عربي21:
2024-07-08@04:04:55 GMT

العلاقة مع سوريا

تاريخ النشر: 27th, January 2024 GMT

سلط البيان السوري الأخير الأضواء على تطورات العلاقة المعقدة مع سورية. حسنا فعلت وزارة الخارجية بالرد على الاتهامات السورية ووضع الحقائق في نصابها، لا سيما وأن البيان السوري تضمن مغالطات فندها الرد الأردني. لا يساورني أدنى شك أن الأردن يريد وبكل صدق علاقة جيرة طيبة مع الجارة الشمالية، وقد كانت سياساته ومصالحه تصب في وحدة سورية وترابها، وأن تتمكن من تعزيز أمنها واستقرارها، وأن تكون قادرة على إبقاء مشاكلها داخل حدودها لا تتحول لدولة منهارة فترتب أعباء على جيرانها.



سياساتنا وتحركاتنا تدل على صدق النوايا تجاه سورية فسياسة الانفتاح عليها وإعادتها للجامعة العربية كانت أفكارا أردنية تحملنا بسببها تكلفة وضغوطا دولية شتى. سياسة الخطوة مقابل الخطوة مع سورية لم تحقق نتائج ملموسة، فلم يلتزم الجانب السوري بما عليه، وعادت الأوضاع الميدانية تفرض نفسها على الجميع، من انفلات كامل وعدم قدرة سورية على ضبط حدودها، بسبب استباحة الحدود من قبل ميليشيات طائفية شريرة، ولان سورية خرجت منهكة من الحرب عسكريا واقتصاديا وصل تعداد قواتها النظامية فقط لخمسين ألف مقاتل يعانون من ضعف التدريب والتسليح.

ثمة عدة احتمالات لماذا سورية أصدرت بيانها الاتهامي، الأول، انها تريد أن تقول لرأيها العام أنها لا تقبل أن تقوم دولة أخرى بتنفيذ أعمال عسكرية على أراضيها، وهذا مستبعد لأن سورية الرسمية لا تأبه حقيقة برأيها العام، وهي فعليا مستباحة من عدة جيوش وميليشيات لانها لا تقوى أن تقوم بأعمال الدولة السيادية وطرد هذه القوات. الاحتمال الثاني أن سورية أصدرت البيان لانها أدركت تنامي التعاطف الشعبي والتأييد لأي جهد يخلص السوريين في الجنوب من ميليشيات السلاح والمخدرات، فالسوريون يعانون أيضا من هذه الآفات التي يحاول الأردن حماية حدوده منها. قد يكون ثمة اعتقاد أن الأردن قد يخلق فعليا منطقة عازلة أو آليات وقوى تكافح المخدرات والسلاح في الجنوب السوري، تماما كما فعلنا مع العشائر السورية التي دربنا أفرادا منها في مراحل ما لكي يقاتلوا داعش الذي استباح الجنوب السوري. اما الاحتمال الثالث فهو أن يكون البيان بضغط من الميليشيات والدول التي تدعمها وهي إيران، لما عانته من خسائر جراء استباقية الأردن عسكريا وضربه أوكار المخدرات والسلاح. هذه الميليشيات كانت تعمل دون أي رادع لعدم وجود دولة سورية في الجنوب ولذا فالضربات العسكرية كانت إستراتيجية لجهة إضعاف هذه الميليشيات وحماية الحدود.

أيا كانت أسباب البيان السوري الغريب في توقيته حيث يأتي بعد عديد من الاشتباكات في منطقة الحدود، فواقع الحال يقول إن الأردن لا يريد من سورية الا استقرار حدودها، ولا يسعى المساس بسيادتها، وأن ما يحدث تهديد مباشر للأمن الوطني الأردني، والأردن سيوقفه بكل الأدوات المتاحة بدأت بالتفاعل الدبلوماسي والسياسي وبعد إخفاق ذلك استخدم أدواته العسكرية والأمنية. سورية تعلم أن الأردن قادر على ردع ما يحدث على الحدود، وتعلم أن المساس بالأمن الوطني الأردني أمر ستكون تكلفته عالية على سورية، ويجب أن تعي أن استباحة الجنوب السوري من قبل ميليشيات مدعومة من إيران أمر سيقف بوجهه الأردن حتى لو بقوة النار.

