كليات الصحافة والإعلام والذكاء الاصطناعي
تاريخ النشر: 27th, January 2024 GMT
#كليات_الصحافة والإعلام و #الذكاء_الاصطناعي
أ.د رشيد عبّاس
قال الأب الروحي للصافة الألمانية رودولف أجشتاين (1923- 2002) ذات يوم: “ينبغي أن نتخلص من صحافة التربص, والوصول إلى صحافة رقمية بعيدة عن التدخل الإنساني”, وكأنه يشير هنا إلى اقتراب صحافة الذكاء الاصطناعي, من هذا المنطلق جاءت مقالتي هذه والتي تربط بين مصير كليات الصحافة والإعلام من جهة, وبين الذكاء الاصطناعي من جهة ثانية.
تؤكد كثير من الدراسات الاجتماعية أن أكثر الكليات الجامعية تأثراً بالذكاء الاصطناعي في قادم الأيام هي كليات الصحافة والإعلام, وقبل الحديث عن أثر الذكاء الاصطناعي على مستقبل كليات الصحافة والإعلام, علينا الوقوق على أثر مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي على خريجو كليات الصحافة والإعلام, وذلك من خلال طرح السؤال الآتي: هل الصحافة والإعلام فن أم علم, بمعنى هل الصحافة والإعلام مطبوعة أم مصنوعة؟
مقالات ذات صلة مدارسهم ومدارسنا! 2024/01/26للإجابة عن السؤال السابق, يمكن لنا الانطلاق من بعض المواقف الواقعية للوقوف على ضعف المهارات الأساسية التي يمتلكها خريجو كليات الصحافة والإعلام, أول هذه المواقف يدور حول إجابة احد خريجي كليات الصحافة والإعلام حين سُئل ما الفرق بين الخبر والنبأ؟ قائلاً لا يوجد فرق بينهما, وثاني هذه المواقف تكمن في تفوق المتقدمين لمؤسسات الصحافة والإعلام والمواقع الالكترونية من غير الدارسين في كليات الإعلام على خريجي كليات الصحافة والإعلام في الاختبارات التنافسية, وثالث هذه المواقف يتمحور حول فئات كتّاب افتتاحيات وأعمدة الصحف المتميزين, وكذلك حصر كتّاب مقالات كثير من المجلات والمواقع والقنوات الالكترونية المشهورين, حيث كانت غالبيتهم ليسوا من خريجي كليات الصحافة والإعلام.
أعتقد جازماً أن مهارات الصحافة والإعلام وما يتعلق بها من حيثيات مطبوعة وليست مصنوعة, وأن هذه المهارات لا تأتي من خلال الدخول في كليات الصحافة والإعلام, إنما هي استعدادات وقدرات فطرية, يمكن اكتشافها عند البعض منذُ الصغر, ويمكن للمدرسة بمراحلها الأساسية والثانوية, وللجامعة بسنواتها الأربع بغض النظر عن التخصص أن تقوم بتشجيعها وصقلها والتدريب عليها.
كتابات وفيديوهات وبوستات مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي بايجابياتها وسلبياتها في غالبيتها ليست من أنتاج خريجي كليات الصحافة والإعلام, مع أن لها انتشار وحضور واسع وكبير جدا في المجتمع وتشكيل الرأي العام, وهذا يعكس ضعف أثر خريجي كليات الصحافة والإعلام على الرأي العام.
من جانب آخر, نجد أن الذكاء الاصطناعي (Artificial Intedligence) في قادم الأيام سيدق المسمار الأخير في أبواب إغلاق كليات الصحافة والإعلام, كيف لا ونجد أن شركات الذكاء الاصطناعي والمتمثلة في: آبل, أمازون, قوقل, مايكروسوفت وغيرها من الشركات الكبرى, تعمل جاهدة ومن خلال الشات جي بي تي (Chat Gpt) على إيجاد برمجيات عالية الجودة لتقوم بجميع المهارات الصحافية والإعلامية كبديل لما يقوم بها أكبر متخصص في الصحافة والإعلام, وبدقة عالية جداً, وبدون أية أخطاء صحافية وإعلامية تُذكر, كما هو حاصل من أخطاء عند كثير من خريجي كليات الصحافة والإعلام اليوم.
اليوم نحن أمام كثير من نشرات الأخبار ومؤسسات التعليم والصحة تُبث وتتم من خلال (روبورتات) الذكاء الاصطناعي وهي في غاية الدقة وبطريقة متقنة جداً, وأن كثير من العمليات المتعلقة بالزراعة من الري بالتنقيط ورش المبيدات وحصاد المحاصيل الزراعية الضخمة تتم من خلال (طائرات الدراون), فضلاً عن تطبيقات الخوارزمية واللوغاريتمية والتي تستخدم في مجالات عديدة كالحروب مثلاً.
