السعودي والملف السوري … وإعادة التموضع الإستراتيجي
تاريخ النشر: 27th, January 2024 GMT
#السعودي و #الملف_السوري … وإعادة التموضع الإستراتيجي
#هشام_الهبيشان
تزامناً مع التقارير التي تتوقع إعادة افتتاح السفارة السعودية في دمشق في النصف الثاني من شهر فبراير المقبل، بعد إغلاقٍ استمر لمدة تقارب 13 عاماً ، هنا يجب تأكيد أن هذا الحدث المفصلي بتوقيته ،ليس بالحدث العابر ،فهذا الملف وحدث التقارب بين الرياض – دمشق ،وبدعم روسي – صيني من خلف الكواليس ،ومحاولة تعزيز فرص التقارب من جديد ، بعد حالة جمود وقطيعة في العلاقات استمرت لعدة أعوام مضت ، والتي انتهت أخيراً بزيارات سياسية متبادلة ،والتي تبعها رسائل سياسية ايجابية عدة بين الجانبين، وهذا بحد ذاته ليس حدثاً سياسياً عابراً ،فتزامناً مع هذه الزيارات ،يبدو واضحاً ان دوائر صنع واتخاذ القرار السعودي قد نجحت “إلى حدما ومرحلياً ” بتفادي مجموعة سيناريوهات “عقيمة “بما يخص ملف العلاقات السورية – السعودية وذلك حسب قاعدة أين ربحت ولماذا خسرت، وبشكل بدت معه هذه السياسة السعودية أكثر مرونة وحنكة وأقل جموداً وتصادمية في التعامل مع مجمل ملفات المنطقة وليس فقط الملف السوري ،فـ ما قامت به موسكو- بكين ، مؤخراً من اتصالات متزامنة مع الرياض ودمشق وتصريحات تصدرت أولوياتها ملف التسوية في سورية ، يظهر أن الرياض قد انخرطت فعلياً وبات معنيه بإنجاز تفاهمات مستدامة مع دمشق ،وفق رؤية الحل الروسية – السورية.
ومن ينظر لأبعاد وخلفيات عودة التقارب بين الرياض ودمشق ،بعد تعثر عودة هذه العلاقات لعدة مرات بسبب تعقيدات كان يفرضها الأمريكي ،سيدرك حقيقة أن الرياض ودوائر صنع قرارها السياسي والعسكري ،وكما تتحدث الكثير من التقارير والتحليلات بأتت تقرأ بعناية تفاصيل وتداعيات ونتائج متغيرات ما يجري بعموم الساحة السورية عسكرياً وسياسياً ،فهذه المتغيرات بدأت تأخذ المساحة الكبرى من المناقشات والتحليلات لنتائجها على الصعيدين السياسي والعسكري الداخلي السعودي.
مقالات ذات صلة اسعدني كثيراً… 2024/01/27والواضح اكثر اليوم أن دوائر صنع القرار السعودي نجحت اليوم بالعمل مع الروسي والصيني ،ونجحت بالتواصل مع السوريين عبر خطوط اتصالات عسكرية وسياسية واقتصادية وشعبية للعمل على انجاز تسوية شاملة لملف العلاقات السعودية– السورية وعلى كافة صعدها ، فدوائر صنع القرار السعودي تسعى لأستباق أي متغيرات عربية واقليمية ودولية ايجابية اتجاه سورية،وتداعيات مايجري في غزة اليوم ونتائجه المنتظرة على المنطقة والعالم ككل ، ولهذا تسعى لانجاز مسار من التسوية مع الدولة السورية وتفعيل شامل للعلاقات ، واليوم يعتبر مسار الانخراط الرسمي السعودي بمسار التسوية مع سورية ، خطوة في الطريق الصحيح في توقيتها ونتائجها المستقبلية وعنواناً لمرحلة جديدة من العلاقات العربية – العربية ،بعد نكبة الحرب على سورية.
ختاماً ، اليوم ومع عودة تفعيل خطوط الاتصالات السياسية بين الرياض ودمشق بشكل مباشر ، من الطبيعي أن يكون لعودة هذه الاتصالات أثر ايجابي كبير بمسار عودة وتطبيع العلاقات العربية – العربية بشكل كامل ، وعودة هذه العلاقات لن تتوقف عند حدود الملف السياسي او الاقتصادي ،بل ستتطور باتجاهات إيجابية عدة تخدم مصالح كلا الجانبيين ،مع مؤشرات على تغير ما برؤية السعودية لطبيعة تحالفاتها المستقبلية الدولية والأقليمية.
