الخليج الجديد:
2025-02-07@03:47:57 GMT

كيف فازت روسيا في حرب العقوبات مع الغرب؟

تاريخ النشر: 27th, January 2024 GMT

كيف فازت روسيا في حرب العقوبات مع الغرب؟

بات من الواضح أن روسيا هزمت نظام العقوبات الغربية، الذي كان يهدف إلى شل اقتصادها وإرغامها على الانسحاب من أوكرانيا.

هكذا ينقل تحليل لموقع "مودرن دبلوماسي"، وترجمه "الخليج الجديد"، عن رئيس البعثة السابق في السفارة الأمريكية في السعودية ديفيد رونديل والمستشار السياسي السابق للقيادة المركزية الأمريكية الذي أمضى 15 عامًا في العمل في الاتحاد السوفيتي السابق مايكل جفويلر، بالتزامنت مع الذكرى الثانية للحرب الروسية على أوكرانيا.

وبدلاً من الانهيار، ينمو الاقتصاد الروسي بسرعة، فقد نما الناتج المحلي الإجمالي الروسي بنسبة مذهلة بلغت 5.5% في الربع الثالث من عام 2023.

ولم يتم بعد إصدار الأرقام النهائية لهذا العام، لكن نمو الناتج المحلي الإجمالي الروسي لعام 2023 بأكمله من المتوقع أن يتجاوز 3%.

ومن عجيب المفارقات، وفق التحليل، أن أداء الروس أفضل من أولئك الذين فرضوا العقوبات عليهم.

وفي عام 2023، نما الاقتصاد الأمريكي بنسبة 2.4%، بينما انكمش الاقتصاد الألماني، ونما الاتحاد الأوروبي ككل بأقل من 1%.

اقرأ أيضاً

عقوبات أمريكية على شركة شحن مقرها الإمارات بسبب سعر النفط الروسي

وبدلاً من الانسحاب من أوكرانيا، زادت روسيا حجم قوة غزوها من 190 ألف جندي في فبراير/شباط 2022 إلى أكثر من 600 ألف جندي اليوم.

بين فبراير/شباط 2022 وفبراير/شباط 2023، فرضت الدول الغربية على روسيا نظام العقوبات الأكثر شمولاً منذ الحرب العالمية الثانية.

وإجمالاً، لم تتسبب عدة آلاف من العقوبات المفروضة على الأفراد والشركات والمؤسسات الحكومية الروسية إلا في حدوث ركود طفيف في عام 2022، وسرعان ما تمكن الروس من عكس ذلك.

وردا على سؤال حول كيفية فعل ذلك، يقول التحليل: "الروس يمتلكون الكثير من الذهب، والحبوب، والنفط، والأصدقاء، وقد استخدموا كل ذلك بفعالية للتغلب على العقوبات، وكان من الممكن لأي لعبة حرب واقعية أن تتنبأ بكل هذا بسهولة".

وفي مارس/آذار 2022، جمدت الدول الأعضاء في مجموعة السبع 300 مليار دولار من احتياطيات البنك المركزي الروسي، أي حوالي نصف احتياطيات روسيا من العملات الأجنبية في ذلك الوقت.

وكان من المفترض أن "يحول الروبل إلى ركام"، ولكن لم يحدث ذلك.

اقرأ أيضاً

روسيا تشيد بعدم انضمام قطر للعقوبات الغربية

وبدلاً من ذلك، تحرك البنك المركزي الروسي بسرعة كبيرة لربط الروبل بالذهب، ودعم ذلك باحتياطياته الضخمة من الذهب وقدرته الإنتاجية.

وكان الربط ساري المفعول لمدة 3 أشهر فقط، لكن هذا أتاح لموسكو الوقت لإعادة توجيه تجارتها في مجال الطاقة، بعيداً عن أوروبا وتعديل اقتصادها العام ليتوافق مع العقوبات.

وعلى الفور تقريباً، بدأت روسيا في تحويل تجارة الطاقة نحو الصين والهند من خلال تقديم الخصومات.

