حمزة البشتاوي تصاعدت الأسئلة التي يطرحها كتاب وباحثون إسرائيليون حول وقوف حكومة نتنياهو عاجزة أمام مخيم جنين وأمام خيمتين أقامهم حزب الله على الحدود، والأسئلة المطروحة مرتبطة بتنامي حالة القلق وعدم الثقة بالحكومة التي تضم القوى اليمينية الأكثر تطرفاً، وهي التي هاجمت الحكومة السابقة بسبب توقيع إتفاق تعيين الحدود البحرية مع لبنان، واتهمتها بالخيانة والتنازل والرضوخ لتهديدات حزب الله، وها هي اليوم تقف عاجزة وتستجدي الوساطات الدولية والعربية لإيجاد حل يقبل فيه حزب الله بإخلاء خيمة أو خيمتين.

وهذه الأسئلة تطرح بشكل جدي حالة الضعف والتراجع وتآكل منظومة الردع وعدم القدرة على الرد التي يحاول الإسرائيليون التغطية عليها بالتصريحات وبأعمال دموية في الضفة وغزة دون الدخول في حرب وسط تنامي قوة وقدرات المقاومة والشرخ والإنقسام الداخلي ودخول الجيش والأجهزة الأمنية الإسرائيلية في هذا الإنقسام الذي سيتحول إلى عدم إمتثال حقيقي للخدمة في صفوف الجيش الذي إنكسرت صورته أمام المستوطنين الذين قالوا لقائد المنطقة الشمالية إنهم لا يستطيعون البقاء على المسافة صفر من مقاتلي حزب الله الذين يعلنون صراحة بأن عملهم من أجل إستعادة أي أرض لبنانية تم إحتلالها لن يتوقف أبداً، ويذكر بأن أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله قد أعطى فرصة محددة للإسرائيليين للإنسحاب من الجزء الشمالي من قرية الغجر قبل إخراجهم بالقوة العسكرية، وهذا قرار ثابت ينطلق من المسؤولية والواجب الوطني والديني والأخلاقي الذي يدفع باتجاه العمل المقاوم لاستكمال تحرير بقية أراضي لبنان المحتلة في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا وبلدة الغجر اللبنانية ، و الخوف الأكبر الذي يعيشه الإسرائيليون اليوم هو من الخلل الديمغرافي الحاصل في الجليل و الذي يزداد يوماً بعد يوم لصالح الفلسطينيين أصحاب الأرض و ارادة الصمود و البقاء ، و هم الأكثر استفادة من حالة الضعف الإسرائيلي لخوض معركة الأرض و الانسان في فلسطين . كاتب وإعلامي فلسطيني

المصدر: رأي اليوم

كلمات دلالية: حزب الله

إقرأ أيضاً:

نهاية الحروب اللبنانية مع إسرائيل

بعد دمشق، ها هي بيروتُ تحتفل بعهدٍ جديد بانتخاب رئيس الجمهورية الذي حال حزبُ الله دونَه وترك المنصبَ شاغراً منذ أكتوبر (تشرين الأول) 2022.

