ماذا يعنى وجود آل البيت إلى الأن بيننا..علي جمعة يوضح
تاريخ النشر: 27th, January 2024 GMT
قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء، إن من قمم البركة أهل البيت ؛ فإن النبى صلى الله عليه وآله وسلم فيما أخرجه الترمذى وليس فى الستة سِوَاه يقول: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي قَدْ تَرَكْتُ فِيكُمْ مَا إِنْ أَخَذْتُمْ بِهِ لَنْ تَضِلُّوا كِتَابَ اللَّهِ وَعِتْرَتِي أَهْلَ بَيْتِي) أخرجه الترمذى، ولم يقل {وسنتى} فالموجود فى الكتب الستة {وعترة أهل بيتى}، أما لفظ {وسنتى} أخرجه احمد بلفظ: (تَرَكْتُ فِيكُم شيئين لَنْ تَضِلُّوا بَعْدِهما كِتَابَ الله وَسُنَّتِى) لكن {وعترتى} فى الترمذى.
وماذا يعنى وجود آل البيت إلى الأن بيننا ؟ يعنى أن النبى ﷺ حقيقة لا مرية فيها.
وماذا يعنى حفظ القرآن على مر الزمان واختلاف المكان؟ يعنى أن النبى حقيقة لا أوهام.
فالنبى ﷺ هو الوحيد الذى نَقْطَعُ بِقَبْرِهِ. فأخبرونا أين هو قبر موسى؟ أو قبر آدم؟ أو سليمان؟ لا أحد يعرف، ولا أحد يعلم، فالقبر الوحيد المعروف يقيناً هو للرسول ﷺ، وبصعوبة يمكن القول بأن قبر سيدنا إبراهيم فى الخليل، ومدفون إلى جانبه إسحاق ويعقوب ويوسف وكله ظن، وزوجاتهم ظن، و قريب من دمشق هناك أيوب وهو ظن أيضاً فلا أحد يجزم بذلك، ولا يوجد حقيقة إلا سيد الخلق ﷺ، وهذا تَفَرُّد وحِسّ لا يمكن أن ينكره أحد، لا يمكن أن تنكر وجود سيدنا محمد ﷺ.
هناك شخص ملحد مجرم وهو من كفار أوربا قام بتأليف ثلاثة مجلدات يثبت فيها عدم وجود سيدنا عيسى، فقال أن سيدنا عيسى غير موجود. فسألناه: لماذا؟ فقال: لا يوجد فى السجلات الرومانية أى شئ عنه.
أما عندنا نحن المسلمون فيوجد لدينا آلاف الروايات من آلاف الأشخاص تُعَبِّرُ عَنْ كُلِّ مَقُولَةٍ صَدَرَتْ مِنْ فَمِه الشريف صلى عليه وآله وسلم وتُعَبِّرُ عن كل حَرَكَةٍ وَسَكَنْةٍ.
وَحُفِظَ الْقُرآنُ وفيه آية معجزة {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} ، فإذ به قد حُفِظَ .. حفظه الله سبحانه وتعالى فعلاً لا على مستوى الكلمة ولا الجملة ولا السورة بل على مستوى نُطْقِ الحرف! فعندما تجلس أمام المشايخ وتقول {وَالضُّحَى} بتفخيم الْحَاء فيقولون على الفور: لا بل قُلْ {وَالضُّحَى} بترقيق الْحَاء، وتجده يزجرك ويقول لك: انطق بطريقة سليمة، ولذلك حُفظَ، وإلى الآن، وهو الكتاب الوحيد الذى يُحْفَظ، فبالإضافة إلى أنه محفوظ من التحريف فإنه محفوظ حتى فى التلاوة.
هل رأيت كتاباً يحفظ؟! هل هناك أحد حفظ التوراة أو الإنجيل؟! من يحفظ منه صفحة يصبح من العلماء الكبار لديهم فقد حفظ صفحة فقط.
وعندنا نحن المسلمون نجد الشدة من المشايخ ويوجهوننا قائلين: ألا تحفظ! كن واعياً للقرآن ويحثونك على حفظه.
