مسارات التصعيد.. اتجاهات استهداف الولايات المتحدة وبريطانيا للحوثيين
تاريخ النشر: 27th, January 2024 GMT
فى تصعيد يوسع إقليميا الحرب بين إسرائيل وحماس، ضربت الولايات المتحدة وبريطانيا من الجو والبحر مواقع تابعة للحوثيين فى اليمن ردًا على هجمات تنفذها الجماعة على سفن فى البحر الأحمر.
ويقول الحوثيون إنهم لا يستهدفون سوى السفن المرتبطة بإسرائيل وإن أفعالهم تأتى تضامنًا مع ما يتعرض له الفلسطينيون فى غزة. وقالت القيادة المركزية الأمريكية فى بيان إن الهجمات شاركت فيها كل من أستراليا وكندا وهولندا والبحرين حيث قدمت الدعم اللوجستي.
على الجانب الآخر، أعلن المتحدث باسم الحوثيين يحيى سريع عن مقتل ٥ من قوات الجماعة خلال أكثر من ٧٠ غارة طالت عدة مناطق فى اليمن ومنها العاصمة صنعاء وصعدة والحديدة وتعز وحجة وغيرها، متوعدًا بالرد على الهجمات ومشيرًا إلى استمرار الحوثيين فى عملياتهم فى البحر الأحمر مساندة لغزة فى حربها مع إسرائيل.
وقد أثارت الضربات التى شنتها الولايات المتحدة وبريطانيا ضد أهداف لجماعة الحوثى فى اليمن، تساؤلات بشأن تأثيرها على قدرات الحوثيين، وتبعاتها خلال الفترة المقبلة، ومدى مساهمتها فى زيادة التصعيد بالمنطقة، أو كونها تمثل ردعًا وزيادة للأمن البحرى فى البحر الأحمر.
اتجاهات التصعيد
اعتبر الرئيس الأمريكى جو بايدن فى بيان أن هذه الضربات المحددة "رسالة واضحة مفادها أن الولايات المتحدة وشركاءها لن يغضوا الطرف عن الهجمات على القوات الأمريكية أو يسمحوا لجهات معادية بتعريض حرية الملاحة للخطر. ويعتقد محللون عسكريون ومراقبون أن الضربات الأمريكية والبريطانية "تحذيرية أكثر من كونها فارقة فى شل قدرة الحوثيين"، لكنها تمثل فى ذات الوقت "رسالة ردع" لمنع تفاقم الهجمات على السفن العابرة بالبحر الأحمر، محذرين فى ذات الوقت من رد فعل الحوثيين عليها بما يتضمن ذلك شن هجمات مؤثرة على أهداف أمريكية وبريطانية.
من ناحية أخرى، يقول الحوثيون إن هجماتهم على مسارات الشحن فى البحر الأحمر هى إظهار الدعم للفلسطينيين وحماس فى الحرب ضد إسرائيل. وتسببت الهجمات فى تعطيل حركة التجارة الدولية وأجبرت شركات شحن عالمية على قطع الرحلة الأطول حول الطرف الجنوبى لقارة أفريقيا لتجنب الاستهداف.
وأثارت زيادة تكلفة عمليات نقل السلع والشحنات مخاوف من موجة جديدة من ارتفاع التضخم فى العالم. وتقول الولايات المتحدة إن أستراليا والبحرين وكندا وهولندا دعمت العملية ضد الحوثيين كما سعت واشنطن لتصوير الضربات الجوية على أنها تأتى فى إطار جهود دولية لإعادة حرية تدفق التجارة فى مسار رئيسى يربط أوروبا بآسيا يشهد نحو ١٥ بالمئة من عمليات الشحن الدولي.