المرحلة الجديدة في لبنان تختتم تاريخَ خمسين سنةً من الاستخدام الإقليمي لهذا البلدِ الصغير، ثاني أصغر الدولِ العربية مساحة.
لعقودٍ صار لبنان مركزاً للصراع الإقليمي النَّاصري والصَّدامي والأسدي والإيراني. وفُرضَ عليه أن يكونَ الجبهة الوحيدة مع إسرائيلَ بعد إغلاق الجبهات المصرية والأردنية والسورية.
يعود الوضع للتوازن بعد أن تمَّ إنهاء نفوذ إيران، والتخلص من نظام الأسد. بذلك تكون المطالبُ الدولية أخيراً قد تحقَّقت، والطريق مفتوحةً للتعاملات السياسية والتجارية مع بيروت. ستتبقَى المعارك المحلية بين القوى اللبنانية، وما دامت من دون رصاص، ليست من شأن الدول الأخرى، وتترك للتسويات داخل أطرِ الحكم المعقدة هناك.
بعد أن تمَّ حسم منصب رئيسِ الجمهورية بنجاح، نتوقَّع جملة تغييرات مقبلة. فقد جرى انتخاب جوزيف عون رئيساً بعملية قيصريةٍ ناجحة، أسهمت فيها قوى عربيةٌ ودولية. الأميركيون لوَّحوا بوقف أي دعم اقتصادي من أي كان، والإسرائيليون لم تتوقَّف طائراتهم المسيرة عن الدوران في الأفق، مستفيدين من اتفاق الحرب والفراغ. وخلال المداولات كانت حقائبُ السفارة الإيرانية تُفتَّش في مطار بيروت وتصادر محتوياتها الممنوعة، وتنشر فضائحُها على الملأ. وعلى الحدود البرية كانَ الأمن اللبناني يسلّم نظامَ دمشق الجديد عشرات الضباط السوريين المطلوبين. وتحت قبة البرلمان لم يعد ممكناً ولا مسموحاً إجبار النواب على التصويت رغماً عنهم، كما كانَ يفعل الحزب ونظام الأسد في السابق.
على أي حال، إيران أصبحت من الماضي وإن بقيَ حزب الله موجوداً، وستستمرّ جهود نزع معظمِ سلاحه ضمن اتفاقِ وقف إطلاق النار. والحرب الأخيرة ستكون آخرَ الحروب مع إسرائيل عبر لبنان.
في الظروف المستجدة سنرى مزيداً من التطورات وتُفتح آمالٌ كبيرة. نشاط لبنان التجاري الذي عطلته حرب سوريا وقيّدته عمليات تهريب المخدرات من حزب الله، ونظام الأسد، سيجد الأسواقَ مفتوحة أمامه. وسيصبح بمقدوره تفعيل اتفاق الإنتاج النفطي في المياه المشتركة مع إسرائيل. وكذلك وضع نهاية لما تبقَّى من خلاف حدودي افتعله نظام الأسد بعد انسحاب إسرائيل من الجنوب عام 2000، لتبرير "المقاومة الإيرانية السورية" بدعوى تحرير "مزارع شبعا المحتلة".
الدول ذاتُ السيادة الكاملة في المنطقة اقتنعت بأنَّها تخدم أمنها القومي بإنهاء حالة الحرب مع إسرائيل. وقَّع السادات اتفاق كامب ديفيد وأغلق الجبهة المصرية، وكذلك الملك حسين باتفاق وادي عربة. وحتى حافظ الأسد سبقهم جميعاً ووقَّع اتّفاق فكّ الاشتباك عام 1974 الذي أصبح عملياً اتفاقَ سلام دام خمسين عاماً.
هناك لبنانيون يتحدّثون عن الحاجة إلى ما هو أبعد من اتفاق هدنة، إلى اتفاق دائم يكون مضموناً دولياً لمنع عودة الحروب باسم المقاومة. والرئيس الجديد لمَّح في خطاب القسم: "سنناقش استراتيجية دفاعية كاملة على المستويات الدبلوماسية والاقتصادية والعسكرية". قد لا يكون لبنان بعدُ قد تعافى ليجرؤ على هذه الخطوة، وإنهاء استخدام أراضيه جبهة حرب لسوريا أو منظمات فلسطينية أو إيران. لبنان يمكنه أن يؤسّس على اتفاق رأس الناقورة الذي وقعه مع إسرائيل عام 1949. بناء عليه، اعترف البلدان، لبنان وإسرائيل، بحدود بعضهما، ووقَّعا على الامتناع عن العمل العسكري من "القوات النظامية وغير النظامية".
في الحقيقة، اتفاقيات السلام تحمي الدول العربية وليس إسرائيل، التي هي دائماً متفوقة عليها عسكرياً. كما تضمنُ هذه الاتفاقيات حقوق الدول العربية في أراضيها ومواردها من تبدلات الصّراع مع إسرائيل ودول المنطقة.
هذه مسألة تترك للبنانيين وللوقت الأنسب، والأرجح أنَّ الحرب الأخيرة أقنعت آخر الفئات، حاضنة «حزب الله» نفسها التي دفعت الثمن الأكبر، بأنَّ إنهاء الحروب في صالحها.
ما الذي يريده الآخرون من لبنان؟ ما ورد في خطاب القسم للرئيس عون، أنَّ لبنان لن يستقوى بالخارج، ولن يصدر إلا أفضل صناعاته وينشغل باقتصاده.

مقالات مشابهة

  • رئيس يعيد الدولة اللبنانية إلى رشدها
  • نهاية الحروب اللبنانية مع إسرائيل
  • المصور الذي فقد عائلته ووثق الإبادة الإسرائيلية
  • شهيدان في طيردبا اللبنانية إثر خرق جديد لقوات الاحتلال (شاهد)
  • المستوطنون الإسرائيليون يرفعون سقف أحلامهم بضم الضفة مع عودة ترامب
  • إسرائيل تحدد هوية جثة الرهينة التي تم انتشالها من غزة.. من هو؟
  • نشأت أبو الخير يكتب: المولود الذي شرف الوجود.. وأنار الحياة والخلود
  • مستوطنون يهاجمون منازل فلسطينيين في قرية أبو فلاح قرب رام الله
  • خاص| أكرم حسني :حالة "تيجي نسيب" صدفة وتخوفت من "خليك معاها"
  • ‏جوزيف عون رئيسا للجمهورية اللبنانية