تتأثر أسعار الديزل الأحمر -المنقول من الهند عبر طريق رأس الرجاء الصالح إلى أوروبا- بصورة سلبية ملحوظة، مع استمرار الاشتباكات الجارية في البحر الأحمر، وتأثر حركة التجارة العالمية المارة عبر قناة السويس.

 

ومن المقرر أن تتجه الكثير من شحنات الديزل الأحمر الهندي إلى وجهات شرقية، إذ إن التوترات الحالية في البحر الأحمر جعلت طريق انتقال التجارة بين الشرق والغرب أكثر صعوبة، بحسب ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

 

وقال تجار، إن الوصول إلى أوروبا عبر طريق رأس الرجاء الصالح غير اقتصادي، إذ ارتفعت أسعار الديزل الأحمر -نوع رديء من الديزل- بسبب زيادة التكاليف المرتبطة بارتفاع أسعار الشحن وطول الرحلة عبر الطريق الذي يدور حول القارة الأفريقية.

 

الطريق الأطول

 

مع تصاعد الاشتباكات في البحر الأحمر واستمرارها حتى يناير/كانون الثاني الجاري، أصبح العديد من مالكي السفن الآن مترددين في التوجه من الهند إلى أوروبا عبر قناة السويس، واختاروا بدلًا من ذلك طريق رأس الرجاء الصالح، وهو الطريق الأطول، وفقًا لما نشرته وكالة آرغوس ميديا (Argus Media) المعنية بشؤون الطاقة.

 

وفي هذا الصدد، عادةً ما يستغرق تغيير مسار الرحلة عبر رأس الرجاء الصالح بضعة أسابيع أكثر، مقارنة بمرور الشحنات عبر قناة السويس، اعتمادًا على موقع ميناء التفريغ.

 

وتستغرق الشحنات من الهند إلى الولايات المتحدة من 10 إلى 14 يومًا إضافيًا، في حين ستستغرق الشحنات من الهند إلى أوروبا عبر رأس الرجاء الصالح من 20 إلى 25 يومًا، ويُفسر هذا سبب ارتفاع أسعار الديزل الأحمر الهندي المتجه إلى أوروبا.

 

كيف أثّر ذلك في الأسعار؟

 

يؤدي مرور البضائع من الهند إلى أوروبا عبر طريق رأس الرجاء الصالح إلى زيادة تكاليف الشحن للسفن الكبيرة من طراز لونغ رنج 2 المتجهة غربًا -وهي السفن الأكثر استعمالًا لنقل وقود الديزل الأحمر بين الشرق والغرب- بما لا يقل عن 850 ألف دولار إلى مليون دولار.

 

وتضيف هذه الرحلة الأطول المزيد من التكاليف الإضافية، كما أن هناك تراجعًا حادًا في سوق الديزل الأحمر مع زيادة الأسعار الفورية عن القيم الآجلة للعقود، ما يؤدي إلى تآكل ربحية الرحلات الأطول، نظرًا إلى أن البضائع تفقد قيمتها أكثر كلما طالت مدة بقائها في البحر.

 

 وقال تجار، إن الأيام الإضافية التي تقضيها السفن في البحر من شأنها أن تضيف ما يقرب من مليون دولار، أو أكثر، بصفتها غرامة تأخير لناقلة بنزين من النوع لونغ رانج 2، ما يؤدي إلى ارتفاع أسعار الديزل الأحمر المتجه من الهند إلى أوروبا.

 

في ظل هذه التكاليف الباهظة التي تضطر الشركات العالمية إلى تحملها نتيجة المرور عبر طريق رأس الرجاء الصالح، فإن وقود الديزل الأحمر المنتج في الهند يتجه الآن بصورة متزايدة شرقًا نحو وجهات شرقية مثل أستراليا أو سنغافورة، بالإضافة إلى منافذها المعتادة في أفريقيا، في حين يتجه عدد أقل من هذه الشحنات إلى أوروبا.

 

وفي هذا الإطار، أدخلت شركة التكرير الهندية الخاصة ريلاينس إندستريز (Reliance Industries) إصلاحات على الناقلة تورم كيرستن (Torm Kirsten)، لنقل حمولة مقدارها 90 ألف طن (671 ألف برميل) من الديزل الأحمرالرديء خلال المدة من 28 إلى 30 يناير/كانون الثاني من منطقة سيكا بغرب الهند للتوجه إلى سنغافورة.

