عون الخصاونة .. لا يمكن “الامتثال لقرار المحكمة إلا بوقف إطلاق النار”.. الأغلبية “عظيمة” والأسوأ لم يحصل
تاريخ النشر: 27th, January 2024 GMT
#سواليف
أفضل ما في القرار أنه تجنب “أسوأ” صيغة ونتيجة ممكنة تتمثل في “رده بدعوى عدم الاختصاص”.. بهذه الطريقة أسس الدكتور عون الخصاونة رئيس وزراء الأردن الأسبق وأحد أبرز خبراء محكمة العدل الدولية الدوليين لانطباعه الأولي بخصوص قرار محكمة لاهاي مشيرا إلى أن الحاجة ضرورية من جهته لقراءة المطالعات والخلفيات والمحاضر.
عبر الخصاونة في تشخيص سريع لـ”القدس العربي” عن أمله في أن القرار كان سيتضمن “إشارة” واضحة لـ”وقف إطلاق النار” لكن المحكمة وصلت برأيه ورؤيته إلى نفس “نتيجة وقف إطلاق النار” بصيغة فيها بعض “المواربة” مما يثبت حصول مداولات عميقة وبعض الاجتهادات.
ويشخص الخصاونة: قالت المحكمة بوضوح بأن على إسرائيل أن تتوقف عن أي إجراء يمكن أن يؤدي لأعمال إبادة للجنس البشري، وبرأي نائب رئيس المحكمة نفسها سابقا الدكتور الخصاونة القناعة واضحة بأن الجانب الإسرائيلي لا يمكنه الامتثال بمعنى “عدم فعل أعمال إبادة” إلا إذا أوقف إطلاق النار عمليا.
مقالات ذات صلة عمليات نوعية للقسام والسرايا / تفاصيل 2024/01/27وبدلا من أن يقول القرار بـأن “على إسرائيل التوقف عن الأعمال الحربية” حدد لها عدة عناصر وأفعال قررتها المحكمة بالتفصيل وقالت إنه ينبغي التوقف عنها ومن بينها “قتل المجموعة والإيذاء.. إلخ”.
الخلاصة أو النتيجة واحدة لكن المحكمة لم ترد أن تقوم صراحة بإصدار “أمر يوقف الأعمال الحربية” وإذا كانت إسرائيل ملتزمة بما حددته المحكمة فطبيعي أن ينتهي الأمر التزاما بوقف إطلاق النار.
الأسوأ بتعليق الخصاونة لم يحصل وهو “رد الشكوى” والآن ثمة اتهام مرفوع ستبحثه المحكمة بالقيام بأعمال إبادة. وفي ظل التوازنات السياسية التي نعرفها جميعا ووضع العدالة الدولية برمته يمكن وصف القرار بأنه “مريح جدا ولحد معقول” وإن لم يكن القرار بالنص الصريح الذي “تأملنا به أو أردناه”.
والمحكمة حددت بالنص الأعمال التي ترى أنها ترتقي لأعمال إبادة وما يفهم الآن أن إسرائيل لا يمكنها “الالتزام” بتحذيرات وتنبيهات المحكمة إلا بـ”وقف عملي لإطلاق النار” والتقدير السياسي يجيز ومن باب التحليل الآن القول بأن هدف تلك “المواربة السياسية” قد يخدم لاحقا في حال انتقال الملف لـ”مجلس الأمن” لأن القرار صيغ بطريقة يصبح من الصعب الرد عليها بـ”فيتو” من أي دولة داخل مجلس الأمن.
عمليا – يشرح خصاونة- لا يمكن أن تتوقف الأعمال التي صنفتها المحكمة بالنص بالإبادة إلا إذا توقف إطلاق النار وهذا يعني رغم عدم وضوح الطريق إلى ذلك أن الأمور يمكن أن تؤول إلى نفس النتيجة.
وأعاد الخصاونة التذكير بأنه كان “متفائلا بحذر” بقرار أوضح. وبعيدا عن التفاسير المحتملة ثمة آلية في داخل القرار تخدم في النهاية فكرة وقف إطلاق النار وطبعا يمكن للإسرائيلي أن يحاول الاجتهاد في التفسير لكن المحكمة صاحبة الصلاحية في مراجعة “الإجراء ومقدار الالتزام” بموجب نصوصها.
وبكل حال عاود الخصاونة تذكير “القدس العربي” بأن القرار يحقق ما ذكره سابقا بصفته “دمغة أخلاقية ودولية” بحق إسرائيل ستربطها بعد الآن بشبهات أعمال الإبادة والاجتهاد أن حوار “الإجراءات” التي تطلبها المحكمة عندما ينتقل الملف إلى مجلس الأمن مثلا لا تنطبق عليه معايير الفيتو وهي مسألة قابلة للمقاربة والتفحص.
