كاميرون وحيلته الخبيثة لنزع الصواريخ وورقة الأسرى من المقاومة
تاريخ النشر: 27th, January 2024 GMT
رئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أحاط وزراء حكومته- حسبما نقلت وسائل إعلام عبريّة – بالانتقال إلى "المرحلة الثالثة" من الحرب على غزة، ولمدة ستة أشهر؛ بهدف "السيطرة الأمنية" على القطاع (على حد قوله).
عمليًا، فالذهاب لهذه المرحلة الجديدة، يعني فشلَ "الهجوم البري"- الذي بدأ منذ شهرَين – في تحقيق السيطرة على القطاع، وانسحابًا وتراجعًا، وإعادةَ انتشار للقوات الإسرائيلية، وتسريحَ آلاف الجنود.
"نتنياهو"، لم يكُفّ- منذ بداية الحرب – قبل 110 أيام- عن تَكرار تصريحاته العنترية، بشكل شبه يوميّ، عن تمسّك إسرائيل بـ "السيطرة الأمنية" على القطاع، في اليوم التالي للحرب، "بعد تدمير حماس".. مثلما جاء في بيان صادر عن مكتبه عقب المحادثة الهاتفية له (يوم الجمعة الماضي)، مع الرئيس الأميركي جو بايدن. بينما قادة وجنرالات إسرائيليون وازنون، وساسة غربيون، يُجمعون على استحالة "تدمير حماس"، وأن السيطرة الأمنيّة على القطاع، غير ممكنة في ظلّ الفشل الذي يلاحق الجيش الإسرائيلي في احتلال غزة، أو السيطرة على الأرض هناك.
خطة سلام بريطانيةعلى أي أساس يبني نتنياهو رؤيته، أو حلم اليقظة هذا بـ "السيطرة الأمنية" على قطاع غزة؟. يتزامن الانتقال للمرحلة الثالثة من الحرب على غزة، مع تسويق وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون خطّةَ سلام، ترتكز- حسبما صرح لقناة الجزيرة- على "هدنة إنسانية مؤقتة" لتبادل الرهائن، وتفكيك صواريخ المقاومة، وخروج حماس من "القطاع"، وتسليم شؤونه إلى إدارة فلسطينية جديدة (تتولى السيطرة الأمنية لصالح إسرائيل). معلوم، أنّ السياسة البريطانية، تابعةٌ دائمًا للمواقف الأميركية، أو مُسوقةٌ لها، ضمن لعبة توزيع الأدوار. إذ، وقبل أيام تحدث الرئيس الأميركيّ جو بايدن عن دولة فلسطينية غائمة بلا سيادة ولا جيش ولا تسليح. كما أن مسؤول السياسة الخارجية الأوروبية جوزيب بوريل، طرح مبادرة لحل الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي، تخلو من وقف لإطلاق النار!.. مع ملاحظة أن الدور الأوروبي غير فاعل بدرجة كافية.
مناورات سياسية خبيثةالبادي من الأطروحات الأميركية والبريطانية والأوروبية، تطابقها مع موقف نتنياهو، الرافض تمامًا لوقف إطلاق نار دائم في غزة. هذه المبادرات إذن، ما هي إلا مناورات سياسية خبيثة بغرض تجريد حماس من ورقة الأسرى، والمقاومة الفلسطينية من النصر الذي أنجزته، وأن تكسب إسرائيل الحرب، بالسياسة عوضًا عن الإخفاق العسكريّ. يلي استخلاص الأسرى الإسرائيليين من غزة، مواصلة القتل للمدنيين بالقطاع بآلة الحرب الجَهنمية الإسرائيلية، والضغط السياسي لنزع سلاح المقاومة، وإخراجها من القطاع، ومن المعادلة الفلسطينيّة ككل.
كيسنجر وحظر تصدير النفط للأميركانهذه المبادرات المنحازة إلى إسرائيل، والهادفة لتحرير الأسرى، بعد فشل نتنياهو في تحريرهم بالقوّة، تعيد إلى الأذهان أول زيارة للقاهرة، قام بها وزير الخارجية الأميركي السابق هنري كيسنجر (1923- 2023)، أثناء حرب أكتوبر/ تشرين الأول عام 1973. كان الشاغل الأهم، لكيسنجر في هذه الزيارة للقاهرة (9 نوفمبر/ تشرين الثاني عام 1973)، هو رفع الحظر البتروليّ العربي عن الغرب، وطلب من الرئيس المصري الراحل أنور السادات (1970-1981)، التدخل في هذا الشأن، وهو ما حدث في وقت لاحق للزيارة.
كانت الدول العربية المُصدرة للبترول، قد قررت حظرًا نفطيًا على تصدير البترول للولايات المتحدة الأميركية والدول الغربية الداعمة لإسرائيل، وذلك تضامنًا مع مصر وسوريا في حربهما ضد الكيان الصهيوني.. وقت أن كان هناك "موقف عربي"، وهو موقف غائب الآن.
