الموقع بوست:
2024-07-13@16:48:22 GMT

لماذا تريد أميركا استمرار فوضى البحر الأحمر؟

تاريخ النشر: 27th, January 2024 GMT

لماذا تريد أميركا استمرار فوضى البحر الأحمر؟

منذ الخامس من نوفمبر/ تشرين الثاني، أعلن زعيم جماعة أنصار الله، عبد الملك الحوثي، إن "عيون الجماعة مفتوحة لرصد أي سفنٍ تعود ملكيّتها أو تشغلّها شركات إسرائيلية"، ردّاً على الحرب في غزّة، قبل أن توسع عملياتها تجاه "كل السفن" المتوجّهة إلى إسرائيل.

 

والملفت في سياسات الولايات المتحدة أنها بدل أن تستخدم نفوذها لإقناع الحكومة الإسرائيلية بالموافقة على وقف إطلاق النار في غزّة، نفّذت إدارة الرئيس الأميركي بايدن، إلى جانب المملكة المتحدة، سلسلة غاراتٍ جويةٍ ضد أهداف الحوثيين في كل أنحاء اليمن، مع الاستمرار في تزويد إسرائيل بالقنابل والأسلحة الأخرى لمواصلة حملتها في غزّة.

 

وردّ البنتاغون على هذه الهجمات بإنشاء عملية حارس الازدهار، وهي مبادرة أمنية غربية لحماية الشحن بالقرب من باب المندب، وهو الطريق المستقيم الضيق الذي يفصل اليمن عن القرن الأفريقي. وتمر حوالي 30% من كل الحاويات العالمية وحوالي 12% من التجارة العالمية عبر باب المندب.

 

وفي إطار تأجيج الصراعات الدولية التي باتت تمتلك الولايات المتحدة الدكتوراه فيها، بسبب نشاطها الدائم في إشعال الحروب، بدل إحلال السلام أو السعي إلى تسويات للأزمات القائمة، اشتعلت جبهة اليمن، وبدأت أنظار واشنطن تتطلّع إلى المكاسب التي ستجنيها من توتير تلك المنطقة. كتبت صحيفة Global Times الصينية أن المجمّع الصناعي العسكري الأميركي قد يستفيد مرّة أخرى من تصعيد المواجهات على ضفاف البحر الأحمر، كما استفاد من ذلك في الأزمة الأوكرانية. فشركتا Lockheed Martin وNorthrop Grumman الأميركيتان للدفاع، أظهرتا في الآونة الأخيرة أفضل مؤشّرات النمو لسعر أسهمهما منذ عام 2020.

 

أظهرت البراغماتية السياسية في الإدارات الأميركية المتعاقبة، أن واشنطن تنظر بعين الربح وإيصال الرسائل للتوترات التي تشهدها الساحات الدولية. فما يحصل من تطورات ميدانية وعسكرية في البحر الأحمر قد لا يزعج الولايات المتحدة، حتى ولو عبّرت عن قلقها على التجارة الدولية وأنها تعمل على حمايتها، لأنها تحتاج إلى مثل هكذا حروب، كيف لا وهي قبل شهر من طوفان الأقصى وقعت على اتفاق دولي في نيودلهي في أثناء انعقاد قمة مجموعة العشرين مع كل من الهند وإسرائيل والسعودية والإمارات ودول الاتحاد الأوروبي، على ما عرف بـ"الممر الاقتصادي العالمي"، الذي يتضمن ممرًا بريًا كشف عنه موقع "واللا" الإسرائيلي عندما ذكر أنه "تُوّج التشغيل التجريبي لخط نقل بري جديد بالشاحنات عبر موانئ دبي مرورًا بالسعودية والأردن، بالنجاح خلال الأسابيع الأخيرة، فيما أكملت الشاحنات العشر الأولى الطريق الطويل من موانئ الخليج العربي إلى إسرائيل".

 

يوفّر هذا الجسر البرّي الذي حصل على موافقة وزارة الدفاع وحكومة إسرائيل، بديلًا أسرع للمرور عبر قناة السويس، وهنا المعضلة عند الأميركي. قد لا يسعى الأميركي من خلال تأجيج الصراع في البحر الأحمر للاستغناء عن قناة السويس، ولكنه يهدف إلى تشكيل قوة ضغط على مصر لدفعها إلى تفعيل التعاون من الجانب الإسرائيلي، سيما في إقامة منطقة عازلة على حدود رفح مع قطاع غزة، حيث أفادت صحيفة يديعوت أحرونوت بأن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يبدي استعداداً للتعاون مع إسرائيل من أجل قطع الطريق على حركة حماس في محور فيلادلفيا الحدودي من مصر.

 

ليس هذا وحسب، بل تريد واشنطن ممارسة المزيد من الضغط على الجانب المصري لكبح اندفاعاته نحو التطبيع الكلي مع روسيا، قائلًا إنه يتمّ الإعداد لمشاركة بوتين في احتمال مهم للغاية يجري في مصر قريبا، وقال إن بوتين سيشارك في احتفال فعالية صب خرسانة المفاعل الرابع في محطة الضبعة النووية التي تشيدها روسيا في مصر، مشيرًا إلى أنه يتمّ الإعداد لذلك. فعدم التحوّل المصري في المواقف، وعدم الذهاب بعيدًا في خيارات الجمهورية الفرعونية يبقيان من أولويات إدارة بايدن.

