سواليف:
2025-04-05@05:14:09 GMT

كليات الصحافة والإعلام  والذكاء الاصطناعي

تاريخ النشر: 27th, January 2024 GMT

#كليات_الصحافة والإعلام  و #الذكاء_الاصطناعي

أ.د رشيد عبّاس

  قال الأب الروحي للصافة الألمانية رودولف أجشتاين (1923- 2002) ذات يوم: “ينبغي أن نتخلص من صحافة التربص, والوصول إلى صحافة رقمية بعيدة عن التدخل الإنساني”, وكأنه يشير هنا إلى اقتراب صحافة الذكاء الاصطناعي, من هذا المنطلق جاءت مقالتي هذه والتي تربط بين مصير كليات الصحافة والإعلام من جهة, وبين  الذكاء الاصطناعي من جهة ثانية.

              

 تؤكد كثير من الدراسات الاجتماعية أن أكثر الكليات الجامعية تأثراً بالذكاء الاصطناعي في قادم الأيام هي كليات الصحافة والإعلام, وقبل الحديث عن أثر الذكاء الاصطناعي على مستقبل كليات الصحافة والإعلام, علينا الوقوق على أثر مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي على خريجو كليات الصحافة والإعلام, وذلك من خلال طرح السؤال الآتي: هل الصحافة والإعلام فن أم علم, بمعنى هل الصحافة والإعلام مطبوعة أم مصنوعة؟

مقالات ذات صلة مدارسهم ومدارسنا! 2024/01/26

للإجابة عن السؤال السابق, يمكن لنا الانطلاق من بعض المواقف الواقعية للوقوف على ضعف المهارات الأساسية التي يمتلكها خريجو كليات الصحافة والإعلام, أول هذه المواقف يدور حول إجابة احد خريجي كليات الصحافة والإعلام حين سُئل ما الفرق بين الخبر والنبأ؟ قائلاً لا يوجد فرق بينهما, وثاني هذه المواقف تكمن في تفوق المتقدمين لمؤسسات الصحافة والإعلام والمواقع الالكترونية من غير الدارسين في كليات الإعلام على خريجي كليات الصحافة والإعلام في الاختبارات التنافسية, وثالث هذه المواقف يتمحور حول فئات كتّاب افتتاحيات وأعمدة الصحف المتميزين, وكذلك حصر كتّاب مقالات كثير من المجلات والمواقع والقنوات الالكترونية المشهورين, حيث كانت غالبيتهم ليسوا من خريجي كليات الصحافة والإعلام.

أعتقد جازماً أن مهارات الصحافة والإعلام وما يتعلق بها من حيثيات مطبوعة وليست مصنوعة, وأن هذه المهارات لا تأتي من خلال الدخول في  كليات الصحافة والإعلام, إنما هي استعدادات وقدرات فطرية, يمكن اكتشافها عند البعض منذُ الصغر, ويمكن للمدرسة بمراحلها الأساسية والثانوية, وللجامعة بسنواتها الأربع بغض النظر عن التخصص أن تقوم بتشجيعها وصقلها والتدريب عليها.        

كتابات وفيديوهات وبوستات مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي بايجابياتها وسلبياتها في غالبيتها ليست من أنتاج خريجي كليات الصحافة والإعلام, مع أن لها انتشار وحضور واسع وكبير جدا في المجتمع وتشكيل الرأي العام, وهذا يعكس ضعف أثر خريجي كليات الصحافة والإعلام على الرأي العام.

من جانب آخر, نجد أن الذكاء الاصطناعي (Artificial Intedligence) في قادم الأيام سيدق المسمار الأخير في أبواب إغلاق كليات الصحافة والإعلام, كيف لا ونجد أن شركات الذكاء الاصطناعي والمتمثلة في: آبل, أمازون, قوقل, مايكروسوفت وغيرها من الشركات الكبرى, تعمل جاهدة ومن خلال الشات جي بي تي (Chat Gpt) على إيجاد برمجيات عالية الجودة لتقوم بجميع المهارات الصحافية والإعلامية كبديل لما يقوم بها أكبر متخصص في الصحافة والإعلام, وبدقة عالية جداً, وبدون أية أخطاء صحافية وإعلامية تُذكر, كما هو حاصل من أخطاء عند كثير من خريجي كليات الصحافة والإعلام اليوم.

اليوم نحن أمام كثير من نشرات الأخبار ومؤسسات التعليم والصحة تُبث وتتم من خلال (روبورتات) الذكاء الاصطناعي وهي في غاية الدقة وبطريقة متقنة جداً, وأن كثير من العمليات المتعلقة بالزراعة من الري بالتنقيط ورش المبيدات وحصاد المحاصيل الزراعية الضخمة تتم من خلال (طائرات الدراون), فضلاً عن تطبيقات الخوارزمية واللوغاريتمية والتي تستخدم في مجالات عديدة كالحروب مثلاً.

