سواليف:
2025-01-31@00:52:49 GMT

كليات الصحافة والإعلام  والذكاء الاصطناعي

تاريخ النشر: 27th, January 2024 GMT

#كليات_الصحافة والإعلام  و #الذكاء_الاصطناعي

أ.د رشيد عبّاس

  قال الأب الروحي للصافة الألمانية رودولف أجشتاين (1923- 2002) ذات يوم: “ينبغي أن نتخلص من صحافة التربص, والوصول إلى صحافة رقمية بعيدة عن التدخل الإنساني”, وكأنه يشير هنا إلى اقتراب صحافة الذكاء الاصطناعي, من هذا المنطلق جاءت مقالتي هذه والتي تربط بين مصير كليات الصحافة والإعلام من جهة, وبين  الذكاء الاصطناعي من جهة ثانية.

              

 تؤكد كثير من الدراسات الاجتماعية أن أكثر الكليات الجامعية تأثراً بالذكاء الاصطناعي في قادم الأيام هي كليات الصحافة والإعلام, وقبل الحديث عن أثر الذكاء الاصطناعي على مستقبل كليات الصحافة والإعلام, علينا الوقوق على أثر مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي على خريجو كليات الصحافة والإعلام, وذلك من خلال طرح السؤال الآتي: هل الصحافة والإعلام فن أم علم, بمعنى هل الصحافة والإعلام مطبوعة أم مصنوعة؟

مقالات ذات صلة مدارسهم ومدارسنا! 2024/01/26

للإجابة عن السؤال السابق, يمكن لنا الانطلاق من بعض المواقف الواقعية للوقوف على ضعف المهارات الأساسية التي يمتلكها خريجو كليات الصحافة والإعلام, أول هذه المواقف يدور حول إجابة احد خريجي كليات الصحافة والإعلام حين سُئل ما الفرق بين الخبر والنبأ؟ قائلاً لا يوجد فرق بينهما, وثاني هذه المواقف تكمن في تفوق المتقدمين لمؤسسات الصحافة والإعلام والمواقع الالكترونية من غير الدارسين في كليات الإعلام على خريجي كليات الصحافة والإعلام في الاختبارات التنافسية, وثالث هذه المواقف يتمحور حول فئات كتّاب افتتاحيات وأعمدة الصحف المتميزين, وكذلك حصر كتّاب مقالات كثير من المجلات والمواقع والقنوات الالكترونية المشهورين, حيث كانت غالبيتهم ليسوا من خريجي كليات الصحافة والإعلام.

أعتقد جازماً أن مهارات الصحافة والإعلام وما يتعلق بها من حيثيات مطبوعة وليست مصنوعة, وأن هذه المهارات لا تأتي من خلال الدخول في  كليات الصحافة والإعلام, إنما هي استعدادات وقدرات فطرية, يمكن اكتشافها عند البعض منذُ الصغر, ويمكن للمدرسة بمراحلها الأساسية والثانوية, وللجامعة بسنواتها الأربع بغض النظر عن التخصص أن تقوم بتشجيعها وصقلها والتدريب عليها.        

كتابات وفيديوهات وبوستات مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي بايجابياتها وسلبياتها في غالبيتها ليست من أنتاج خريجي كليات الصحافة والإعلام, مع أن لها انتشار وحضور واسع وكبير جدا في المجتمع وتشكيل الرأي العام, وهذا يعكس ضعف أثر خريجي كليات الصحافة والإعلام على الرأي العام.

من جانب آخر, نجد أن الذكاء الاصطناعي (Artificial Intedligence) في قادم الأيام سيدق المسمار الأخير في أبواب إغلاق كليات الصحافة والإعلام, كيف لا ونجد أن شركات الذكاء الاصطناعي والمتمثلة في: آبل, أمازون, قوقل, مايكروسوفت وغيرها من الشركات الكبرى, تعمل جاهدة ومن خلال الشات جي بي تي (Chat Gpt) على إيجاد برمجيات عالية الجودة لتقوم بجميع المهارات الصحافية والإعلامية كبديل لما يقوم بها أكبر متخصص في الصحافة والإعلام, وبدقة عالية جداً, وبدون أية أخطاء صحافية وإعلامية تُذكر, كما هو حاصل من أخطاء عند كثير من خريجي كليات الصحافة والإعلام اليوم.

اليوم نحن أمام كثير من نشرات الأخبار ومؤسسات التعليم والصحة تُبث وتتم من خلال (روبورتات) الذكاء الاصطناعي وهي في غاية الدقة وبطريقة متقنة جداً, وأن كثير من العمليات المتعلقة بالزراعة من الري بالتنقيط ورش المبيدات وحصاد المحاصيل الزراعية الضخمة تتم من خلال (طائرات الدراون), فضلاً عن تطبيقات الخوارزمية واللوغاريتمية والتي تستخدم في مجالات عديدة كالحروب مثلاً.

نعم, كليات الصحافة والإعلام مُهددة اليوم بالذكاء الاصطناعي وملحقاته, فتحرير الأخبار المصوّرة والمكتوبة, وكتابة المقالات والروايات والقصص والخواطر والشعر بكافة أغراضه, بات يسيراً جداً على تقنية الشات جي بي تي (Chat Gpt), والأخطر من ذلك على خريجو كليات الصحافة والإعلام هو أن الذكاء الاصطناعي المتمثل في كل من: الشات جي بي تي, والروبورتات, وطائرات الدراون, وتطبيقات الخوارزمية واللوغاريتمية وغيرها.. باتت تُدير نفسها بنفسها دون تدخل الإنسان.

