انتقد البرلماني الإيطالي السابق، ورئيس الرابطة الأوروبية في رابطة برلمانيون لأجل فلسطين، ميكيل بيراس " Michele Piras" الموقف الأوروبي من الحرب على قطاع غزة الذي يفتقد لوجود سياسة خارجية مشتركة، وعدم استقلال الدول العربية عن قرارات الولايات المتحدة، عادا ما يجري في غزة على يد الاحتلال الإسرائيلي تطهيرا عرقيا.



ورأى في حوار خاص لـ"عربي21" أن مواقف الحكومات الأوروبية مشتتة ومتفرقة ولكنه أشاد بمواقف حكومات بعينها مثل أسبانيا وبلجيكا وإيرلندا ووصفها بأنها أكثر توزانا مقارنة بدول مثل ألمانيا وفرنسا وبريطانيا، منتقدا في الوقت ذاته موقف حكومته الدعم لإسرائيل.

وأكد بيراس أن الحل السلمي للقضية الفلسطينية ليس مجرد مصلحة عامة، بل هو مصلحة إيطالية وأوروبية مباشرة، داعيا إلى ضرورة وقف عمليات الإبادة والتطهير العرقي التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني في قطاع غزة المحاصر.


وشدد السياسي الإيطالي على ضرورة وقف إطلاق النار الفوري ودخول المساعدات الإنسانية إلى غزة، مضيفا أن حل الصراع يكمن في إقامة دولة مستقلة للشعب الفلسطيني، وإنهاء الاحتلال، والانسحاب الإسرائيلي إلى ما وراء خطوط 1967.

ودعا بيراس إلى وقف تزويد "إسرائيل" بالسلاح والتعاون معها عسكريا.

تاليا إلى نص الحوار:

كيف ترى موقف الحكومات الأوروبية من الحرب على غزة؟ هل تعتقد أن هناك فرق؟ فنجد إسبانيا وبلجيكا وإيرلندا في واد، وبريطانيا وفرنسا وألمانيا في واد آخر.. أين موقف إيطاليا؟

تظهر الحكومة الأوروبية الضعف السياسي للاتحاد؛ عدم وجود سياسة خارجية مشتركة يعني عدم وجود أهمية سياسية كبيرة على المستوى الدولي وعدم استقلال الدول المنفردة عن الولايات المتحدة.

من الواضح أن هناك فرقًا بين إسبانيا وبلجيكا وإيرلندا وغيرها. أجد موقفهم بالطبع أكثر توازنا وتماسكا مع القيم الأوروبية المتعلقة بالاحترام الكامل لحقوق الإنسان والقانون الدولي.
تعيش ألمانيا في شعور أبدي بالذنب، وهو أمر مفهوم، لكنه لا يسمح لأحد بجعل الفلسطينيين يدفعون ثمن ما فعله النازيون خلال الحرب العالمية الثانية.

إن موقف الحكومة اليمينية المتطرفة في إيطاليا داعم تمامًا لإسرائيل وغير مقبول على الإطلاق، حتى بالنسبة للتاريخ السياسي لبلادي.

كيف ترى موقف أوروبا من إقامة دولة فلسطينية، وماذا يعني رفض رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو إقامة دولة فلسطينية مستقلة؟
ما لا يفهمونه هو أن الحل السلمي للقضية الفلسطينية ليس مجرد مصلحة عامة، بل هو مصلحة إيطالية وأوروبية مباشرة، أي منطقة أوروبية متوسطية من التبادل السلمي والثقافي والنمو المشترك.

وهذا لا يعني فقط ما هو واضح (وقف إطلاق النار الفوري ودخول المساعدات الإنسانية إلى غزة) بل يعني أيضاً إقامة دولة مستقلة للشعب الفلسطيني، وإنهاء الاحتلال، والانسحاب الإسرائيلي إلى ما وراء خطوط 1967، والاعتراف الكامل بالحق في تقرير المصير للفلسطينيين.

هل تعتقد أن هدف إسرائيل هو تدمير حركة التحرر الوطني أو تدمير كل شيء - المدارس والمستشفيات والمساجد والكنائس والمخابز والمكتبات والجامعات - من أجل دفع سكان غزة إلى الهجرة؟

أعتقد أننا أمام تكتيك واضح للاحتلال والتطهير العرقي في غزة. وهم في الواقع يدفعون سكان غزة إلى الهجرة. ولو سمحت مصر للاجئين بعبور الحدود، لما عاد أحد على الإطلاق.

هناك صراع واضح أيضاً داخل حكومة نتنياهو: جهة اليمين المتطرف، والفاشيون والمتشددون، والآخرون على الجانب الآخر. لكن الحقائق تغير الموازين يوما بعد يوم نحو مواقف أكثر تطرفا.

أعتقد أن الهدف الاستراتيجي الأوروبي يجب أن يكون الآن سقوط نتنياهو. ولم تعد حكومتها قادرة على الاستمرار، حتى في نظر المحافظين الأوروبيين.

