وكالة الأونروا.. بين إغاثة ملايين اللاجئين الفلسطينيين واتهامات إسرائيل
تاريخ النشر: 27th, January 2024 GMT
أثير الكثير من الجدل خلال الساعات الأخيرة، حول وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، بعد اتهامات من إسرائيل بتورط مزعوم لعدد من موظفيها في الهجمات على إسرائيل في 7 أكتوبر الماضي، مما دفع الأمم المتحدة للتعبير عن "رعبها" بشأن الأمر، فيما قررت أميركا وكندا تعليق تمويلات مخصصة للوكالة بشكل مؤقت.
وأعلنت "الأونروا"، الجمعة، طرد موظفين لديها تتهمهم السلطات الإسرائيلية بالمشاركة في هجوم حركة حماس، المدرجة على قوائم الإرهاب الأميركية، في السابع من أكتوبر.
وقال المفوض العام للمنظمة، فيليب لازاريني، في بيان: "قدّمت السلطات الإسرائيلية للأونروا معلومات عن الاشتباه بضلوع عدد من موظفينا" في الهجوم، مضيفا: "قررت إنهاء عقود هؤلاء الموظفين على الفور وفتح تحقيق حتى إثبات الحقيقة دون تأخير".
بعد هذا الإعلان، قال منسق الاتصالات الاستراتيجية لمجلس الأمن القومي في البيت الأبيض، جون كيربي، في إفادة صحفية، الجمعة، إن "تورط موظفين في وكالة الأونروا في أحداث السابع من أكتوبر لا ينتقص من الدور الإنساني المهم الذي تلعبه الوكالة الأممية في غزة".
وأعلنت وزارة الخارجية الأميركية، الجمعة، تعليقها مؤقتا لتمويلات مخصصة للوكالة بعد تلك المزاعم. وذكر المتحدث باسم الوزارة، ماثيو ميلر، أن "وزارة الخارجية علقت مؤقتا تمويلات إضافية لأونروا لحين انتهائها من فحص هذه المزاعم والخطوات التي تتخذها الأمم المتحدة للتعامل معها".
فيما عبّر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، الجمعة، عن "رعبه" بشأن الادعاءات. وقال المتحدث الرسمي للأمين العام، ستيفان دوجاريك، في بيان إن غوتيريش "تواصل مع المفوض العام للأونروا، فيليب لازاريني، واستمع لإيجاز منه بشأن هذه الادعاءات الخطيرة للغاية التي تورِط العديد من موظفي الأونروا في الهجمات الإرهابية التي وقعت في 7 أكتوبر في إسرائيل".
وأعرب دوجاريك في البيان عن "شعور الأمين العام بالرعب من هذه الأخبار، وأنه طلب من السيد لازاريني التحقيق في هذه المسألة بسرعة والتأكد من أن أي موظف في الأونروا يظهر أنه شارك أو حرض على ما حدث في 7 أكتوبر، أو في أي نشاط إجرامي آخر، سيتم فصله على الفور وإحالته للملاحقة الجنائية المحتملة".
وأضاف دوجاريك أنه سيتم إجراء مراجعة مستقلة عاجلة وشاملة للأونروا.
وتمثل المنظمة الأممية شريان حياة للفلسطينيين في قطاع غزة منذ أجيال، حيث تساهم في توفير خدمات في جميع المجالات للاجئين الفلسطينيين، لكنها طالما واجهت اتهامات من إسرائيل بأنها "متواطئة مع حماس وتساعدها في تلقين سكان غزة دعاية مناهضة لإسرائيل"، وفق تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية.
ونستعرض في السطور التالية ما هي وكالة الأونروا، والدور الذي تلعبه للفلسطينيين، وأسباب الاتهامات الإسرائيلية ضدها.
تاريخ الأونرواتأسست وكالة الأونروا بموجب قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة في 8 ديسمبر عام 1949، "لتنفيذ برامج إغاثة وتشغيل مباشرة" للاجئين الفلسطينيين. وبدأت عملياتها في الأول من مايو عام 1950، وفق الموقع الرسمي للوكالة الأممية.
