كيف تحولت إسرائيل من ضحية إلى متنمر متوحش؟.. تحاول الكاتبة رانجاني إيير موهانتي الإجابة على هذا السؤال في مقال نشره موقع "فير أوبزرفر" الأمريكي، مشيرة إلى دور الولايات المتحدة وبريطانيا "اللذين أنشئا طفلا مدللا شديد الأنانية ليتحول إلى بطل ساقط ومتنمر في عالم لم يعد يحب دعم المتنمرين".

وتقول الكاتبة إنه لقرون، كان اليهود ضحايا للاضطهاد الأوروبي، وبلغ الأمر ذروته خلال الهولوكوست في عام 1945، لكن هذا التعاطف تحول إلى رعاية حولت إسرائيل إلى كيان ظالم يفعل ما تعرض له اليهود تماما، بحق الفلسطينيين.

وبعد أكثر من 70 عاما من احتلالها فلسطين، رأى العالم كيف طردت إسرائيل أكثر من 5.9 مليون فلسطيني من أراضيهم وأملاكهم بقسوة، وأضافت إليهم 1.9 مليون فلسطيني منذ أكتوبر/تشرين الثاني الماضي.

اقرأ أيضاً

مجازر غزة.. هل تعلم الصهاينة من اضطهاد اليهود شيئا؟ 

لا مبرر لطرد الفلسطينيين وقتلهم

وتضيف أن ما تعرض له اليهود في أوروبا، وهجوم "حماس" في 7 أكتوبر، لا يبرران أبدا طرد الفلسطينيين الذين يعيشون في أراضيهم، ولا الحكم عليهم أو تجريدهم من كرامتهم، أو تدمير بيوتهم ومستشفياتهم ودور عبادتهم أو حشرهم في مساحات أراضي صغيرة.

وتشير الكاتبة إلى الاحتجاجات الشعبية التي تصاعدت بمختلف أنحاء العالم خلال الأسابيع الماضية ضد إسرائيل، وإقدام دول، لا سيما في أمريكا اللاتينية والشرق الأوسط على تخفيض أو وقف العلاقات الدبلوماسية مع تل أبيب، وختمت جنوب أفريقيا تلك التحركات بإقامة دعوى أمام محكمة العدل الدولية تتهم فيها إسرائيل بارتكاب الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين.

اقرأ أيضاً

دبلوماسي إيطالي سابق: استحضار الهولوكوست لتبرير جرائم إسرائيل في غزة إهانة لضحاياه

مهاجمة كافة المنتقدين

وتنتقد الكاتبة إقدام الصهاينة على مهاجمة أية جهة لا تقدم لهم – خلال حملة القتل الحالية في غزة – دعما غير مشروط أو تنتقد ما يفعله جيش الاحتلال، فقد فعلوا ذلك مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، وشوهوا طلاب جامعتي هارفارد وكولومبيا الذين وقعوا على بيانات مؤيدة للفلسطينيين، وتم إدراجهم في القائمة السوداء، وتم إلغاء عروض عملهم.

أيضا يواجه الطلاب والموظفون في المؤسسات الأكاديمية في المملكة المتحدة التوبيخ والإيقاف بسبب دعمهم للقضية الفلسطينية.

وانتقدت وزارة الخارجية الإسرائيلية بوليفيا بسبب قطع العلاقات الدبلوماسية معها، ووصفوا جنوب أفريقيا بأنها "الذراع القانوني لحماس" لرفع قضية الإبادة الجماعية إلى محكمة العدل الدولية.

اقرأ أيضاً

لعنة حرب غزة تطارد اليهود حول العالم.. أزمة هوية وخوف من المستقبل

أمريكا وبريطانيا

وتعتبر رانجاني أن على الولايات المتحدة وبريطانيا مسؤولية خاصة في مهمة محاولة إيقاف إسرائيل الآن، فالأخيرة هي ربيبة هاتين الدولتين، حيث لعبت بريطانيا دورا فعالا في إنشاء وطن لليهود في فلسطين، ودعمت الولايات المتحدة إسرائيل دون قيد أو شرط على مدى عقود من الزمن بالسلاح والمال والغطاء العسكري والدبلوماسي، وفي الواقع الحماية ضد الانتقادات من أي نوع.

ومن المثير للاهتمام أن قائد الفريق القانوني الإسرائيلي في محكمة العدل الدولية الآن هو بريطاني.