 

التوتذر مطلوبٌ أميركيًا في البحر الأحمر، فأزمة اليمن تهدّد بإضعاف الاقتصاد الأوروبي المتعثر بعد حرب أوكرانيا، بينما تراقب الولايات المتحدة الأكثر قوة من مسافة أكثر أماناً، كما ذكرت "وول ستريت جورنال". إذ دفعت الهجمات التي شنّها المتمردون في اليمن شركات الشحن الدولية إلى اختيار رحلات أكثر أمناً، ولكن أطول وأكثر كلفة حول أفريقيا عبر رأس الرجاء الصالح. واستمرار التهديد في البحر الأحمر سيؤدي إلى انخفاض في التضخم الذي شهدته أوروبا العام الماضي، ما يؤدي إلى خفض محتمل في أسعار الفائدة الرئيسية. هذا ما تريده واشنطن التي لا ترغب في انفصال أو تفرّد الأوروبيين في قراراتهم في ظلّ المعمعة الدولية التي تخوضها مع كل من الصين وروسيا وحلفائهما.

 

تحتاج الولايات المتحدة إلى الحرب في البحر الأحمر بهدف توتير منطقة لا تؤثر خياراتها الدولية، بل تشكل مصدر قلق وإزعاج لمنافستها الصين التي تنظر إلى فرض الاستقرار فيها لتسهيل ممرّها "الطريق والحزام". لهذا، لن تستقر الأوضاع على المدى المنظور في المنطقة، حتى ولو توقفت حرب غزّة أو تدحرجت الأحداث هناك إلى حربٍ كبرى، فهي على استعداد لكل السيناريوهات المنتظرة.


المصدر: الموقع بوست

كلمات دلالية: اليمن البحر الأحمر امريكا الحوثي الملاحة الدولية الولایات المتحدة فی البحر الأحمر

إقرأ أيضاً:

أولاف شولتس يشيد بقرار الولايات المتحدة نشر صواريخ بعيدة المدى في ألمانيا

أشاد المستشار الألماني أولاف شولتس بقرار الولايات المتحدة نشر صواريخ بعيدة المدى في ألمانيا، معتبرًا أنه يتناسب تمامًا مع مواقف بلاده الاستراتيجية ويعزز أمنها القومي.

 

وفي تصريح له، قال شولتس: "قرار الولايات المتحدة نشر صواريخ بعيدة المدى في ألمانيا هو قرار جيد للغاية ويتماشى تمامًا مع مواقفنا. نحن نرى في هذا القرار خطوة إيجابية تعزز أمننا وتؤكد على التزامنا بالتعاون الوثيق مع شركائنا الأمريكيين."

 

وأضاف شولتس: "سنواصل تقديم الدعم العسكري لأوكرانيا في مواجهة التحديات التي تواجهها. سنزودها بالذخيرة والدبابات وكل ما يلزم لتعزيز قدراتها الدفاعية. نحن ملتزمون بدعم أوكرانيا في جهودها للحفاظ على سيادتها واستقلالها."

 

بوتين: قضية منتدى "بريكس" البرلماني تصب في تعزيز التعددية من أجل التنمية والأمن والعدل 

 

قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن قضية منتدى "بريكس" البرلماني العاشر تصب لصالح تعزيز التعددية من أجل التنمية والأمن العالميين العادلين.

 

جاء ذلك خلال حديث الرئيس أمام الجلسة العامة للمنتدى البرلماني العاشر لدول مجموعة "بريكس"، الذي جرت وقائعه في قصر تافريد بمدينة بطرسبورغ، ورحب بوتين بالمشاركين، ومن بينهم رئيسة الاتحاد البرلماني الدولي توليا إكسون، التي قال إنه يرى في مشاركتها "علامة دعم للشراكة المبتكرة بين ممثلي السلطات التشريعية لبلدان جنوب وشرق العالم، بل وجميع البلدان المهتمة بالتفاعل والتعاون البنائين، ومبادراتهم بشأن القضايا الراهنة على الأجندة الدولية".

 

وتابع بوتين: "إن قضية المنتدى الحالي هي دور البرلمانات في تعزيز التعددية من أجل التنمية والأمن العالمين العادلين" وهي قضية مهمة للغاية تتحدث عن نفسها، وتؤكد طبيعة التحولات العالمية الأساسية التي تجري على كوكبنا اليوم"، وأشار الرئيس إلى أن المناقشات المفتوحة، والمحادثات المباشرة بين ممثلي الأشخاص مع بعضهم البعض، تتوافق تماما مع الفلسفة نفسها، ومبادئ النظرة العالمية لمنظمة "بريكس"، من خلال مراعاة مصالح الآخرين، والاعتماد على الديمقراطية في العلاقات الدولية، واحترام السيادة، والحق في التنمية المستقلة للجميع.

