تقرير ضمن نشرة الشرق الأوسط البريدية من CNN. للاشتراك في النشرة (اضغط هنا)

(CNN)-- رحبت الأطراف الثلاثة الرئيسية المعنية بالحكم التاريخي الذي أصدرته أعلى محكمة تابعة للأمم المتحدة في قضية "الإبادة الجماعية" ضد إسرائيل، الجمعة: إسرائيل وجنوب إفريقيا والفلسطينيون. لكن في الوقت نفسه لم يحصل أحد على ما طلبه.

أمرت محكمة العدل الدولية في لاهاي بهولندا إسرائيل بـ"اتخاذ جميع التدابير" لمنع الإبادة الجماعية في غزة بعد أن اتهمت جنوب أفريقيا إسرائيل بانتهاك القوانين الدولية المتعلقة بالإبادة الجماعية في حربها في القطاع.

ورفضت طلب إسرائيل بإلغاء القضية، لكنها لم تصل إلى حد إصدار أمر لإسرائيل بوقف الحرب كما طلبت جنوب أفريقيا.

وقالت وزيرة خارجية جنوب أفريقيا ناليدي باندور بعد صدور الحكم في لاهاي: "كنت أرغب في وقف إطلاق النار". وقالت إنها لا تزال راضية عن النتيجة.

وخاضت إسرائيل حربا مع حماس في غزة بعد أن شنت الجماعة الفلسطينية المسلحة هجوما داخل إسرائيل في 7 أكتوبر، مما أسفر عن مقتل 1200 شخص واحتجاز أكثر من 250 رهينة.

وأدت الحرب إلى مقتل أكثر من 26 ألف شخص في غزة، وفقا لوزارة الصحة التي تديرها حماس، وتركت جزءا كبيرا من القطاع في حالة خراب. وتعهدت إسرائيل بعدم وقف حملتها حتى يتم إطلاق سراح جميع الرهائن المتبقين وتدمير حماس.

تمثل القضية أمام محكمة العدل الدولية المرة الأولى التي يتم فيها تقديم إسرائيل أمام المحكمة بتهمة انتهاك اتفاقية الأمم المتحدة لمنع الإبادة الجماعية لعام 1948، والتي تمت صياغتها جزئيًا بسبب القتل الجماعي للشعب اليهودي في المحرقة خلال الحرب العالمية الثانية.

ومع ذلك، أشاد العديد من الإسرائيليين بالحكم الصادر يوم الجمعة باعتباره انتصارًا للدولة اليهودية. وقال إيلون ليفي، المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية، إن المحكمة "رفضت طلب (جنوب أفريقيا) ’السخيف‘ بأن تطلب من إسرائيل التوقف عن الدفاع عن شعبها والقتال من أجل الرهائن". ووصف آفي ماير، رئيس التحرير السابق لصحيفة جيروساليم بوست، القرار بأنه "ضربة مدمرة لأولئك الذين يتهمون الدولة اليهودية بارتكاب "إبادة جماعية".

وقالت شيلي أفيف يني، رئيسة قسم القانون الدولي في جامعة حيفا الإسرائيلية، لـCNN: "الشيء الأكثر دراماتيكية هو أنه لم يتم إصدار أمر بوقف إطلاق النار"، مضيفة أن أمر وقف إطلاق النار المحتمل كان أكبر مخاوف إسرائيل، خاصة أنه كان سيأتي ولا يزال هناك أكثر من 100 رهينة في غزة.

وقالت إن الخطاب في إسرائيل يركز حتى الآن على إنهاء الحرب فقط بعد إطلاق سراح الرهائن، مضيفة أن إسرائيل “كانت ستكافح من أجل التعايش” مع أمر وقف إطلاق نار لا يضمن عودة الأسرى.

وقالت: "لذا، أعتقد أن هذه نتيجة متوقعة تمامًا، وهو أمر ستتمكن إسرائيل من الالتزام به"، مضيفة أن أمر المحكمة لإسرائيل بتسليم المساعدات الإنسانية وتقديم تقرير إلى محكمة العدل الدولية بشأن أفعالها هو أمر "قابل للتنفيذ".

ورغم أن النتيجة ينظر إليها من قبل البعض على أنها في صالح إسرائيل، إلا أن الخبراء حذروا من الضرر الذي سيلحق بسمعة الدولة اليهودية.

وقال أستاذ القانون الدولي في الجامعة العبرية في القدس، روبي سابل لـCNN: "لا أستطيع أن أسمي ذلك فوزاً، لكن أود أن أقول أنه كان من الممكن أن يكون أسوأ"، وأضاف "حقيقة أنه في نظر الجمهور سيكون هناك ارتباط بأن أفعال إسرائيل يمكن أن تؤدي إلى إبادة جماعية، أمر من الواضح أنه يضر بالعلاقات العامة".

