اسلحة جديدة تدخل المعركة.. هل تحاصَر إسرائيل من البحر المتوسط؟
تاريخ النشر: 27th, January 2024 GMT
على وقع التهديدات بالتصعيد والتصعيد المضاد بدأت مؤشرات عديدة تظهر من الميدان توحي بأن الأطراف المتقاتلة تريد ردع بعضها لتجنب المحتوم، إذ يبدو أن الخيارات باتت ضيقة امام الجميع ولا مجال سوى الذهاب إلى مستوى مختلف من الإشتباك اذا استمرت الحرب، وهذا يحاول الجميع الابتعاد عنه من خلال اظهار حجم القوة لديهم للدفع نحو التسوية في اطار السباق بينها وبين الحرب الشاملة.
في الاسبوع الاخير بدأت اسرائيل نوعا من الاستعراض لقوتها في جنوب لبنان، وبحسب المطلعين فإن عمليات القصف والغارات المتتالية التي تستخدم فيها قدرات صاروخية تدميرية كبيرة، لا تستهدف أي نقاط أو أهداف عسكرية او حتى مدنية، وجزء كبير مما يحصل هو مجرد حراك عسكري استعراضي يهدف أولاً الى تهجير اكبر عدد ممكن من المدنيين من جنوب لبنان وثانياً الى ردع "حزب الله".
إضافة الى هذا الاستعراض الميداني، أعلن أمس وصول عدد كبير من الطائرات العسكرية الحربية والمروحية الى اسرائيل مقدمة من الولايات المتحدة الاميركية، ما يعطي انطباعاً أن التصعيد لم يعد بعيداً، أقله تجاه جبهة لبنان التي تستطيع اسرائيل القتال فيها وقد تعرض جيشها لهذه الخسائر الكبرى في غزة، وعليه كان يجب اظهار عملية الترميم او استقدام أدوات عسكرية متطورة للغاية في محاولة لردع خصومها.
في المقابل نشر "حزب الله" فيديو عبر الإعلام الحربي التابع له يظهر صاروخا مضادا للمدرعات يحمل كاميرا، وأهمية هذا الصاروخ انه يتجنب العوائق الجغرافية ويستطيع استهداف القوات العسكرية المتحصنة خلف الجدار العازل او في الوديان او داخل الدشم والخنادق، الامر الذي قد يعتبر رسالة لاسرائيل بأن الحزب لديه قدرات لم يكشف عنها بعد وستكون جاهزة في حال حصول تصعيد.
وتتوقع مصادر مطلعة أن تستمر الرسائل الميدانية والاعلامية من قبل "حزب الله" في الايام المقبلة، وهذا سيعني أن الكباش سيستمر، خصوصا أن التصعيد الذي يتوقع أن تقوم به المقاومة العراقية ضدّ اسرائيل سيكون استثنائياً بعد التهديدات بتعطيل الملاحة الاسرائيلية في البحر المتوسط وهو ما قد يؤدي الى ردة فعل قاسية من اسرائيل لن تستثني الحزب في لبنان لذلك فإن التلويح بعناصر القوة قد تضبط ردود فعل تل ابيب.
كل ذلك يحدث بالتوازي مع مهلة اميركية لاسرائيل حتى بداية شهر شباط لانهاء المرحلة الثانية من الحرب والانتقال إلى المرحلة الثالثة في حين ان تل ابيب تبحث عن شهر اضافي حتى بداية آذار، وعليه فإن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو يريد إيجاد حجج فعلية لإبقاء المعارك ضمن الوتيرة الحالية حتى حصول الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة الاميركية مراهناً على فوز الرئيس السابق دونالد ترامب الذي قد يغطي توسيع الحرب والمشاركة فيها.
المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
خبير عسكري: إسرائيل تقصف ضاحية بيروت لتثبيت الردع لا ترميمه
قال الخبير العسكري العميد إلياس حنا إن إسرائيل تريد منع حزب الله من استعادة توازنه والتأثير أيضا على بيئته الحاضنة، معتبرا قصف ضاحية بيروت الجنوبية قد يكون لأهداف استخباراتية بعيدة المدى.