ويشير الموقع إلى أن الأونروا تقدم المساعدة والحماية للاجئين الفلسطينيين "ريثما يتم التوصل إلى حل عادل ودائم لمحنتهم".
كما أن مهام الوكالة تطورت على مر السنين "لتمتد إلى توفير خدمات الطوارئ للأشخاص في منطقة عملياتها من النازحين حاليا والذين هم في حاجة ماسة إلى المساعدة المستمرة نتيجة الأعمال العدائية التي حدثت عام 1967 والأعمال العدائية اللاحقة. وقد تطور التفويض أيضا لاستيعاب الاحتياجات المتغيرة والوضع السياسي للاجئي فلسطين، بما في ذلك ما يتعلق بأنشطة الحماية".
وتقدم الأونروا المساعدة الإنسانية وتساهم في حماية اللاجئين من خلال تقديم الخدمات الأساسية، في المقام الأول في مجالات التعليم الأساسي والرعاية الصحية الأولية ورعاية الصحة العقلية والإغاثة والخدمات الاجتماعية والقروض الصغيرة والمساعدة الطارئة، بما في ذلك في حالات النزاع المسلح، إلى الملايين من اللاجئين الفلسطينيين المسجلين والموجودين ضمن أقاليم عملياتها الخمسة (الأردن، ولبنان، وسوريا، والضفة الغربية، التي تشمل القدس الشرقية، وغزة).
ولفتت الأونروا إلى أنها "ساهمت في رفاه 4 أجيال من لاجئي فلسطين، وفي تحقيق تنميتهم البشرية. وحيث أنه كان يتوخى أصلا أن تكون منظمة مؤقتة، فقد عملت الوكالة تدريجيا على تعديل برامجها للإيفاء بالاحتياجات المتغيرة للاجئين".
ووفق التعريف العملياتي للأونروا، فإن لاجئي فلسطين "هم أولئك الأشخاص الذين كانت فلسطين هي مكان إقامتهم الطبيعي خلال الفترة الواقعة بين يونيو 1946 ومايو 1948، والذين فقدوا منازلهم ومورد رزقهم نتيجة حرب عام 1948" .
وتتيح الوكالة خدماتها "لكافة أولئك الذين يعيشون في مناطق عملياتها والذين ينطبق عليهم ذلك التعريف والمسجلين لدى الوكالة وبحاجة للمساعدة. إن أبناء لاجئي فلسطين الأصليين والمنحدرين من أصلابهم مؤهلون أيضا للتسجيل لدى الأونروا. وعندما بدأت الوكالة عملها في عام 1950، كانت تستجيب لاحتياجات ما يقرب من 750,000 لاجئ فلسطيني. واليوم، فإن حوالي 5 ملايين و900 ألف لاجئ من فلسطين يحق لهم الحصول على خدمات الأونروا".
الأونروا وإسرائيلفي أعقاب مزاعم مشاركة موظفين تابعين للأونروا في هجمات السابع من أكتوبر، أصدرت الوكالة بيانا جاء فيه أنها تلقت من السلطات الإسرائيلية "معلومات حول المشاركة المزعومة لعدد من موظفي الأونروا في غزة في الهجمات المروعة على إسرائيل".
وتابعت الوكالة في بيانها المنشور على موقعها الرسمي: "اتُخذ قرار بفصل هؤلاء الموظفين فورا وفتح تحقيق دون أي تأخير للكشف عن الحقيقة، وذلك حفاظا على قدرة الوكالة بالاستمرار بتقديم المساعدات الإنسانية"، مضيفة: "إن أية مشاركة من أي موظف في الأونروا في أعمال إرهابية، يعرضه للمساءلة، بما في ذلك المحاكمة الجنائية".
وكررت الوكالة "إدانتها بأشد العبارات الممكنة للهجمات البغيضة التي وقعت يوم 7 أكتوبر، وتناشد بالإفراج الفوري وغير المشروط عن كافة الرهائن الإسرائيليين وعودتهم إلى عائلاتهم بسلام".