وكان الإجراء الذي تم اتخاذه يوم الجمعة بمثابة إجراء مؤقت من قبل محكمة العدل الدولية بينما تدرس المحكمة إصدار حكم كامل بشأن ما إذا كانت إسرائيل مذنبة بانتهاك اتفاقية منع الإبادة الجماعية. وقد يستغرق هذا الحكم سنوات.

وقال سابل إنه رغم أنه “مقتنع تماما” بأن محكمة العدل الدولية ستجد في نهاية المطاف أن إسرائيل غير مذنبة بارتكاب جرائم إبادة جماعية، إلا أنه يشعر بالقلق من أنه بحلول ذلك الوقت "ربما يكون الجمهور قد نسي ذلك".

وقال: "لو طلبوا منا التوقف عن الدفاع عن أنفسنا، لكانت لدينا مشكلة، على الأقل ليست لدينا هذه المشكلة".

لكن بالنسبة لبعض الفلسطينيين، فإن حكم المحكمة لم يذهب إلى المدى الكافي.

وقال محمد الكرد، وهو ناشط فلسطيني من القدس، إن محكمة العدل الدولية فشلت في تلبية "أهم طلب" لجنوب أفريقيا بتعليق العمليات العسكرية. وقال على موقع   أكس (تويتر سابقًا): "ليس الأمر صادمًا، لكنه لاذع رغم ذلك".

وأضاف "إلى أن يتوقف هجوم الإبادة الجماعية الذي يقوم به النظام الإسرائيلي على غزة، يجب أن نستمر في الاحتجاج والتعطيل بكل الطرق الممكنة، وقال: "هذا هو درس اليوم".

إسرائيلجنوب أفريقياالفلسطينيونتحليلاتحركة حماسغزةنشر السبت، 27 يناير / كانون الثاني 2024تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2024 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.

المصدر: CNN Arabic

كلمات دلالية: الفلسطينيون تحليلات حركة حماس غزة محکمة العدل الدولیة الإبادة الجماعیة جنوب أفریقیا إبادة جماعیة وقف إطلاق فی غزة

إقرأ أيضاً:

لماذا قررت إسرائيل إيقاف دخول المساعدات الإنسانية لغزة ولماذا تهدد بالحرب؟.

قررت الحكومة الإسرائيلية، الأحد، وقف إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، عقب ساعات من انتهاء المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى بين حركة حماس وتل أبيب، وعرقلة الأخيرة الدخول في مفاوضات المرحلة الثانية.

 

وقال مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، في بيان على "إكس": "مع انتهاء المرحلة الأولى من صفقة المختطفين، وفي ضوء رفض حماس قبول مخطط (مبعوث الرئيس الأمريكي للشرق الأوسط ستيف) ويتكوف لمواصلة المحادثات ـ الذي وافقت عليه إسرائيل ـ قرر رئيس الوزراء أنه ابتداء من صباح اليوم (الأحد) سيتوقف دخول كل البضائع والإمدادات إلى قطاع غزة".

 

وأضاف المكتب: "لن تسمح إسرائيل بوقف إطلاق النار دون إطلاق سراح مختطفينا، وإذا استمرت حماس في رفضها فسيكون هناك عواقب أخرى"، دون ذكر مزيد من التفاصيل.

 

وفي تعليقها على البيان الإسرائيلي، قالت حماس إن قرار نتنياهو وقف المساعدات الإنسانية يعد "ابتزازا رخيصا وجريمة حرب وانقلاب سافر على الاتفاق".

 

ودعت الوسطاء والمجتمع الدولي إلى "التحرك للضغط على الاحتلال ووقف إجراءاته العقابية وغير الأخلاقية بحق أكثر من مليوني إنسان في قطاع غزة".

 

وفي السياق، قالت القناة 14 الخاصة: "في نقاش عقد الليلة الماضية بقيادة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، تم اتخاذ قرار بوقف دخول الشاحنات الإنسانية إلى قطاع غزة، حتى إشعار آخر".

 

وأضافت أن القرار اتُخذ بالتنسيق مع الوسيط الأمريكيين، دون ذكر تفاصيل أكثر.

 

ولم يصدر على الفور من الوسطاء المصري والقطري والأمريكي تعليقات بشأن تلك الأنباء.

 

وتعليقا على قرار وقف المساعدات إلى غزة، رحب وزير الأمن القومي الإسرائيلي المستقيل إيتمار بن غفير، بالقرار، داعيا إلى ما سماه "فتح أبواب الجحيم" على القطاع الفلسطيني.

 

وقال بن غفير على "إكس": "أرحب بقرار وقف المساعدات الإنسانية إذا تم تنفيذه. لقد تم اتخاذ القرار أخيرا – أن تأتي متأخرا أفضل من ألا تأتي أبدا".

 

وتابع: "ينبغي أن تظل هذه السياسة سارية حتى عودة آخر مختطف. الآن هو الوقت المناسب لفتح أبواب الجحيم، وقطع الكهرباء والمياه، والعودة إلى الحرب".

