الأسبوع:
2025-03-29@12:42:58 GMT

لا كرامة في الحب!

تاريخ النشر: 27th, January 2024 GMT

لا كرامة في الحب!

لا كرامة في الحب، مفيش حاجه اسمها كرامة بين الواحدة وجوزها، كلام كتير بنسمعه ومقولات نرددها يومياً بدون الفهم الصحيح لمعنى كلمة كرامة.

الكرامة في الحب، إشكالية اختلفت حولها النساء، فهناك من تؤكد أنه لا معنى لكلمة كرامة بين الحبيبين لأنه من المفترض أن الحب يصنع من القلبين قلبا واحدا، وهناك من تؤكد أن الكرامة هي الشيء الوحيد الذي لا يجب أن يمسه أو يمحوه الحب، فلابد للمرأة أن تحتفظ بكرامتها، وهناك رأي أن الكرامة أغلي من الحب، فاذا تعرضت كرامتك للإهانة الافضل لكى أن تنزعي قلبك وتسحقيه بقدميك فلا ترخصي نفسك فلا أحد يستحق.

المفهوم الصحيح للكرامة بين الزوجين هو احترام الحقوق والواجبات بينهما وعدم إهانة أو اساءة شريك الحياة، فالإهانة غير مقبولة بشكل عام سواء كان من الزوج أو الأخ أو الحبيب هناك كرامة ولا بد أن نحافظ عليها،

الحياة بين الزوجين مليئة بالاتهامات وتعمد الإيذاء وجرح الكرامة والتقليل من أنوثة المرأة وكذلك التقليل من رجولة الزوج وفرض السيطرة ومحاولة التحكم السلبي في العلاقة الزوجية من قبل الطرفين والعنف اللفظي والجسدي، كل هذه الممارسات لا تنتقص فقط من كرامة الإنسان ولكن تبني حاجز نفسي بين الطرفين لا يمكن هدمه أو التخلص منه فالحب يعوض أما الكرامة إذا أهدرت لن تعود.

الرجل الحقيقي الذي يقدم لكى الاحترام والإخلاص، فهنيئا لكي بقلب رجل رائع يخاف الله فيكي، يحبك ويرى كرامتك من كرامته، وإهانتك إهانة لذاته، فلقد خلق الله أدم ليبحث عن حواء وليس العكس، فقد أعزك الله وعلا من شأنك فأنتي المصون التي يجب أن يتعب الرجل ويسعي للحصول عليك والفوز بقلبك.

هل من الممكن أن تضحي بشخصيتك من أجل من تحب؟

لا يمكن التضحية بالشخصية لأنها كيانك وحصيلة فكرك وما سعيت إلى بنائه في نفسك، ومن يحبك يحبك بشخصيتك كما هي فلا يضطرك إلى التضحية بها وتصبح شخصا آخر لا تعرفه ولا يشبهك.

التضحية في الحب تكون في أمور أخرى وليس في هوية الإنسان وكينونته. أساسا إذا ضحى المرء بشخصيته تلاشت هيبته أمام نفسه وأمام من يحبه، لأن من أسباب انجذابنا لمن نحب هو الميل إلى جوهر الشخصية واعتزازها بصفاتها.

التضحية بحلم من الأحلام أمر وارد ولكن المبادئ خط أحمر.

ليس حباً هذا الذي نتصنع فيه شخصية لا تمثلنا وليست تضحية إذا فعلنا ذلك بل حمق وغفلة. لن تموت إذا خسرت من تحب ولكن ستعيش كالميت إذا خسرت كرامتك.

فن التسامح وتقديم الاعتذار للطرف الآخر من الفنون الزوجية التي ينبغي على الزوجين تعلمها وكلمة أسف من أسهل الكلمات التي تنهي أي خلاف مع الحفاظ على كرامة الطرف الأخر أو تقديم الاعتذار بالأفعال فالشريك الذكي هو الذي يبادر بالاعتذار دون الحاجة أن يطلب الشريك الآخر منه ذلك وهنا لا ينبغي أن تطول فترة الخصام بين الزوجين، حتى لا يحدث الجفاء والجمود العاطفي بينهما.