واليوم، يذهب 90% من صادراتها من النفط الخام إلى هذين البلدين، أوروبا، التي كانت تستقبل 40% من صادرات النفط الخام الروسي، لا تتلقى الآن سوى 4% إلى 5%.

وللتهرب من عقوبات الشحن والتأمين الغربية، قام الروس بتجميع "أسطول ظل" هائل من ناقلات النفط، حيث قاموا بشراء واستئجار مئات السفن التي لم تمتثل للعقوبات.

ووفقا لوكالة الطاقة الدولية، تصدر روسيا حاليا 7.5 ملايين برميل من النفط يوميا، أي أقل بقليل من السعودية.

اقرأ أيضاً

تركيا: الدول الغربية تضغط علينا لفرض عقوبات على روسيا

ثم أبدع الروس في خرق العقوبات، من خلال تجنيد أصدقاء مثل إيران وتركيا والصين وكوريا الشمالية وقيرغيزستان للمساعدة في نقل البضائع ذات التقنية العالية مثل الرقائق الدقيقة.

وعلى سبيل المثال، ارتفعت واردات السيارات الغربية وقطع الغيار إلى قيرغيزستان بنسبة مذهلة بلغت 5500% في الأشهر التسعة الأولى من عام 2023.

ولا تزال روسيا أكبر منتج للماس الطبيعي في العالم، ومصدر مهم للماس.

ولم يكن لموجات العقوبات سوى تأثير محدود على إنتاج الماس وعائداته.

وأخيرا، منذ انهيار نظام المزرعة الجماعية في الاتحاد السوفييتي، أصبحت روسيا أكبر مصدر للقمح على مستوى العالم.

وعلى الرغم من العقوبات الغربية، فإن حصة روسيا من صادرات القمح العالمية زادت فعليا على مدى العامين الماضيين.

اقرأ أيضاً

قمة مجموعة السبع تتعهد بمواصلة التصدي لروسيا.. وعقوبات أمريكية بريطانية جديدة

وبفضل الانحباس الحراري العالمي، حققت روسيا محصولاً وافراً آخر من الحبوب، وتأمل في الحصول على المزيد من الحبوب مع ارتفاع درجة حرارة سيبيريا.

ووفق التحليل، فشلت أسلحة "ناتو العجيبة"، مثل دبابات (HIMARS) و(Leopard)، في تغذية هجوم مضاد أوكراني فعال.

كما فشلت الدبلوماسية في عزل روسيا، المنشغلة بمراجعة العديد من طلبات الانضمام إلى منظمة "بريكس".

ويتابع التحليل: "لقد كانت الحرب الاقتصادية فاشلة".

في الوقت الحاضر، تم تجميد أصول البنك المركزي الروسي، مما يعني أنه لا يمكن استخدامها، ولكنها لا تزالمملوكة لروسيا.

ويقترح بعض مستشاري السياسة الخارجية الآن مصادرة هذه الأصول وتسليمها إلى أوكرانيا.

وبغض النظر عن شرعيتها، فهذه فكرة "غبية" للغاية، حيث يقول التحليل إن الاستيلاء على أصول البنك المركزي الروسي من شأنه أن يشجع الجميع على إيجاد بديل للدولار كعملة احتياطية.

اقرأ أيضاً

تحرك أمريكي لمنع الالتفاف على العقوبات ضد روسيا عبر دول ثالثة.. ما القصة؟

ويضيف: "لن يكون ذلك سهلاً، ولكن إذا كان البديل هو خسارة كل أموالك إذا أزعجت واشنطن، فسيجد الناس طريقة".

ويتابع: "لا شيء قد يوحد الشعب الروسي في كراهيته للغرب، ودعمه للرئيس فلاديمير بوتين، وتصميمه على مواصلة الحرب أكثر من سرقة ما يعتبرونه أموالهم، وهو في الحقيقة كذلك".

