غامضة لكنها تتبلور ومحورها البعبع ترامب .. كولسات مسار مستقبل القضية الفلسطينية
تاريخ النشر: 27th, January 2024 GMT
سرايا - المعطيات والمعلومات التي يتم تجميعها من هنا وهناك بعنوان مبادرة أوروبية لمعالجة تطورات الملف الفلسطيني تشير في عمان والقاهرة والدوحة على الأقل لملامح شبه توافق مع مركز الإتحاد الاوروبي وتحديدا مع المفوض الشؤون الخارجية جوزيف بوريل على مشروع خطة ما لاتزال غامضة في ملامحها الأساسية لكنها تتبلور.
ويبدو هنا ان إتصالات خاصة بين بويل وثلاثة وزراء خارجية عرب هم القطري والاردني والمصري هي التي انتهت بعقد لقاء بروكسل التشاوري فيما ارسل الرئيس الامريكي جو بايدن بالتزامن احد كبار مستشاري الى عواصم المنطقة للتباحث فيما وصف بانه مسار مستقبل القضية الفلسطينية.
وإستنادا الى مصادر مقربة من وزير الخارجية الاردني أيمن الصفدي والمصري سامح شكري توافقت المجموعة العربية بالتعاون مع وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان”إنضم بضغط قطري للحفلة” على كلمة موحدة تعرض بعد الان بشان مستجدات الملف الفلسطيني على الفاعلين بالمجتمع الدولي ومجمل الاتصالات التشاورية جرت مع جوزيف بوريل في بروكسل فيما تحضر السلطة الفلسطينية خلفية هذه المشاورات دون تحضير حقيقي بالرغم من حضور وزير الخارجية الفلسطيني لجزء منها.
ويأمل كل من شكري والصفدي على الاقل بتطوير وبلورة خطة تتميز بالشمولية وتبدأ بوقف العدوان العسكري في قطاع غزة وإدخال مساعدات ضخمة ورعاية صفقة تبادل للأسرى.
ثم تنتهي باطار شرعي وقانوني دولي يتمسك بحل الدولتين لا بل يحصل على تفويض من مجلس الامن ببدء إجراءات حل الدولتين الامر الذي يفسر ما وثفه وزير خارجية الأردني ايمن الصفدي علنا مؤخرا عدة مرات بمعالجة جذرية وعميقة تعيد الربط بين الضفة الغربية وقطاع غزة وتنتهي بدولة فلسطينية.
وصف وزير البلاط الاردني الاسبق الدكتور مروان المعشر ما يجري بانها ترتيبات “غامضة” ثم حذر المعشر في ندوة عامة في عمان من ان يسخر الجميع من العرب مجددا ويتعرضون للتضليل.
وإعتبر خبير المفاوضات الدكتور جواد العناني في تصريحات علنية له بان الغموض الذي يحيط بالترتيبات والمشاورات في ظل التعنت "الاسرائيلي" يثير القلق.
ثم حذر العناني من ان خطوات عميقة اجرائيا ومهمة جدا ينبغي ان تتخذ قبل الوصول الي اي صيغة يمكن تمريرها بمبادرات اوروبية وعربية هدفها النهائي انقاذ سمعة "اسرائيل" فقط.
وما تبلور في بروكسل على الأرجح هو مسودة مشروع تتوافق فيه خمسة دول عربية مع الاتحاد الاوروبي على ان الحل الوحيد للصراع هو حل الدولتين لكن لم يعرف بعد ماذا كانت المشاورات والاجتماعات اخذت بالاعتبار الجوانب الاجرائية او الزمنية ويتصور الاردن تحديدا بان الذهاب الى مجلس الأمن لإقرار حل الدولتين بنصوص واضحة وملزمة اصبح ممرا محتملا لتدشين خطة شاملة لإنهاء التوتر والصراع العسكري.
وثمة حديث عن ترتيب شمولي وصفقة أفقية تنتهي بتطبيع عربي كامل مع "إسرائيل" لتحفيز الاسرائيليين على التقدم نحو مسار يطيل أمد الاستقرار في المنطقة والاقليم.
النقص الوحيد في المشاورات حتى الان تمثل في النص على دعم خيار حل الدولتين دون الحصول على موافقة "اسرائيل" مسبقا.
والأهم دون تعريف الدولة الفلسطينية التي تفترضها الخطط الجديدة حيث يعتقد بان الاتحاد الاوروبي لا يعرض دولة فلسطينية مستقلة بالكامل ويتحدث عن تسويات وتبادل أراضي في ملف المستوطنات فيما جميع الأطراف متفقة تماما على ان عودة المفاوضات على الوضع النهائي بين "الاسرائيليين" والفلسطينيين مباشرة لم يعد خيارا منطقيا الان .