وطالما اتهمت إسرائيل الأونروا بـ"إدامة الصراع" الإسرائيلي الفلسطيني، عبر توسيع وضع اللاجئين ليشمل الملايين من أحفاد الفلسطينيين الذين هربوا أو أجبروا على الفرار من منازلهم إبان تأسيس إسرائيل عام 1948، وترى أن وصف اللاجئ "يقتصر على اللاجئين الأصليين" كما يحدث مع مجموعات اللجوء حول العالم، بحسب تقرير نهاية الشهر الماضي لصحيفة "تايمز أوف إسرائيل".
كما تزعم إسرائيل منذ فترة طويلة أن مواد التعليم في مدارس الأونروا "تمجد الإرهاب والتحريض ضد إسرائيل"، وفق الصحيفة، التي لفتت إلى أن نتانياهو طالما كرر انتقاداته للوكالة الأممية، ووصل الحد إلى تحميلها مسؤولة "إدامة محنة الفلسطينيين بدلا من تخفيفها"، ودعا الأمم المتحدة إلى حل الأونروا.
"محاولات إخراج الأونروا من غزة"وأشار تقرير إسرائيلي في نهاية ديسمبر الماضي، إلى أن هناك "محاولات من الحكومة في إسرائيل، لإخراج وكالة الأونروا من قطاع غزة"، في أعقاب الحرب الدائرة حاليا.
ونقلت القناة 12 الإسرائيلية، أن تقرير وزارة الخارجية "شديد السرية"، يشمل توصيات بأن تحدث تلك الخطوة على 3 مراحل، "الأولى تكمن في الكشف في تقرير شامل عن تعاون مزعوم بين الأونروا وحركة حماس" المدرجة على قوائم الإرهاب الأميركية.
وأشار تقرير القناة الإسرائيلية، إلى أن المرحلة الثانية "قد تشمل تقليص عمليات الأونروا في القطاع الفلسطيني، والبحث عن منظمات مختلفة لتقديم خدمات التعليم والرعاية الاجتماعية للفلسطينيين في غزة".
أما المرحلة الثالثة فستكون عبارة عن "عملية نقل كل مهام وكالة الأونروا إلى الهيئة التي ستحكم غزة بعد انتهاء الحرب".
وفي تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز"، الأميركية، الجمعة، قال الزميل البارز في جامعة كينغز كوليدج، المتخصص في الصراع العربي الإسرائيلي، أهرون بريغمان، إن "المسؤولين الإسرائيليين اتهموا الدول العربية على مدار سنوات طويلة، بأن لديهم رغبة في إبقاء مشكلة اللاجئين الفلسطينيين دون حل، بحيث يكون هناك تذكير دائم بالمأساة الفلسطينية. الأونروا كما يراها الإسرائيليون هي أداء لإبقاء مشكلة اللاجئين الفلسطينيين بلا حل".
لكن الصحيفة أشارت أيضًا إلى أن هناك خبراء يتحدثون عن أنه على الرغم من التصريحات العلنية العدائية من إسرائيل ضد الوكالة، فإن الحكومة الإسرائيلية "كانت بحاجة إلى الأونروا لتوفير الاستقرار في غزة".
ونقلت نيويورك تايمز عن خبيرة شؤون اللاجئين، آن عرفان، قولها: "فضلت إسرائيل من خلف الكواليس في كثير من الأحيان عمل الأونروا".
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: وتشغیل اللاجئین الفلسطینیین للاجئین الفلسطینیین السابع من أکتوبر وکالة الأونروا الأمم المتحدة للأمم المتحدة لعدد من موظفی الأمین العام فی الأونروا وکالة الأمم الأونروا فی إسرائیل فی فی الهجمات فی 7 أکتوبر فی غزة إلى أن
إقرأ أيضاً:
124 منظمة أمريكية تطالب الكونغرس باستئناف تمويل وكالة “أونروا”
#سواليف
وجهت 124 #منظمة_أمريكية رسالة إلى أعضاء ” #الكونغرس ” تطالب فيها باستعادة التمويل الأمريكي لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل #الفلسطينيين في الشرق الأدنى ” #أونروا “، وذلك من خلال دعم قانون “استعادة تمويل الأونروا في حالات الطوارئ لعام 2025” المزمع تقديمه.
