الاقتصاد نيوز - متابعة

تتوقع وكالة الطاقة الدولية نمو الطلب العالمي على الغاز الطبيعي في العام الجاري (2024)، لكنها حذرت من تقلبات الأسعار جراء التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط.


وبحسب تقرير حديث، توفر مستويات المخزونات المرتفعة إلى جانب تحسن توقعات المعروض بعض الطمأنينة لأسواق الغاز خلال 2024، إلا أن عدم اليقين الجيوسياسي يمثل خطرا رئيسا.


  
وأشار التقرير إلى أن استمرار الغزو الروسي لأوكرانيا، والتوترات المتصاعدة في الشرق الأوسط، والقيود المتزايدة على الشحن وتأخير مشروعات الغاز الطبيعي المسال والظروف الجوية السيئة بصفتها عوامل يمكن أن تحدث تقلبات في الأسواق خلال 2024.

وعلى الرغم من تزايد حالة عدم اليقين الجيوسياسي، يتجه الطلب على الغاز عالميا للنمو بنحو 2.5 % أو ما يعادل 100 مليار متر مكعب.

الطلب على الغاز الطبيعي
يقود انخفاض أسعار الغاز في 2023 وتوقعات الطقس الشتوي الأكثر برودة في 2024 نمو الطلب العالمي إلى إجمالي 4.19 تريليونات متر مكعب هذا العام، مقابل 4.089 تريليونا متر مكعب عام 2023، وفق التقرير الفصلي لسوق الغاز الصادر عن وكالة الطاقة الدولية الجمعة 26 يناير/ كانون الثاني 2023.

في عام 2023، ارتفع الطلب العالمي على الغاز بنسبة 0.5 % فقط، مع تعويض النمو في الصين وأميركا الشمالية وأفريقيا والشرق الأوسط بانخفاضات في مناطق أخرى.

وانتعش الطلب على الغاز الطبيعي في الصين خلال 2023 بنسبة 7 %، مع عودة النشاط الاقتصادي، بعد التعافي من قيود جائحة كورونا، لتستعيد بكين مكانتها كأكبر مستورد للغاز الطبيعي المسال عالميا.

في المقابل، انخفض استهلاك الغاز الطبيعي في أوروبا بنسبة 7 %، ليصل إلى أدنى مستوى منذ عام 1995، مع التوسع السريع في الطاقة المتجددة وزيادة توافر الطاقة النووية ولوائح ترشيد الاستهلاك.

وتتوقع وكالة الطاقة الدولية نمو الطلب في أوروبا بنسبة 3 % خلال 2024، لكنه سيظل أقل بنحو 20 % من مستويات ما قبل أزمة الطاقة عام 2021.

وارتفع إنتاج الغاز الطبيعي العالمي إلى 4.116 تريليونا مترا مكعبا خلال عام 2023، مقابل 4.105 تريليونات متر مكعب العام السابق له، وفق وكالة الطاقة الدولية.

ومن ناحية المعروض، ظل توافر الغاز محدودا نسبيا خلال عام 2023، إذ كانت الزيادة في الإنتاج العالمي من الغاز الطبيعي المسال أقل من التوقعات، ولم يكن نمو الإنتاج كافيا لتعويض الانخفاض المستمر في إمدادات الغاز الروسي عبر الأنابيب إلى أوروبا.

فضلا عن ذلك، كان نمو الإمدادات متركزا جغرافيا بشكل كبير، حيث أصبحت الولايات المتحدة أكبر مصدر للغاز الطبيعي المسال عالميا، وشكلت 80 % من إمدادات الغاز المسال الإضافية في عام 2023.


صادرات الولايات المتحدة من الغاز الطبيعي المسال
وتتوقع وكالة الطاقة الدولية نمو إمدادات الغاز المسال بنسبة 3.5 % هذا العام، أي أقل بكثير من معدل النمو البالغ 8 % بين عامي 2016 و2020، مشيرة إلى أن تأخير محطات الإسالة الجديدة والمشكلات المحيطة بتوافر غاز التغذية- الغاز المسلم لمحطات الإسالة- في المشروعات القائمة قد يؤدي إلى تأجيل نمو المعروض إلى عام 2025.

ولهذا السبب من الممكن يمكن أن يسهم نمو الطلب على الغاز وقلة المعروض بشكل كبير في تقلبات الأسعار على مدار العام، وفق التقرير.


