واشنطن- لا يختلف معلقون سياسيون على أكثر الشخصيات الفاعلة والمؤثرة في الحياة السياسية بالحزبين الديمقراطي والجمهوري بالولايات المتحدة، وأن الرئيس جو بايدن وسابقه دونالد ترامب، هما أقوى الشخصيات وأكثرهم تأثيرا في الوقت الراهن كل داخل حزبه.

إلا أن آراء المعلقين تختلف بشأن هوية الشخصيات الفاعلة والمؤثرة، سواء بصورة علنية أو متوارية، على حملتي بايدن وترامب وعلى مسار الحزبين وصولا للانتخابات الرئاسية الأميركية في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.

وفي حديث للجزيرة نت، قال الكاتب والمحلل السياسي والعضو بالحزب الجمهوري بيتر روف، إن "أي قائمة يجب أن تشمل ترامب وبايدن لأنه، وبغض النظر عن المفاجآت، سيكون أحدهما الرئيس في 20 يناير/كانون الثاني 2025، وحاليا لدى كليهما من القوة ما يكفي لدفع الآخرين للإنصات إليهما والتصرف بناء على ما يقولانه".

ترامب هو مرشح الحزب الجمهوري الأوفر حظا لمنافسة الرئيس الحالي جو بايدن (الفرنسية) نفوذ وتأثير

يتميز النظام السياسي الأميركي بمعايير مختلفة عن بقية النظم السياسية حول العالم من حيث انفتاحه بصورة غير طبيعية أمام عوامل تأثير مختلفة.

ويتنوع المؤثرون من حيث حجم النفوذ الذي ينبع من عدة عوامل منها:

الإرث السياسي، خاصة ذلك المرتبط بالمسؤولين السابقين أو بالانتماء لواحدة من العائلات السياسية الضخمة كعائلتي جون كينيدي أو جورج بوش الأب. حجم الشعبية والانتشار، ويُعد عنصرا مهما حال تمتع الشخص المؤثر به، وسمح التطور التكنولوجي وانتشار وسائل التواصل الاجتماعي بسهولة تقدير مثل هذه القوة. المال، ويتم تقدير ذلك بصافي حجم الثروة التي يمتلكها الشخص، أو حجم تبرعاته لهذا الحزب أو ذاك، إلى جانب معيار القدرة على جمع المال والتبرعات من المانحين لصالح المرشحين. المهام الوظيفية والتنظيمية، حيث تسمح -في حالات عدة- بمنح صاحبها أو صاحبتها الكثير من النفوذ على مسار ومصير وأجندة وتفضيلات الحزب، ويظهر هذا بوضوح في حالتي اللجنة الوطنية للحزب الجمهوري ونظيرتها الديمقراطية.

ومن بين الجمهوريين المؤثرين:

رونا ماكدانيال:

رئيسة اللجنة الوطنية للحزب الجمهوري (RNC)، وتم انتخابها بالإجماع رسميا في 19 يناير/كانون الثاني 2017، ثم أعيد انتخابها رئيسة للجنة بالإجماع في كل من عامي 2019 و2021، وحظيت بدعم كامل من دونالد ترامب الذي تتماهى بصورة كاملة مع مواقفه وأجندته السياسية.

دور مركزي

وتقوم ماكدانيال، من خلال دورها المركزي بالحزب، بإدارة كل ما يتعلق بالانتخابات التمهيدية على المستوى الرئاسي وانتخابات الكونغرس وحكام الولايات. ومؤخرا صرحت بأنها لن تسعى لولاية خامسة كرئيسة للجنة الوطنية للحزب الجمهوري.

وبعد انتهاء انتخابات ولاية نيوهامبشير بفوز ترامب، حثّت ماكدانيال المرشحة الجمهورية نيكي هيلي على إنهاء حملتها الرئاسية، وترك الساحة لترامب والاصطفاف خلفه كمرشح لكل الجمهوريين.

تشارلز كوخ:

ارتبط رجل الأعمال والملياردير كوخ، الذي جاء من عائلة صناعية كبيرة معروفة بدعمها المالي الواسع للحزب والمرشحين الجمهوريين، بدعم أجندة محافظة جمهورية تقليدية.

تم تصنيفه في المرتبة الـ22 كأغنى رجل في العالم على مؤشر بلومبيرغ للمليارديرات العام الماضي، بثروة صافية تقدر بـ60 مليار دولار، ويقدم تشارلز كوخ ملايين الدولارات سنويا للعديد من مراكز البحث المحافظة، ويموّل الحملات الانتخابية لعشرات المرشحين الجمهوريين. واعتُبر، مع أخيه ديفيد (توفي قبل عامين)، من أكبر المانحين الماليين للجمهوريين خلال السنوات الأخيرة.