استنساخ لخروج ياسر عرفات من بيروتكما أنّ هذه الخطط أو المحاولات الخبيثة لخروج حماس من غزة، ونزع سلاحها، هي استنساخ لعملية خروج الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات (أبوعمار)، من بيروت، حيث كانت المقاومة الفلسطينية تتواجد رسميًا في لبنان منذ عام 1969، وتمارس نشاطها ضد إسرائيل، بموجب اتفاق رعاه الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر (1956- 1970). بعد توقيع اتفاقية كامب ديفيد بين مصر، وإسرائيل عام 1978، ومعاهدة السلام بينهما عام 1979، حزمت إسرائيل أمرها على خروج المقاومة من لبنان، فاجتاحت العاصمة بيروت وحاصرتها 88 يومًا، لينتهي الأمر بضغوط غربية، بخروج عرفات إلى تونس، ورجال المقاومة إلى سوريا. هذه الأحداث – سعْي كيسنجر لرفع الحظر النفطي، وخروج عرفات والمقاومة من لبنان – تؤكد أن الغرب دومًا يهتم بمصالحه، ورغبات الكيان الصهيوني، ولا يكترث بما عدا ذلك.
تجربة غير قابلة للتَكراراستعادة تجربة إبعاد عرفات عن بيروت، قد لا تكون قابلة للتَكرار في غزة مع قادة "حركة حماس". ذلك أن الحركة تسيطر سياسيًا، وعسكريًا (كتائب القسام، مع سرايا الجهاد، وغيرهما) على القطاع.. بينما في حالة عرفات، كانت المقاومة في ضيافة لبنان، فاستنساخ التجارب أيًّا كانت، يلزمه دومًا توفر نفس البيئة والظروف المحيطة بالتجربة، وهو ما لا يتوفر في حالة غزة. كما أن تمرير مثل هذه الخطط – أو الحيل لا فرق-، يستند إلى موازين القوى على الأرض، وإرادة الأطراف المتحاربة. صحيح أن ميزان القوة العسكرية يميل بشدة لصالح الاحتلال الإسرائيلي (عددًا وعتادًا، وتميزًا تكنولوجيًا).
إرادة المقاومةإنّ "المقاومة" تمتلك إرادة شديدة الصلابة، ورجالها، تدفعهم قوة روحيّة جبّارة، حافزة للقتال، رغبة في النصر أو الاستشهاد، بما جعلها تُلحق الهزائم المؤلمة بجيش الاحتلال المصنف عالميًا في مرتبة متقدمة. وتمنع حتى الآن- على الأقل – سيطرة الكيان الصهيوني، أمنيًا على "القطاع". حتمًا، سوف تسقط الحيل السياسية الغربية الخبيثة، على شاكلة خُطة "كاميرون"، بتجريد المقاومة من ورقة الرهائن، وسلاحها، وإخراجها من غزة.
النصر والمجد للمقاومة.. والسلام لروح الشهداء.
aj-logoaj-logoaj-logoمن نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معنارابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+
تابع الجزيرة نت على:
facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2024 شبكة الجزيرة الاعلاميةالمصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: السیطرة الأمنیة على القطاع
إقرأ أيضاً:
اتفاق أولي لمفاوضات اتفاق أولي بشأن تبادل الأسرى
أعلنت هيئة البث الإسرائيلية، أن إسرائيل وحماس توصلتا إلى اتفاق أولي لمفاوضات بشأن المرحلة الثانية مع تنفيذ الأولى، وفقا لما ذكرته فضائية "القاهرة الإخبارية" في نبأ عاجل.
الرئيس اللبناني يتمسك بانسحاب إسرائيل من كامل التراب الوطني إسرائيل تستعد بـ"خطة بديلة" في غزة قبل تنصيب ترامب
وتابعت أن :"إسرائيل وحماس ناقشتا إمكانية وقف إطلاق نار دائم لخلق الاستمرارية بين مراحل الاتفاق".
وفي إطار آخر، أصدر وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، أوامره للجيش الإسرائيلي، بإعداد خطة بديلة تلحق "لهزيمة حماس في غزة"، حال عدم التوصل إلى صفقة بشأن إطلاق سراح الرهائن، بحلول وقت تنصيب الرئيس الأمريكي المقبل دونالد ترامب.
وقال كاتس في بيان أصدره مكتبه: "إذا لم يتم التوصل إلى صفقة بشأن الرهائن بحلول موعد تولى الرئيس ترامب منصبه، يجب إلحاق هزيمة كاملة بحماس في غزة"، بحسب ما أوردته صحيفة "تايمز أوف إسرائيل".