*كاتب وناشط سياسي –الأردن.
hesham.habeshan@yahoo.com
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: الملف السوري
إقرأ أيضاً:
يلا شوت الآن "المنتخب السعودي مباشر".. مشاهدة مباراة السعودية واليمن اليوم بث مباشر تويتر كأس الخليج 26
يلا شوت الآن "المنتخب السعودي مباشر".. مشاهدة مباراة السعودية واليمن اليوم بث مباشر تويتر كأس الخليج 26.. ستلتقي السعودية واليمن في مباراة ضمن الجولة الثانية من بطولة كأس الخليج العربي الـ26، هذه المناسبة تضيف بُعدًا خاصًا لهذا التحدي الكروي، حيث يسعى الفريقان لتحقيق أولى نقاطهما في البطولة بعد انطلاقة غير موفقة في الجولة الأولى، رغم التفوق التاريخي للسعودية، ترى الجماهير أن أداء الفريق اليمني تحسن في السنوات الأخيرة، ما يجعل المباراة أكثر تنافسية مما قد يتوقع البعض، ومن المتوقع أن تكون الروح القتالية عاملًا حاسمًا في هذه المواجهة.
يلا شوت الآن "المنتخب السعودي مباشر".. مشاهدة مباراة السعودية واليمن اليوم بث مباشر تويتر كأس الخليج 26يدخل المنتخب اليمني المباراة على أمل تحقيق أول انتصار له في تاريخ مشاركاته في بطولة كأس الخليج، إذ لم يسبق له الفوز في أي من مواجهاته الـ13 السابقة في البطولة، يمتلك اليمن رصيدًا متواضعًا لا يتعدى ثلاث نقاط جمعها من التعادلات، وقد خسر الفريق مباراته الأولى في النسخة الحالية أمام العراق بهدف دون رد، في مواجهة أظهرت تمسكًا دفاعيًا لكن افتقارًا للحسم الهجومي.
تاريخيًا، يعاني المنتخب اليمني من مشكلات كبيرة في تسجيل الأهداف، حيث لم يتمكن من هز الشباك إلا في مباراة واحدة فقط من آخر 17 مواجهة له في البطولة، وكان ذلك في النسخة السابقة عندما خسر أمام عمان بنتيجة 3-2 وفي هذا العام، لعب اليمن ست مباريات دولية، فشل في التسجيل في أربع منها، مكتفيًا بثلاثة أهداف فقط.
رغم ذلك، يمتلك اليمن سجلًا إيجابيًا عندما ينجح في التسجيل، حيث خسر مباراة واحدة فقط من أصل آخر ست مباريات تنافسية سجل فيها، وكانت تلك الهزيمة أمام الإمارات بنتيجة 2-1 ضمن تصفيات كأس العالم 2026 في مارس الماضي.
يُتوقع أن يدخل المدرب نور الدين ولد علي المباراة بتعديلات على التشكيلة، حيث قد نشهد مشاركة أحمد الخميسي وأسامة عبد الله حيدر لأول مرة مع المنتخب، فيما من المرجح أن يبقى عمر القلان عنصرًا أساسيًا بعد مشاركته في المباراة الأولى.
على الجانب الآخر، يسعى المنتخب السعودي إلى استعادة توازنه في البطولة بعد الخسارة المثيرة أمام البحرين بنتيجة 3-2 في الجولة الأولى تاريخيًا، يملك “الأخضر” سجلًا مثاليًا أمام اليمن، حيث فاز في جميع مواجهاته الـ18 السابقة، بما في ذلك ستة انتصارات ضمن بطولة كأس الخليج دون أن تهتز شباكه.
لكن التحدي الأكبر للسعودية يتمثل في كسر سلسلة النتائج السلبية التي تلاحق الفريق في البطولة فمنذ النسخة الماضية، تلقى المنتخب ثلاث هزائم متتالية في كأس الخليج، ما يضع ضغوطًا إضافية على المدرب هيرفي رينارد لإعادة الفريق إلى المسار الصحيح ومنذ عودته إلى تدريب المنتخب في أكتوبر الماضي، حقق رينارد فوزًا وحيدًا في أربع مباريات، وهو أداء لا يرقى لطموحات الجماهير السعودية.
رغم أن السعودية تملك إمكانيات هجومية قوية بفضل لاعبين مثل مصعب الجوير وصالح الشهري، اللذين سجلا في المباراة الأولى، إلا أن الفريق يعاني من مشكلات دفاعية واضحة فقد استقبلت شباك المنتخب أربعة أهداف في آخر مباراتين، وهي نفس الحصيلة التي تلقاها في المباريات الأربع السابقة مجتمعة.
شهدت التشكيلة السعودية في المباراة الأولى مشاركة عبدالإله حساوي لأول مرة على المستوى الدولي، بينما ينتظر لاعبين آخرين مثل عبدالعزيز العثمان وعبدالملك العويري فرصتهم لتمثيل المنتخب قد تكون هذه المباراة فرصة للمدرب رينارد لتجربة دماء جديدة ومحاولة خلق توازن بين الخبرة والحيوية.