حرب السودان تترك ملايين الطلاب فريسة “للخيارات الصعبة”
تاريخ النشر: 27th, January 2024 GMT
بفرح شديد استقبلت سمية صالح الطالبة في السنة النهائية قرار فتح جامعتها، أكتوبر الماضي، في مدينة ود مدني وسط السودان، وحزمت حقائبها عائدة الى البلاد في رحلة شاقة من إحدى دول الجوار التي لجأت إليها مع أسرتها فرارا من الحرب.
لكن فرحة سمية تبددت بعد أسبوع فقط من عودتها، إذ أغلقت الجامعة مرة أخرى على إثر انتقال الحرب إلى مدينتها الجدبدة واضطرت للفرار إلى مدينة سنار المجاورة.
ومع استمرار القتال واتساع رقعته في السودان وتعليق الدراسة لقرابة العام حتى الآن يتلاشى الأمل لدى نحو 19 مليون طالب في المدارس والجامعات السودانية وسط إحباط ومخاوف كبيرة حيال مستقبل أولئك الطلاب الذين كان بعضهم على وشك التخرج.
وتقول سمية لموقع “سكاي نيوز عربية”: “أعيش أوضاعا نفسية سيئة فقد تبددت لدي كل الآمال بعد رحلة شاقة مليئة بالمخاطر وترك أسرتي في بلد آخر من أجل إكمال الأشهر القليلة المتبقية على تخرجي”.
صعوبات كبيرة
مع طول أمد الحرب نجحت القليل من الأسر في إلحاق أبنائها في جامعات أو مدارس دول مجاورة، لكنها واجهت صعوبات كبيرة سواء من حيث التكاليف أو التأقلم مع أنظمة التعليم في تلك البلدان، واضطر البعض إلى التضحية بعامين دراسيين أو أكثر والبدء من مستويات أقل من المستوى الذي وصلوا إليه قبل الحرب في جامعاتهم أو مدارسهم الاصلية في السودان.
وفي الجانب الآخر يعاني الملايين من الطلاب الذين لم يتمكتوا من عبور الحدود من حالة عدم الاستقرار الأمني والنزوح من مدينة إلى أخرى واضطر بعضهم إلى ممارسة أعمال هامشية لمساعدة أسرهم في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي نجمت عن الحرب.
مأساة متزايدة
في الواقع زادات الحرب من مأساة الطلاب السودانيين الذين عانوا خلال السنوات الماضية من كثرة الإغلاقات.
وحاولت بعض الجامعات خلال الأشهر الماضية فتح مقرات لها في مناطق آمنة؛ لكن محاولاتها باءت بالفشل بعد اتساع رقعة القتال في أكثر من 70 بالمئة من مناطق البلاد وعدم توفر البيئة التعليمية المناسبة في المناطق الآمنة القليلة المتبقية.
وتتزايد المخاوف أكثر من عدم قدرة عدد كبير من الجامعات على استئناف الدراسة في المدى القريب؛ حتى إذا توقفت الحرب الحالية؛ إذ تعرضت معظم المباني والمنشآت والسجلات الأكاديمية ومغتنيات المكتبات والمعامل لدمار كبير كما اضطر معظم الأساتذة للهجرة والعمل في بلدان اخرى.
خيارات صعبة
في ظل فقدان الكثير من الجامعات السودانية القدرة على الوصول إلى الملفات والسجلات الأكاديمية.
ووفقا لحازم محمد الذي كان على وشك إكمال دراسته في كلية الطب فقد عجز بعد فراره من السودان بالالتحاق بأي جامعة في الخارج بسبب عدم قدرته على استخراج سجله الأكاديمي من جامعته الأم؛ فاضطر لاستخراج سجل شهادة الثانوية التي دخل بها الجامعة قبل 4 سنوات والبدء من السنة الأولى مضحيا بسنوات الدراسة الأربع التي قضاها في جامعته السودانية.
ويوضح محمد لموقع “سكاي نيوز عربية”: “كنت أمام خيارين لا ثالث لهما إما انتظار المجهول أو البدء من الصفر؛ وقررت الانخراط في الخيار الأخير نظرا لعدم وجود مؤشرات لوقف الحرب وعودة الجامعات للعمل بشكل منتظم خلال الفترة القريبة”.
معضلة التمويل
من المتوقع أن يستغرق إصلاح الدمار الذي لحق بالعديد من الجامعات إلى فترة طويلة بعد انتهاء الحرب؛ نظرا لقلة الموارد لدى معظم الجامعات خصوصا الحكومية منها.
ويرى محمد عثمان وهو إداري في إحدى الجامعات أن عملية إعادة فتح الجامعات ستكون عملية معقدة وصعبة للغاية بسبب الخراب الكبير الذي لحق بالمنشآت وفقدان العديد من الكوادر العاملة.
