قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء، إن من قمم البركة أهل البيت ؛ فإن النبى صلى الله عليه وآله وسلم فيما أخرجه الترمذى وليس فى الستة سِوَاه يقول: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي قَدْ تَرَكْتُ فِيكُمْ مَا إِنْ أَخَذْتُمْ بِهِ لَنْ تَضِلُّوا كِتَابَ اللَّهِ وَعِتْرَتِي أَهْلَ بَيْتِي) أخرجه الترمذى، ولم يقل {وسنتى} فالموجود فى الكتب الستة {وعترة أهل بيتى}، أما لفظ {وسنتى} أخرجه احمد بلفظ: (تَرَكْتُ فِيكُم شيئين لَنْ تَضِلُّوا بَعْدِهما كِتَابَ الله وَسُنَّتِى) لكن {وعترتى} فى الترمذى.

والترمذى مقدم على أحمد لأنه من الكتب الستة المعتمدة.

وماذا يعنى وجود آل البيت إلى الأن بيننا ؟ يعنى أن النبى ﷺ حقيقة لا مرية فيها.

وماذا يعنى حفظ القرآن على مر الزمان واختلاف المكان؟ يعنى أن النبى حقيقة لا أوهام.
فالنبى ﷺ هو الوحيد الذى نَقْطَعُ بِقَبْرِهِ. فأخبرونا أين هو قبر موسى؟ أو قبر آدم؟ أو سليمان؟ لا أحد يعرف، ولا أحد يعلم، فالقبر الوحيد المعروف يقيناً هو للرسول ﷺ، وبصعوبة يمكن القول بأن قبر سيدنا إبراهيم فى الخليل، ومدفون إلى جانبه إسحاق ويعقوب ويوسف وكله ظن، وزوجاتهم ظن، و قريب من دمشق هناك أيوب وهو ظن أيضاً فلا أحد يجزم بذلك، ولا يوجد حقيقة إلا سيد الخلق ﷺ، وهذا تَفَرُّد وحِسّ لا يمكن أن ينكره أحد، لا يمكن أن تنكر وجود سيدنا محمد ﷺ.

هناك شخص ملحد مجرم وهو من كفار أوربا قام بتأليف ثلاثة مجلدات يثبت فيها عدم وجود سيدنا عيسى، فقال أن سيدنا عيسى غير موجود. فسألناه: لماذا؟ فقال: لا يوجد فى السجلات الرومانية أى شئ عنه.

أما عندنا نحن المسلمون فيوجد لدينا آلاف الروايات من آلاف الأشخاص تُعَبِّرُ عَنْ كُلِّ مَقُولَةٍ صَدَرَتْ مِنْ فَمِه الشريف صلى عليه وآله وسلم وتُعَبِّرُ عن كل حَرَكَةٍ وَسَكَنْةٍ.
وَحُفِظَ الْقُرآنُ وفيه آية معجزة {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} ، فإذ به قد حُفِظَ .. حفظه الله سبحانه وتعالى فعلاً لا على مستوى الكلمة ولا الجملة ولا السورة بل على مستوى نُطْقِ الحرف! فعندما تجلس أمام المشايخ وتقول {وَالضُّحَى} بتفخيم الْحَاء فيقولون على الفور: لا بل قُلْ {وَالضُّحَى} بترقيق الْحَاء، وتجده يزجرك ويقول لك: انطق بطريقة سليمة، ولذلك حُفظَ، وإلى الآن، وهو الكتاب الوحيد الذى يُحْفَظ، فبالإضافة إلى أنه محفوظ من التحريف فإنه محفوظ حتى فى التلاوة.

هل رأيت كتاباً يحفظ؟! هل هناك أحد حفظ التوراة أو الإنجيل؟! من يحفظ منه صفحة يصبح من العلماء الكبار لديهم فقد حفظ صفحة فقط.

وعندنا نحن المسلمون نجد الشدة من المشايخ ويوجهوننا قائلين: ألا تحفظ! كن واعياً للقرآن ويحثونك على حفظه.

وعندما يتلجلج أحد المشايخ فى الصلاة لا يمر الأمر سهلاً، بل قد تجد طفلاً صغيراً هو الذى يرد عليه، هذه معجزة - طفل صغير - والشيخ يقف فى المحراب، وهذا المحراب يجعل الشخص مضطرباً فالمحراب والمنبر وهذا التوجه وكل هذا يجعل المرء مضطرباً لشدة الموقف، هناك مَنْ ينسى الفاتحة .. فهى مسؤولية كبيرة وضخمة، وقال عبد الملك بن مروان: " شيبتنى المنابر والمحاريب " وكان فصيحاً عالماً ولكنه كان يخاف .