اليوم نحن أمام (إعلام رقمي), وسيمسح هذا الإعلام دون أدنى شك جميع معالم الإعلام التقليدي الذي تتغنى به كثير من كليات الصحافة والإعلام, وسيقوم الشات جي بي تي قريباً بتحرير المعلومة وإيصالها لكل فرد حسب مستوى استيعابه ومستوى قدراته العقلية, مع تزويده بالثقافة اللازمة لتلك المعلومة.

الإعلام الرقمي بثورته الجديد, يهتم ايضاُ بطبيعة ونفسية المتلقي, واختيار الوقت المناسب لوصول الخبر إليه, وربما يهتم بأثر ذلك على صحة الإنسان, من هنا لا بد من عمليات التغيير والاستبدال والإحلال في عقليات من يدير كليات الصحافة والإعلام.

 على الحكومات الرقمية أن تعي من الآن أن الذكاء الاصطناعي سيدير كافة عمليات الصحافة والإعلام في غضون السنوات القليلة القادمة, وأن امتلاك مهارات الشات جي بي تي, والروبورتات, وطائرات الدراون وتطبيقات الخوارزمية واللوغاريتمية وغيرها.. هي المطلوبة الصحافة والإعلام الرقمي, وليس شهادات البكالوريوس والماجستير والدكتوراه الأكاديمية.       

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: الذكاء الاصطناعي الذکاء الاصطناعی من خلال کثیر من

إقرأ أيضاً:

مناقشة أثر الذكاء الاصطناعي في الاستدامة

دبي: «الخليج»
نظمت مجموعة عمل الإمارات للبيئة جلستها الحوارية الأولى للعام الحالي، بعنوان «الذكاء الاصطناعي: دافع للاستدامة أم تحدٍ لها؟» في 29 يناير الجاري فــي فندق فايف بالم جميرا، بالتعــاون مع الشبكـــة العربية للمسؤولية الاجتماعية للمؤسسات، ومجلس الإمارات للأبنية الخضراء، ومجلس صناعات الطاقة النظيفة، ومجلس الأعمال السويسري، حيث أضاءت الندوة على أهـمية العلاقة بين الذكاء الاصطناعي ومستقــبل الاستدامة.
وقالت حبيبة المرعشي، العضو المؤسس، ورئيسة مجموعة عمل الإمارات للبيئة: إن الجلسة الحوارية شكلت بداية ديناميكية لعام 2025، حيث جمعت الطلبة والأكاديميين وقادة الصناعة للمشاركة في حوار مدروس حول واحدة من أكثر القضايا إلحاحاً في عصرنا، معربة في الوقت عينه عن خالص امتنانها لماكدونالدز الإمارات على دعمها القيم والذي تمكنت من خلاله المجموعة في تنظيم هذا الحدث.
وأضافت: «حققت جلسة الحوار نجاحاً كبيراً في بدء محادثات هادفة حول دور الذكاء الاصطناعي في رحلتنا نحو الاستدامة. من خلال إشراك الطلبة والمحترفين والخبراء من مختلف المجالات، تمكنا من استكشاف الفرص والمخاطر المرتبطة بهذه التكنولوجيا الناشئة».
وقالت: «يتعين علينا ضمان الاستفادة من الذكاء الاصطناعي بشكل مسؤول لمساعدتنا في تحقيق أهداف الاستدامة العالمية». بدأت المناقشة الجماعية بمناظرة بين مدرستين من أكثر المدارس الأكاديمية نشاطاً في مجموعة عمل الإمارات للبيئة، حيث واجهت مدرسة دبي الوطنية، التي تمثل الموقف القائل بأن الذكاء الاصطناعي نعمة للاستدامة، مدرسة الورقاء الثانوية، التي زعمت أن الذكاء الاصطناعي يضر بالاستدامة.
وناقش كل فريق، يتألف من ثلاثة طلاب متحمسين، الفوائد والمخاطر المحتملة لدور الذكاء الاصطناعي في تشكيل مستقبل مستدام، حيث أعطى هذا النقاش الجذاب للطلاب منصة للتعبير عن وجهات نظرهم حول كيفية تقاطع الذكاء الاصطناعي مع الاستدامة، ومهد النقاش الطريق لمناقشة أوسع نطاقاً تلت ذلك، ما شكل نهجاً جديداً لإشراك الشباب في حوارات الاستدامة.
وبعد المناقشة، تحول الحدث إلى جلسة حوارية للخبراء، حيث شارك قادة الفكر المتميزون من مختلف القطاعات بآرائهم حول دور الذكاء الاصطناعي في الاستدامة.

مقالات مشابهة

  • محافظ الدقهلية: الرئيس السيسي حريص على التواصل مع الصحافة والإعلام لتوضيح الحقائق
  • فنون الإقناع والذكاء الاصطناعي.. ندوة تناقش أخلاقيات التكنولوجيا في معرض الكتاب
  • ورشة عن الذكاء الاصطناعي لمجلس شباب «طرق دبي»
  • مناقشة أثر الذكاء الاصطناعي في الاستدامة
  • «السينما والذكاء الاصطناعي.. فرص وتحديات» صالون ثقافي بدار الأوبرا الجمعة
  • وزير العمل: يجب الاستعداد لتحديات وظائف المستقبل والذكاء الاصطناعي
  • جبران: تنمية مهارات الشباب والاستعداد لتحديات وظائف المستقبل والذكاء الاصطناعي
  • شاهد | الذكاء الاصطناعي الصيني وماصنعه بالأمريكي! .. كاريكاتير
  • مدبولي: وظائف تقليدية كثيرة ستختفي مستقبلًا.. والذكاء الاصطناعي كان بلا أب بالدولة
  • تعليم أسوان تعلن نتائج مسابقة الأنشطة الطلابية في الصحافة والإعلام التربوي