الغد الأردنية

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه إيران إيران سوريا الاردن سياسة سياسة سياسة مقالات سياسة مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

السيدة الثانية.. النظام السوري يعلن وفاة لونا الشبل

أعلنت رئاسة الجمهورية السورية، الجمعة وفاة لونا الشبل، المستشارة الخاصة لبشار الأسد، إثر تعرضها لحادث سير قبل يومين، وفقا لبيان نقلته وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا).

وعملت الشبل خلال السنوات الماضية مديرة للمكتب السياسي والإعلامي في رئاسة الجمهورية السورية، ثم مستشارة خاصة في الرئاسة السورية.

وكان المكتب السياسي والإعلامي برئاسة الجمهورية السورية أوضح أنه، في الثاني من يوليو الجاري، تعرضت الشبل لحادث سير على أحد الطرق المؤدية لمدينة دمشق، نُقلت على إثره إلى "العناية المشددة" في إحدى مشافي العاصمة السورية، بعد إصابتها بنزيف في الرأس.

صورة تداولتها حسابات على وسائل التواصل الاجتماعي لما قيل إنها سيارة الشبل بعد تعرضها للحادث. ولم يتسن لموقع "الحرة" التأكد من حقيقة الصورة.

وكانت وكالة "سانا" أوضحت أن الحادث أدى إلى "انحراف السيارة التي كانت تقلها وخروجها عن المسار". ومع ذلك أوردت تقارير لوسائل إعلام محلية رواية أخرى، أشارت فيها إلى أن ما حصل "بفعل فاعل" وأن "الحادث مدبّر وعبارة عن عملية تصفية".

ولا تعتبر الشبل اسما عاديا بل هي أحد أركان الدائرة المحيطة ببشار الأسد، إن كان على المستوى الإعلامي أو السياسي.

ويوضح الصحفي السوري، كنان وقاف في تصريحات سابقة لموقع "الحرة" أن الشبل "لعبت دورا إعلاميا قويا في بداية الأزمة، واستطاعت فعلا معرفة كيف تخاطب حاضنة النظام وكيف تستقطب الأقليات نتيجة خبرتها الإعلامية في الجزيرة".

وكان من الواضح أيضا أنها في مراحل متأخرة من الحرب السورية كانت "ذات اطلاع واسع على مستجدات العلاقات السورية"، بحسب حديث الصحفي.

ويشير إلى أن ذلك يدلل عليه تصريحاتها عن روسيا وعن "التغييرات الوزارية أو القرارات المقبلة"، التي حصلت بالفعل بعد ذلك.

لم تخف الشبل مشاركتها في القرار الخاص بالنظام السوري مطلقا، وظهرت لأكثر من مرة على التلفزيون السوري "لترسم سياسات قادمة تحققت بالفعل".

ويتابع وقاف أن "الصلاحيات الخاصة بها كانت ملفته للنظر بالنسبة لموقع إعلامي لا يعطى في العادة كل هذه الصلاحيات في التصريح أو الإلمام بمجريات الأحداث وحتى العسكرية منها".

وبخصوص الحادث "من السهل الادعاء بأنه مدبر وخصوصا بأننا مرحلة يبدو فيها إقصاء رموز قوية من داخل بيت النظام"، كما يعتقد الصحفي وقاف.

ومع ذلك يرى أن ما تردد "يبقى إشاعات تكهنية مرسلة وتفتقر الدليل".

ويمكن القول إن الشبل هي "السيدة الثانية في القصر بالفعل"، وفقا لوقاف.

ويوضح أن ذلك "يعتمد على توسع صلاحياتها التي كانت تقارب صلاحيات (السيدة الأولى) أسماء الأسد".

