ياسمين شيباني: ما حدث في السودان وقبلها ليبيا استمرار للنكبات والخراب العربى!
تاريخ النشر: 18th, July 2023 GMT
ياسمين شيباني عندما شاهدت ما حدث ولازال يحدث في السودان اتذكر خطاب للشهيد الصائم معمر القذافي بأن هذه المؤامرات في المنطقة العربية والتي تلاعب بها الغرب بعقول الشعوب المقصود بها النيل من مصر قلب الأمة النابض ومحاصرتها. نعم كانت المؤامرة في عام 2011 في مصر واستغلت لخروج الشعب الذي يعاني من الظروف الاقتصادية السيئة، والتي استغلها وحولها الخونة والمتآمرين الي قتل والتخريب في شوارع قاهرة المعز، وهذه الفوضى كانت ممنهجة لوصول الاخوان الي السلطة في أرض الكنانة، وبقيادة مرسي الاخواني كادت مصر تسقط في الهاوية.
الزعيم الراحل معمر القذافي وبعد بيع حفنة من الخونة ضمائرهم للغرب واصرارهم علي تدمير ليبيا وادخال كل المتأسلمين من أفغانستان وتجميع اخوانجية الارض فيها لتمكين كل المتربصين بارض الكنانة مصر . والنكبات والخراب العربي التي كانت بدايتها من حرب إيران والعراق، ومروراً بخديعة العراق لاحتلال الكويت، لتحقيق الهدف الذي أراده بني صهيون وبتنفيذ امريكا وحلفائها من اجل احتلال العراق وتدميرها لينهبوا ثرواته وكانت الخديعة لتستمر المؤامرة الممنهجة بعدها والتي اسموها بالربيع العربي ابتداء من تونس 2010، وليبيا وسوريا في 2011 واليمن . لتدخل بعدها مصر في دوامة حكم الاخوان الذين كانوا وباء عليها، لتدخل في صراعات داخليه وخارجيه هدفها زعزعة امن مصر واستقرارها. من جهات عده لإعادة الخلافات بين مصر واثيوبيا علي سد النهضة الى الواجهة وكل هذا مفتعل ومعروف من كان ورائه لتشتيت مصر وقيادتها . ومن منا ينسي ما أدلت به وزيرة الخارجية الأميركية “كونداليزا رايس” لصحيفة واشنطن بوست الأميركية، والتي كشفت عن نية الولايات المتحدة الأمريكية في نشر الديمقراطية بالعالم العربي علي حد زعمهم والبدء بتشكيل ما يُعرف بـ”الشرق الأوسط الجديد”، وذلك من خلال نشر “الفوضى الخلاقة” في الشرق الأوسط. لتصل الفوضى الي السودان ،بعد كل هذه الفوضى العارمة في المنطقة العربية التي دمرت دول بعينها، السودان الذي ابتلي بحكامه وسياسييه سواء من أسموا أنفسهم إسلاميين حركيين أو أحزاب ديمقراطية، السودان البلد المتميز عن كثير من البلدان بموقعه الجغرافي بثروات أرضه وعراقته وطيبة شعبه . السودان يعني مصر الامتداد العربي حتى وان انكر الكثيرين، فالسيطرة على مصر تعنى السيطرة على كل الدول العربية وكذلك الشرق الأوسط. ولان مصر قويه بجيشها وصمود شعبها يجعل من المواجهة المباشرة خسارة كبيره لذلك ما كان من اعداء الامة الا تدمير دولا عربية وصولا بدولة السودان لتعبيد طريقها من اجل الوصول الي مصر . والمخطط الغربي الصهيوني الذي هدفه إلى إعادة تقسم الوطن العربي وتفتيته بتقسيم “مصر، وليبيا وسوريا والعراق” واليمن والسودان لتتحول إلى دويلات يسهل الاستيلاء عليها وعلي مقدراتها . نعم معمر القذافي رحمه الله قالها مرارا وتكرار في خطاباته بأن المؤامرات مستمرة على هذه الامة وقالها واضحة وصريحة في احد القمم العربية (الدور جاي عليكم واحد واحد) وها نحن نعيش لنرى ونسمع ما يحدث للأمة العربية التي ضاعت بسبب التآمر على زعمائها الذين كانوا قادة المواجهة والممانعة لكل المؤامرات والدسائس. لتعيش أمتنا مؤامرة كبيرة وتشرد شعوبنا ويدمر اقتصادها ويعم الفقر والبطالة. كاتبة ليبية
المصدر: رأي اليوم
إقرأ أيضاً:
منصات التواصل.. بين الفوضى والمنفعة
د. ذياب بن سالم العبري
في زاوية صغيرة من منصة "إكس" (تويتر سابقًا)، وبين عناوين مثيرة ومقاطع لا تنتهي، ظهرت تغريدة هادئة لكنها قوية، تقول: "منصة كان يُفترض أن تكون للفائدة، أصبحت ساحة للابتذال والتكلف وخالف تُعرف والإساءة والتضليل… ولن يبقى إلا ما ينفع الناس".
