منعت وزارة الخارجية الفرنسية نشر مؤلف لسفيرها السابق في النيجر، سيلفان إيتي، تحت ذرائع عديدة منها الاستناد إلى قانون حماية أسرار الدفاع الوطني الساري في البلاد.

وعكس السفير إيتي في تألفيه كتاب "في قلب الدبلوماسية الفرنسية في إفريقيا" تجربته الدبلوماسية في نيامي، وكان حظر النشر بالتزامن مع عواقب الأزمة الدبلوماسية والعسكرية التي تأججت خلال الأشهر الأخيرة بين باريس ونيامي وانتهت بخروج القوات الفرنسية من البلاد.

 ونقلت وسائل إعلام فرنسية عن مصادر رسمية أن قرار حظر النشر جاء في رسالة وجهتها الخارجية في منتصف يناير الجاري إلى سيلفان إيتي. وأفادت دار النشر أن هذا العمل المقترح "يبدو أنه ينطوي على مخاطر أكثر من المزايا"، وخاصة أنه سيكشف عن "الكثير من المعلومات حول نظام إدارة الأزمات الفرنسي" وعن "مراسلات (السفير) مع السلطات في بلاده وأيضا مع الجهات الفاعلة النيجرية".

وقال متحدث باسم الدار "ليزيدسيو دي روشي": "سنؤجل الإصدار، لا نعرف حقا ما حدث. كل شيء كان مخططا له وكنا قد انتهينا تقريبا".

هذا ولم تتلق دار النشر تفسيرا رسميا ولكن المتحدث باسمها "يتصور أن هناك فقرات لم تسعد الوزارة كثيرا". وذكرت صحيفة "لوكانار انشينيه" أنه لا يبدو من الممكن التصريح بنشره.

تجدر الإشارة إلى أن السفير السابق إيتي، والذي شغل منصب السفير في نيامي من عام 2019 إلى 2022، يروي في هذا الكتاب الممنوع من النشر، خفايا الدبلوماسية الفرنسية في إفريقيا، وخاصة في منطقة الساحل، حيث انخرطت فرنسا عسكريا هناك منذ عام 2013 في عملية "برخان".

معلومات حساسة وزعزعة استقرار النيجر وكان من الممكن للسفير في هذه الحالة أن يكشف الكتاب عن معلومات حساسة حول نظام إدارة الأزمات الفرنسي في النيجر، ولا سيما مشروع لزعزعة استقرار النظام النيجري من خلال زعيم المتمردين الطوارق ريسا آغ بولا.

وهنا عبرت الخارجية الفرنسية عن خشيتها من أن يؤدي نشر هذه المعلومات الحساسة إلى تعريض أمن فرنسا وشركاء فرنسا في النيجر للخطر.

ووفقا لمصادر قريبة من دار النشر، فقد ذكرت إحدى فقرات الكتاب بشكل خاص الدعم الفرنسي لريسا آغ بولا في إطار تمرد مسلح مخطط له ضد الجيش النيجيري.

وكان من المقرر أن يتم تنفيذ هذا المخطط بسبب بطء تدخل "المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا" (إيكواس) من أجل إعادة الرئيس محمد بازوم إلى السلطة، والذي أطاح به انقلاب يوليو 2023.

المصدر: مأرب برس

إقرأ أيضاً:

ليس المهم كيف تنشر.. ولكن كيف تكتب؟!

 

 

د. أحمد بن علي العمري

 

لقد أصبحت الكتابة مُيسَّرة ومتاحة للجميع وكذلك تسهلت عمليات النشر؛ فالكل يكتب والكل ينشر، والآخرون يصورون فيديوهات ويحكون سيناريوهات، وهناك من يكتب المقال وهناك من يكتب حتى الكتاب ومن يُبدي رأيه عبر وسائل التواصل الاجتماعي، هذا إضافة لمن يحاضر ويقيم المؤتمرات والندوات عبر العالم سواء كان ذلك حضوريًا أو عبر الاتصال الإلكتروني، ويكاد أن يتساوى المُلقون والمُتلقِّين؛ فالجميع يشارك كلا حسب مستواه ومقدرته وإمكانياته المتعلم وغير المتعلم والكبير والصغير والذكر والأنثى.

وقد بلغ السيل الزبى عند بعض الكتاب دون التحقق من المفيد والغث والسمين والهزيل والجيد والضعيف، وكل له متابعيه ومحبيه ومعجبيه وحتى المدافعين عنه.