جاء ذلك في تعليق حنا على القصف الإسرائيلي الذي استهدف مبنى بمنطقة الحدث في الضاحية الجنوبية اليوم الأحد، في حين نقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن مصدر عسكري قوله إن "حزب الله خزن أسلحة كبيرة ومهمة في الموقع المستهدف".
ولاحقا، أعلن الجيش الإسرائيلي أن طائرات حربية "دمرت بنية تحتية استخدمت لتخزين صواريخ دقيقة لحزب الله بالضاحية الجنوبية لبيروت".
تصاعد أعمدة الدخان إثر غارة إسرائيلية على مستودع بمنطقة الحدث عند الضاحية الجنوبية لبيروت#الأخبار pic.twitter.com/Y2tldVk0pq
— قناة الجزيرة (@AJArabic) April 27, 2025
وأوضح حنا -في حديثه للجزيرة- أن استهداف الضاحية يعني استهداف معقل حزب الله، ومنع إعادة إعمارها، لافتا إلى أن الهدف قد يكون ثانويا من أجل تتبع أهداف استخباراتية إسرائيلية بعيدة المدى.
وحسب الخبير العسكري، فإن إسرائيل ترسل رسالة عبر هذا القصف "لتؤكد ما تملكه من معلومات استخباراتية أو تنفي ذلك مثل وجود شخصيات معينة"، مشيرا إلى أنها "ستراقب كيف ستتصرف هذه الشخصيات في هذه الحالة".
إعلانولخص حنا هذه العملية بـ"اختبار المنظومة"، واصفا إياها بـ"الرابحة لإسرائيل"، إضافة إلى كونها حربا إعلامية ونفسية إسرائيلية.
وتواصل إسرائيل -رغم سريان وقف إطلاق النار في 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2024- استهدافها جنوب لبنان بذريعة مهاجمة أهداف لحزب الله، إذ ارتكبت أكثر من 1342 خرقا، مما خلّف 117 قتيلا و362 جريحا على الأقل.
ووفق حنا، فإن إسرائيل تحاول التحكم بسماء لبنان وفرض سيطرتها عليه عبر قواعد اشتباك جديدة ترتكز على "البقاء في مواقع معينة في الجنوب، والتحليق والخروج متى تشاء من دون محاسبة".
وتؤكد تل أبيب بقصفها الضاحية الجنوبية أنها أمام "مرحلة جديدة عنوانها انتهاء عهد حزب الله وقياداته الوازنة" -حسب حنا- الذي قال إن جيش الاحتلال يحاول تثبيت الردع لا ترميمه.
التبرير الإسرائيليووصف الخبير العسكري التبرير الإسرائيلي بوجود أسلحة في الموقع المستهدف بـ"السخيف"، مرجعا ذلك إلى عدم وجود انفجارات متتابعة وغياب أضرار في المناطق المحيطة.
وأعرب عن قناعته بأن إمكانية عودة حزب الله إلى الحرب "صعبة" بسبب رغبته في الاهتمام بالبيئة الحاضنة وإعادة تأهيل نفسه، لافتا إلى أن القصف الإسرائيلي قد يحمل أهدافا غير عسكرية.
وحسب الخبير العسكري، فإن إسرائيل تستهدف دوائر حزب الله، وهي: القيادة والسيطرة، والبنية التحتية التي تشغل البعد العسكري، والوحدات العسكرية. ونجحت في ذلك إلى حد ما.
وفي 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023، شنت إسرائيل عدوانا على لبنان تحول إلى حرب واسعة في 23 سبتمبر/أيلول 2024، مما أسفر عن أكثر من 4 آلاف قتيل ونحو 17 ألف جريح، إضافة إلى نزوح نحو مليون و400 ألف شخص.
وقد تنصل الجيش الإسرائيلي من استكمال انسحابه من جنوب لبنان بحلول 18 فبراير/شباط الماضي -خلافا للاتفاق- إذ نفذ انسحابا جزئيا ويواصل احتلال 5 تلال لبنانية رئيسية، ضمن مناطق احتلها في الحرب الأخيرة.
إعلانكما شرعت إسرائيل أخيرا في إقامة شريط حدودي يمتد إلى كيلومتر واحد أو كيلومترين داخل أراضي لبنان.