المهندس زيد عيسى العتوم لو وقف العاشقون خمسين يوماً ينتظرون مصافحة معشوقيهم لكُتبت مشاعرهم في دواوين الحب والهيام, ولو استقرّت غيوم الآمال والأحلام وقتاً طويلاً فوق رؤوس الحالمين لسُجّلت أسمائهم في دفاتر الصبر العميق, ولو كان الابتزاز بالسرّ والعلن طريقاً موثوقاً سيجعل فتية الكهف في الاتحاد الاوروبي يصحون من غفوة رفضهم لانتهت الحكاية, ولأسدلت الستائر على خمسين عاماً بقيت فيها أنقرةُ تحتسي القهوة التركية بانتظار فتح الأبواب ومعانقة الأحباب, لكنّ للعبة السياسية موقف آخر لا يُستهان به, ولمعايير كوبنهاغن سطوة يُعتدّ بها ولا يمكن تجاوزها, شاء من شاء وأبى من أبى.

وافق الرئيس إردوغان على انضمام السويد الى حلف شمال الأطلسي بعد جولات من الكرّ والفرّ السياسي, وذلك بعد أن اتهم ستوكهولم بإيواء نشطاء أكراد يعتبرهم إرهابيين يبيّتون العداء لتركيا وأمنها القوميّ, وقد يكون الرجل قد نجح تكتيكياً في تسليط الأضواء المبعثرة وخلخلة المياه الراكدة في ملفه المتعثّر للانضمام للاتحاد الأوروبي, معيداً تكرار السؤال المألوف لسماع الجواب المعروف عن أسباب رفض الأوروبيين لبلاده, وبرغم أن إنعاش تلك “المقايضة” قد كانت موفقاً في توقيته وظروفه الإقليمية والدولية المتأججة, لكنّ نيل المطالب الكبرى ربما لا يكون بالتمنّي الرقيق, فالشركاء الأوروبيين قد رأوا بتلك الفعلة ابتزازاً سياسياً وعضّاً للأصابع من جارٍ لم ولن يروه حليفاً موثوقاً داخل المنظمات متعددة الأطراف, ثم ماذا تغيّر على قائمة القواعد الأوروبية التي تحدد أهلية أي بلد يطمح الى تلك العضوية المنشودة, فتركيا ما زالت دولة ذات كثافة سكانية كبيرة مقارنة مع دول الاتحاد الاوروبي, وتركيا رغم دستور أتاتورك وعلمانيته الراسخة ما زالت بأغلبيتها مسلمةً, تسعى للدخول في اتحادٍ يراه المواطنون الأوروبيون نادياً مسيحياً لا مكان فيه لغير المسيحيين, والاقتصاد التركيّ الذي شهد طفرة مثيرة للإعجاب في العقد الأول من هذا القرن, حيث توسعت فيه الخدمات في قطاعات كثيرة كالنقل والسياحة والتمويل, تشهد عملته الآن أعنف التأرجحات وأشدّ الانخفاضات, وعلاقات تركيا الخاصة بترسيم الحدود والتنقيب عن ثروات المتوسط ما زالت لا تبشر بخيرٍ مع الجانب اليونانيّ والقبرصيّ, وأقدام الجنود الأتراك وبنادقهم ما زالت تتخذ مواقعها في الشمال السوريّ والعراقيّ, والملف القديم الجديد بالتعامل مع أكراد تركيا وما حول تركيا بقي كطبقة من الرماد تُخفي تحتها طبقة من الجمر الساخن, ناهيك عن المتطلبات الأوروبية للإصلاحات في المجالات الرئيسية التي تراوح مكانها, كاحترام الحقوق الأساسية واستقلال القضاء وصون الصحافة الحرّة وعدم استهداف الخصوم والمعارضين, غير متناسين استخدام الرئيس التركي ورقة اللاجئين العابرين للحدود للضغط على جيرانه. ربما لَمع النجم التركيّ في قمة الناتو في ليتوانيا مؤخراً, وحصلت تركيا على تسهيلات في صفقات الأسلحة الأمريكية, بالإضافة للشق السوريّ المتعلق بقوات سوريا الديموقراطية التي تعاديها تركيا, لكنّ الولاية الحالية للرئيس التركي وعمره الراهن – أطال الله في عمره – قد لا يُتوّجان بدخول ذلك الملعب الأوروبي المميز, لأنه ربما تكون أكبر عقبة تمنع الأوروبيين من فتح نوافذهم هي إردوغان نفسه!, وعندئذ قد نتذكر كلمات الأخوين رحباني للعظيمة فيروز ” أحترف الحزن والانتظار….أرتقبُ الآتي ولا يأتي…تبددت زنابق الوقت….عشرون عاماً وأنا أحترف الحزن والانتظار!” . الاردن

المصدر: رأي اليوم

إقرأ أيضاً:

مصادر: إسرائيل ما زالت تنتظر قائمة الرهائن الأحياء لدى “حماس”

#سواليف

قال مصدر أمني لصحيفة “جيروزاليم بوست” إن #إسرائيل لا تزال تنتظر من ” #حماس ” قائمة بالرهائن الأحياء الذين تخطط لإطلاق سراحهم.

وأفاد المصدر بأنه بدون القائمة، سيكون التقدم في المحادثات صعبا للغاية، إن لم يكن مستحيلا، مبينا أن هناك بعض التقدم في #مفاوضات #صفقة_الرهائن. ومع ذلك، هناك صعوبات كبيرة على طريق التوصل إلى اتفاق.

وقالت المصادر للصحيفة، إن هناك فجوات بعضها يمكن سده، وبعضها صعب للغاية، مؤكدة أنه تم إحراز بعض التقدم في الأسبوع الماضي، وفي حالات قليلة ضاقت الفجوات، لكن كما قلنا سابقا، لا تزال هناك صعوبات قليلة.

مقالات ذات صلة د. أبو غنيمة يتمنى الافراج عن الزعبي وصندوقة ومعتقلي الرأي 2024/12/23

وأمس الأحد، اجتمع المجلس الوزاري المصغر للمناقشة في الشمال، وكما هو الحال في الأسبوع الماضي، لكن لم يتم إطلاع الوزراء على آخر المستجدات في محادثات الصفقة كجزء من محاولة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لتقييد قدر الإمكان من أولئك الذين يعرفون ما هو حقيقي يحدث في الغرف المغلقة.

وقال مسؤول فلسطيني مشارك في المحادثات، لشبكة “بي بي سي” إن اتفاق الرهائن ومفاوضات وقف إطلاق النار اكتملا بنسبة 90%.

مقالات مشابهة

  • تركيا تُزوّد سوريا بالكهرباء.. تصريح عاجل لوزير الطاقة التركي
  • إبطال بطاقات الائتمان في تركيا التي تستخدم هذه الكلمات والأرقام في كلمات المرور
  • تركيا تدرس تعديل أسعار بعض السلع التي تدخل في حساب مؤشر التضخم
  • هام جدا.. وزير الداخلية التركي يعلن تعليمات جديدة للسوريين في تركيا
  • إردوغان يحدد “خطه الأحمر” في سوريا
  • مصادر: إسرائيل ما زالت تنتظر قائمة الرهائن الأحياء لدى “حماس”
  • البنك الأوروبي: 9% من الأوروبيين يمتلكون عملات رقمية
  • وزير خارجية تركيا يكشف الملفات التي ناقشها مع الشرع في سوريا
  • مستشار الرئيس التركي يقترح اسم جديد للشرق الأوسط
  • ما قصة والد الطفلة إقبال والنوادي الليلية التي أصبحت حديث الشارع التركي؟