كيف أجبر نوع من النمل أسود كينيا على ترك افتراس الحمير؟
تاريخ النشر: 27th, January 2024 GMT
#سواليف
يقول الناس “يضع سرّه في أضعف خلقه” كناية عن قدرتها على التغيير رقم ضعفها، وأثبتت مجموعة من الباحثين كيف أدى غزو نوع غازٍ من #النمل الأحادية الخصر، إلى تعطيل النظام البيئي الهش لسهول #السافانا والعادات الغذائية للأسود في كينيا.
ولاحظ الأستاذ في جامعة فلوريدا تود بالمر، أحد معدّي الدراسة التي نشرت الخميس في مجلة “ساينس”، أن “العالم تحكمه أشياء صغيرة جدا، يمكن أن تُحدث آثارا مدمرة لا نتوقعها”.
قبل 15 سنة، كانت #سهول_لايكيبيا الشاسعة في #كينيا مغطاة بالأكاسيا، وهو نوع من الأشجار أوجد في محيطه توازنا متناغما بين مختلف الأنواع.
مقالات ذات صلة كسوف الشمس الكلي يقترب.. قارة كاملة ستغرق في الظلام 2024/01/27وبنى نوع محلي من النمل عشه على هذه الشجرة، ليصبح المدافع عنها. وعلى الرغم من أشواكها، كانت الحيوانات العاشبة المحلية وتحديدا الفيلة تتغذى على الأكاسيا.
لكنّ هذه الحيوانات أحجمت عن أكل الأكاسيا بسبب لسعات كانت تتلقاها من مستعمرات هذه الحشرات.
وانتهت العلاقة التي كانت بين النملة والشجرة بفعل بروز نملة ذات رأس كبير عززته الأنشطة البشرية، وسرعان ما طرد النوع الجديد من النمل ذلك القديم من أشجار الأكاسيا التي بات عرضة للفيلة مرة جديدة.
تبدّد عنصر المفاجأة
في البداية، لم يلاحظ أحد هذا النمل؛ “لأنه ليس عدوانيا تجاه المخلوقات الكبيرة بينهم البشر”، بحسب بالمر.
وأضاف: “لكننا بتنا نرى راهنا أنها تغيّر المناظر الطبيعية بطرق خفية جدا، لكن مع آثار مدمرة”.
وبيّنت دراسات سابقة، أن وصول النوع الغازي جعل الفيلة تلحق أضرارا بالأكاسيا أكثر بخمس إلى سبع مرات مما كانت تتسبب به، مما أدى إلى تقلّص الغطاء الحرجي.
وكان هذا الغطاء عنصرا أساسيا في الاستراتيجية التي كانت تعتمدها #الأسود في الصيد، إذ بفضل أوراق هذه الأشجار، كانت توجد عنصر مفاجأة، وهو أمر ضروري للإمساك بفرائسها المفضلة المتمثلة بالحمير الوحشية.
وأجريت الدراسة مدى ثلاث سنوات في محمية “آل بيجيتا” في كينيا، من خلال مقارنة المناطق التي غزاها النمل الكبير الرأس والمناطق التي لم تواجه ذلك.
وتوصّلت إلى أنّ وصول النمل الكبير الرأس، تسبب بخفض الهجمات المميتة للأسود على #الحمير_الوحشية بمقدار ثلاث مرات.
مشاكل لأنواع أخرى
بالإضافة إلى تقليص عدد الأسود بسبب نقص في غذائها، تكيفت هذه الحيوانات مع الوضع من خلال اعتماد فرائس جديدة هي الجواميس.
لكنّ الجاموس يتطلب جهدا إضافيا من الأسود؛ لأن الإمساك به مسألة صعبة.
وقال دوغلاس كامارو، وهو مشارك آخر في إعداد الدراسة، لوكالة فرانس برس؛ إن أعداد الأسود بقيت “مستقرة، رغم كل التأثيرات المتتالية التي حدثت”.
لكن “السؤال يتمثل في النتيجة التي ستُسجَّل مستقبلا” في حال حصل أي تطوّر جديد، إذ إن عدد الأسود في المنطقة انخفض كثيرا، ووصل إلى مئة بعدما كان نحو ألفين، كما أن التغيير في النظام الغذائي للأسود يمكن أن يحدث سلسلة غير متوقعة من العواقب.