بالخلاصة يرى الخصاونة: لم يحصل أسوأ ما يمكن أن يحصل.. القرار أقل من السقف المأمول لكنه مهم وجيد وفكرته أن المحكمة تقول للإسرائيليين “هذه أشياء محددة تدل على الإبادة الجماعية نطلب منكم أن لا تفعلوها”. وللعلم أيضا “الأغلبية” التي اتخذ بها القرار “عظيمة”.
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: سواليف وقف إطلاق النار یمکن أن لا یمکن
إقرأ أيضاً:
إسرائيل تعود لـ"الألاعيب القذرة" لإفساد مفاوضات وقف إطلاق النار
◄ المئات يتظاهرون في تل أبيب للمطالبة بإتمام صفقة تبادل
◄ المعارضة الإسرائيلية تتهم نتنياهو بعرقلة المفاوضات للحفاظ على منصبه
◄ المقاومة: نبدي مسؤولية ومرونة في المفاوضات للتوصل إلى اتفاق
◄ "حماس": الاحتلال وضع شروطا جديدة أجّلت التوصل إلى اتفاق كان متاحا
◄ عودة فريق التفاوض الإسرائيلي إلى تل أبيب لإجراء مشاورات داخلية
الرؤية- غرفة الأخبار
في الوقت الذي كانت تتحدث فيه وسائل إعلام دولية وإسرائيلية إلى جانب تصريحات مسؤولين إسرائيليين ومطلعين على جهود المفاوضات، عن اقتراب التوصل إلى اتفاق يفضي إلى وقف الحرب على غزة، عادت إسرائيل من جديد لتمارس "الألاعيب القذرة" في محاولة لإفساد مفاوضات وقف إطلاق النار.
وتظاهر المئات من الإسرائيليين وأغلقوا الشوارع المؤدية إلى وزارة الدفاع بتل أبيب للمطالبة بإتمام صفقة تبادل.
وتتهم المعارضة الإسرائيلية وعائلات الأسرى رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو بعرقلة التوصل إلى اتفاق للحفاظ على منصبه وحكومته، إذ يهدد وزراء متطرفون -بينهم وزير المالية بتسلئيل سموتريتش ووزير الأمن القومي إيتمار بن غفير– بالانسحاب من الحكومة وإسقاطها إن قَبِل إنهاء الحرب على غزة.
وقالت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" إن إسرائيل وضعت شروطا جديدة، مما أجل التوصل للاتفاق الذي كان متاحا".
وأوضحت في بيان، الأربعاء، أن "مفاوضات وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى تسير في الدوحة بالوساطة القطرية والمصرية بشكل جدي، وقد أبدت الحركة المسؤولية والمرونة، غير أن الاحتلال وضع قضايا وشروطا جديدة تتعلق بالانسحاب ووقف إطلاق النار والأسرى وعودة النازحين، مما أجل التوصل للاتفاق الذي كان متاحا".
وفي المقابل، اتهم بنيامين نتنياهو حركة حماس بأنها "تستمر في إيجاد الصعوبات في المفاوضات"، مضيفا أن "إسرائيل ستواصل جهودها رغم ذلك بلا كلل لإعادة الرهائن".
وقال مكتب نتنياهو أمس الثلاثاء إن فريق تفاوض إسرائيليا عاد من قطر لإجراء "مشاورات داخلية" بشأن اتفاق يتعلق بإطلاق سراح الرهائن بعد محادثات بشأن وقف إطلاق النار في قطاع غزة استمرت أسبوعا.
وفي الفترة الأخيرة، كثفت قطر ومصر والولايات المتحدة الأمريكية جهود الوساطة للتوصل إلى اتفاق، وكان من أهم التحديات عدم الاتفاق على أماكن انتشار القوات الاسرائيلية في مناطق من قطاع غزة.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس في كلمة أمام قادة عسكريين بجنوب غزة، الأربعاء، إن إسرائيل ستحتفظ بالسيطرة الأمنية على القطاع، عبر تدابير منها مناطق عازلة ونقاط تحكم.
وتطالب حماس بإنهاء الحرب، بينما تقول إسرائيل إنها تريد إنهاء سيطرة الحركة على القطاع أولا لضمان انتهاء التهديد الذي تشكله على الإسرائيليين.
وفي الوقت نفسه واصلت القوات الإسرائيلية عملياتها في قطاع غزة في واحدة من أقسى العمليات على مدار الحرب المستمرة منذ 14 شهرا، بما في ذلك عمليات في محيط ثلاث مستشفيات في الطرف الشمالي من القطاع في بيت لاهيا وبيت حانون وجباليا.
وترتكب إسرائيل مذابح بحق الفلسطينيين، في محاولة لإخلاء شمال غزة بشكل دائم لإنشاء منطقة عازلة.