وقفتُ عند هذه الكلمات كما يقف العاقل على أطلال حلمٍ جميل، كان يُفترض أن ينمو ويُثمر، فإذا به يُترك بين أيدٍ تعبث به، وتُفرغه من هدفه، وتحوله إلى سوقٍ للهوى والرغبة، ومرآةٍ للذات المتضخمة.
لقد جاءت منصات التواصل الاجتماعي كطفرة كبرى في عالم الاتصال، فتحت المجال للجميع كي يعبروا عن آرائهم، ويشاركوا أفكارهم، ويبنوا جسورًا بين الثقافات والمجتمعات، إلّا أن هذه النعمة سرعان ما اختلطت بنقمة الاستخدام السيئ، فتغيرت الصورة من فضاء للحوار إلى حلبة للصراخ.
صرنا نعيش في عالم "الترند" اللحظي، حيث لا يُكافأ من يُفيد؛ بل من يُثير، ولا يُحتفى بمن يُقدّم معرفة، بل بمن يُثير الجدل. وصار بعض الناس يقيسون القيمة بعدد الإعجابات وإعادة التغريد، لا بمدى النفع، أو عمق الكلمة، أو احترام العقل.
والأخطر من ذلك، أنَّ المحتوى السطحي والموجّه والمضلل بدأ يتسلل لعقول الناس، خاصةً فئة الشباب، الذين ما يزالون في طور التكوين، ويبحثون عن هوية، وقد يجدونها- للأسف- في نموذج هشّ، أو قدوة وهمية، لا تستند إلى علم ولا إلى خُلق.
ولأننا لا نكتب لنشكو، بل لنقترح، فإننا نرى أنَّ الحل ليس في الانسحاب من هذه المنصات، ولا في محاربتها، بل في ترشيد استخدامها، وصناعة محتوى نافع ينافس على المساحات، ويقدّم بدائل حقيقية وجذابة.
وهذا يتطلب:
وعيًا فرديًا: أن يدرك كل شخص مسؤوليته عمّا يكتب، ويشارك، ويتابع. جهدًا مؤسسيًا: من وزارات الإعلام والتربية والتعليم والثقافة، لتوجيه الخطاب الرقمي، ودعم المحتوى الراقي. مبادرات أهلية: تُبرز النماذج الهادفة، وتُسلّط الضوء على الحسابات التي تُثري لا التي تُشتّت. تعزيز ثقافة "التفكير النقدي" لدى الشباب، حتى لا يكونوا ضحيةً لما يرونه، بل يملكون القدرة على التمييز بين الغثّ والسمين.إننا بحاجة إلى أن نُربّي أبناءنا على أنَّ الكلمة مسؤولية، وأن ما يُنشر لا يزول، وأن أثر الكلمة قد يفوق أثر السيف، وأنّ كل ما نكتبه في هذه المساحات قد يكون شاهدًا لنا أو علينا.
ورغم ضجيج التفاهة، ما زال هناك من يُغرّد بالحكمة، ويبني بالعقل، ويزرع الخير. هؤلاء يجب أن ندعمهم، ونتيح لهم الفرصة للظهور، ونقتدي بهم، ونُكثر من أمثالهم.
وفي النهاية، نعود إلى سؤال لا بد أن يطرحه كل منَّا على نفسه، قبل أن يضغط زر نشر"، هل ما أكتبه اليوم سأكون فخورًا به غدًا؟