وبالتالي تستمر مبادرة الحوار العربي الاوروبي خلف الستائر والكواليس مع احتمالية كبيرة لوجود كمائن ومطبات واسئلة لا جواب عليها خصوصا بعد افاق توسع الصراع اقليميا التي فتحها العدوان على قطاع غزة وفي ظل ازمة مجهولة وغامضة في بنية المؤسسات الاسرائيلية .
والعنصر الجديد في المشهد هو ان خمسة دول عربية اصبحت الان في حالة حراك وتطالب بما يتعدى بعمق وقف العدوان الاسرائيلي على غزة وهي مصر والاردن وقطر والسعودية والسلطة الفلسطينية فيما يتعهد بوريل بان يبقى الاتحاد الاوربي كما أبلغ في اجتماع مغلق منشغلا بتوسيع قاعدة دعم المجتمع الدولي لسيناريو الدولتين دون التطرق بطبيعة الحال لتفاصيل هوية وملامح الدولة الفلسطينية المفترضة.
الاردن من جهته يصر على دولة مستقلة كاملة السيادة عاصمتها القدس الشرقية وعلى أراضي عام 1967 والجانب الاوروبي يقترح بان ذلك صعب المنال الان فيما يرى الاردن بان الصراع لن ينتهي وسيتجدد دوما اذا لم يتضمن مشروع الدولة الفلسطينية ضمن رؤية حل الدولتين ثلاثة عناصر اساسية ومركزية وهي عاصمة في القدس وازالة مستوطنات ومظاهر سيادة.
السباق الحقيقي لوزراء الخارجية العرب وبعض نظرائه الاوروبيين يتحرك من زاوية تلهث وراء السقف الزمني في ظل الادارة الأمريكية الحالية وقبل خوض الانتخابات الرئاسية وفرضية عودة الرئيس السابق دونالد ترامب البعبع الأكبر للعرب والأوروبيين.
رأي اليوم
إقرأ أيضاً : بالفيديو .. صواريخ حزب الله تهطل على قاعدة عسكرية صهيونية إقرأ أيضاً : بالفيديو .. صواريخ المقاومة تُقلع من غزة نحو المستوطنات بعد 113 يوم على بدء الحربإقرأ أيضاً : قطع طرقات .. ثلوج وأمطار عنيفة بسبب العاصفة "دانييلا" في لبنان
المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية
كلمات دلالية: عمان الرئيس بايدن المنطقة الاردني فيصل الاقل غزة مجلس الامن غزة الاردني المعشر المعشر عمان الجميع الاردن مجلس المنطقة الدولة الوضع غزة غزة مصر الدولة القدس الاردن الدولة القدس الرئيس ترامب عمان الاردن الامن المعشر مصر ترامب المنطقة الوضع لبنان مجلس الدولة الله بايدن القدس غزة الاقل الاردني فيصل الجميع الرئيس حل الدولتین
إقرأ أيضاً:
علي فوزي يكتب: القضية الفلسطينية بين المطرقة والسندان
القضية الفلسطينية تواجه ضغوطًا شديدة ومتشابكة في ظل التحديات المستمرة، وهي بين "المطرقة" الاعتداءات المستمرة وسياسات الاحتلال الإسرائيلي، و"السندان" الانقسامات الداخلية والعوامل الإقليمية والدولية المعقدة.
فالاحتلال الإسرائيلي يستمر في سياساته التوسعية عبر الاستيطان في الضفة الغربية، والإجراءات القمعية في القدس وقطاع غزة، التي تزيد من معاناة الشعب الفلسطيني، وسط دعم دولي متباين ومستمر لإسرائيل، خاصة من بعض القوى الكبرى.
من جهة أخرى، تعاني الساحة الفلسطينية من انقسامات داخلية بين الفصائل الرئيسية، مثل فتح وحماس، مما يُضعف الجبهة الداخلية ويحدّ من قدرة الفلسطينيين على الوصول إلى موقف موحد لتحقيق أهدافهم الوطنية. هذه الانقسامات تمنح إسرائيل فرصة لفرض سياسات جديدة دون معارضة موحدة.
وعلى الصعيد الدولي، تبدو الخيارات محدودة أمام الفلسطينيين، حيث تظل القضية الفلسطينية في ظل التوازنات الإقليمية الحالية، رهينة للصراعات والتحالفات السياسية التي غالبًا ما تتغاضى عن حقوق الشعب الفلسطيني.
ورغم أن العديد من الدول العربية تجدد دعمها للقضية الفلسطينية، فإن موجة التطبيع الأخيرة مع إسرائيل، دون تحقيق تقدم فعلي في ملف الدولة الفلسطينية، أضافت تعقيدًا جديدًا للمشهد.
بذلك، يقف الفلسطينيون بين مطرقة الاحتلال وضغوطه المتزايدة، وسندان التحديات الداخلية والعوامل الإقليمية والدولية، مما يجعل تحقيق الأهداف الفلسطينية تحديًا كبيرًا، يتطلب رؤية موحدة ودعمًا إقليميًا ودوليًا أكثر تماسكًا وفعالية.