رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وحلفاؤه من اليمين المتطرف حل الدولتين مرارا وتكرارا، ومع ذلك فإن الولايات المتحدة غير مستعدة لدعوتهم إلى ذلك، ولكن الكثيرين يتساءلون: " هل سيقف جو بايدن في وجه بنيامين نتنياهو يوما ما؟". وفي هذا الشأن، نشرت صحيفة "الجارديان" البريطانية، تحليلًا للإجابة عن هذا التساؤل؛ خاصة وأنه على الرغم من أن الرئيس الأمريكي جو بايدن، قد كرر التزامًا روتينيًا بحل الدولتين عندما واجه أزمة في الشرق الأوسط، ولم يكن هناك أي تذمر من البيت الأبيض؛ إلا أن حكومة نتنياهو اليمينية المتطرفة كثفت الاستعمار الزاحف في الضفة الغربية المحتلة والقدس الشرقية وشددت هيمنتها على الفلسطينيين الذين يعيشون هناك.


ورأى الكاتب كريس ماكجريل في تحليله أن إعلان نتنياهو الأسبوع الماضي بأنه لن تكون هناك دولة فلسطينية، وأنه يعتزم إدامة نسخة إسرائيل من الفصل العنصري من خلال السيطرة العسكرية الدائمة على الضفة الغربية، لم يكن اكتشافًا عظيمًا لواشنطن؛ لكن التوقيت يعني أنه هذه المرة لا يمكن تنحيته جانبا بهذه السهولة.


وأضاف التحليل أن أحد آثار هجوم حماس في ٧ أكتوبر هو إعادة القضية الفلسطينية إلى دائرة الضوء الدبلوماسية بعد أن تخلت الولايات المتحدة وحلفاؤها عن أي محاولة حقيقية لحل الصراع في السنوات الأخيرة وألقته في الظل. كما أشار ماكجريل إلى أنه خلال فترة ولاية نتنياهو الطويلة كرئيس لوزراء إسرائيل، واصل السياسيون في واشنطن وبروكسل ولندن التحدث من حين لآخر عن حل الدولتين، ولكن في التحدث إليهم على انفراد، بدا في كثير من الأحيان أنهم خلصوا إلى أن الفلسطينيين كانوا شعبًا مهزومًا - وهكذا تواطئوا في قمع الفلسطينيين من خلال ترك نتنياهو يمضي في الاستيلاء على الأراضي.


موقف إدارة بايدن من تصرفات نتنياهو الفاضحة
وأوضح تحليل الجارديان أنه قد تثار اعتراضات من حين لآخر على تصريحات أو تصرفات فاضحة بشكل خاص من قبل وزراء حكومة نتنياهو العنصريين، لكن لم يكن أحد يدعم أقواله بأفعال لاحقة، على الأقل إدارة بايدن. وأضاف: "لقد قطع البيت الأبيض شوطًا طويلًا لتجنب المواجهة مع إسرائيل حتى قبل دعمه غير المشروط إلى حد كبير للحرب الحالية في غزة، والتي أودت بحياة أكثر من ٢٥ ألف شخص، معظمهم من الأطفال والنساء، وفقا لوزارة الصحة الفلسطينية". وبعد أسبوعين من هجوم حماس، قال بايدن إن الأزمة بين إسرائيل وغزة يجب أن تؤدي إلى "جهود مركزة" لإنشاء دولة فلسطينية، وفي الأسبوع الماضي، ومع تحول الاهتمام إلى ما سيأتي بعد ذلك، رفض نتنياهو بصراحة أي خطة من هذا القبيل.


وفي سعيه اليائس للتهرب من الواقع، حاول بايدن أن ينكر أن نتنياهو كان يعني ما قاله، وزعم البيت الأبيض أن رئيس الوزراء الإسرائيلي أبلغ الرئيس في مكالمة هاتفية أنه لا يزال منفتحًا على حل الدولتين في ظل ظروف معينة.