وتساءل التحليل: "كيف تعتقد أن رد فعل (الرئيس الروسي فيلاديمير) بوتين؟"، قبل أن يجيب: "سوف يصادر جميع الأصول الغربية في روسيا، فهل وزارة الخزانة الأمريكية مستعدة لتعويض أصحاب تلك الأصول، وأغلبهم من الألمان، عن خسائرهم؟".

ويخلص لتحليل إلى أن العقوبات "رخيصة وسهلة فرضها، ولكنها نادراً ما تنجح".

ويضيف: "في حين أنها تجعل الأمر يبدو وكأنك تفعل شيئًا ذا معنى، إلا أنها في الواقع لا تزيد كثيرًا عن مجرد إشارة إلى الفضيلة الاقتصادية".

ويختتم: "من المؤكد أن العقوبات الاقتصادية لم تغير النتيجة في أوكرانيا، لقد نفدت كييف من الرجال، ومن المال، ومن قذائف المدفعية، ومن الزمن، ويجب على الغرب أن يتوقف عن إعطاء المال لرجل لديه ثقب في جيبه".

اقرأ أيضاً

صادرات النفط الروسي عند أعلى مستوى منذ 3 أعوام رغم العقوبات

المصدر | مودرن دبلوماسي - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: روسيا عقوبات اقتصاد حرب اقتصادية أوكرانيا حرب روسيا حرب أوكرانيا البنک المرکزی الروسی اقرأ أیضا عام 2023

إقرأ أيضاً:

مثل البشر.. الكلاب أيضا تتأثر بالتوقيت الصيفي والشتوي

كل عام، يتذمر الملايين من الناس من الاضطراب الناجم عن التوقيت الصيفي، وتكشف دراسة جديدة نشرت يوم 29 يناير/كانون الثاني الماضي في مجلة "بلوس ون" أن الكلاب، تماما مثل رفاقها من البشر، تشهد تغييرات في روتينها اليومي عندما تتغير الساعات، ولكن لا تتفاعل جميع الكلاب بالطريقة ذاتها.

ركز البحث، الذي أجراه فريق من جامعة تورنتو، على مجموعتين من الكلاب: الكلاب التي تجر الزلاجات، وكلاب الرفقة. كان الهدف هو فهم كيفية تكيف هذه الحيوانات مع تغيير التوقيت عندما يتم تأخير الساعات بمقدار ساعة في الخريف.

وفي حين تركز معظم الدراسات على التوقيت الصيفي وتأثيره على نوم الإنسان وسلوكه، فإن هذه واحدة من أولى الدراسات التي تستكشف كيف يتعامل رفاقنا من الكلاب مع التحول المفاجئ.

كلاب الزلاجات في محمية غابة هاليبورتون للحياة البرية تبدأ الجري (مينج في لي) من يتكيف أسرع؟

تتبعت الدراسة مستويات النشاط لدى 25 كلب زلاجة و29 كلبا مصاحبا (الذي يعمل إلى جانب مقدمي الرعاية من البشر) باستخدام أجهزة قياس التسارع، وهي أجهزة صغيرة تقيس الحركة، وقارن الباحثون أنماط نشاط الكلاب الصباحية قبل وبعد انتقال التوقيت الصيفي.

تقول المؤلفة الرئيسية للدراسة لافانيا ناجندران، وهي باحثة الدكتوراه في الأنثروبولوجيا التطورية في جامعة تورنتو الكندية، في تصريحات للجزيرة نت "أظهرت كلاب الزلاجات، التي لديها جداول زمنية شديدة التنظيم، تغييرا ملحوظا في نشاطها الصباحي".

وتضيف ناجندران "قبل التوقيت الصيفي، كانت هذه الكلاب أكثر نشاطا قرب شروق الشمس، الذي تزامن مع وقت وصول مدربيها. ومع ذلك، بعد تغيير الساعات، حدث شروق الشمس قبل ساعة، بينما ظل وقت وصول المدربين كما هو. ونتيجة لذلك، كانت كلاب الزلاجات أقل نشاطًا قرب شروق الشمس، وأكثر نشاطا قبل وصول مدربيها. ومن المثير للاهتمام أن الأمر تطلب من كلاب الزلاجات يومًا واحدا فقط للتكيف مع الجدول الزمني الجديد".