وتقول إنه بسبب "ذنبهما التاريخي"، أنشأت بريطانيا وأمريكا طفلاً مدللاً شديد الأنانية، ولن يشارك أطفال الحي، ولن يلعب بلطف مع أطفال الحي، ولن يستمع إلى والديه.. طفل غير مسؤول أمام أي شخص أو أي دولة أو حتى أي مؤسسة دولية.

والآن تدافع الولايات المتحدة والمملكة المتحدة عما لا يمكن الدفاع عنه ــ المذبحة الإسرائيلية المستمرة ضد الفلسطينيين، وهو ما يدعو إلى التشكيك في إحساسهما بالأخلاق والإنسانية.

اقرأ أيضاً

تضامنت مع اليهود.. داخلية ألمانيا تدعو المسلمين لحوار وتتهم "حماس" بالإرهاب

دولة لليهود في أوروبا أو أمريكا

وترى الكاتبة أنه كان يمكن لأوروبا وأمريكا التكفير عن ذنب اضطهاد اليهود قديما بتخصيص دولة لهم إما في ألمانيا، لأن النازيين كانوا مسؤولين عن ما يعرف بـ "المحرقة"، أو في انجلترا التي قتلت اليهود وطردتهم عام 1290، وأيضا الولايات المتحدة التي تمتلك مساحات شاسعة من الأراضي، ولديها أيضا خطاياها ضد اليهود التي تريد أن تكفر عنها.

ونظرا للعلاقة الأبوية المفترضة بين الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والشعب اليهودي، فقد يُفسر من المعقول أن من واجبهما القيام بذلك، تضيف الكاتبة.

لكن، بدلا من ذلك، تم إنزال اليهود في دولة رابعة وقاسموا سكانها في الأرض، وما لبثوا أن طردوهم من معظمها.

وتمضي الكاتبة بالقول إن توقع تخلي أصحاب الأرض عن حريتهم وكرامتهم أمر مثير للغضب، وتوقع تخليهم عن حياتهم ببساطة هو إبادة جماعية.

وتختتم مقالها قائلة: "وبغض النظر عن قرار محكمة العدل الدولية، فإن العالم يرى إسرائيل كبطل ساقط ومتنمر.. والعالم لن يدعم بعد الآن المتنمرين".

المصدر | رانجاني إيير موهانتي / فير أوبزرفر - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: اليهود فلسطين بريطانيا أمريكا محكمة العدل الدولية الإبادة الجماعية محکمة العدل الدولیة الولایات المتحدة اقرأ أیضا

إقرأ أيضاً:

وكالة الأونروا حصن الفلسطينيين.. عرض تفصيلي مع عمرو خليل

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

قال الإعلامي عمرو خليل، إنّه بنهاية شهر يناير الماضي دخل الحظر الإسرائيلي لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، حيز التنفيذ الفعلي، ما وضع المجتمع الدولي أمام تحدٍّ جديد أمام انتهاك صارخ للقوانين الدولية وقرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي، وتقدم "أونروا" المساعدة والحماية والمناصرة للاجئي فلسطين في مناطق عملياتها الخمس: الأردن، لبنان، سوريا، غزة والضفة الغربية -بما فيها القدس الشرقية- إلى أن يتم التوصل إلى حل لمعاناتهم.

وأضاف "خليل"، مقدم برنامج "من مصر"، المذاع عبر قناة "القاهرة الإخبارية": "أنشئت وكالة أونروا بقرار من الدورة الرابعة للجمعية العامة للأمم المتحدة، وذلك بموجب القرار رقم  302 لعام 1949 بهدف تقديم برامج الإغاثة المباشرة والتشغيل للاجئي فلسطين. وبدأت أونروا عملها في الأول من مايو عام 1950".

وتابع: "ويتم تمويل الوكالة بشكل شبه كامل من خلال التبرعات الطوعية للدول الأعضاء في الأمم المتحدة، وتشمل خدماتها التعليم والرعاية الصحية والإغاثة والبنية التحتية وتحسين المخيمات والدعم المجتمعي والإقراض الصغير والاستجابة الطارئة بما في ذلك في أوقات النزاع المسلح".

وواصل: "ومع غياب حل لمسألة لاجئي فلسطين، عملت الجمعية العامة للأمم المتحدة وبشكل متكرر على تجديد ولاية أونروا، وكان آخرها تمديد عمل الوكالة حتى 30 يونيو 2026".