وحذرت وكالة الطاقة الدولية من أن تصاعد الصراع في الشرق الأوسط يمكن أن يؤثر بصورة كبيرة في تدفقات الغاز الطبيعي المسال، خاصة وأن قطر تمثل خمس إمدادات الغاز المسال العالمية.


وكانت قطر قد أعلنت توقف ناقلاتها عن عبر قناة السويس مؤقتا، مشيرة إلى أن الأزمة في البحر الأحمر وسط هجمات  الحوثيين قد تؤثر في جدولة بعض الشحنات لكنها أكدت على التزامها تجاه عملائها.

المصدر: وكالة الإقتصاد نيوز

كلمات دلالية: كل الأخبار كل الأخبار آخر الأخـبـار وکالة الطاقة الدولیة الغاز الطبیعی المسال الطلب على الغاز إمدادات الغاز نمو الطلب متر مکعب عام 2023

إقرأ أيضاً:

برج ترامب في غزة

عندما عاد دونالد ترامب إلى رئاسة الولايات المتحدة الأميركية في يناير/ كانون الثاني، نشر توماس فريدمان، الصحفي المخضرم في الشؤون الخارجية بصحيفة نيويورك تايمز والمستشرق البارز، مقالًا يوجه فيه نصيحة للرئيس الأميركي قائلًا: "الرئيس ترامب، يمكنك إعادة تشكيل الشرق الأوسط إذا تجرأت".

وعلى الرغم من أن إعادة تشكيل المنطقة عبر التدخلات الإمبريالية العقابية كانت دائمًا جزءًا من السياسة الأميركية في الشرق الأوسط، فإن ترامب أخذ هذا التحدي إلى مستوى جديد تمامًا.

ففي يوم الثلاثاء، أعلن أن الولايات المتحدة ستتولى السيطرة على قطاع غزة وتمتلكه، في الوقت الذي أدى فيه العدوان الإسرائيلي إلى إبادة أكثر من 62,000 فلسطيني منذ أكتوبر/ تشرين الأول 2023، رغم أن الحصيلة الحقيقية قد تكون أعلى بكثير، حيث تحول معظم القطاع إلى أنقاض.

خطة ترامب: احتلال وتحويل غزة إلى "ريفييرا الشرق الأوسط"

بغض النظر عن حقيقة أن ترامب لا يبدو مدركًا حتى لموقع غزة على الخريطة، إلا أنه التقى برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض ليعلن رسميًا:

"ستتولى الولايات المتحدة السيطرة على قطاع غزة، وسنقوم بعمل جيد فيه أيضًا. سنمتلكه".

وبحسب ترامب، فإن هذا "الموقف طويل الأجل من الملكية" سيشمل التهجير القسري للجزء الأكبر من السكان الفلسطينيين إلى "دول أخرى تهتم بالإنسانية"، وذلك حتى يمكن تحويل غزة إلى "ريفييرا الشرق الأوسط".

إعلان

ولإزالة أي شكوك حول شرعية استيلاء الولايات المتحدة على أرض تبعد عنها أكثر من 10,000 كيلومتر، أكد ترامب أن:

"كل من تحدثت معه يعشق فكرة أن تمتلك الولايات المتحدة هذه الأرض، وأن تقوم بتطويرها وخلق آلاف الوظائف عبر مشروع سيكون رائعًا".

لكن، من قال إن التطهير العرقي ليس مشروعًا رائعًا؟

التهديد باستخدام القوة العسكرية

وفي حال لم يوافق الفلسطينيون على هذا المخطط، فإن ترامب لم يستبعد إمكانية نشر القوات الأميركية لحسم المسألة، قائلًا:

"بالنسبة لغزة، سنفعل ما هو ضروري. إذا لزم الأمر، فسنقوم بذلك".

ترامب والفرص الاقتصادية في غزة

بالطبع، ليس من المفاجئ أن الملياردير والرئيس السابق لعقارات ترامب يرى في قطاع غزة فرصة استثمارية مربحة، خصوصًا مع موقعه المتميز على ساحل البحر الأبيض المتوسط، والذي تعرض لعمليات تدمير واسعة النطاق على يد الجيش الإسرائيلي، بمساعدة مباشرة من الرئيس الأميركي السابق جو بايدن.

فهل تصبح غزة يومًا ما موقعًا لأحد أبراج ترامب؟

إستراتيجية ترامب الإمبريالية تتجاوز غزة

في الواقع، مقاربة ترامب القمعية تجاه غزة تمتد إلى أجزاء أخرى من العالم أيضًا. فقد سبق له أن أعاد تسمية "خليج المكسيك" إلى "خليج أميركا"، وهدد بالاستيلاء على قناة بنما، وألمح إلى إمكانية ضم كندا وغرينلاند، باستخدام القوة العسكرية إذا لزم الأمر.