هل تعتقدون أن منطق التهجير في هذا الزمن أصبح مقبولا أو معقولا دوليا في ظل وجود قوانين دولية لحماية حقوق الشعوب؟

بالطبع هو أمر غير مقبول. لقد أصبح الأمر مسألة تماسك بالنسبة للدول الأوروبية: لقد بنيت أوروبا على حقوق الإنسان والقانون الدولي. ولم يعد بوسع أوروبا أن تدعم نتنياهو دون أن تفقد هويتها الحقيقية، وهو ما يتنافى مع هذه المذبحة بحق المدنيين.

ماذا يعني تصويت البرلمان الأوروبي بالأغلبية على مشروع قرار لوقف إطلاق النار في غزة؟

هو الحد الأدنى أمام الكارثة أو إذا أمكن القول إنه تمثيل واضح للضعف. إن الدعوة إلى وقف إطلاق النار قد تكون موقفاً صائباً بعد خمسة أيام من القصف، والآن يتعين على أوروبا أن تجد الطريقة لفرضه. ولا يمكن لأوروبا أن تدعو إلى وقف إطلاق النار العادل، مع تجنب ذكر إسرائيل ومسؤولياتها التي هي أمام أعين العالم المتحضر برمته.

ما أهمية القرار؟ هل هي قابلة للتنفيذ أم أنها رسالة قوية للحكومات الأوروبية لدفعها لتغيير مواقفها سواء السلبية أو المحايدة من الحرب؟

الحقيقة هي أن نتنياهو يحرج الجميع، لأنه لا يمكن لأي شخص يعيش في دولة ديمقراطية ومعتاد على الثقافة الديمقراطية أن يقبل ما يحدث في غزة.

لقد فهمت الشعوب الأوروبية ذلك، والآن حان الوقت للمؤسسات الديمقراطية، للمشاركة بنشاط في عملية سلام حقيقية وتعزيز التدخل الدولي لوقف الحرب وإنهاء الاحتلال، وتعزيز ولادة دولة فلسطينية وإقامة دولة فلسطينية. ضمان التدخل السلمي.

يتعين على أوروبا أن تلعب هذا الدور الآن، وهو جزء مهم من مستقبلها، ومصداقيتها تعتمد على هذه المباراة.

هل تعتقدون أنه إذا أصدرت محكمة العدل الدولية حكماً بوقف الحرب فوراً ولم تمتثل إسرائيل، فهل يجب فرض عقوبات غربية عليها؟ أم أن الأمر سيكون صعبا على الحكومات الأوروبية؟

سيكون الأمر صعبًا بالطبع ولكن يجب القيام به. وأعتقد أن الخطوة الأولى لابد وأن تتم الآن، وأيضاً قبل صدور أي حكم من محكمة العدل الدولية: لا مزيد من الأسلحة لإسرائيل، ولا مزيد من التعاون العسكري، والإعلان علناً أن ما يحدث غير مقبول بأي حال من الأحوال في نظر الدول الديمقراطية. إنها خطوة أولى ضرورية.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية مقابلات فلسطين غزة فلسطين غزة الموقف الايطالي المزيد في سياسة مقابلات مقابلات مقابلات مقابلات مقابلات مقابلات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة وقف إطلاق النار دولة فلسطینیة إقامة دولة أوروبا أن فی غزة

إقرأ أيضاً:

بمشاورة أمريكية.. الاحتلال يستأنف حرب الإبادة بمذبحة مروعة في أنحاء غزة

غزة- الوكالات

قال المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة خليل الدقران لرويترز إن الضربات الإسرائيلية أودت بحياة 200 شخص على الأقل في أنحاء قطاع غزة اليوم الثلاثاء.

وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي قصف أهداف بأنحاء قطاع غزة في ساعة مبكرة من صباح اليوم الثلاثاء، منهيا بذلك حالة جمود استمرت أسابيع بشأن تمديد وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في يناير.

وأفادت التقارير بشن غارات على مواقع متعددة، منها مدينة غزة في شمال القطاع ودير البلح في وسطه وخان يونس ورفح في جنوبه. وقال مسؤولو وزارة الصحة الفلسطينية إن العديد من القتلى أطفال.

وأكد الجيش الإسرائيلي، الذي قال إنه قصف عشرات الأهداف، أن الضربات ستستمر ما دام ذلك ضروريا، وستتجاوز نطاق الغارات الجوية.

وهذه الهجمات أوسع نطاقا بكثير من سلسلة الغارات الجوية التي قال الجيش الإسرائيلي إنه نفذها على أفراد أو مجموعات صغيرة ممن يشتبه بأنهم مسلحون، وتأتي بعد فشل جهود مستمرة منذ أسابيع بهدف تمديد اتفاق وقف إطلاق النار.

وأعلنت حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) أن إسرائيل أنهت بغاراتها هذه اتفاق وقف إطلاق النار، مما يترك مصير 59 أسيرًا لا يزالون محتجزين في غزة مجهولا.

