شبكة اخبار العراق:
2025-01-23@19:50:52 GMT

عندما يكون (الأخ الأكبر) فاسداً

تاريخ النشر: 27th, January 2024 GMT

عندما يكون (الأخ الأكبر) فاسداً

آخر تحديث: 27 يناير 2024 - 9:55 صبقلم:سعد الكناني عنوان مقالي هذا ليس المقصود منه الأخ الأكبر في الأسرة ، بل المصطلح الذي أطلقه زعماء الإطار لغايات سياسية ، لتكريس المحاصصة والطائفية لإضعاف البلد إلى درجة الوهن ، لقد جاءت هذه التسمية على أساس رقمي يمثل الأكثرية العددية المذهبية حسب مفهوم الإطاريين ، وبها انتقلت  الدولة  العراقية من دولة الأمة الواحدة قبل 2003  إلى دولة المكونات وتقسيم المجتمع إلى أغلبيات وأقليات.

الأخ السياسي الأكبر لم يكن صادقاً ولا ملخصا لبلده منذ 2003 وما زال، بل كان تابعاً ذليلاً لإيران ولمشروعها التوسعي، هذا ” الأخ” هو من شرعن الفساد ودمر البلاد وطرد الكفاءات الوطنية ليحل محلها المتخلفين والمزورين والفاشلين والمنافقين والانتهازيين واللصوص. الأخ الأكبر جعل من العراق ذو التاريخ التليد الذي كانت تحترمه الدول إلى دولة  ذات سيادة منتهكة غير محترمة فاقدة لكل المعايير، وكل زعيم سياسي أو ميليشياوي يمثل دولة ، وأصبح البلد واقعيا  منقسم إلى دولة ظاهرية التي يوافق على تشكيلها البرلمان ، ودولة عميقة صاحبة القرار السياسي والاقتصادي والأمني والعسكري. ومن لاينال رضا الأخ الأكبر ” يجرم” ويقرأ على نفسه ” الفاتحة”  أن كان شخصا أو جهة سياسية ، أما مرجعية هذا ” الأخ” فهي إس خراب البلاد التي شجعت على نشر الرذيلة والمخدرات وسرقة المال العام باعتباره  ” مجهول المصدر” بحسب فتواها ، وما سرق طيلة العشرين سنة الماضية بحسب ما نشر في وسائل الإعلام العربية والأجنبية والمحلية نحو(1.3) تريليون دولار . كما أن منتسبي الإطار والمتحالفين معهم تحت مسمى ائتلاف إدارة الدولة ينظرون للمناصب غنيمة سياسية ينبغي الحصول عليها بأي شكل وحسب  نسبة التحاصص. ومن جراء الفشل والفساد لحكومات المحاصصة ولدت ظاهرة أنفرد فيها البلد عن باقي بلدان العالم ، هي لقاءات المسؤولين الأجانب والعرب لزعماء الأحزاب المتنفذة مع الأخوة الكبار قبل لقاءاتهم مع نظرائهم في الحكومة للحصول على موافقة  استثمارية أو شراكة اقتصادية من قبل الدولة الظاهرية ، وهذه الظاهرة سيدفع ثمنها الأخوة الكبار في المستقبل هو عدم وجود عراق موحد. ولأن النظام السياسي تحاصصي طائفي مغلف بديمقراطية مزيفة خصصوا للأقليات مقاعد محددة في مجلس النواب لا تتناسب مع حجمها الحقيقي، في الوقت الذي كانت تعيش هذه الأقليات في أمان قبل 2003 طالما لم تخالف النظام رغم أنها كانت مهمشة أيضا ، إلا أنها اليوم ومع ظواهر الانفتاح  والحديث عن نيل الحقوق تدفع ثمن مواطنتها لعدم مشاركتها في القرار السياسي. كما أن “الأخ الأكبر” غير مشمول في مكافحة الفساد واسترداد المال العام المسروق، وهو نفسه من منع تمرير قانون” من أين لك هذا؟” وأصبح من الماضي، والمتابع للشأن العراقي يعي تماما كيف كانوا أصحاب مصطلح ” الأخ الأكبر” قبل 2003 من جيوب ممزقة ” حصره عليهم الدولار” إلى أصحاب المليارات والعقارات ومواكب السيارات الفارهة الحديثة وأموالهم مودعة في بنوك طهران وبيروت واسطنبول ولندن ودبي وبرلين وهلسنكي وبنوك إمارة  ليختنشتاين. ” الأخ الأكبر” يدعي بأنه يمثل مشروع المقاومة الإسلامية وهو أصلا مشروع إيراني فارسي توسعي ليس للعراق مصلحة فيه لا من قريب ولا من بعيد، ويحتفل في كل سنة بيوم يسمى ” يوم القدس” لتحريرها من الاحتلال الإسرائيلي!! ، وأحداث غزة كشفت زيف وأكاذيب هذا اليوم المزعوم  ومن يدعي به  لا بنصرة فلسطين ولا بالدفاع عن غزة وأهلها ولا بتحرير القدس، وأعلنها صراحة , إمام الإطار التنسيقي خامئني أن ” إيران لن تحارب إسرائيل ولا أمريكا” ، وأكد ذلك الرئيس الأمريكي بايدن بتاريخ 13/1/2024 رداً على سؤال “إن إيران لن تحارب أمريكا ولا إسرائيل”.   

