مع مواصلة أسعار الفائدة المرتفعة فرض هيمنتها على المشهد المالي لعام 2024، يستمر المستثمرون بفحص مختلف القطاعات بحثا عن الفرص والتحديات المحتملة. ومن الصناعات التقليدية إلى الصناعات الناشئة، فإن تأثير أسعار الفائدة المرتفعة على الاقتصاد دقيق ومعقد.

ويلقي تقرير صادر عن مجلة فوربس الضوء على بيئة أسعار الفائدة الحالية، وتأثيرات ارتفاعها، ويحدد القطاعات المستعدة للنمو في هذا المناخ الاقتصادي الصعب.

بيئة أسعار الفائدة الحالية

يعكس سعر الفائدة على الأموال الفدرالية، الذي يتراوح بين 5.25% إلى 5.50%، إستراتيجية متعمدة من قبل الاحتياطي الفدرالي (البنك المركزي الأميركي) للسيطرة على التضخم.

ويأتي ذلك بعد ارتفاعات كبيرة في أسعار الفائدة من مارس/آذار 2022 إلى يوليو/تموز 2023، عندما بلغ التضخم ذروته عند 9.1% في يونيو/حزيران 2022. ويتأثر التحول الأخير في موقف بنك الاحتياطي الفدرالي بالبيانات التي تشير إلى تباطؤ وتيرة التضخم وركود سوق العمل.

ويتوقع المحللون وصناع السياسات انخفاضا محتملا في أسعار الفائدة في عام 2024، مدفوعا بانخفاض التضخم وتخفيف النمو الاقتصادي المحتمل.

ووفقا للتقرير فإن مسار أسعار الفائدة يتوقف على عوامل متعددة، بما في ذلك اتجاهات التضخم، وثقة المستهلك والظروف المالية ونمو الوظائف. وفي حين أن بعض صنّاع السياسة يميلون إلى تقليل تخفيضات أسعار الفائدة، فمن المرجح أن يتشكل الاتجاه العام من خلال البيانات الاقتصادية أكثر من الآراء الفردية.

آثار ارتفاع أسعار الفائدة

ويمكن أن يؤدي ارتفاع أسعار الفائدة إلى زيادة تكاليف الاقتراض للأفراد والشركات، وهو ما قد يؤدي إلى تباطؤ النمو الاقتصادي وأرباح الشركات. وقد تواجه الشركات ذات مستويات الديون المرتفعة انخفاض أسعار الأسهم، كما أن ارتفاع أسعار الفائدة على القروض وبطاقات الائتمان يمكن أن يقلل من الإنفاق الاستهلاكي، وهو ما يؤثر على الإيرادات، وخاصة في القطاعات التي يحركها المستهلك.

ومع ذلك فإن الاستثمار في الأسهم على المدى الطويل يوفر العديد من المزايا، بما في ذلك النمو المضاعف وانخفاض التقلبات والمزايا الضريبية المحتملة. وعلى الرغم من التحديات التي يفرضها ارتفاع أسعار الفائدة، فإن النهج الإستراتيجي والمستنير للاستثمار طويل الأجل يمكن أن يحقق عوائد ثابتة.

قطاعات تستعد للنمو

المؤسسات المالية

غالبا ما يشهد القطاع المالي، الذي يضم البنوك وشركات الاستثمار وشركات التأمين وكيانات التكنولوجيا المالية، زيادة في الربح خلال فترات أسعار الفائدة المرتفعة، إذ تستفيد البنوك والمؤسسات المالية من هوامش ربح أوسع، ويرتفع دخل الفوائد من القروض بشكل أسرع من الفوائد المدفوعة على الودائع.

ويمكن أن تؤدي أسعار الفائدة المرتفعة أيضا إلى تعزيز أرباح شركات التأمين والاستثمار، على الرغم من أنه ينبغي النظر في التأثيرات المحتملة على الطلب على القروض والاقتراض الاستهلاكي.

قطاع الطاقة

يواجه قطاع الطاقة، الذي يشمل المصادر التقليدية مثل النفط والغاز والمصادر المتجددة مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، تحديات فريدة خلال بيئات أسعار الفائدة المرتفعة. وفي حين أن زيادة تكاليف الاقتراض قد تؤثر على الربحية، فإن الطبيعة الأساسية لمنتجات الطاقة يمكن أن تحافظ على الطلب حتى في مثل هذه الظروف.

وتلعب الأحداث الجيوسياسية وديناميكيات العرض والطلب والتقدم التكنولوجي أدوارا حاسمة في التأثير على ربحية القطاع إلى جانب أسعار الفائدة.

الرعاية الصحية

وكثيرا ما يُظهِر قطاع الرعاية الصحية، الذي يضم الخدمات الطبية والأدوية والتكنولوجيا الحيوية، مرونة خلال فترات أسعار الفائدة المرتفعة، إذ إن الطلب المستمر على خدمات الرعاية الصحية، الذي يعتبر ضرورة، يمكن أن يساعد في الحفاظ على تدفقات إيرادات ثابتة لشركات الرعاية الصحية.

وعادة ما تكون الشركات الكبرى ذات الأسس المالية القوية في وضع أفضل للتغلب على تحديات ارتفاع أسعار الفائدة مقارنة بالشركات الأصغر التي تعتمد بشكل كبير على تمويل البحث والابتكار.

قطاع المرافق

يُعرف قطاع المرافق، الذي يوفر الخدمات الأساسية مثل الكهرباء والغاز الطبيعي والمياه والصرف الصحي، بالاستقرار والقدرة على التنبؤ. وفي حين أن ارتفاع أسعار الفائدة يمكن أن يؤدي إلى زيادة تكاليف الاقتراض لشركات المرافق كثيفة رأس المال، فإن الطلب غير المرن على خدمات المرافق غالبا ما يحمي القطاع من فترات الركود الشديدة.