فالعلاقة الزوجية لها ضوابط وقيم تجعل كلا من الطرفين يدرك المستوى اللائق للحوار مع الطرف الآخر، وفى حالة إن حدث تجاوز فيجب أن تلفت الزوجة زوجها بشكل مهذب بعيداً عن السخرية والتكبر، وتوضح له أثر هذا التعامل في نفسيتها.

واخيرا

يقول تعالى ﴿ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون﴾ (الروم/21).

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: الأسبوع فی الحب

إقرأ أيضاً:

معركة الكرامة من استراتيجية الصمود نحو استراتيجية النصر الشامل

كانت في البداية استراتيجية مليشيا الدعم السريع هجوما كاسحا سريع الحركة من أجل السيطرة، ومع وصول هذا الهجوم لنقطة الصد والمقاومة التي لم تمكنه من تحقيق الهدف، تحولت الحرب عندهم لاستراتيجية سيطرة وانتشار واسع والضغط لاستلام السلطة، ومع الفشل في تحقيق الهدف تحولوا لحرب عصابات واسعة مدفوعة برغبة في السرقة وحيازة ثروات المواطنين، فتحولت حرب عصابتهم لنمط إجرامي وتهديد أمني دون غاية سياسية. واستخدمت المليشيا ترسانة عقيدة عرقية وعنصرية وكراهية من أجل منح قواتهم التماسك وساعدتهم في ذلك الآيدلوجيا الرثة للسودان الجديد.

مع تلك المراحل كان الجيش السوداني وبداية من نقطة الصد والمقاومة الأساسية والتي كانت أشبه لاستجابة تلقائية غير شاملة، فتطورت تكتيكاته للدفاع التام والحفاظ على التماسك والعمل للاستنزاف وتأمين خطوط الإمداد وإعادة هيكلة وضعية القوات وتمركزها وتسليحها، هذه مهام كثيرة كانت تتم في وضع صعب من كافة النواحي ومع ما ظهر أنه تقدم للمليشيا كانت لاستجابة الصبر والتماسك ميزة استراتيجية كبيرة ظهرت لاحقا.

لكن الاستجابة الحقيقية كانت استجابة تشبه (تشاركية أمنية) بين الجيش والشعب، فتحول الحرب لحرب على الشعب استنفر المجتمع، ووطد العلاقة مع الجيش ليبدأ شكل تعاونيات أمنية في الحرب لتأمين المناطق، والتنظيم المشترك تحت استراتيجية الجيش للتحرير، كل ذلك دون تهديد وجود مؤسسة الجيش وتنظيمه خصوصا أن عقيدة الجيش تختلف في كل قيمها عن المليشيا، عقيدة وطنية استيعابية مع تقاليد قوية راسخة.

بتلك الاستراتيجية والعمل المستمر تمكن السودانيون وجيشهم من حسم الجزء الأول من الحرب، وهو جزء بقاء الدولة وكسر شوكة التمرد، وبقاء الدولة يستدعي على الأقل تحرير مركزها وقلب سلطتها. لكن المرحلة الثانية من الحرب تحتاج لاستراتيجيات تستوعب طبيعة التحول القادم.

أهم متغير جديد هو فهم وتوقع التحول الذي سيطرأ على مليشيا التمرد نفسها، فالمرجح أنها ستتحول لحركة تمرد مناطقي في هامش واسع غرب البلاد، تحاول أن تمنح نفسها مشروعية لحرب الدولة، وبالتالي تستمر في توظيف الدعم الخارجي من أجل تمرد طويل مثل الحركة الشعبية قديما العام ١٩٨٣م، هذه هي الاستراتيجية التي بدأت عمليا من خلال تحالف نيروبي مع حركة الحلو.
إذن من المهم لتحقيق النصر في المرحلة القادمة فهم التحول الذي سيحدث في المليشيا وبالتالي فإن العمل سيمضي نحو الاتجاهات التالية:
أولا: تأمين المناطق التي تحررت بشكل تام.