تاكر كارلسون وشون هانيني:

مذيعان جمعتهما شبكة "فوكس" الإخبارية لسنوات في ساعات ذروة المشاهدة المسائية قبل أن تقيل الشبكة كارلسون العام الماضي لينتقل لمنصة "إكس" حيث يتابعه فيها أكثر من 11 مليون شخص.

ويتمتع المذيعان، الأكثر مشاهدة في كل الشاشات الأميركية، بمكانة مهمة بين التيارات المحافظة واليمينية، وتجمعها علاقة قوية بدونالد ترامب ويؤيدان أفكاره المثيرة للجدل، مثل "حظر دخول مواطني دول مسلمة".

الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما وزوجته ميشيل من أبرز الفاعلين في الحزب الديمقراطي (رويترز)

المؤثرون الديمقراطيون

باراك أوباما:

يُعد باراك أوباما أقوى شخصية في الحزب الديمقراطي لما يملكه من إرث وكاريزما شخصية يُحسن استغلالها، ويتضاعف نفوذه عند إضافة زوجته ميشيل التي تحظى بشعبية ونفوذ طاغٍ وسط الناخبين الديمقراطيين خاصة النساء منهم.

ويتابع 132 مليون شخص حساب أوباما على منصة "إكس"، ويُتوقع أن يكون مفعما بالحيوية مع اشتداد سخونة انتخابات 2024، ويتعهد أوباما بفعل كل ما يستطيع لمنع عودة محتملة للرئيس السابق دونالد ترامب إلى البيت الأبيض.

تايلور سويفت:

خلال العقد الأخير، أصبحت تايلور سويفت، مغنية البوب الأميركية الأكثر شعبية بين الفئة الشبابية الأقل من 30 عاما خاصة الفتيات والنساء منهم. وتُلهم أغانيها جيلا كاملا من الأميركيين الذين يفقدون التواصل مع الساسة التقليديين خاصة كبار السن منهم مثل بايدن وترامب.

وتُعرف سويفت، التي يتابعها 95 مليون شخص على منصة "إكس"، بمواقف سياسية واضحة من أهمها انتقاد قرار المحكمة العليا تقييد حقوق الإجهاض الفدرالية، ودعمها جهود تقييد حق حمل السلاح، والمناداة بإصلاح ومعالجة وحشية الشرطة البيضاء تجاه الرجال السود.

كما تعادي جماعات "سمو الجنس الأبيض اليمينية"، ودعمت بملايين الدولارات حركات "حياة السود مهمة" بعد مقتل جورج فلويد عام 2020. وتحث سويفت معجبيها على تسجيل أنفسهم في قوائم الناخبين قبل الانتخابات، ما أدى إلى تسجيل أكثر من 65 ألف شخص في يوم واحد. وتؤيد بايدن في الانتخابات الرئاسية، وتنتقد علنا ترامب في كل فرصة سانحة.

جورج سوروس:

ملياردير ورجل أعمال تبلغ ثروته أكثر من 8 مليارات دولار، بعد أن تبرّع بأكثر من 20 مليار دولار للأنشطة والحركات السياسية داخل الولايات المتحدة وخارجها.

ووصفت مجلة فوربس سوروس بأنه "المانح الأكثر سخاء" من حيث النسبة المئوية لصافي الثروة للعمل السياسي. وفي عام 2017، وصف سوروس ترامب بأنه رجل محتال، وتوقّع أن يفشل لأنه يعتقد أن أفكاره متناقضة ذاتيا.

وقال سوروس أيضا إنه يعتقد أن ترامب يستعد لحرب تجارية ويتوقع أن يكون أداء الأسواق المالية ضعيفا إن عاد للحكم. وتبرع الملياردير بأكثر من 128.5 مليون دولار لدعم مرشحي الحزب الديمقراطي في انتخابات الكونغرس عام 2022، ويتوقع أن يزيد تبرعاته المالية قبل انتخابات 2024.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: أکثر من

إقرأ أيضاً:

ترامب يسخر من قرارات عفو أصدرها بايدن في آخر ساعاته بالسلطة

سخر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، من سلفه جو بايدن لأنه منح عفوا لجميع من حوله قبل مغادرته منصبه ونسي العفو عن نفسه، ملمحا إلى أنه أكثر من يحتاج لهذا العفو لأنه المسؤول عن كل شيء.