إعلان

من ناحية أخرى، لم تظهر كلاب المرافقة أي تغييرات كبيرة في نشاطها الصباحي بعد التوقيت الصيفي؛ إذ بدت هذه الكلاب، التي تعيش في منازل ذات روتين أكثر مرونة، غير منزعجة من تحول الوقت. ظلت أنماط نشاطها ثابتة بغض النظر عن التغيير في وقت شروق الشمس أو أوقات استيقاظ مقدمي الرعاية.

لم تظهر كلاب المرافقة أي تغييرات كبيرة في نشاطها الصباحي بعد التوقيت الصيفي (رويترز) ما الفرق؟

يقترح الباحثون أن الفرق في التكيف بين كلاب الزلاجات والكلاب المرافقة يعود إلى روتينها اليومي. تعيش كلاب الزلاجات في بيوت الكلاب وتتبع جداول زمنية صارمة يمليها عليها مدربوها. وبالتالي فعندما تتغير الساعات لا تتغير أوقات وصول مدربيها، لذلك يتعين على الكلاب التكيف بسرعة. ومع ذلك، تتأثر الكلاب المرافقة بشكل أكبر بالجداول الزمنية المرنة لمقدمي الرعاية. إذا لم يغير البشر روتينهم، فلن تغير الكلاب أيضا تكيفها.

تضيف ناجندران أن الدراسة وجدت أيضا أن كلاب الزلاجات الأكبر سنا كانت أقل نشاطا في الصباح مقارنة بالكلاب الأصغر سنا، وأظهرت الكلاب المرافقة الأكبر سنا انخفاضا طفيفا في النشاط في يوم تغيير التوقيت الصيفي.

يشير هذا إلى أن الكلاب الأكبر سنا قد تجد صعوبة في التكيف مع التغييرات المفاجئة في الجدول الزمني، وهي النتيجة التي قد تكون مهمة لأصحاب الحيوانات الأليفة الذين لديهم كلاب مسنة.

لم تركز الدراسة على الكلاب فقط، بل نظرت أيضا في كيفية تكيف مقدمي الرعاية من البشر مع التوقيت الصيفي. من المثير للدهشة أن أوقات استيقاظ مقدمي الرعاية واستيقاظهم لم تتغير بشكل كبير في يوم انتقال التوقيت الصيفي. ومع ذلك، فقد استيقظوا في وقت مبكر في أيام الأسبوع التالية، ويرجع ذلك على الأرجح إلى جداول العمل.

وعلى الرغم من ذلك، ظلت أنماط نشاط كلابهم دون تغيير، مما يدل على أن الكلاب المرافقة ليست دائما متزامنة التكيف مع روتين البشر.

إعلان

مقالات مشابهة

  • الخزانة الأمريكية تفرض عقوبات على شحن النفط الإيراني للصين
  • أميركا تفرض عقوبات على أفراد وسفن تنقل نفطا إيرانيا للصين
  • عتبات الفرح للكاتبة هديل حسن: لعلها عتبات الكتابة أيضا
  • هل أضرت هجمات المسيرات الأوكرانية بقطاع الطاقة الروسي؟
  •  الصين تتجاهل العقوبات الامريكية وتشتري معظم النفط الإيراني 
  • “قمة العمر الصحي” تعلن الفائزين في مسابقة تقديم عروض التقنية الحيوية
  • مثل البشر.. الكلاب أيضا تتأثر بالتوقيت الصيفي والشتوي
  • ترامب: لدينا الحق في منع بيع النفط الإيراني لدول أخرى
  • وزير خارجية روسيا: إسرائيل تخطط للسيطرة الكاملة على الضفة الغربية
  • أكاديمي فرنسي: الأمل أيضا قد يقتل في غزة