 

وقال: "إن الحوار البرلماني اليوم، بما في ذلك في إطار مجموعة (بريكس)، قد أصبح أكثر أهمية من أي وقت مضى. ففي نهاية المطاف، أنتم، كممثلين لمصالح شعوبكم، ومدافعين عن إرادتها السياسية والوطنية، تشعرون بشدة بالمطالب الحقيقية والمزاج العام والاحتياجات الحقيقية لملايين، بل ويمكن القول بلا مبالغة، لمليارات الأشخاص على كوكبنا".

 

وتستضيف سان بطرسبورغ الروسية يومي 11 - 12 يوليو الجاري فعاليات المنتدى البرلماني العاشر للدول الأعضاء في مجموعة "بريكس".

 

رويترز: وزراء مجموعة السبع ينددون بقرار إسرائيل إضفاء الشرعية على 5 مواقع استيطانية بالضفة الغربية

 

ندد وزراء خارجية مجموعة السبع بقرار الحكومة الإسرائيلية إضفاء الشرعية على خمسة مواقع استيطانية في الضفة الغربية، معتبرين أنه يشكل عقبة أمام تحقيق السلام في المنطقة.

 

وقالت رويترز في تقرير لها: "أعرب وزراء خارجية مجموعة السبع عن إدانتهم الشديدة لقرار إسرائيل إضفاء الشرعية على خمسة مواقع استيطانية جديدة في الضفة الغربية. وأكد الوزراء أن هذا القرار يعرقل الجهود الدولية الرامية إلى تحقيق السلام العادل والدائم بين الإسرائيليين والفلسطينيين."

 

وأضاف التقرير أن الوزراء دعوا الحكومة الإسرائيلية إلى إعادة النظر في هذا القرار، مشددين على ضرورة الامتناع عن اتخاذ خطوات أحادية الجانب تؤدي إلى تفاقم التوترات في المنطقة.

 

وأشار بيان وزراء مجموعة السبع إلى أن المستوطنات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة تُعتبر غير قانونية بموجب القانون الدولي، وأن توسيعها يهدد حل الدولتين ويزيد من تعقيد فرص تحقيق السلام.

 

الغارديان: الأسلحة الإسرائيلية مصممة لزيادة عدد الضحايا إلى أقصى حد 

 

نشرت صحيفة الغارديان تقريرًا عن منظمة العفو الدولية يتهم إسرائيل باستخدام أسلحة مصممة لزيادة عدد الضحايا إلى أقصى حد في هجماتها على مناطق مكتظة بالمدنيين في غزة.

 

وقالت منظمة العفو الدولية في بيان لها: "الأسلحة التي يستخدمها الجيش الإسرائيلي في هجماته على قطاع غزة مصممة لزيادة عدد الضحايا إلى أقصى حد. نتساءل عن السبب وراء إطلاق هذه الأسلحة الفتاكة على مناطق معروفة بكثافتها السكانية العالية، مما يؤدي إلى سقوط أعداد كبيرة من الضحايا المدنيين، بينهم نساء وأطفال."

 

وأضاف البيان: "يجب على المجتمع الدولي اتخاذ خطوات فورية لمحاسبة المسؤولين عن هذه الهجمات وضمان حماية المدنيين وفقًا للقانون الدولي الإنساني. إن الاستخدام العشوائي للقوة والأسلحة في مناطق مكتظة بالسكان يشكل انتهاكًا صارخًا لحقوق الإنسان ويجب أن يتوقف فورًا."

 

وأشار التقرير إلى أن المنظمة قد وثقت العديد من الحالات التي تثبت استخدام الجيش الإسرائيلي لأسلحة شديدة التدمير في مناطق سكنية، مما يزيد من معاناة السكان المدنيين ويعقد الأزمة الإنسانية في القطاع.

مقالات مشابهة

  • بعد سحب حاملة الطائرات آيزنهاور على وقع ضربات اليمن.. روزفلت تصل إلى المنطقة
  • مع تصاعد التوترات في البحر الأحمر.. الولايات المتحدة تغرق قوارب الحوثيين.. خامنئي يتعهد بدعم الوكلاء.. ومقترح أمريكي بتحالف "حارس الرخاء"
  • إلقاء اللوم على اللوبي الإسرائيلي حجة مضللة
  • صحيفة روسية: صنعاء لديها أسلحة يمكنها أن تغير مسار الصراع برمته حول البحر الأحمر
  • الإبلاغ عن انفجارين على بعد 21 ميلا بحريا غربي المخا في اليمن
  • أولاف شولتس يشيد بقرار الولايات المتحدة نشر صواريخ بعيدة المدى في ألمانيا
  • إسرائيل والانزلاق الخطير نحو العزلة الدولية.. إصدار جديد
  • أميركا تسمح بشحن قنابل تزن 500 رطل لإسرائيل ..تفاصيل
  • اليمن يحطم الكبرياء الأمريكي
  • المرعاش: تكالة عميل لدول لا تريد استقرار ليبيا