تأتي هذه الدعوة في وقت حساس، حيث يتفق زعماء “الكونغرس” والبيت الأبيض الأمريكي على مشروع قانون للتمويل يستمر في فرض حظر على #الدعم_الأمريكي للوكالة حتى مارس 2025.
وأشارت الرسالة، التي أرسلت يوم الاثنين الماضي، واطلعت “قدس برس” عليها، إلى الدور الحيوي الذي تلعبه “أونروا” في تقديم الخدمات الأساسية للفلسطينيين، خاصة في مجالات التعليم والرعاية الصحية والمساعدات الغذائية. وأكدت أن موظفيها ومرافقها تشكل العمود الفقري للاستجابة الإنسانية في قطاع غزة المدمر، بالإضافة إلى دورها المهم في الضفة الغربية المحتلة وشرقي القدس.
مقالات ذات صلة أبو عبيدة: ما لم يأخذه العدو بالحرب لن يأخذه بالتهديدات وأقصر الطرق هو إلزام إسرائيل بالاتفاق / فيديو 2025/03/06ووفقًا للرسالة، منذ تشرين الأول/ أكتوبر 2023، قدمت “أونروا” ثلثي المساعدات الغذائية إلى قطاع غزة، وأمنت المأوى لأكثر من مليون نازح، كما قدمت اللقاحات لربع مليون طفل ضد شلل الأطفال. رغم القيود المفروضة على عمليات الوكالة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، إلا أن “أونروا” تمكنت من إدخال 60% من المواد الغذائية إلى غزة خلال المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار، ما ساعد في الوصول إلى أكثر من مليوني شخص، أي ما يعادل أكثر من 90 بالمئة من سكان القطاع.
وأضافت أن الوكالة فتحت 37 ملجأ جديدًا لدعم العائدين إلى شمال غزة، ووفرت الخيام، البطانيات، والملابس الشتوية للنازحين، بالإضافة إلى تقديم 17 ألف استشارة طبية يوميًا، وإصلاح آبار المياه، وتقديم خدمات التخلص من النفايات لنحو نصف مليون شخص.
وأوضحت الرسالة، إلى أن وكالة “أونروا” في الضفة الغربية وشرقي القدس، تواصل توفير التعليم لأكثر من 49 ألف طفل فلسطيني، كما تقدم خدمات الرعاية الصحية لنحو نصف مليون شخص عبر أكثر من 40 مركزًا صحيًا. كما دعمت الوكالة أكثر من 10 آلاف أسرة فلسطينية بمساعدات نقدية لمواجهة تداعيات هدم المنازل وعنف المستوطنين.
وأكدت المنظمات المشاركة في التوقيع على عريضة الرسالة، أن خدمات “أونروا” تعد بالغة الأهمية في ظل الأوضاع الأمنية المتدهورة، التي تسببت في نزوح 40 ألف فلسطيني من الجزء الشمالي للضفة الغربية.
وأوضحت الرسالة أن “الأونروا” والأمم المتحدة تحركتا بسرعة لمعالجة أي ادعاءات تتعلق بحياد الموظفين، ما دفع العديد من الدول الأعضاء في الأمم المتحدة إلى استئناف تمويل الوكالة. ومع ذلك، لا تزال الولايات المتحدة واحدة من الدول القليلة التي لم تتخذ هذه الخطوة، وهو ما يدعو المنظمات إلى الضغط على الكونغرس لاستئناف التمويل.
وكانت الولايات المتحدة هي الممول الأكبر لـ “أونروا”، حيث ساهمت بحوالي 30 بالمئة من ميزانية الوكالة قبل أن يقرر الرئيس الأمريكي الأسبق دونالد ترامب وقف التمويل في عام 2018. ورغم أن إدارة الرئيس السابق جو بايدن أعادت بعض التمويل في عام 2021، إلا أن التمويل توقف مجددًا في 2024 إثر مزاعم حول حياد بعض الموظفين.
وشددت المنظمات على ضرورة دعم “أونروا” في هذه المرحلة الانتقالية بدلًا من السماح بانهيارها، ما قد يؤدي إلى تفاقم الأزمة الإنسانية للفلسطينيين.