اميركا تسابق حزب الله وتستعجل التسوية
تاريخ النشر: 27th, January 2024 GMT
من الواضح أن العين على الواقع السياسي في لبنان تتركّز من قِبل الولايات المتّحدة الاميركية وفرنسا وقطر، ما بات يوحي بأن واشنطن ترغب بقطع شوط كبير من المفاوضات حول الملف اللبناني، إذ إنّ كلا من فرنسا وقطر تعملان بشكلٍ واضح وفق الاستراتيجيات الاميركية علماً أنّ باريس تتمايز على مستوى التكتيك على الساحة اللبنانية.
لكن لماذا تريد واشنطن الذهاب إلى تسوية داخلية سريعة قبل انتهاء المعركة العسكرية على قطاع غزّة والمشتعلة إسناداً على الجبهة الجنوبية للبنان؟
من الواضح أنّ الحراك الأميركي المباشر لا يستهدف الأزمة السياسية والدستورية في لبنان، إنما تركّز واشنطن عبر وسيطها آموس هوكشتاين على القضايا المرتبطة بالحرب وبملفّ ترسيم الحدود وتطبيق القرار 1701، وكلّ هذه الملفّات تناقَش من قبل الجانب الاميركي مع الحكومة اللبنانية التي يرأسُها نجيب ميقاتي ومع رئيس مجلس النواب نبيه برّي، وذلك بهدف التواصل غير المباشر مع "حزب الله"، لكن هذا الأمر لا يعني ابتعاد واشنطن عن الملفات الداخلية.
يركّز اليوم الحراك القطري المستمرّ والحراك الفرنسي المتقطّع على إرساء معادلات وطرح مبادرات مرتبطة بالواقع الداخلي عموماً وبالملف الرئاسي على وجه التحديد، وهذا الحراك سيجري تفعيله بشكل ملحوظ خلال الأسابيع القليلة المُقبلة، إذ إن الاميركيين يرغبون بوضع قواعد ثابتة للتسوية الداخلية قبل انتهاء الحرب تجنّباً للوقوع تحت وطأة ما أسمته مصادر مطّلعة "ابتزاز حزب الله" داخلياً مقابل تنازلات على المستوى الحدودي.
من الواضح أن واشنطن تفضّل اليوم تحديد خطوطها العريضة للجميع قبل أن تضطر للدخول في كباش مع "حزب الله" يؤدّي إمّا إلى حلقة شدّ حبال طويلة المدى أو الى مقايضة سيكون للحزب اليد العليا فيها، وذلك لأسباب مرتبطة باستنزاف اسرائيل وتراجع قوّتها الذي قد يدفع الى رغبتها بوقف اطلاق النار، وبالتالي ستصبح امتيازات "الحزب" ونفوذه بعد الحرب أضعاف ما هو عليه اليوم في حال لم يتمّ إبرام تسوية سريعة ملائمة لواشنطن.
وقد شهد منتصف ليل أمس تصعيداً كبيراً على الجبهة الجنوبية للبنان من قِبل "حزب الله"، واعتبرت مصادر عسكرية مطّلعة بأنها الليلة الأشدّ منذ الثامن من تشرين الأول الفائت على مستوى تبادل القصف والرشقات الصاروخية، ما يؤشر الى تصاعد حدة الاشتباكات بين المقاومة وقوات العدو. ولفتت المصادر إلى أن "حزب الله" كشف الليلة الفائتة عن انواع صواريخ جديدة لم يستخدمها سابقا، في اشارة الى ما ينتظر العدو في اي مواجهة مقبلة. وأضافت المصادر أن لا شيء يؤكّد توسيع نطاق الاشتباك، مشيرة إلى أن كل ما يجري الحديث عنه مجرّد تحليلات غير مبنية على معطيات. المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: حزب الله
إقرأ أيضاً:
إقرار “إسرائيلي” بالهزيمة في لبنان ومسؤولون صهاينة يصفون التسوية “بالمحزنة”
يدخل وقف إطلاق النار في لبنان حيز التنفيذ خلال الأيام أو الساعات القليلة المقبلة وفق ما يتناقله اللبنانيون والصهاينة.
ومنذ مساء الاثنين، يؤكد المسؤولون في لبنان أن صيغة الاتفاق أصبحت مكتملة، ولم يعد سوى الإعلان النهائي عنها من قبل المجرم نتنياهو اليوم الثلاثاء، وهو ما يعني إن حصل الهزيمة القاسية للعدو الإسرائيلي، وتحقيق انتصار تاريخي لحزب الله يضاف إلى انتصاراته السابقة في صراعه مع العدو، وآخرها حرب تموز 2006.
