القوى السياسية المختلفة التي تسعى لملء هذا الفراغ؛ استراتيجيات ملء الفراغ من أهم أدوار المرحلة الانتقالية.
3- تشكيل قوى جديدة: فإنه مع اختفاء النظام القديم، تبدأ القوى السياسية والاجتماعية المختلفة في الظهور، وكل منها يطرح رؤيته لمستقبل البلاد. إن القدرة على إدارة الاختلافات والتنوعات؛ وإدارة التعدد؛ وإدارة التعايش؛ وإدارة المشترك ضمن اتفاق الحد الأدنى وبناء عقد اجتماعي جديد على أسس مجتمعية قويمة ورصينة.
4- الحاجة إلى التفاوض والتوافق: لتحقيق استقرار مجتمعي وسياسي مبدئي، قد تحتاج الأطراف المختلفة إلى الدخول في مفاوضات لبناء التصورات المستجدة؛ هذه المفاوضات قد تتطلب تحقيق توازن بين مصالح مختلف الفئات والقدرة على تمثيلها التمثيل اللائق ضمن ما يمكن الإطلاق عليه التفاوض الانتقالي.
5- إعادة بناء المؤسسات: يمكن أن تتطلب المرحلة الانتقالية إعادة هيكلة المؤسسات السياسية، مثل وضع دستور انتقالي جديد ضمن المتفق عليه، وتعزيز سيادة القانون وحقوق الإنسان والمواطنة.
ومن ثم تواجه المراحل الانتقالية في السياسة عدة تحديات معقدة، لا بد أن نكون على وعي بها؛ وعلى رأسها استقرار الأوضاع الأمنية، وإعادة بناء المؤسسات، والمصالحة المجتمعية والوطنية، والتحول الاقتصادي، وذلك عن طريق تطوير سياسات اقتصادية جديدة تدعم النمو وتوزيع الثروة بشكل عادل استراتيجيات وسياسات معاش الناس، وبناء الثقة؛ فقد تكون لدى الشعب شكوك حول قدرات الحكومة الجديدة، مما يتطلب الجهود المتراكمة لبناء الثقة والمصداقية. وكذلك ميزان التعامل الإقليمي والدولي وتوقع التدخلات الخارجية التي قد تؤثر فيها القوى الخارجية على المسارات الانتقالية، سواء من خلال الدعم أو الضغوط، مما يزيد من تعقيد العملية.
وننبه في هذا الانتقال إلى مسألة الدخول في مصيدة الغرب ونسخته التي يطالب بها في عمليات الانتقال وما يسميه الانتقال الديمقراطي من الانتخابات والعمليات الديمقراطية؛ تحت شعارات براقة لا تلبث أن تتحول الى صراعات كبرى في ظل حالات الاستقطاب. هذه التحديات تتطلب تخطيطا دقيقا وتعاونا واسعا بين مختلف أعضاء المجتمع والمواطنين لتحقيق انتقال آمن وفعال.
x.com/Saif_abdelfatah