هل بايدن والديمقراطيون أفضل؟

من الواضح أن بايدن وحزبه الديمقراطي لم يكونوا أقل وحشية، فقد استمروا في دعم إسرائيل في إبادة الفلسطينيين. ولكن، مشروع ترامب للاستيلاء على غزة يمثل مستوى غير مسبوق من الهوس الاستعماري، حيث يسعى إلى إعادة رسم خريطة الشرق الأوسط بقرار فردي.

هل نعيش في عصر استعماري جديد؟

تهجير الفلسطينيين من غزة لإفساح المجال أمام "ريفييرا الشرق الأوسط" لا يعدو كونه استمرارًا لسياسات الإبادة الجماعية. فوفقًا لاتفاقية منع الإبادة الجماعية، فإن أي أفعال تهدف إلى تدمير شعب أو جماعة عرقية أو دينية بالكامل أو جزئيًا تعتبر إبادة جماعية.

إعلان

ورغم أن إفراغ غزة من سكانها الفلسطينيين هو مثال واضح على ذلك، فإن ترامب يرى أن "إمكانات غزة غير معقولة" ما دام أنه "لم يعد الفلسطينيون إليها"، حيث صرح:

"لا أعتقد أن الناس يجب أن يعودوا إلى غزة.. لقد سمعت أن غزة كانت غير محظوظة لهم. إنهم يعيشون وكأنهم في الجحيم".

هل هناك حل؟ أم أن الخراب مستمر؟

كان بالإمكان تفادي هذا الجحيم لو لم يتم خلقه منذ البداية. فمنذ عقود، والولايات المتحدة تمول وتدعم آلة القتل الإسرائيلية، حيث لم يتغير هذا النهج حتى مع دخول الإبادة الجماعية مرحلة جديدة بعد أكتوبر/ تشرين الأول 2023.

والآن، عاد ترامب ليعكس الحظر المؤقت الذي فرضه بايدن على تسليم بعض أنواع القنابل الثقيلة لإسرائيل، مما يزيد من حدة الكارثة.

إمبريالية أميركية بلا حلول

كالعادة، تقدم الإمبريالية الأميركية حلولًا كارثية لمشاكل ساهمت في خلقها. ومخطط ترامب لا يعدو كونه محاولة لصرف الأنظار عن الأزمات الداخلية في الولايات المتحدة، مثل سيطرة المليارديرات الفاسدين على البلاد.

في النهاية، ترامب أعلن أنه يريد "تنظيف" غزة بالكامل، وهو خطاب فاشيّ واضح يلقى ترحيبًا من نتنياهو وحلفائه.

وكما هو متوقع، فإن ترامب يرى في إعادة تشكيل خريطة الشرق الأوسط خطوة ستجلب "استقرارًا عظيمًا" لتلك المنطقة، وربما للعالم كله".

لكننا لم نكن لنتوقع أقل من هذا من الرئيس الذي يصف نفسه بأنه "عبقري مستقر للغاية".

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.

aj-logo

aj-logo

aj-logo إعلان من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناابق على اتصالالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2025 شبكة الجزيرة الاعلامية

مقالات مشابهة

  • مشاريع نوعية بقطاعي الطاقة والمعادن للاستفادة من الموارد الطبيعية وتلبية الطلب المُتزايد
  • ترامب: اليابان تستورد قريباً كميات قياسية من الغاز الأمريكي
  • السيرة الذاتية لوزير الطاقة والمياه جوزيف صدي
  • رئيس الوزراء في حقل ظُهر: تقديم الدعم الكامل لاستكمال أعمال الحفر والاستكشاف.. الاعتماد بصورة كبيرة على العمالة المصرية.. وحريصون على سداد مستحقات الأجانب
  • برج ترامب في غزة
  • ترامب: وافقنا على تقديم مساعدات عسكرية لليابان بقيمة مليار دولار هذا الأسبوع
  • وصلت أدنى مستوياتها.. تراجع صادرات الغاز الأمريكي لـ«الاتحاد الأوروبي»
  • مبادرة جديدة لتحويل السيارات للعمل بالغاز الطبيعي.. التفاصيل
  • تراجع توريد الغاز المسال من الولايات المتحدة إلى الاتحاد الأوروبي بمقدار الربع في 2024
  • مصر تستعين بشل وتوتال لشراء الغاز الطبيعي المسال