ثانيا: تواصل مباشر وآمن وربما سري مع المجتمعات التي توجد في دارفور فعليا، فهم مخاوفها وإيجاد وكلاء جدد عنها، وكلاء ذوو شوكة وحضور وليس مستبعدا أن يكونوا ممن كان من ضمن تشكيلات الدعم السريع، نموذج (كيكل) يجب أن يوجد هناك من جديد وعلى عدة أصعدة، هذه المهمة ممكنة التحقق فهناك فرق بنيوي بين طبيعة تمرد الحركة الشعبية قديما وصلتها بمحتمعات الجنوب وبين هذه المليشيا الجديدة، حتى في طبيعة الانحياز الخارجي هناك فرق كبير يطول شرحه.
ثالثا: التركيز في خطاب الحرب الذي يحكي عن عقيدة الجيش على البعد القومي والوطني، هذه مهمة للدولة وقياداتها لكنها أيضا معركة أساسية في الرأي العام وأوساط المثقفين والنخب، مع التركيز على (تصفية الحساب التام) وبلا مساومة مع القوى السياسية التي دعمت التمرد وتسببت في الحرب.

رابعا: خلق صيغة لإدارة الاقتصاد السياسي الكلي للدولة في اتجاه يدعم استعادة التوازن والاستقرار، وهذه مهمة صعبة حاليا بالمؤشرات الاقتصادية البحتة لكنها ممكنة من خلال مفاهيم الاقتصاد السياسي، بما يؤثر على سوق الحرب وإدارة الأعمال السياسية أثناء الحرب. هذه المسألة هدفها ببساطة ربط المجتمعات ووكلاؤها بالسلطة من خلال صيغة تشاركية أمنية وطنية على رأسها الجيش الوطني، وهدفها إنهاء حالة التمرد وربط المصير (الخاص) بالدولة (العام).

خامسا: التقدم العسكري تدريجيا نحو التحرير بكل طاقة البلاد، وتوظيف هذه الهبة للتأمين والتقدم لكن بإدارة سليمة واستراتيجية، ودون استعجال لأن نتائج إيجابية متوقعة إذا أحسن السودانيون تحقيق النقاط الأربع الأولى.

هذه الاتجاهات تعمل متوازية ولا تتعارض فيما بينها ولا تترتب بالتقديم والتأخير، لكن من المهم التفكير والتخطيط قبل المرحلة الثانية لتحرير البلاد، وهذا ما نتوقعه من نتائج تخلق الوعي الجمعي شديد الوطنية.

هشام عثمان الشواني

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • معركة الكرامة من استراتيجية الصمود نحو استراتيجية النصر الشامل
  • محافظ المنيا يستقبل الفائزة بلقب الأم المثالية ويؤكد: الأم نبع العطاء ورمز التضحية
  • الصين ترفض التضحية بتيك توك وترفض تنازلات ترمب الجمركية
  • علي جمعة: الإيمان باليوم الآخر يمنح الحياة معناها الحقيقي
  • علي جمعة: لولا الإيمان باليوم الآخر لأصبح العالم عبثًا وفوضى
  • طرح فيلم 6 أيام علي هذه المنصة
  • برج الثور.. حظك اليوم الخميس 27 مارس 2025: استثمارات ذكية
  • نحـو نـقـد الانتـقـائيـة في النـظـر إلى الآخـر
  • المعابر والحدود الفلسطينية: معبر الكرامة سيبدأ العمل بالتوقيت الصيفي الجمعة
  • الحب في زمن التوباكو (2)