وتحدث معارضون بينهم العضو السابق في "الائتلاف السوري" المعارض، أحمد رمضان عبر موقع التواصل "إكس"، في مطلع شهر يونيو الماضي، عن حملة أطلقها "الحرس الثوري" الإيراني في سوريا، وتستهدف "شبكات تجسس"، ومن بين أفرادها الشبل وأخيها الضابط النافذ في جيش النظام السوري.

ولم يتسن لموقع "الحرة" التأكد من صحة ما أورده المعارضون ووسائل الإعلام الأخيرة حول "الحملة الإيرانية" التي أطلقت لاستهداف "شبكات التجسس لإسرائيل" داخل أوساط النظام السوري.

كما لم يتسن التأكد من صحة أن الحادث الذي تعرضت له "مدبّر" ويهدف إلى "تصفيتها".

مستشارة الأسد الخاصة لونا الشبل

وقبل الحرب في سوريا لم يكن اسم لونا الشبل يتردد ضمن الأخبار المتعلقة بالنظام السوري أو حتى الدوائر المقربة منه في القصر الجمهوري، على خلاف السيدات الأخريات، كبثينة شعبان أو أسماء الأسد.

لكن وبعد 2011 دفع شيئا ما الأسد الابن لإعطاء نفوذ واسع النطاق لابن مدينة السويداء وخريجة الأدب الفرنسي من دمشق، متجها حينها لتعيينها كمستشارة إعلامية وسياسية، بعد عودتها من العاصمة القطرية الدوحة.

في الدوحة عملت الشبل لسنوات في قناة "الجزيرة"، لكنها استقالت منها في 2010 وعادت لتظهر على شاشات "الإعلام الوطني"، بينها قناة "الدنيا" التي يملكها ابن خالة الأسد رامي مخلوف.

وكانت تلك المحطة (قناة الدنيا) الأخيرة بالنسبة لها على صعيد الظهور على شاشات التلفزة كمذيعة وإعلامية، قبل أن تنتقل إلى قصر الأسد بشكل لافت، ولم تتضح الاعتبارات التي أسست له حتى الآن.

في السنوات الأولى للحرب في البلاد وعندما تولت منصب المستشارة الإعلامية والسياسية للأسد شاركت الشبل في جولات التفاوض الخاصة بسوريا في جنيف، ودائما ما كانت تظهر وراء وزير الخارجية السوري الراحل، وليد المعلم.

وقبل أن تعيّن كمستشارة خاصة بقرار جمهوري صدر في 2020 انتشرت الكثير من الأخبار حولها كما أثار معارضون قضية ذهبت باتجاه وجود خلافات بينها وبين المستشارة الأخرى لرئيس النظام بثينة شعبان وزوجة الأسد أسماء.

وبينما بقيت تلك المعلومات الخاصة بـ"الخلاف بين سيدات القصر" كانت تصعد بالتدريج، ووصلت خلال السنوات الثلاث الماضية إلى حد بث "الدعاية الأسدية" على شاشات التلفزة المحلية وعلى الإعلام الدولي، كما حصل بمقابلتها مع وسائل الإعلام الروسية وقناة "بي بي سي" البريطانية.

مقالات مشابهة

  • ضغوط أميركية - فرنسية تسابق التغيّرات لكبح التصعيد...
  • العراق يتعادل مع سوريا والسعودية تتغلب على الأردن في بطولة زون الشام والخليج
  • الأردن يرسل 50 شاحنة مساعدات إلى شمال غزة  
  • ‏الرئيس السوري يهنئ بزشكيان ويؤكد الحرص على تعزيز العلاقة الاستراتيجية
  • حكاوي الغرام (2)
  • عاجلة بعد مصرعها.. من هي لونا الشبل المستشارة الإعلاميّة للرئيس السوري بشار الأسد؟
  • السيدة الثانية.. النظام السوري يعلن وفاة لونا الشبل
  • اللاجئ السوري بين الموت قهرا في بلدان اللجوء.. أو على يد عصابة الأسد
  • أردوغان يلمح لاحتمال دعوة الأسد مع بوتين إلى تركيا
  • رولاني موكوينا يتواجد في المغرب لهذا السبب