 

ومضى بن غفير الذي استقال من منصبه في يناير/كانون الثاني الماضي احتجاجا على التوقيع على صفقة وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى مع حماس: " الأهم من ذلك - عدم الاكتفاء بنصف المختطفين، بل العودة إلى مهلة الرئيس (الأمريكي دونالد) ترامب - (بإطلاق سراح) جميع المختطفين على الفور وإلا فإن الجحيم سيُفتح على غزة".

 

وعند منتصف ليل السبت/الأحد، انتهت المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار رسميا والتي استغرقت 42 يوما، دون موافقة إسرائيل على الدخول في المرحلة الثانية وإنهاء الحرب.

 

وعرقل نتنياهو ذلك، إذ كان يريد تمديد المرحلة الأولى من صفقة التبادل للإفراج عن أكبر عدد ممكن من الأسرى الإسرائيليين في غزة، دون تقديم أي مقابل لذلك أو استكمال الاستحقاقات العسكرية والإنسانية المفروضة في الاتفاق خلال الفترة الماضية.

 

فيما ترفض حركة حماس ذلك، وتطالب بإلزام إسرائيل بما نص عليه اتفاق وقف إطلاق النار، وتدعو الوسطاء للبدء فورا بمفاوضات المرحلة الثانية بما تشمله من انسحاب إسرائيلي من القطاع ووقف الحرب بشكل كامل.

 

وليلة الأحد، قال مكتب نتنياهو إن "إسرائيل وافقت على الخطوط العريضة لخطة اقترحها المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف لوقف مؤقت لإطلاق النار خلال شهر رمضان وعيد الفصح اليهودي (12-20 أبريل/ نيسان)"، فيما لم يصدر بعد عن ويتكوف أي إعلان رسمي عن هكذا خطة.

 

وبحسب البيان الإسرائيلي، سيتم بموجب الخطة، إطلاق سراح نصف المحتجزين الإسرائيليين في غزة، الأحياء والأموات، في اليوم الأول من الهدنة المقترحة.

 

وأضاف البيان: "وفي حال التوصل إلى اتفاق دائم لوقف إطلاق النار يجري الإفراج عن النصف الثاني من المحتجزين في غزة".

 

وتقدر تل أبيب وجود 62 أسيرا إسرائيليا بغزة (أحياء وأموات)، بحسب إعلام عبري، فيما لم تعلن الفصائل الفلسطينية عدد ما لديها من أسرى.

 

وادعى المكتب أن "إسرائيل وافقت على المقترح الأمريكي بهدف استعادة رهائنها، لكن حماس لم تقبل به حتى الآن"، وفق تعبيره.

 

وأضاف أنه في حال عدّلت الحركة موقفها، ووافقت على خطة ويتكوف، فإن إسرائيل ستدخل فورًا في مفاوضات بشأن تفاصيل الخطة.

 

وصباح الأحد، قالت حماس إن بيان مكتب نتنياهو بشأن اعتماده لمقترحات أمريكية لتمديد المرحلة الأولى من الاتفاق يعد "محاولة مفضوحة للتنصل من الاتفاق والتهرب من الدخول في مفاوضات المرحلة الثانية منه".

 

وأوضحت أن "مزاعم الاحتلال الإرهابي بشأن انتهاك الحركة لاتفاق وقف إطلاق النار هي ادعاءات مضللة لا أساس لها، ومحاولة فاشلة للتغطية على انتهاكاته اليومية والمنهجية للاتفاق".

 

وفي 19 يناير/ كانون الثاني الماضي، بدأ اتفاق لوقف إطلاق النار بقطاع غزة وتبادل أسرى بين حماس وإسرائيل، يتضمن 3 مراحل تستمر كل منها 42 يوما، بوساطة مصر وقطر ودعم الولايات المتحدة.

 

وبدعم أمريكي، ارتكبت إسرائيل بين 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 و19 يناير 2025، إبادة جماعية في غزة خلفت نحو 160 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.

  

مقالات مشابهة

  • جنوب أفريقيا.. نموذج للصمود أمام الضغوط الدولية
  • خلفا لسلام.. محكمة العدل الدولية تنتخب يوجي رئيسا لها
  • خلفًا لسلام.. إليكم هوية رئيس محكمة العدل الدولية الجديد
  • محكمة العدل الدولية تنتخب يوجي إيواساوا رئيسا جديدا خلفا لسلام
  • الأورومتوسطي: إغلاق معابر غزة تصعيد خطير يكرس التجويع كأداة إبادة جماعية
  • بِحُجة الظلم الذي تتعرض له إسرائيل .. تل أبيب وواشنطن تدرسان رسميًا الانسحاب من محكمة العدل الدولية
  • لماذا قررت إسرائيل إيقاف دخول المساعدات الإنسانية لغزة ولماذا تهدد بالحرب؟.
  • قطر تقدم مذكرة لمحكمة العدل الدولية بشأن إسرائيل
  • حكومة غزة: منع إسرائيل إدخال مساعدات حرب إبادة لتجويع القطاع
  • الاتحاد الأوروبي يدعو إسرائيل للوفاء بالتزاماتها القانونية الدولية