واتهم مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حماس "بالرفض المتكرر لإطلاق سراح رهائننا" ورفض مقترحات مبعوث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف.

وقال في بيان "ستتحرك إسرائيل، من الآن فصاعدا، لمواجهة حماس بقوة عسكرية متزايدة".

وفي واشنطن، قالت متحدثة باسم البيت الأبيض إن إسرائيل تشاورت مع الإدارة الأمريكية قبل تنفيذ الضربات، التي قال الجيش إنها استهدفت قادة الصف الثاني في حماس ومسؤولين قياديين، بالإضافة إلى بنية تحتية تابعة للحركة المسلحة.

وكانت فرق تفاوض من إسرائيل وحماس في الدوحة، حيث يسعى وسطاء من مصر وقطر إلى تقريب وجهات النظر بين الجانبين بعد انتهاء المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار، والتي شهدت إعادة الحركة الفلسطينية 33 أسيرًا إسرائيليا وخمسة تايلانديين مقابل نحو 2000 أسير فلسطيني.

وضغطت إسرائيل بدعم من الولايات المتحدة من أجل إعادة الأسرى التسعة والخمسين المتبقين في غزة، مقابل هدنة أطول أمدا تُوقف القتال حتى بعد شهر رمضان وعيد الفصح اليهودي في أبريل.

ومع ذلك، أصرت حماس على الانتقال إلى المفاوضات لإنهاء الحرب بشكل دائم وانسحاب كامل للقوات الإسرائيلية من غزة، وفق بنود اتفاق وقف إطلاق النار الأصلي.

وقالت الحركة "نطالب الوسطاء بتحميل نتنياهو والاحتلال الصهيوني المسؤولية كاملة عن خرق الاتفاق والانقلاب عليه".

وتبادل الطرفان الاتهامات بعدم احترام بنود اتفاق وقف إطلاق النار المبرم في يناير، وشهدت المرحلة الأولى عثرات عديدة. ولكن الطرفين تجنبا العودة الكاملة للقتال حتى الآن.

ومنعت إسرائيل دخول المساعدات إلى غزة، وهددت مرارا باستئناف القتال إذا لم توافق حماس على إعادة الرهائن الذين لا تزال تحتجزهم.

ولم يقدم الجيش تفاصيل عن الغارات التي نفذها في الساعات الأولى من صباح اليوم، لكن السلطات الصحية الفلسطينية وشهود تواصلت معهم رويترز أفادوا بوقوع أضرار في مناطق عديدة من غزة، حيث يعيش مئات الآلاف في ملاجئ مؤقتة أو مبان مدمرة.

وقُصف مبنى في مدينة غزة في الطرف الشمالي من القطاع وكذلك ثلاثة منازل على الأقل في دير البلح وسط غزة. إضافة إلى ذلك، ذكر مسعفون وشهود أن الغارات أصابت أهدافا في مدينتي خان يونس ورفح في جنوب القطاع.

ويُعاني قطاع غزة حاليا من دمارٍ واسع بعد قتال على مدى 15 شهرا، والذي اندلع في السابع من أكتوبر 2023 عندما شن آلاف المسلحين بقيادة حماس هجوما على بلدات إسرائيلية في غلاف غزة. وتشير إحصاءات إسرائيلية إلى أن الهجوم أدى إلى مقتل نحو 1200 شخص واحتجاز 251 أسيرًا ونقلهم إلى غزة.

أما الحملة الإسرائيلية التي أعقبت الهجوم، فتقول السلطات الصحية الفلسطينية إنها تسببت في استشهاد أكثر من 48 ألف شخص وتدمير جزء كبير من المساكن والبنية التحتية في القطاع، بما في ذلك منظومة المستشفيات.

مقالات مشابهة

  • الأورومتوسطي يحذر من تفويض دولي للاحتلال لتصعيد الإبادة الجماعية في غزة
  • البرلمان العربي: إسرائيل تمارس جريمة حرب مكتملة الأركان
  • برلماني: هجوم إسرائيل على غزة كشف عن نوايا الاحتلال الخبيثة لكسر الهدنة
  • الخارجية التركية: إسرائيل دخلت مرحلة جديدة في سياسة الإبادة الجماعية
  • إسرائيل تقتل 322 فلسطينيا إثر استئنافها حرب الإبادة على غزة
  • بمشاورة أمريكية.. الاحتلال يستأنف حرب الإبادة بمذبحة مروعة في أنحاء غزة
  • حماس: إسرائيل تنقلب على وقف إطلاق النار وتستأنف الإبادة الجماعية بغزة
  • «الخارجية» الفلسطينية: إسرائيل تتعمد إطالة أمد الحرب عبر سلاح التجويع
  • عودة الحرب "على مراحل".. خيار إسرائيل البديل إن فشلت المفاوضات
  • رئيسة المفوضية الأوروبية: يجب على روسيا دعم وقف إطلاق النار مع أوكرانيا