لكن ماذا عن الفكرة والمضمون والمحتوى وهذا هو الجوهر ولب الموضوع وبيت القصيد؛ فجودة الكتابة أهم بكثير من نشرها؛ حيث إنَّ المحتوى الأساسي كالفكرة والأسلوب والعمق هو المرتكز بينما الشكل كالتوزيع والمنصات والتسويق تبقى أمورًا ثانوية.

ومن الضروري التأكيد على الأولوية؛ إذ إن الكتابة القوية هي العمود الفقري لأي عمل أدبي أو فكري وبدونها يفتقد الموضوع تأثيره بغض النظر عن قنوات النشر.

وفي هذا العصر الرقمي أو ما يسمى بعصر الذكاء الاصطناعي، يمكن لاستراتيجيات النشر توسيع وتسريع الوصول لكنها لا تعوض عن ضعف المحتوى، ومثال على ذلك منشورات التواصل الاجتماعي الفيروسية التي تفتقر إلى العمق تختفي بسرعة من كل منصة؛ سواءً كانت كتباً أو مدونات أو مقالات أو حتى تغريدات تتطلب أسلوبًا مختلفًا لكن الجوهر يجب أن يبقى أصيلا وقويًا.

في السياق العربي؛ حيث البلاغة والأدب لهما مكانة عالية، ويتضح التركيز على جودة الكتابة أكثر إلحاحًا لأن الكتابة القوية تحترم القارئ وتترك أثرا طويل الأمد.

مثال على ذلك "ألف ليلة وليلة" بقيت آثارها إلى يومنا هذا، رغم تغير طرق النشر عبر القرون. وفي عصرنا هذا كتاب ناجحون على المنصات مثل مدونة أو (Medium) يعتمدون عمق الأفكار أكثر من الترويج، وعليه فإن النتيجة الحتمية والمؤكدة تقول: المحتوى أولًا ثم النشر.

ولهذا فإنني أوصي نفسي وأوصي الجميع أن نستثمر الوقت في تطوير الحرفة الأدبية وأن نستخدم أدوات النشر كوسيلة لا كغاية؛ لأن الكتابة الحقة هي الأساس الذي تبنى عليه جميع أشكال النشر مهما تطورت المنصات.

إن التأثير الحقيقي يظل نابعًا من قدرة الكلمات على لمس العقل والقلب معًا والنشر الذكي يوسع دائرة الوصول لكنه لا يخلق المعنى من العدم. لهذا اجعل دائمًا قلمك صادقًا وسوف تجد طريقك إلى القارئ، حتى لو بدأت من زاوية صغيرة في هذا العالم المترامي الأطراف.

وفي كل الأحوال يجب المراعاة والتقيد والالتزام بالخطوط الحمر أكانت دينية أو وطنية أو اجتماعية.

ولكل ما سبق نؤكد أنه: ليس المهم كيف تنشر؛ بل المهم كيف تكتب؟

حفظ الله عُمان وسلطانها وشعبها. وكل عام والجميع بألف خيرٍ ومسرة.

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • محاولات الوقيعة بين الرئيس مبارك وعمر سليمان.. أسرار مثيرة في كتاب «الصندوق الأسود» لـ مصطفى بكري
  • اضطرابات التجارة والسياسة الخارجية الأمريكية تعزز استقرار الذهب فوق 3000 دولار
  • ليس المهم كيف تنشر.. ولكن كيف تكتب؟!
  • كيف ستدير جنوب أفريقيا علاقاتها مع واشنطن بعد طرد سفيرها؟
  • تشييع نائب وزير الخارجية السابق خالد الجارالله بعد مسيرة ديبلوماسية حافلة بالعطاء
  • وزارة الخارجية بجنوب السودان تستدعي السفير السوداني بسبب تصريحات عدائية
  • المجلس التمثيلي للمؤسسات اليهودية بفرنسا يطلب سحب كتاب من إحدى المكتبات الفرنسية
  • «السايح» يستقبل السفير فرنسا.. مناقشة سير العملية الانتخابية وفق «أعلى المعايير»
  • الإمارات ترصد 80 مليون درهم لزعزعة الاستقرار في حضرموت
  • نائب وزير الخارجية السابق خالد الجارالله في ذمة الله