وقال ترامب في مقابلة مع قناة "فوكس نيوز": "لقد وزع بايدن العفو على الجميع. ولكن الأمر المضحك أو ربما المؤسف، أنه لم يعفُ عن نفسه.. في حين أننا إذا نظرنا إلى الأمر مليا، نجد أن كل شيء مرتبط به".

وأشار ترامب إلى أنه في نهاية فترته الرئاسية الأولى -2017-2021- كانت لديه فرصة للعفو عن مؤيديه، إلا أنه لم يفعل لأنه لا يرى أنهم أخطأوا في أي شيء ليعفو عنهم، مضيفا، "لم أكن أنوي فعل ذلك..لقد أتيحت لي الفرصة، وسألوني عما إذا كنت سأعلن العفو عن الجميع، بما في ذلك نفسي. أجبت بأنني لا أنوي العفو عن أي أحد، نحن لم نفعل أي شيء خاطئ".

وأعرب ترامب عن ثقته في أنه لو بقي في السلطة بعد انتخابات عام 2020، لكان بإمكان الولايات المتحدة والعالم تجنب العديد من المشكلات، قائلا: "لم نكن لنشهد التضخم، ولم نكن لنرى الكارثة في أفغانستان، ولم يكن ليحدث هجوم حركة حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر 2023، ولم تكن الحرب في أوكرانيا لتستمر".

وكان قد أصدر الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن، في آخر قراراته في أثناء وجوده في المنصب، عفوا رئاسيا استباقيا عن خمسة أفراد من عائلته، مشيرا إلى أنه يرغب في حمايتهم من أن يصبحوا هدفا لـ"تحقيقات لا أساس لها وذات دوافع سياسية".

وشمل العفو شقيقيه، جيمس وفرانسيس، وزوجة شقيقه جيمس، سارة بايدن، بالإضافة إلى شقيقته فاليري وزوجها جون.

وفي يوم الاثنين الماضي، أي في الساعات الأخيرة من توليه المنصب، أصدر بايدن عفوا استباقيا عن شخصيات أخرى قال إن خليفته الجمهوري، دونالد ترامب، يستهدفهم بالانتقام، ومن بينهم الرئيس السابق لهيئة الأركان المشتركة مارك ميلي، وكبير المستشارين الطبيين السابق للبيت الأبيض أنتوني فاوتشي.

كما شمل العفو جميع المشرعين الذين كانوا أعضاء في لجنة الكونغرس المسؤولة عن التحقيق في اقتحام مبنى الكابيتول في السادس من يناير، بالإضافة إلى أفراد الشرطة الذين أدلوا بشهاداتهم أمام اللجنة.

وفي الشهر الماضي، أصدر بايدن مرسوما بالعفو عن نجله هانتر بايدن، الذي أدين بتقديم تصريحات كاذبة في أثناء شرائه أسلحة، وحيازته أسلحة نارية بشكل غير قانوني، بالإضافة إلى الإقرار بالذنب في قضية تهرب ضريبي فيدرالية، وهو قرار أثار الجدل بعد تعهده الطويل الأمد بعدم استخدام سلطاته الرئاسية لحماية ابنه الوحيد.

وأوضح بايدن أن قراره جاء بدافع اعتقاده بأن الملاحقة القضائية ضد ابنه كانت غير عادلة، على الرغم من تصريحاته السابقة بأنه لن يعفو عن نجله.

مقالات مشابهة

  • ترامب: بايدن فقد السيطرة على بلادنا
  • جينيفر أنيستون تشعل الخلاف بين باراك أوباما وزوجته
  • هل يواجه ترامب "مأزق أوباما" مع إيران؟
  • ترامب يسخر من بايدن: عفا عن الجميع ونسي "العفو عن نفسه"
  • إبراهيم النجار يكتب: إسرائيل.. ومرحلة تصفية الحسابات السياسية
  • منظمة إرهابية.. ترامب يعيد تصنيف الحوثيين وينتقد بايدن الضعيف
  • ترامب على أراضينا 21 مليون مهاجر بسبب بايدن
  • تأخر تشكيل الحكومة: خلافات داخلية أم ربط بمصير وقف إطلاق النار؟
  • ترامب يسخر من قرارات عفو أصدرها بايدن في آخر ساعاته بالسلطة
  • عضو الحزب الجمهوري الأمريكي: الصين تثير مخاوف أمريكا تجاه مستقبل قناة بنما