ويضيف عثمان لموقع “سكاي نيوز عربية”: “موارد معظم الجامعات كانت بالكاد تكفي لعمليات التسيير قبل الحرب ومن المؤكد أن تلك الموارد لن تكفي لإعادة بناء أو تاهيل المباني والمكتبات والمعامل المتضررة وهي عملية أساسية”.
ويشير عثمان إلى أن الجامعات ستواجه صعوبات كبيرة في الحصول على التمويل اللازم لإعادة التاهيل في ظل الظروف الحالية التي يواجهها القطاع المصرفي وفي ظل ضعف موارد الدولة وستضطر بالتالي لتحميل الطلاب تلك الأعباء من خلال فرض رسوم جديدة أو زيادة الرسوم السابقة وهو أمر أيضا سيلقي بتبعات كبيرة على أسر الطلاب التي فقد معظمها مصادر دخله بسبب.
سكاي نيوز
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: سکای نیوز
إقرأ أيضاً:
وزير خارجية السودان: العلاقات مع مصر “الأهم لنا خارجيا”
أكد وزير خارجية السودان على يوسف الشريف أن علاقات السودان مع مصر، هى الأهم لبلاده مع الخارج، مشيرا إلى أن هناك تنسيقا مستمرا بين القاهرة والخرطوم لحل الأزمة السودانية، وقال الوزير علي يوسف الشريف، في تصريحات صحفية عقب لقائه مع الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط اليوم الأربعاء، إنه سيلتقي اليوم مع وزير الخارجية الدكتور بدر عبد العاطي، لمتابعة تنفيذ ما تم الاتفاق عليه خلال لقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي ورئيس مجلس السيادة السوداني الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، والذي عقد على هامش فعاليات المنتدى الحضري العالمي.
وذكر أن ما يجري في السودان من حرب سينتهي بانتصار القوات المسلحة السودانية خلال الشهرين او الثلاثة المقبلة، مشيرا الى أن القوات المسلحة السودانية تلقى الدعم الشعبي الداخلي ومن الدول الصديقة .
وأضاف أن الجامعة العربية تقوم بدورها المسؤول في تنسيق الجهود الإقليمية والدولية لإعادة الاستقرار والأمن في السودان ودعم الشرعية الممثلة في القوات المسلحة السودانية.
وتابع أنه ناقش مع الأمين العام لجامعة الدول العربية عددا من القضايا الهامة الحيوية والحياتية بالنسبة للسودان، خاصة المرتبطة بمسار معركة الكرامة في السودان ودعم الجامعه العربيه للدولة السودانية في شتى المجالات .
واستطرد قائلا: "نحن مقبلون على قمه عربية إسلامية في المملكة العربية السعودية واجتماعات مكثفة أخرى.. ووجهنا الدعوة للأمين العام لزيارة السودان خلال الأسابيع القليلة القادمة، قبل نهاية هذا العام، وستكون هذه الزيارة هامة جدا، وسيكون لها مردود إيجابي كبير في العلاقات بين السودان وجامعة الدول العربية".
واستنكر الشريف الادعاءات التي يروجها المتمردون ومن يساندهم بوجود مجاعة في السودان.. وقال إن السودان يعيش في أزمة غذائية وليس في مجاعة، مشيرا الى أن هذه الازمة سببها قوات الميليشيا التي تهاجم المزارعين وتقتل الناس وتقضي على الأخضر واليابس، مشددا على انه تم الاتفاق على عدم السماح باستخدام ملف الإغاثة كذريعة للتدخل الأجنبي في السودان.
وحث الوزير السوداني الدول العربية والصديقة على تقديم المساعدات لمساعدة الشعب السوداني في مواجهة الأزمة الغذائية الحقيقية والتي لا ترقى إلى حد المجاعة.
وأشار الى أن الجامعة العربية تلعب دورا كبيرا لحل الأزمة السودانية، وهي تقوم بهذا الدور بدون طلب من أحد استنادا إلى مسؤولياتها التي ينص عليها الميثاق.
ولفت الى ان الجامعة العربية أبدت استعدادها للتجاوب مع كل المطالب التي تقدمها الحكومة السودانية ومساعدة السودان للخروج من هذه الأزمة.
وهنأ الوزير السوداني الرئيس دونالد ترامب الذي فاز في الانتخابات الرئاسية الأمريكية.. وقال: "نؤكد احترامنا لخيار الشعب الامريكي لاختيار رئيسه.. ونتمنى أن تكون العلاقات مع الولايات المتحدة جيدة ومتكافئة.. وأن تقف أمريكا مع الحق وسيادة الدول ومواجهة الحركات الميليشياوية المسلحة".
أ ش أ