جماعة الحوثي.. و«حارس الازدهار»
تاريخ النشر: 27th, January 2024 GMT
أعلنت الولايات المتحدة تشكيل تحالف باسم «حارس الازدهار»، رداً على عمليات الميليشيات الحوثية التي استهدفت بعض السفن التجارية المارّة من مضيق باب المندب، بينما زعم الحوثيون أن هدفهم هو عرقلة السفن التجارية المتّجهة إلى الموانئ الإسرائيلية، للضغط على الاقتصاد الإسرائيلي!
وفي إطار التصدي للتصعيد العسكري الأخير في البحر الأحمر من قِبل جماعة الحوثي ضد قوات تحالف «حارس الازدهار» بقيادة أميركا، أعلنت القيادة المركزية الأميركية، فجر الاثنين 15 يناير، إسقاط صاروخ كروز أطلقته جماعة الحوثي باتجاه حاملة الطائرات «يو إس إس لابون».
ويُعدّ هذا الهجوم الأول من نوعه ضدّ هدف عسكري أميركي بعد الضربات المكثفة التي شنّها التحالف ضد 60 هدفاً في 16 موقعاً للحوثيين، يومَي 11 و12 يناير الحالي. ويبدو أن الضربات الأميركية البريطانية ليست كافية حتى الآن لردع الحوثيين عن التعرض للسفن التجارية التي تمر من «باب المندب»، إذ أكدوا أنهم سيواصلون عرقلةَ السفن التي تتجه إلى إسرائيل. وأعلنت أربع من أكبر خمس شركات شحن حاويات في العالم، تمثل 50% من قدرة شحن الحاويات العالمية، خططاً لتعليق الشحن عبر البحر الأحمر.
وكانت واشنطن، أعربت عن رغبتها في العودة إلى المسار الدبلوماسي، وعدم التصعيد مع الحوثيين؛ لذا يعلق مراقبون بالقول إن الولايات المتحدة تخشى عواقب توسع الحرب في اليمن، نظراً لموقعه الاستراتيجي ولصعوبة أوضاعه المعقدة.
وحسب المعطيات الأخيرة، ربما نَشهد تصعيداً متبادلاً لفترة زمنية قد تطول بين الولايات المتحدة وجماعة «الحوثي». لكن احتمالية تطور التصعيد الحالي في البحر الأحمر إلى صراع إقليمي أكبر تطرح تساؤلاً حول مدى قدرة التحالف على الخروج بحل يعيد الهدوء إلى مياه البحر الأحمر ويؤمِّن سلامةَ المرور السلس للسفن عبر هذا الممر الحيوي للتجارة العالمية. وفي منتدى دافوس، قال وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن، إن «هناك فرصة ضخمة لحرب في منطقة الشرق الأوسط».
وربما يمكن القول، إن واشنطن تجيد ترتيب المشهد وبالتنسيق مع شريكتها بريطانيا، لإدارة الصراع في المنطقة، لكم من المهم جداً خفض التصعيد.
والمأمول أن يعود الهدوء للبحر الأحمر كونه ممراً عالمياً حيوياً يستفيد من استقرار الملاحة في مياهه العالم كله. وينبغي كبح التصعيد في الممر الملاحي للبحر الأحمر؛ لأن العواقب تنذر باضطراب سلاسل التوريد، ومن ثم زيادة معدلات التضخم، وهو سيناريو لا تريده أية دولة في العالم.
أحمد الحوسني – سفير سابق – جريدة الاتحاد
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: البحر الأحمر
إقرأ أيضاً:
جماعة الحوثي تعلن إسقاط مسيرة أميركية ثالثة في 10 أيام
أعلنت جماعة أنصار الله (الحوثيين) في اليمن، اليوم الأربعاء، عن إسقاط طائرة أميركية مسيرة من نوع "إم كيو-9" أثناء قيامها بمهام "عدائية في أجواء محافظة الجوف شمال شرقي البلاد بصاروخ مناسب محلي الصنع".
وقال المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع في بيان مصور "ردا على العدوان الأميركي المتواصل على بلدنا وردا على مجازره المروعة بحق شعبنا تمكنت دفاعاتنا الجوية من إسقاط طائرة أميركية معادية نوع "إم كيو-9″ وذلك أثناء قيامها بمهام عدائية في أجواء محافظة الجوف بصاروخ مناسب محلي الصنع" لم يحدد نوعه.
وأضاف المتحدث أن هذه الطائرة هي الثالثة خلال 10 أيام والـ18 التي يتم إسقاطها للولايات المتحدة منذ بدء "إسناد غزة" في أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وأشار المتحدث إلى أن الولايات المتحدة شنت خلال الساعات الماضية "عددا من الغارات على مناطق متفرقة أسفرت عن وقوع شهداء وجرحى وأضرار في ممتلكات المواطنين".
يذكر أن جماعة أنصار الله أعلنت أول أمس الاثنين تنفيذ عملية طالت هدفا عسكريا في تل أبيب باستخدام طائرة مسيرة، واستهداف مدمرتين أميركيتين بالبحر الأحمر بصواريخ مجنحة ومسيّرات.
بيان القوات المسلحة اليمنية بشأن إسقاط الدفاعات الجوية طائرة أمريكية نوع MQ_9 أثناء قيامِها بتنفيذ أعمال عدائية في أجواء محافظة الجوف وذلك بصاروخ أرض جو محلي الصنع، وتعد هي الطائرة الثالثة خلال عشرة أيام والثامنة عشرة خلال معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس إسنادا لغزة. pic.twitter.com/uDODGjiygg
— العميد يحيى سريع (@army21ye) April 9, 2025
إعلانفي المقابل، أعلن الجيش الإسرائيلي أن سلاح الجو اعترض طائرة بدون طيار كانت قادمة من جهة الشرق، وأكد أنه أسقطها قبل أن تدخل المجال الجوي، وأنه لم تفعَّل صفارات الإنذار وفقا للسياسة المتبعة.
وأمس أعلنت وسائل إعلام تابعة لأنصار الله ارتفاع حصيلة ضحايا الغارات الأميركية على مدينة سكنية في محافظة الحُديدة إلى 6 قتلى إضافة إلى 16 مصابا.
وبلغ عدد الغارات التي شنتها القوات الأميركية على اليمن الثلاثاء 22 غارة استهدفت مناطق في صنعاء ومأرب والحُديدة.
وكشف مسؤول أميركي للجزيرة أمس أن الجيش الأميركي استهدف منذ بدء الهجمات على اليمن في مارس/آذار الماضي وحتى أمس الثلاثاء أكثر من 300 هدف للحوثيين، مضيفا أن شن الهجمات على الحوثيين يتم بوتيرة شبه يومية.
وتأتي الغارات الأميركية بعد أوامر أصدرها الرئيس دونالد ترامب لجيش بلاده بشن "هجوم كبير" ضد جماعة الحوثي، قبل أن يهدد بـ"القضاء عليها تماما".
بيد أن الجماعة تجاهلت تهديد ترامب، واستأنفت قصف مواقع داخل إسرائيل وسفن في البحر الأحمر متوجهة إليها، ردا على استئناف تل أبيب منذ 18 مارس/آذار الماضي حرب الإبادة بحق الفلسطينيين في قطاع غزة.