وأوضح كاتس: "لا يجب أن نستدرج إلى حرب استنزاف تكلفنا ثمنًا باهظًا، ولن تؤدي إلى النصر، ولا الهزيمة الاستراتيجية الكاملة لحماس ونهاية الحرب في غزة".
يذكر أن الدوحة تشهد مفاوضات بشأن التوصل إلى صفقة بشأن الرهائن ووقف إطلاق النار في قطاع غزة، وقال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إن اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى بين إسرائيل وحماس بات "قريبًا جدًا".
وكان الرئيس الأمريكي جو بايدن طرح في شهر مايو الماضي خطة من 3 مراحل تضمن تبادل الرهائن الإسرائيليين مع أسرى فلسطينيين في السجون الإسرائيلية، ووقف دائم لإطلاق النار في قطاع غزة.
اقتراب موعد تنصيب الرئيس الأميركيوسط جهود رامية إلى التوصل إلى هدنة طويلة الأمد زخمًا متزايدًا، مع اقتراب موعد تنصيب الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب المقرر بعد 10 أيام، وكان ترامب صعد من لهجته، الثلاثاء، مهددًا بـ"فتح أبواب الجحيم" على المنطقة إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق قبل هذا الموعد.
وتستمر الحرب في قطاع غزة منذ 15 شهرًا، حيث يعيش أكثر من مليوني فلسطيني أوضاعًا إنسانية كارثية، وسط دعوات دولية لوقف التصعيد وتجنيب المدنيين مزيدًا من الخسائر.
بايدن وترامب يضغطان على إسرائيل وحماس للتوصل إلى اتفاق قبل 20 يناير
كشفت وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية للأنباء، اليوم الثلاثاء، أن إدارتي الرئيس المنتهية ولايته جو بايدن والمنتخب دونالد ترامب، تضغطان على إسرائيل وحركة حماس للتوصل إلى اتفاق قبل 20 يناير الجاري.
وذكرت الوكالة، أن المرحلة الأولى من الاتفاق تتراوح بين 6 و8 أسابيع، والأخيرة تشمل إطلاق سراح المحتجزين المتبقين، مشيرة إلى أنه سيتم إجراء محادثات حول إعادة الإعمار ومستقبل الحكم في غزة بالمرحلة الأخيرة من الاتفاق.
وحسب الوكالة، فإن إسرائيل تريد الحصول على تأكيدات بأن المحتجزين على قيد الحياة، في حين تقول حركة حماس إنه بعد أشهر من القتال العنيف، فإنها ليست متأكدة من هو على قيد الحياة ومن هو الميت.
وتسعى مصر والولايات المتحدة وقطر على مدار أشهر إلى التوصل إلى صفقة لإنهاء الحرب بين إسرائيل وحماس في قطاع غزة.
ومن المقرر أن يتم تنصيب الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب في 20 يناير الجاري.
وأعلنت وكالة رويترز، للأنباء، أن حركة حماس تتمسك بمطلبها بأن تنهي إسرائيل حربها على غزة بالكامل بموجب أي اتفاق لإطلاق سراح المحتجزين.
وذكرت وكالة رويترز، أنّ حماس تقول إن ترامب كان متسرعا في القول إنه سيكون هناك ثمن باهظ إذا لم يتم إطلاق سراح المحتجزين بحلول موعد تنصيبه في 20 يناير.
وأفادت، بأن إدارة بايدن دعت إلى بذل جهد أخير للتوصل إلى اتفاق قبل مغادرة الرئيس الأمريكي
وفي إطار آخر، أعلن مكتب رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، عن عدم تلقيه من حماس أي معلومات بشأن وضع 34 محتجزا في قطاع غزة، ولم تتلق إسرائيل أي تأكيد أو تعليق من حماس بشأن وضع المحتجزين الواردة أسماؤهم في القائمة، في إشارة إلى قائمة قدمها مسؤول من حماس عبر الوسطاء وتحتوي على أسماء 34 رهينة أبدت الحركة استعدادها للإفراج عنهم في المرحلة الأولى من صفقة لتبادل الأسرى في إطار اتفاق لوقف النار.
بينما كذبت هيئة البث الإسرائيلية، أمس الإثنين، ادعاءت نتنياهو، وقالت إن حركة حماس قدمت قائمة بأسماء الأسرى الإسرائيليين في غزة، واستلمها.
وأكدت الهيئة عن مصدر إسرائيلي، أنه على عكس نفي مكتب رئيس الوزراء، فإن حماس سلمت قائمة بالمختطفين لكنها لم تكشف عن أي منهم على قيد الحياة.
وذلك في ظل محاولات مصر وقطر والولايات المتحدة على مدار أشهر التوصل إلى صفقة لإنهاء الحرب بين إسرائيل وحماس في قطاع غزة.