وعندما يتلجلج أحد المشايخ فى الصلاة لا يمر الأمر سهلاً، بل قد تجد طفلاً صغيراً هو الذى يرد عليه، هذه معجزة - طفل صغير - والشيخ يقف فى المحراب، وهذا المحراب يجعل الشخص مضطرباً فالمحراب والمنبر وهذا التوجه وكل هذا يجعل المرء مضطرباً لشدة الموقف، هناك مَنْ ينسى الفاتحة .. فهى مسؤولية كبيرة وضخمة، وقال عبد الملك بن مروان: " شيبتنى المنابر والمحاريب " وكان فصيحاً عالماً ولكنه كان يخاف .
فالقرآن محفوظ وآل البيت محفوظون وأسانيد سيدنا النبى ﷺ فى سُنَّتِّه محفوظة والْبَرَكَة موروثة.
كن واعياً لأن هذه المعانى بدأ كثير من الناس فى الْقَدْحِ فيها، فما قَدَحُوا إلا فى أنفسهم ودينهم والعياذ بالله تعالى.
فتحرر من هؤلاء الذين يريدون فساداً كبيراً فى الأرض، وتمسك بما عليه السلف الصالح، واعلم أن البركة موروثة من لَدُنْ رسول الله ﷺ تسري فى الأمة سريان الماء فى الورد، وهذا قطعاً لأنها أمة مثل الورد، رائحتها حلوة لأنه لا يسجد أحد غيرنا، لا يذكر الله أحد غيرنا، لا يسير أحد يأمر بعبادة الله وعمارة الكون وتزكية النفس غيرنا، لا أحد عنده أمر بالمعروف ولا نهى عن المنكر سوانا.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: لا أحد
إقرأ أيضاً:
ماذا سيحدث الآن بعد إصدار مذكرات اعتقال بحق نتنياهو وغالانت من الجنائية الدولية؟.. خبير يوضح لـCNN
(CNN)—أصدرت المحكمة الجنائية الدولية، الخميس، مذكرات اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع الإسرائيلي السابق، يوآف غالانت، في خطوة أثارت ردود فعل عالمية واسعة.
وصف أستاذ القانون الدولي في جامعة تل أبيب، إلياف ليبليتش، قرار المحكمة الجنائية الدولية بأنه "التطور القانوني الأكثر دراماتيكية في تاريخ إسرائيل"، مضيفا في مقابلة مع CNN: "المعنى المباشر هو أن الدول الـ124 الأطراف في المحكمة الجنائية الدولية، والتي تضم معظم أقرب حلفاء إسرائيل، ستكون ملزمة قانونًا باعتقال نتنياهو وغالانت إذا كانا موجودين على أراضيها".
وأضاف أنه قد تكون هناك أيضًا تداعيات أوسع نطاقًا، والتي "يمكن أن تحد من قدرة أطراف ثالثة على التعاون مع" الجيش الإسرائيلي.
وبعد إصدار مذكرة الاعتقال، ترسل المحكمة الجنائية الدولية طلبات التعاون إلى الدول الأعضاء، ولا تمتلك المحكمة قوة شرطة خاصة بها للقيام بالاعتقالات، ولكنها تعتمد على الدول الأعضاء في تنفيذها، وهو ما تلتزم به الدول الأطراف قانونًا.
وقد واجه القادة السابقون الذين صدرت بحقهم أوامر اعتقال من المحكمة الجنائية الدولية قيودًا على قدرتهم على السفر، حيث لم يتمكنوا من المرور عبر البلدان الملزمة قانونًا باعتقالهم.
ويذكر أن قضاة المحكمة الجنائية الدولية أصدروا 56 أمر اعتقال، مما أدى إلى اعتقال 21 شخصًا ومثولهم أمام المحكمة، ولا يزال 27 شخصًا آخرين طلقاء، وتم إسقاط التهم الموجهة إلى 7 أشخاص بسبب وفاتهم.