نعم, كليات الصحافة والإعلام مُهددة اليوم بالذكاء الاصطناعي وملحقاته, فتحرير الأخبار المصوّرة والمكتوبة, وكتابة المقالات والروايات والقصص والخواطر والشعر بكافة أغراضه, بات يسيراً جداً على تقنية الشات جي بي تي (Chat Gpt), والأخطر من ذلك على خريجو كليات الصحافة والإعلام هو أن الذكاء الاصطناعي المتمثل في كل من: الشات جي بي تي, والروبورتات, وطائرات الدراون, وتطبيقات الخوارزمية واللوغاريتمية وغيرها.. باتت تُدير نفسها بنفسها دون تدخل الإنسان.

اليوم نحن أمام (إعلام رقمي), وسيمسح هذا الإعلام دون أدنى شك جميع معالم الإعلام التقليدي الذي تتغنى به كثير من كليات الصحافة والإعلام, وسيقوم الشات جي بي تي قريباً بتحرير المعلومة وإيصالها لكل فرد حسب مستوى استيعابه ومستوى قدراته العقلية, مع تزويده بالثقافة اللازمة لتلك المعلومة.

الإعلام الرقمي بثورته الجديد, يهتم ايضاُ بطبيعة ونفسية المتلقي, واختيار الوقت المناسب لوصول الخبر إليه, وربما يهتم بأثر ذلك على صحة الإنسان, من هنا لا بد من عمليات التغيير والاستبدال والإحلال في عقليات من يدير كليات الصحافة والإعلام.

 على الحكومات الرقمية أن تعي من الآن أن الذكاء الاصطناعي سيدير كافة عمليات الصحافة والإعلام في غضون السنوات القليلة القادمة, وأن امتلاك مهارات الشات جي بي تي, والروبورتات, وطائرات الدراون وتطبيقات الخوارزمية واللوغاريتمية وغيرها.. هي المطلوبة الصحافة والإعلام الرقمي, وليس شهادات البكالوريوس والماجستير والدكتوراه الأكاديمية.       

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: الذكاء الاصطناعي الذکاء الاصطناعی من خلال کثیر من

إقرأ أيضاً:

تحذير أممي من تأثير الذكاء الاصطناعي على 40% من الوظائف

يُتوقع أن يصل حجم سوق الذكاء الاصطناعي العالمي بحلول عام 2033 إلى 4,8 تريليون دولار ليعادل تقريبا حجم اقتصاد ألمانيا، وفق تقرير لوكالة الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (أونكتاد) حذر من أن نحو نصف الوظائف ستتأثر بهذه التقنية في سائر أنحاء العالم.
وفي الوقت الذي يُحدث فيه الذكاء الاصطناعي تحولا في الاقتصادات ويستحدث فرصا هائلة، إلا أن هناك مخاطر من أن تعمِّق هذه التكنولوجيا الرائدة أوجه عدم المساواة القائمة، وفق التقرير الصادر الخميس.
وحذر التقرير، بصورة خاصة، من أنّ "الذكاء الاصطناعي قد يؤثر على 40% من الوظائف حول العالم، مما يُحسّن الإنتاجية، ولكنه يُثير أيضا مخاوف بشأن الاعتماد على الآلة والاستعاضة عن الوظائف".
وفي حين أنّ موجات التقدم التكنولوجي السابقة أثرت بشكل رئيسي على الوظائف اليدوية أو التي تتطلب مهارات عملية، قالت وكالة "أونكتاد" إنّ القطاعات التي تعتمد على المعرفة، مثل الأعمال المكتبية والوظائف الإدارية ستكون الأكثر تضررا من الذكاء الاصطناعي.
وهذا يعني، وفق التقرير، أن الضرر الأكبر سيلحق بالاقتصادات المتقدمة، علما أن هذه الاقتصادات في وضع أفضل للاستفادة من فوائد الذكاء الاصطناعي مقارنة بالاقتصادات النامية.
وأضافت الوكالة الأممية "في أكثر الأحيان، يحصد رأس المال الفائدة من الأتمتة المُعتمدة على الذكاء الاصطناعي وليس العمال والأُجراء، وهو ما من شأنه توسيع فجوة التفاوت وتقليل الميزة التنافسية للعمالة منخفضة التكلفة في الاقتصادات النامية".
وشددت ريبيكا غرينسبان، رئيسة الوكالة، في بيان، على أهمية ضمان أن يكون الإنسان محور تطوير الذكاء الاصطناعي، وحثّت على تعزيز التعاون الدولي "لتحويل التركيز من التكنولوجيا إلى الإنسان، وتمكين البلدان من المشاركة في إنشاء إطار عالمي للذكاء الاصطناعي".
وأضافت "أظهر التاريخ أنه على الرغم من أن التقدم التكنولوجي يُحرك النمو الاقتصادي، إلا أنه لا يضمن بمفرده توزيعا عادلا للدخل أو يُعزز التنمية البشرية الشاملة".
4,8 تريليون دولار أميركي
في عام 2023، بلغت قيمة سوق التقنيات الرائدة، مثل الإنترنت وسلسلة الكتل (بلوك تشين) وشبكات الجيل الخامس (5G) والطباعة ثلاثية الأبعاد والذكاء الاصطناعي، 2,5 تريليون دولار، ومن المتوقع أن يزداد هذا الرقم ستة أضعاف في العقد المقبل ليصل إلى 16,4 تريليون دولار، وفقا للتقرير.
وبحلول عام 2033، سيكون الذكاء الاصطناعي التكنولوجيا الرائدة في هذا القطاع، وسينمو ليبلغ 4,8 تريليون دولار، وفقا للتقرير.
لكنّ "أونكتاد" حذّرت من أن البنية التحتية للذكاء الاصطناعي والمهارات والمعرفة المتقدمة في مجال الذكاء الاصطناعي ما زالت محصورة في عدد قليل من الاقتصادات، وتتركز في أيدي 100 شركة فقط. وهذه الشركات تنفق حاليا 40% من مجمل ما تنفقه الشركات في العالم على البحث والتطوير.
ودعت الوكالة الدول إلى أن "تتحرك الآن"، مؤكدة أنه "من خلال الاستثمار في البنية التحتية الرقمية، وبناء القدرات، وتعزيز حوكمة الذكاء الاصطناعي"، يمكنها "تسخير إمكانات الذكاء الاصطناعي لتحقيق التنمية المستدامة".
وأضافت أنه لا ينبغي النظر إلى الذكاء الاصطناعي على أنه "مجرد تهديد للوظائف"، فهذه التكنولوجيا "يمكنها أيضا تحفيز الابتكار عن طريق استحداث قطاعات جديدة وتمكين العمال".
وأكدت أن "الاستثمار في إعادة تأهيل المهارات، وتطويرها، وتكييف القوى العاملة أمرٌ أساسي لضمان تعزيز الذكاء الاصطناعي لفرص العمل بدلا من القضاء عليها".
وشددت الوكالة الأممية على ضرورة مشاركة جميع الدول في المناقشات حول سبل إدارة الذكاء الاصطناعي وحوكمته.
وأضافت أن "الذكاء الاصطناعي يرسم مستقبل العالم الاقتصادي، ومع ذلك، فإن 118 دولة غائبة عن المناقشات الرئيسية حول حوكمة الذكاء الاصطناعي".
وتابعت "مع تبلور اللوائح المنظمة لعمل الذكاء الاصطناعي وأطره الأخلاقية، يجب أن يكون للدول النامية دورٌ فاعلٌ في ضمان أن يكون الذكاء الاصطناعي في خدمة التقدم العالمي، وليس فقط مصالح فئة قليلة".

أخبار ذات صلة الذكاء الاصطناعي.. سلاح ذو حدين أمام تحديات الصحة النفسية دراسة جديدة.. موظف واحد مدعوم بالذكاء الاصطناعي يضاهي أداء فريق كامل المصدر: آ ف ب

مقالات مشابهة

  • الصين ترد على رسوم ترامب بأغاني وفيديوهات من إنتاج الذكاء الاصطناعي
  • كيف وقع الذكاء الاصطناعي ضحية كذبة أبريل؟
  • تحذير أممي من تأثير الذكاء الاصطناعي على 40% من الوظائف
  • اتهامات لعمالقة الذكاء الاصطناعي بالتورط مع إسرائيل بإبادة غزة
  • بيل غيتس يستثني 3 مهن من هيمنة الذكاء الاصطناعي
  • بيل غيتس: 3 مهن ستصمد في وجه الذكاء الاصطناعي
  • الغويل ساخراً: خائف على المصدرين الليبيين في التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي من رسوم ترامب الجمركية
  • بيل غيتس عن الذكاء الاصطناعي: 3 مهن ستنجو من إعصار
  • خبر سيئ للأفريقيات في هذا القطاع.. بسبب الذكاء الاصطناعي
  • تقرير أممي: الذكاء الاصطناعي سيؤثر على قرابة نصف الوظائف في العالم