اعتبارات إستراتيجية للمستثمرين

يشير تقرير فوربس إلى أنه لا بد للمستثمرين الذين يتنقلون في مشهد أسعار الفائدة المرتفعة من أن يأخذوا في الاعتبار الدورة الاقتصادية، وتقييم مستويات الديون في استثماراتهم، وتبني التنويع للتخفيف من المخاطر.

ويضيف التقرير أن إعطاء الأولوية للشركات ذات الميزانيات العمومية القوية ومراقبة المؤشرات الاقتصادية واعتماد منظور طويل الأجل، هي إستراتيجيات أساسية للنجاح في هذه البيئة الصعبة.

ويشجع التقرير المستثمرين على البقاء على اطلاع وقابلية للتكيف، وتعديل إستراتيجياتهم بناء على الظروف الاقتصادية المتغيرة. ويتطلب مشهد السوق لعام 2024 اتباع نهج دقيق ومدروس، مع التركيز على المرونة وإمكانات النمو على المدى الطويل.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: أسعار الفائدة المرتفعة ارتفاع أسعار الفائدة الرعایة الصحیة یمکن أن

إقرأ أيضاً:

القومي للأجور: إذا انخفضت الفائدة 3% يمكننا الحديث عن زيادات أكبر بالمرتبات

كشف علاء السقطي، عضو المجلس القومي للأجور، أن القطاع الخاص يعتبر العامل والموظف جزءًا من الأصول التي يدير بها المنظومة أو المؤسسة، وبالتالي فإن اهتمامه بهم يماثل اهتمامه بأي أصل ثابت لدى الشركة.

القومي للأجور يفجر مفاجأة عن نسبة زيادة المرتبات .. فيديوزيادة مرتبات القطاع الخاص .. اجتماع مهم للقومي للأجور غدا لتحديد الحد الأدنى


وفيما يتعلق باجتماع المجلس المقرر غدًا، علّق قائلًا: "السؤال الأهم: هل القطاع الخاص قادر على رفع الحد الأدنى للأجور؟ علينا أن ندرك أن القطاع الخاص لم يتعافَ إلا في منتصف عام 2024، عندما تم تعويم الجنيه، مما مكّنه من استئناف عمليات الاستيراد وتلبية احتياجاته الإنتاجية."

وتابع خلال مداخلة هاتفية في برنامج "كلمة أخيرة" الذي تقدمه الإعلامية لميس الحديدي على شاشة ON:"في مطلع عام 2025، قام القطاع الخاص برفع الأجور بنسبة 10% كزيادة سنوية، ووصل الحد الأدنى للأجور إلى 6000 جنيه،منذ الرفع الاول في مايو الماضي  ولم يتم استثناء أي جهة. الأمور كانت واضحة تمامًا، ومن لم يستطع الالتزام قدّم أسبابه إلى الاتحاد، لكن عدد هؤلاء كان محدودًا للغاية."


وأضاف: "القطاع الخاص التزم بشكل كامل بالحد الأدنى للأجور البالغ 6000 جنيه منذ مايو 2024، دون أي استثناءات."

وفيما يتعلق بالزيادة المتوقعة، قال: "قمنا في مطلع يناير بزيادة الأجور بنسبة 10%، وهي زيادة دورية مقررة بموجب القانون، حيث رفعت معظم المؤسسات الحد الأدنى للأجور بنسبة تتراوح بين 7% و10% من إجمالي الراتب."


وحول الخطة المستقبلية، أوضح السقطي أن التضخم بدأ في التراجع، ولا مانع من أن يتحمل صاحب العمل نصف نسبة التضخم عن العامل، مضيفًا: "صاحب العمل يرغب في منح العامل كل ما يحقق استقراره، لكن في الوقت نفسه، يجب ضمان استمرار استقرار المؤسسات الاستثمارية، وهو أمر أساسي."


وأشار إلى أن اجتماع الغد سيشهد نقاشات مفتوحة، حيث سيطرح كل طرف وجهة نظره، متابعًا:"من وجهة نظري، يجب أن تكون الزيادة نصف نسبة التضخم، أي بين 11% و13%، بينما يتحمل العامل الجزء المتبقي."


وأضاف: "نتوقع استمرار تراجع التضخم في الفترة المقبلة، مما قد يُمكن أصحاب الأعمال من تحمل زيادات أكبر، بشرط تخفيض فوائد البنوك، التي تتجاوز حاليًا 30%. إذا انخفضت الفائدة بمقدار 3% إلى 4%، يمكننا الحديث عن زيادات أكبر في أجور العاملين."

مقالات مشابهة

  • القومي للأجور: إذا انخفضت الفائدة 3% يمكننا الحديث عن زيادات أكبر بالمرتبات
  • الفدرالي الأميركي: ملتزمون بهدف التضخم .. والاقتصاد قوي
  • المركزي الأمريكي لا يستعجل خفض الفائدة
  • "الفيدرالي الأمريكي" يؤكد متانة سوق العمل ويؤجل خفض الفائدة
  • البنك المركزي الهندي يخفض أسعار الفائدة للمرة الأولى منذ خمس سنوات
  • بنك إنكلترا يخفض الفائدة 0.25% في أولى اجتماعات 2025
  • تتعلق بالقروض وسعر الفائدة.. "البنك المركزي" يكشف عن مبادرات نوعية بـ25 مليار دولار
  • صعود الأسهم الآسيوية بعد ارتفاع وول ستريت.. والين يُحلق
  • قبل اجتماع المركزي المصري.. خبير اقتصادي يتوقع تخفيضاً بـ 300 نقطة أساس
  • المركزي التونسي يبقي سعر الفائدة الرئيسي عند 8%