فالقرآن محفوظ وآل البيت محفوظون وأسانيد سيدنا النبى ﷺ فى سُنَّتِّه محفوظة والْبَرَكَة موروثة.

كن واعياً لأن هذه المعانى بدأ كثير من الناس فى الْقَدْحِ فيها، فما قَدَحُوا إلا فى أنفسهم ودينهم والعياذ بالله تعالى.

فتحرر من هؤلاء الذين يريدون فساداً كبيراً فى الأرض، وتمسك بما عليه السلف الصالح، واعلم أن البركة موروثة من لَدُنْ رسول الله ﷺ تسري فى الأمة سريان الماء فى الورد، وهذا قطعاً لأنها أمة مثل الورد، رائحتها حلوة لأنه لا يسجد أحد غيرنا، لا يذكر الله أحد غيرنا، لا يسير أحد يأمر بعبادة الله وعمارة الكون وتزكية النفس غيرنا، لا أحد عنده أمر بالمعروف ولا نهى عن المنكر سوانا.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: لا أحد

إقرأ أيضاً:

مجمع البحوث الإسلامية يوضح حكم صلاة سنة الفجر بعد الفرض

ذكرت لجنة الفتوى بمجمع البحوث الإسلامية حكم صلاة سنة الفجر بعد الفرض، مبينة أنَّ الأفضل هو أداء سنة الفجر القبلية في المنزل قبل الذهاب إلى المسجد، استنادًا إلى حديث النبي صلى الله عليه وسلم: «عليكم بالصلاة في بيوتكم، فإن خير صلاة المرء في بيته إلا المكتوبة» (متفق عليه)، مبينة أنه مع ذلك، إذا ضاق الوقت ولم يتمكن المسلم من أداء السنة قبل الفريضة، فإنه يمكنه أداؤها بعدها.

هل يجوز صلاة سنة الفجر بعد الفرض؟ 

ولفتت لجنة الفتوى بمجمع البحوث الإسلامية في إجابتها عن سؤال هل يجوز صلاة سنة الفجر بعد الفرض؟ إلى أن هذا الحكم يتماشى مع المذهب الشافعي والحنبلي، إذ تُعتبر السنة القبلية أداءً لا قضاءً إذا أُديت بعد الفريضة، على الرغم من أن تقديمها قبل الفريضة هو الأفضل.

صلاة سنة الفجر

وأشارت إلى أهمية المحافظة على ركعتي الفجر، مستشهدة بحديث السيدة عائشة رضي الله عنها، إذ قالت: «لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم على شيء من النوافل أشد منه تعاهداً على ركعتي الفجر»، كما بيّن فضلها بقوله: «ركعتا الفجر خير من الدنيا وما فيها».

واستدلت اللجنة في فتواها حول صلاة سنة الفجر بعد الفرض أيضًا برأي الإمام النووي، الذي أوضح أنَّ وقت السنن القبلية يبدأ بدخول وقت الفريضة ويستمر حتى أدائها، بينما يبدأ وقت السنن البعدية عقب أداء الفريضة مباشرة.

مقالات مشابهة

  • في ذكرى ميلاد السيد المسيح عليه السلام.. تعرف على مكانته في الإسلام
  • مفتون ووزراء وكبار علماء يشاركون في احتفالية البيت المحمدي بذكرى الإمام الرائد
  • الجنوب إفريقي يرحل عن الاهلي| وهذا موقف نجم باتشوكا.. ماذا يحدث بالأهلي؟
  • حكم التوسل بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم وصحابته
  • كيفية تمجيد الله والثناء عليه .. علي جمعة يوضح
  • نقيب الأشراف: معرض الشئون الإسلامية حول إصدارات آل البيت علامة فارقة بالمشهدين الثقافي والفكري
  • فاطمة الزهراء.. سيدة نساء الجنة وأم الأئمة
  • مجمع البحوث الإسلامية يوضح حكم صلاة سنة الفجر بعد الفرض
  • التقوى.. سر مفتاح الخير ومغاليق الشر
  • علي جمعة: التقوى مفتاح كل خير ومغلاق كل شر