وخلال هذه الجولة من الصراع، دخلت المقاومة الإسلامية اللبنانية في مساندة مباشرة مع المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة الذي يتعرض لحرب إبادة جماعية من قبل العدو الإسرائيلي، وأدت هذه المساندة إلى تهجير أكثر من مائتي ألف مستوطن من مغتصبات الشمال، إضافة إلى تحييد ثلثي جيش العدو عن معركة غزة، وإلحاق دمار وخراب بالكثير من المغتصبات المطلة على لبنان، الأمر الذي دفع بالمجرم نتنياهو إلى نقل المعركة إلى الشمال، معلناً أنه سيعيد المستوطنين إلى مغتصبات الشمال بالقوة، وأنه سيحقق حلم إسرائيل في السيطرة المطلقة على المنطقة.
حقق العدو الإسرائيلي بعض الإنجازات في بداية حملته العسكرية، من بينها قتل الآلاف من المدنيين في جنوب لبنان وفي الضاحية الجنوبية لبيروت، واغتيال قيادات من حزب الله، وعلى رأسهم الأمين العام للحزب الشهيد القائد السيد حسن نصر الله، وتدمير واسع في الضاحية وقرى جنوب لبنان.
غير أن مجاهدي حزب الله استطاعوا لملمة الجراح، وترتيب صفوفهم، وإعادة توازنهم، وخاضوا أشرس المعارك البرية مع العدو عند الحافة الأمامية مع الحدود مع فلسطين المحتلة، وعلى مدى أكثر من شهرين لم يتمكن جيش الاحتلال من تحقيق أي تقدم يذكر على الأرض، وتلقى الضربات والخسائر الموجعة.
الآن، تصف وسائل إعلام عبرية هذه التسوية أو الاتفاق “بالمحزنة”، كما يؤكد ذلك رئيس المجلس المحلي في “المطلة” الذي أكد كذلك أنه سيدعو السكان إلى عدم العودة إلى منازلهم.
ويواصل حديثه قائلاً:” من يقول إن أهداف الحــرب قد تحققت فهو كاذب.. لماذا تتجه الحكومة الأكثر يمينية التي عرفتها إسرائـيل على الإطلاق إلى اتفاق استسلام مع حـزب اللــه وتتفاوض معه؟
منصة إعلامية إسرائيلية ترى أن ما حدث هو اتفاق استسلام الحكومة في الشمال، وهو يُعطي من الآن نتائجه قبل ساعات معدودة من توقيعه، في حين يقول
رئيس السلطة المحلية في “نهاريا”: “من هو غير مضطر للخروج من المنزل في الساعات الـ48 القادمة عليه أن لا يخرج”.
صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية رأت أن الحاجة لإراحة قوات الاحتياط المستنزفة في لبنان وغزة دفعت نحو اتفاق مع لبنان.
وسلطت الصحيفة الضوء على الدمار الذي لحق بمغتصبات الشمال، جراء صواريخ حزب الله، موضحة أن الدمار في “كريات شمونة” لا يصدق، وأنه
لا يكاد يوجد مبنى سليم في البلدات الحدودية مع لبنان، ومعظم المنازل بحاجة لترميم أو هدم.
وأشارت إلى أن عدد المنازل المدمرة في الشمال تجاوز 8800 وأكثر من 7000 سيارة ونحو 300 موقع زراعي.
في بداية المعركة أراد العدو الإسرائيلي من خلال ضرب منظومة “القيادة والسيطرة” لدى حزب الله، والانقضاض عليه، وشطبه حتى من الحياة السياسية اللبنانية (تولاها الأميركيون)، عادت لتوقع اتفاق وافق عليه حزب الله.
ويقول الكاتب والمحلل السياسي اللبناني خليل نصر الله : ” إن حديثهم عن “إضعاف حزب الله” تبخر أيضاً، يكفي مراجعة أحداث يوم الأحد”، مضيفاً أن “نزع السلاح” لم يعد لها أي مكان في الأدبيات السياسية الإسرائيلية، ولم يعد المستوطنون إلا بموجب اتفاق، كما أن الشرق الأوسط لم يتبدل، ولم تتغير موازين القوى.
المصدر / المسيرة