وأردف: "وأونروا وكالة فريدة من حيث التزامها طويل الأجل تجاه مجموعة واحدة من اللاجئين، وقد ساهمت في دعم أربعة أجيال من لاجئي فلسطين وفي تحقيق تنميتهم البشرية، ووفق أونروا، فإن لاجئي فلسطين هم الأشخاص الذين كانت أرض فلسطين هي مكان إقامتهم الطبيعي خلال الفترة الواقعة بين يونيو 1946 ومايو 1948، والذين فقدوا منازلهم ومورد رزقهم".

وأكد: "وعندما بدأت الوكالة عملها في عام 1950، كانت تستجيب لاحتياجات ما يقرب من 750 ألف لاجئ فلسطيني. واليوم، فإن حوالي 6 ملايين لاجئ من فلسطين يحق لهم الحصول على خدمات أونروا، واعتمد البرلمان الإسرائيلي (الكنيست) مؤخرا قانونين أحدهما يحظر أنشطة أونروا داخل إسرائيل (سيؤثر على المناطق الخاضعة لسيطرتها)، والآخر يمنع السلطات الإسرائيلية من إجراء اتصالات بالوكالة، وسيكون لتلك القرارات عواقب كارثية على الأوضاع الإنسانية للفلسطينيين".

وأوضح: "المفوض العام للأونروا، فيليب لازاريني قال إن هذين القانونين بمثابة كارثة إنسانية يزيدان من معاناة الفلسطينيين، ولا يقلان عن كونهما عقابا جماعيا، وشدد على أن إنهاء أونروا وخدماتها لن يسلب الفلسطينيين حقهم في تلقي الدعم كلاجئين، فيما أكد أعضاء مجلس الأمن الدولي أهمية الدور الحيوي الذي تلعبه أونروا في تقديم المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة للاجئين الفلسطينيين، وشددوا على أن الوكالة تظل العمود الفقري لجميع الاستجابات الإنسانية في غزة، وأنه لا يمكن لأي منظمة أن تحل محل أونروا أو تستبدل قدرتها وتفويضها لخدمة اللاجئين الفلسطينيين والمدنيين المحتاجين بشكل عاجل إلى مساعدات إنسانية منقذة للحياة".

وأتم: "فيما أدانت مصر القوانين الإسرائيلية وأكدت أنها ستؤثر على قدرات وكالة أونروا في تقديم الدعم للمواطنين الفلسطينيين وتمثل جزءا من سلسلة طويلة من الانتهاكات الإسرائيلية للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، وتعكس استخفافا مرفوضا بالمجتمع الدولي والأمم المتحدة، وطالبت المجتمع الدولي والمنظومة الأممية، وفي مقدمتها مجلس الأمن، بالتصدي بصورة حازمة لهذه الجرائم والانتهاكات الإسرائيلية، والحقيقة أن إسرائيل لا تعبأ بالقوانين ولا بالمجتمع الدولي، وتواصل انتهاك القانون الدولي الإنساني، ولا بد أن يتدخل مجلس الأمن الدولي بشكل عاجل لإنقاذ حياة ملايين الفلسطينيين المرتبطة بشكل مباشر بعمل وكالة أونروا".

https://www.youtube.com/watch?v=vUsVLjWpTds

مقالات مشابهة

  • وكالة الأونروا حصن الفلسطينيين.. عرض تفصيلي مع عمرو خليل
  • روسيا: ننسق مع الولايات المتحدة بشأن أحداث العنف في سوريا
  • شكاوى بوجود عطل يواجه إكس في الولايات المتحدة
  • محادثات مفصلية في السعودية بين الولايات المتحدة وأوكرانيا
  • الكاتبة نورا ناجي لـ "البوابة نيوز": "بيت الجاز" أحداثها واقعية.. وسأظل مخلصة للرواية
  • فون دير لايين: الولايات المتحدة حليفة الاتحاد الأوروبي
  • رئيس البرلمان الإيراني: لن ننتظر وصول أي رسالة من الولايات المتحدة
  • إعلام إسرائيلي: إحراز تقدم في محادثات الولايات المتحدة مع حماس
  • المملكة ترحب باستضافة اللقاء المقرر بين الولايات المتحدة الأمريكية وأوكرانيا
  • الولايات المتحدة تبحث حظر ديب سيك