 

وفي سياق متصل، تعتزم شركة النفط البريطانية بي بي (BP) نقل حملة بواقع 75 ألف طن من الديزل الأحمر منخفض الكبريت من ميناء سيكا الهندي في 2 فبراير/شباط المقبل للتوجه نحو أستراليا.

 

وينعكس الارتفاع في هذه الشحنات -أيضًا- في البيانات الأولية الصادرة عن شركة تحليل البيانات "فورتيكسا"، ومنصة التحليلات التجارية "كبلر" Kpler، التي تظهر أن شحنات الديزل الأحمر في الخليج الأوسط والساحل الغربي للهند باتجاه منطقة آسيا والمحيط الهادئ في طريقها لتسجيل أعلى مستوى لها منذ 5 أشهر في يناير/كانون الثاني الجاري.


المصدر: الموقع بوست

كلمات دلالية: اليمن الطاقة الوقود البحر الأحمر الحوثي من الهند إلى أوروبا إلى أوروبا عبر البحر الأحمر فی البحر

إقرأ أيضاً:

الإعلان عن إطلاق مبادرة أمن البحر الأحمر لمواجهة تهديدات الحوثيين

أطلق منتدى الشرق الأوسط مبادرة أمن البحر الأحمر لمواجهة تهديدات الحوثيين على طرق التجارة العالمية.

 

وتهدف المبادرة حسب بيان المنتدى إلى حشد صناع القرار الأمريكيين، وقادة الشحن العالميين، والجهات المعنية الدولية لمعالجة هذه القضية الحيوية.

 

وقال إريك نافارو، مدير معهد الأمن البحري في البحر الأحمر: "لا بد من اتخاذ إجراءات حاسمة لتحييد التهديد البحري المتزايد الذي يشكله الحوثيون".

 

وأضاف: "ستعزز مبادرة أمن البحر الأحمر جهود الدعوة إلى السياسات، ومشاركة القطاع الخاص، والتوعية العامة لضمان أمن التجارة العالمية واستمرارها".

 

ويأتي مشروع "الاستراتيجية لأمن الملاحة البحرية" (RSSI) في مرحلة حرجة، إذ أعلنت جماعة الحوثيين المدعومة من إيران في اليمن فرض حصار بحري على جميع السفن الإسرائيلية المبحرة في البحر الأحمر وخليج عدن أو ما حولهما.

 

ويُعدّ هذا العمل العدواني الأحدث في حملة هجمات حوثية متواصلة، عطّلت التجارة العالمية، وهددت إمدادات الطاقة، وفاقمت من عدم الاستقرار الإقليمي. يهدف مشروع "الاستراتيجية الاستراتيجية لأمن الملاحة البحرية" إلى حشد جهود صناع القرار الأمريكيين، وقادة الشحن العالميين، والجهات المعنية الدولية لوضع إطار أمني منسق ودائم لمعالجة هذه القضية الحيوية.

 

وفق البيان فإن الأهداف الاستراتيجية لـRSSI تتضمن إشراك صناع القرار في الولايات المتحدة - الدعوة إلى زيادة تمويل الأمن البحري، وفرض عقوبات مستهدفة على الميسرين الإيرانيين، وتوسيع قدرات البحرية الأمريكية. وحشد أصحاب المصلحة في مجال الشحن العالمي - تعزيز الشراكات بين القطاعين العام والخاص لنشر التقنيات الدفاعية وتأمين طرق الشحن التجاري. وتعزيز الوعي العام - إطلاق حملات إعلامية ومقالات رأي واتصالات استراتيجية لتسليط الضوء على ضرورة مواجهة العدوان الحوثي.

 

 


مقالات مشابهة

  • قلق بريطاني من استهداف حاملة الطائرات بالبحر الأحمر
  • تعرف على طرق تخفى مسيرات الحوثيين في البحر الأحمر؟
  • مبادرة لمواجهة تهديدات الحوثيين في البحر الأحمر
  • الإعلان عن إطلاق مبادرة أمن البحر الأحمر لمواجهة تهديدات الحوثيين
  • الإعلان عن مبادرة لمواجهة تهديدات الحوثيين في البحر الأحمر
  • كيف تحدد أزمة حظر السفن في البحر الأحمر مصير الاستقلال الأوروبي؟
  • الرعب البحري القادم من اليمن!!
  • شركات شحن عالمية مرتبطة بالاحتلال تستأنف رحلاتها المطولة عبر الرجاء الصالح
  • تدشين جهاز فحص الهرمونات وأمراض المناعة ببورتسودان
  • تباطؤ التضخم في الهند إلى 3.61% في شباط متجاوزًا مستهدف البنك المركزي