ورد نتنياهو بتغريدة مفاجئة قتل فيها تلك الفكرة: "لن أتنازل عن السيطرة الأمنية الإسرائيلية الكاملة على المنطقة بأكملها غرب الأردن - وهذا يتعارض مع الدولة الفلسطينية". وتساءل المحلل كريس ماكجريل: "لماذا يصدر نتنياهو مثل هذا التصريح في هذا الوقت، ليحرج علنًا رئيس أهم وأقوى حليف لإسرائيل؟ أم لأنه تعلم أنه يستطيع ذلك دون أي تكلفة حقيقية؟".


وأضاف ماكجريل: "كان نتنياهو يضع عينه على السياسة الداخلية؛ فهو يريد حشد الدعم في ائتلافه اليميني المتطرف من خلال كبح التجدد المفاجئ للحديث في العواصم الأجنبية حول إعادة الدولة الفلسطينية إلى المسار الصحيح، بما في ذلك التقارير التي تفيد بأن البيت الأبيض يتطلع إلى التوصل إلى اتفاق مع الحكومة الإسرائيلية المقبلة والدول العربية".


لكن البيان يعكس أيضًا شعور نتنياهو بالإفلات من العقاب؛ إذ اعتاد القادة الإسرائيليون أن يبذلوا قصارى جهدهم للبقاء على الجانب الأيمن من البيت الأبيض على الأقل، لكن نتنياهو وجد أنه لا توجد عواقب حقيقية للازدراء الصريح عندما واجه الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، واستمر في تدفق المساعدات العسكرية والحماية الدبلوماسية دون انقطاع.


ورأت "الجارديان" أنه من المغري الاعتقاد بأن الأمور قد تكون مختلفة بعد رحيل نتنياهو؛ وأظهرت استطلاعات الرأي أن معظم الإسرائيليين يلومونه على الإخفاقات السياسية والعسكرية التي سمحت لحماس وغيرها من الجماعات المسلحة بذبح ١٢٠٠ شخص واختطاف أكثر من ٢٠٠ آخرين في ٧ أكتوبر؛ ولكن ليس هناك الكثير من الدلائل على وجود التزام جدي بالتفاوض على صفقة قابلة للتطبيق مع الفلسطينيين بين خلفاء نتنياهو المحتملين، ومن غير المرجح أن يتم ذلك دون ضغوط أمريكية جدية.


واختتم التحليل بأنه ربما يكون من المبالغة أن نأمل أن يدخل بايدن، في مواجهة تعنت نتنياهو. ولكن إذا لم يكن الرئيس الأمريكي مستعدًا للقيام بذلك، فسوف يكون من الواضح أكثر من أي وقت مضى لبقية العالم أن الولايات المتحدة اختارت الوقوف إلى جانب القمع.
 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو القضية الفلسطينية البیت الأبیض

إقرأ أيضاً:

برلمانية: خطة إعمار غزة شهادة على دور مصر الريادي في حماية القضية الفلسطينية

أكدت النائبة إيلاريا حارص، عضو لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب عن حزب الشعب الجمهوري، أن تصريحات الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال زيارته للأكاديمية العسكرية تحمل رسائل واضحة تؤكد على الدور المحوري الذي تقوم به مصر في المنطقة، مشيرة إلى أن هذه التصريحات تعكس حرص الدولة المصرية على استقرار الأوضاع الإقليمية، وخاصة ما يتعلق بالأزمة في قطاع غزة.

وأوضحت حارص في تصريحات صحفية لها اليوم، أن كلمة الرئيس شددت على أن مصر اتبعت موقفًا إيجابيًا في تعاملها مع الأحداث التي تشهدها المنطقة، حيث سعت منذ بداية الحرب على غزة إلى وقف التصعيد وإدخال المساعدات الإنسانية، مع رفض تام لمخططات التهجير، وصولًا إلى إعداد خطة متكاملة لإعادة إعمار القطاع، مؤكدة أن تصريحات الرئيس عكست بشكل جلي أن مصر صمام أمان المنطقة وتحركاتها تأتي وفق رؤية استراتيجية واضحة.