المصدر: شبكة اخبار العراق

كلمات دلالية: الأخ الأکبر

إقرأ أيضاً:

سياحة جامع السلطان قابوس الأكبر وخطوة في مجال التّصحيح

السياحة الدينية من أهم أنواع السياحة في العالم لا تقل أهمية عن مثيلاتها من أنواع السياحة الأخرى، وقد كتبتُ مقالة سابقة في جريدة عُمان بعنوان: السياحة الدينية في عُمان، ومما ذكرتُ في مقدمتها أن «السياحةُ الدينية بما تحمله هذه المفردة من أبعاد روحية وطقوسية، وآثار مادية كدور العبادة والنقوش والمقابر، وتأريخ ديني عريق، وتنوع ديني ومذهبي، ومعارف طقوسية وكلامية وعرفانية، وتصورات وأساطير وشيء من الخرافة، لما تشكله الذاكرة الدينية من تراكمات روحية وطقسية لأزمنة موغلة في القدم، ومحاولة مبكرة لفهم الوجود، وتشكل العلاقات المجتمعية، فلها تأثيرها على الفنون والعادات والتقاليد، كعادات الزواج والولادة والدفن والنواح وغيرها..».

ولأني كثير التردد على جامع السلطان قابوس الأكبر بمحافظة مسقط، خصوصًا على مكتبته العامرة بأكثر من خمسين ألف عنوان حتى الآن، وأيضا سبق لي أن كتبت عن هذه المكتبة بشكل سريع؛ أرى في هذا المعلم الديني حضورًا واسعًا من السياح من العالم، ومنه العالم العربي، ولا يكاد زائر يزور عُمان إلا ويأخذ جولة في الجامع، إلا أنه لم يكن يوجد هناك تنظيم واستثمار سياحي حقيقي لهذا المعلم، وأحيانا تسمع الصراخ من هنا وهناك، وفيه حديقة جميلة يمكن أن تستثمر في مقهى، ومكان للتصوير والإبداع، كما رأيته في حديقة ضريح الشاعر الفارسي الشهير حافظ الشيرازي (ت 792هـ/ 1390م) في شيراز بإيران.

كما نجد استغلالًا للسائح من قبل بعض الشركات السياحية، وأحيانا ينقلون معلومات ومفاهيم مغلوطة لعدم اطلاعهم وتخصصهم، كذلك من قبل بعض سيارات الأجرة، والتي تستغل السياح، فتنقل صورة سيئة عن عُمان، وكنت أرجو -لكون هذا الجامع أكبر معلم ديني في عُمان، وبوابة السياحة الدينية في سلطنة عمان- أن يرفق بمتحف يعرف بالثقافة الدينية في عُمان قديمًا وحديثًا، وبتعددها الديني والمذهبي، وبتسامحها وتعايشها، مرفقا بالصور والنقوش والمخطوطات والرسائل، وأن يكون بوابة للسائح لزيارة المعالم الدينية الأخرى في البلد.

وأسعدني ما وجدته مؤخرا من تنظيم لهذا الجامع، من قبل الجهة المختصة، وتشجيعها للشركات الصغيرة، مع تعجبي من الجدل السلبي الذي شاهدته في بعض وسائل التواصل الاجتماعي، وقد قررت الذهاب بنفسي، وقراءة الواقع عن قرب، فأدركت أن العديد مما تسمعه في وسائل التواصل ليس صحيحا، والعديد من الكلام عن عجل، وعن عدم تثبت وتأنٍ، ولا أريد الدخول في النيات، فقد يكون صادقًا، لكن يحتاج إلى تثبّت وتأنٍ قبل التسرع في إطلاق الأحكام.