وحتى لو أنّ “الطبيعة ذكية” والأسود تجد استراتيجية تكيّف فاعلة راهنا، فإن النمل كبير الرأس يمكن أن يتسبب بمشاكل لأنواع أخرى تعتمد على أشجار الأكاسيا، كالزرافات أو وحيد القرن الأسود المعرض للانقراض، بحسب الدراسة.
وسبق أن تم إثبات هذه المخاطر، ففي العام الفائت، حددت المجموعة الاستشارية العلمية الحكومية الدولية التابعة لاتفاقية الأمم المتحدة بشأن التنوع البيولوجي أكثر من 37 ألف نوع من الأنواع الاستوائية، التي رسخت وجودا لها في أماكن بعيدة عن موئلها الأصلي.
ومن بين هذه الأنواع، ثمة 3500 نوع غاز، وهو ما يتسبب بأضرار كبيرة للتنوع البيولوجي.
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: سواليف النمل السافانا كينيا الأسود
إقرأ أيضاً:
السودان: مواقف كينيا معزولة ووضعتها في خانة “الدولة المارقة” حسب بيان لوزارة الخارجية أشادت فيه بمواقف دول أخرى
الأناضول/ انتقدت الحكومة السودانية، الأحد، ما قالت إنه احتضان نيروبي لقوات "الدعم السريع" شبه العسكرية، ووصفت مواقف كينيا بأنها "معزولة" ووضعتها في خانة "الدولة المارقة"، وفي 22 فبراير/ شباط الماضي، وقَّعت قوات "الدعم السريع" وقوى سياسية وحركات مسلحة سودانية بالعاصمة نيروبي ميثاقا سياسيا لتشكيل حكومة موازية للسلطات في السودان.
وأعربت الخارجية السودانية، في بيان، عن تقديرها "للمواقف الدولية الرافضة لتهديد سيادة ووحدة السودان والشرعية الوطنية القائمة فيه، عبر محاولة إقامة سلطة باسم مليشيا الدعم السريع وتابعيها، انطلاقا من كينيا".
وأشادت بـ"المواقف المبدئية القوية التي عبرت عنها كل من مصر والسعودية وقطر والكويت والدول الإفريقية الأعضاء بمجلس الأمن: الجزائر والصومال وسيراليون".
كما أثنت على مواقف الدول الأخرى الأعضاء بالمجلس: روسيا والصين والولايات المتحدة وبريطانيا وغانا، بالإضافة إلى تركيا.
وقالت إن "هذه المواقف الواضحة تؤكد أن مسلك الرئاسة الكينية غير المسؤول، باحتضان مليشيا الدعم السريع، معزولة خارجيا وداخليا، ووضعت كينيا في خانة الدولة المارقة على الأعراف الدولية".
الخارجية السودانية دعت المجتمع الدولي والمنظمات الإقليمية والدولية، خاصة الاتحاد الأفريقي إلى "إدانة هذا التهديد الخطير للسلم والأمن الإقليمي والعبث بقواعد النظام الدولي الراسخة".
وفي 20 فبراير الماضي استدعى السودان سفيره لدى نيروبي كمال جبارة، احتجاجا على استضافة كينيا اجتماعات ضمت قوى سياسية وقيادات من "الدعم السريع"، بهدف إقامة "حكومة موازية".
وتقول كينيا إن استضافتها لتلك الاجتماعات "تأتي في إطار سعيها لإيجاد حلول لوقف الحرب في السودان، بالتنسيق مع الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي".
ويخوض الجيش السوداني و"قوات الدعم السريع" منذ أبريل/ نيسان 2023 حربا خلّفت أكثر من 20 ألف قتيل ونحو 15 مليون نازح ولاجئ، وفق الأمم المتحدة والسلطات المحلية، بينما قدر بحث لجامعات أمريكية عدد القتلى بنحو 130 ألفا.
ومنذ أسابيع وبوتيرة متسارعة، بدأت تتناقص مساحات سيطرة "الدعم السريع" لصالح الجيش في ولايات الخرطوم والجزيرة، والنيل الأبيض وشمال كردفان.
وفي ولاية الخرطوم المكونة من 3 مدن، بات الجيش يسيطر على 90 بالمئة من "مدينة بحري" شمالا، ومعظم أنحاء "مدينة أم درمان" غربا، و60 بالمئة من عمق "مدينة الخرطوم" التي تتوسط الولاية وتحوي القصر الرئاسي والمطار الدولي، بينما لا تزال "الدعم السريع" في أحياء شرق المدينة وجنوبها.