برلمانية: كلمة الرئيس السيسي تعكس رؤية مصر لإعداد جيل واعٍ وقادر على مواجهة التحدياترئيس الشيوخ يهنئ الرئيس السيسي بذكرى العاشر من رمضان ويوم الشهيدجبالي يهنئ الرئيس السيسى بمناسبة ذكرى نصر العاشر من رمضان واحتفالات مصر بيوم الشهيدأخبار التوك شو| الرئيس السيسي يوجه رسالة مهمة للمصريين.. سيدة تغلق الهاتف في وجه محمد رمضان مرتين

وأضافت عضو لجنة العلاقات الخارجية أن الرئيس السيسي أشار إلى أن خطة إعادة إعمار غزة جاءت نتيجة جهد متكامل لكافة أجهزة الدولة المصرية، وهو ما يعكس التزام مصر بمسؤولياتها الإنسانية والأخلاقية تجاه الأشقاء الفلسطينيين، مشيدة في الوقت ذاته باعتماد القمة العربية لهذه الخطة التي تعد خطوة مهمة نحو تحسين الأوضاع الإنسانية في القطاع.

وأشارت إلى أن إشادة الرئيس بتماسك الشعب المصري والتفافه حول قيادته خلال الأزمات هو ركيزة الأمان والاستقرار، بالإضافة إلى تقديره للدور الوطني للقوات المسلحة، هي رسائل تعكس أهمية تضافر جهود جميع الوزارات والهيئات الوطنية للعمل بأقصى طاقتها لمواجهة التحديات الراهنة والحفاظ على استقرار البلاد والمنطقة بأكملها.

وكان الإعلامي مصطفى بكري، قد أكد في حلقة جديدة من برنامج "حقائق وأسرار" المذاع عبر قناة "صدى البلد"، أن الرئيس عبد الفتاح السيسي قام بزيارة إلى الأكاديمية العسكرية المصرية، حيث استمع إلى طلاب الأكاديمية وألقى معهم حديثًا هامًا.

حديث الرئيس السيسي مع طلاب الأكاديمية العسكرية: رسائل هامة للداخل والخارج

وأشار بكري إلى أن حديث الرئيس السيسي مع طلاب الأكاديمية العسكرية كان مليئًا بالرسائل القوية التي توجه للجميع، داخليًا وخارجيًا، خاصة في ظل الظروف السياسية والاقتصادية الراهنة التي تمر بها مصر.

الشعب المصري يدرك معنى القائد الوطني ويشكر السيسي على مواقفه

وأوضح مصطفى بكري أن الشعب المصري شعب أصيل يعرف تمامًا معنى القائد الوطني، مشيرًا إلى أن الشعب المصري لن ينسى وقوف الرئيس السيسي إلى جانبه في ثورة 30 يونيو.

بكري: نحن فخورون بوجود الرئيس السيسي في قيادة مصر

وعبّر بكري عن فخره بوجود الرئيس السيسي في قيادة مصر، مؤكدًا على تقدير الشعب المصري له لما حققه من إنجازات كبيرة في مختلف المجالات.

مقالات مشابهة

  • يوسف زيدان : شايل هم القضية الفلسطينية .. فيديو
  • خبير: أهم مخرجات القمة العربية الطارئة رفض أي مخططات لتصفية القضية الفلسطينية
  • جهاز الخدمة السرية الأمريكى يطلق النار على رجل قرب البيت الأبيض
  • أوزغور أوزيل: نقف إلى جانب القضية الفلسطينية
  • البيت الأبيض يرد على خامنئي ويخيّر إيران بين عمل عسكري أو إبرام اتفاق
  • الحشد العربي والإسلامي لدعم القضية الفلسطينية
  • برلمانية: خطة إعمار غزة شهادة على دور مصر الريادي في حماية القضية الفلسطينية
  • محسن عثمان: القضية الفلسطينية اختبار لضمير الإنسان
  • "المصريين": كلمة الرئيس في الأكاديمية العسكرية أكدت ثبات موقف مصر من القضية الفلسطينية
  • أزمة تجنيد الحرديم تعود من جديد .. قد تطيح بحكومة نتنياهو أو تعيد بن غفير بشروطه