شاهدت فتية يقتربون من أربعين موظفًا، يتحدثون بما يقارب عشر لغات، معهم أفواج من السياح بالعشرات يوميًا، ومنظمون في أفواج منتظمة، وبطرق واضحة، يحملون ثقافة واسعة عن المعلم ومرافقه، وعن الثقافة الدينية في عُمان، وعن نقوشها وفنها، فلا استغلال لسائح، ولا فوضى في زيارة المعلم، ولا معلومات خاطئة توصل إليهم، مع تدريب القائمين بالتفويج السياحي على حسن المعشر، وجميل الخلق، فينقلون صورة حسنة عن هذه البلاد، لهذا ما رأيته كانت خطوة مهمة في مجال تصحيح المسار، فليس الخطأ أن تأتي متأخرًا، لكن الخطأ أن تظل في مكانك ولا تتقدم لتصحيح الخطأ.

كما سمعت منهم أن المشروع ما زال في أيامه الأولى، وهناك برامج سياحية للمعلم، كتوفير سماعات ترجمة مباشرة، وتوفير ما يتناسب في السياحة من مقهى متطور وتصوير وملابس وعيادة متنقلة وعناصر السلامة وغيرها، فضلا عن توفير فرص عمل جديدة، وخلق وظائف للباحثين، وجميع الكادر من العمانيين أنفسهم، ومن جيل الشباب، وهذا يعطي صورة حسنة للجانب السياحي، وفي الوقت ذاته استثمار مثل هذه المعالم هي الصورة الحسنة، بدل العشوائية، وسوء التنظيم، فضلا عن سوء استغلال مثل هذه المعالم.

إن تفعيل الجانب السياحي لهذا المعلم يعطيه صورة متكاملة، ففي المنظور الجمعي يقتصر عند الصلاة والجمعة، بيد أنه واقع أوسع بكثير، ففيه -كما أسلفت- مكتبة من أضخم المكتبات في عُمان من حيث جودة العناوين، وما توفره من جاهزية للباحثين، يقصدها باحثون من عُمان وخارجها، وفيه قاعة لطالما شهدت فعاليات ومؤتمرات وندوات محلية ودولية، وملحق به مركز ومعهد للدراسات الإسلامية والشرعية بجانب المواد الأساسية، وفيه مركز للتعريف بالإسلام وسماحته وتعايشه، كما فيه حديقة غناء تضفي جمالًا وبهاءً للموقع، كل هذا إذا أضيف إليه متحف يروي ذاكرة عمان الدينية، وإذا ألحقت به زوايا للإبداع والفن والرسم والنقش، خصوصا في الجوانب الدينية والإسلامية، ومقاهٍ للحديث والمثاقفة، وأماكن تصوير للذكرى والتوثيق، جميع هذا يعطيه صورة سياحية متكاملة، وجذبًا أكبر للسياحة.

إنَ تفكير العقل الجمعي في تنشيط الثقافة السياحية، كما شاهدناه في بعض الحارات العمانية؛ لهي حالة صحية، وتحتاج إلى دعم مجتمعي، كان رسميًا أم أهليًا، هذا لن يخلو من أخطاء، لكنه الصورة الصحيحة لرقي وتطور المجتمع سياحيا، كما أن تشجيع الشركات الصغيرة والمتوسطة، يساعد في خلق وظائف أفقية تسهم في دوران المال بشكل إيجابي، وتوسع من دائرة الأمان المعيشي، وهذا ما نلحظه اليوم في جامع السلطان قابوس الأكبر، فعلينا أن نعطي الشباب شيئًا من الثقة، وشيئًا من سعة تجربة المحاولة، وألا نكون مطلقًا عنصر تذمر وتنمر، مع الحالة السلبية التي لا تتوافق والحالة الإيجابية التي ينبغي أن تصاحبنا في مثل هذه الجوانب التصحيحية.

مقالات مشابهة

  • الأكبر في التاريخ .. عرض سعودي خرافي لضم فينيسيوس
  • تقرير إسرائيلي يحذر الاحتلال من إيران.. تمثل التهديد الأمني الأكبر
  • أطلق لها السيف.. حقيقة فيديو القبض على صدام حسين في داخل حفرة؟
  • حوار مع البروف عبدالله علي ابراهيم عن الحرب والراهن السياسي
  • وزير خارجية سوريا: هذا إنجازنا الأكبر.. وهنا مفتاح الاستقرار
  • فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر يستقبل محافظ جنوب سيناء لبحث سبل التعاون
  • أخي استولى على شقى عمرى وعاوز يشاركنى؟.. وأمين الفتوى: أكل أموال بالباطل
  • سياحة جامع السلطان قابوس الأكبر وخطوة في مجال التّصحيح
  • أخي استولى على «شقى عمري» ويريد مشاركتي.. وأمين الفتوى: أكل أموال بالباطل
  • الأب أو الأم..هذا هو الداعم المالي الأكبر للأبناء الجزائريين !