نعم, كليات الصحافة والإعلام مُهددة اليوم بالذكاء الاصطناعي وملحقاته, فتحرير الأخبار المصوّرة والمكتوبة, وكتابة المقالات والروايات والقصص والخواطر والشعر بكافة أغراضه, بات يسيراً جداً على تقنية الشات جي بي تي (Chat Gpt), والأخطر من ذلك على خريجو كليات الصحافة والإعلام هو أن الذكاء الاصطناعي المتمثل في كل من: الشات جي بي تي, والروبورتات, وطائرات الدراون, وتطبيقات الخوارزمية واللوغاريتمية وغيرها.. باتت تُدير نفسها بنفسها دون تدخل الإنسان.
اليوم نحن أمام (إعلام رقمي), وسيمسح هذا الإعلام دون أدنى شك جميع معالم الإعلام التقليدي الذي تتغنى به كثير من كليات الصحافة والإعلام, وسيقوم الشات جي بي تي قريباً بتحرير المعلومة وإيصالها لكل فرد حسب مستوى استيعابه ومستوى قدراته العقلية, مع تزويده بالثقافة اللازمة لتلك المعلومة.
الإعلام الرقمي بثورته الجديد, يهتم ايضاُ بطبيعة ونفسية المتلقي, واختيار الوقت المناسب لوصول الخبر إليه, وربما يهتم بأثر ذلك على صحة الإنسان, من هنا لا بد من عمليات التغيير والاستبدال والإحلال في عقليات من يدير كليات الصحافة والإعلام.
على الحكومات الرقمية أن تعي من الآن أن الذكاء الاصطناعي سيدير كافة عمليات الصحافة والإعلام في غضون السنوات القليلة القادمة, وأن امتلاك مهارات الشات جي بي تي, والروبورتات, وطائرات الدراون وتطبيقات الخوارزمية واللوغاريتمية وغيرها.. هي المطلوبة الصحافة والإعلام الرقمي, وليس شهادات البكالوريوس والماجستير والدكتوراه الأكاديمية.
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: الذكاء الاصطناعي الذکاء الاصطناعی من خلال کثیر من
إقرأ أيضاً:
«إي باي» تعتمد على الذكاء الاصطناعي لتسريع عمليات الشراء والشحن
أعلنت شركة التجارة الإلكترونية إي باي تحديث منصتها لمساعدة المشترين في العثور على البضائع التي يمكن شحنها إليهم بسرعة وعلى السلع المعروضة للبيع في مناطق إقامتهم، بفضل تغيير بطاقات "البحث عن سلعة" والاستخدام الإضافي للذكاء الاصطناعي.
ولتسهيل تعرف المشتري على السلع ذات التوصيل السريع، تعرض بطاقات البحث عن السلع على المنصة تقديرات نطاق التسليم لجميع السلع ذات الشحن السريع.
كما أضافت المنصة مرشحاً جديداً باسم "الشحن والاستلام" يسمح للعملاء بالعثور على العناصر التي يمكن شحنها إليهم بسرعة.
علاوة على ذلك، يمكن للمشترين استخدام هذا المرشح للعثور على السلع المتوفرة عبر الاستلام المحلي .
وطرحت إي باي تحديثا لبطاقات السلع يوضح للمشترين المحتملين المدة التي سيستغرقها توصيل الطلب من مكان وجوده إلى مكان وجودهم.
وتقول شركة إي باي إنه نظراً لأن شبكة البائعين لديها عالمية ولامركزية، فقد كان من الصعب على النماذج التنبؤية لديها تقديم تقديرات دقيقة لزمن الشحن والتسليم في الماضي.
ومع ذلك، استثمرت إي باي في الذكاء الاصطناعي للتغلب على هذا التحدي من خلال النظر في عوامل مثل قرب العميل من موقع السلعة، وخدمة الشحن المختارة، وسجل شحن البائع، ومزامنة البيانات في الوقت الفعلي.
ونتيجة لذلك، أصبحت المنصة قادرة على تقديم تقديرات زمن التسليم بشكل أكثر دقة، كما تقول إي باي. بالإضافة إلى ذلك، قدمت إي باي شارة جديدة باسم "أفضل خدمة" في ألمانيا لمساعدة العملاء على تحديد البضائع التي تلبي معايير الجودة العالية بسهولة.
على سبيل المثال، قد يتم عرض الشارة على البضائع التي تتمتع بشحن سريع ومجاني، وإرجاع مجاني، وبائعين موثوق بهم.
وقالت إي باي في منشور على الإنترنت: "تمثل هذه التحديثات تقدماً كبيراً في جهدنا لتوفير رحلة تسوق سلسة وفعالة".
من خلال تحسين تجربة المستخدم، تتطلع إي باي إلى البقاء قادرة على المنافسة مع منصات التجارة الإلكترونية الأخرى مثل أمازون وإي ستي مع جذب المزيد من المستخدمين وتسهيل التصفح والتنقل بين أقسام وخدمات منصتها.