فيما أكدت الولايات المتحدة أنها سائرة فى تنفيذ المزيد من الضربات على الحوثيين فى اليمن، إذا ما استمروا فى عرقلة حرية الملاحة بالبحر الأحمر، يبدو أن بريطانيا أكثر حذرًا، فقد أوضح وزير الدفاع البريطاني، غرانس شابس، أن بلاده ما زالت تترقب وتقيم أثر الضربات المشتركة التى وجهتها سابقًا مع أمريكا إلى مواقع حوثية، قبل تنفيذ ضربات جديدة. كما أشار إلى أن بريطانيا لا تريد التوغل فى العمليات بالبحر الأحمر، إلا أنها تسعى فى الوقت عينه إلى حماية الملاحة، مؤكدًا أن حرية الملاحة حق دولي.
ولعل هذا الموقف تغير تدريجيًا بعدما أكد المتحدث باسم رئيس الوزراء البريطانى أن بلاده لن تشن المزيد من الهجمات على الحوثى بعد الضربات القوية التى تم توجيهها، وقال المتحدث باسم رئيس الوزراء البريطاني: "لا توجد خطط لشن مزيد من الهجمات ضد أهداف الحوثيين، ولكننا سنبقى الخطط الأمنية قيد المراجعة".
من جهته، قال رئيس الوزراء البريطانى ريشى سوناك، إن هدف بلاده هو "خفض تصعيد التوتر وإعادة الاستقرار". كما أعلن سوناك: "نعتقد أن الضربات التى نفذناها مع أمريكا على اليمن ستقلل من قدرة الحوثيين على شن هجمات فى البحر الأحمر وتعطلها".
انعكاسات عديدة
يواجه الحوثيون عواقب من غير المرجح أن يرغبوا فى تحمل تداعياتها بمفردهم. ومع ذلك، تظهر إيران و"حزب الله"، حتى اللحظة، رغبة فى الحد من حجم الصراع بدلًا من الرغبة فى تأجيجه. ومن خلال تصريحاتها بشأن استمرار الهجمات على السفن الإسرائيلية (فقط)، تلمّح قيادة الحوثيين لواشنطن إمكانية التوصل إلى تسوية، تسمح بالتحول إلى نظام "حزب الله" بالتحول إلى إظهار النشاط دون إلحاق ضرر جسيم بإسرائيل مقابل وقف قصف اليمن. قد يكون ذلك فى شكل عدد أقل من الهجمات، أو فقط هجمات لطائرات مسيرة يتم إسقاطها.
فى المقابل، يحدد تصرفات بايدن إلى حد كبير منطق الانتخابات الرئاسية، وقد أظهر بايدن تصميمه بالفعل، وهو الآن بحاجة إلى خفض التصعيد وفقًا لشروطه، أو تقديم ما يمكن طرحه بوصفه انتصارًا، بعدها يصبح من المفضل الانسحاب من الصراع.
اعتبرت جماعة "الحوثي" جميع المصالح الأمريكية والبريطانية "أهدافًا مشروعة"، وذلك ردًا على الضربات الجوية الأمريكية والبريطانية التى قصفت أهدافًا تابعة للجماعة فى اليمن، كما تعهدت بمواصلة استهداف السفن الإسرائيلية أو المتجهة إليها فى البحر الأحمر.
فى حين يعزز من مسارات التصعيد أنه من المتوقع أن تصنف الإدارة الأمريكية، ميليشيا الحوثى فى اليمن كمنظمة إرهابية، وأن إدارة بايدن قد تعيد تصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية، وهو ما يأتى بعد أقل من ٣ سنوات من التراجع عن قرار إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب بتصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية أجنبية.
وقال صامويل وربيرغ المتحدث الإقليمى باسم وزارة الخارجية الأمريكية إن واشنطن قلقة من رد فعل جماعة الحوثى وإيران على الهجمات التى تشنها بلاده على مواقع الحوثيين. وإنه "إذا كانت هناك حاجة لنعود إلى مجلس الأمن الدولى لإصدار أى بيان أو قرار، أو حتى الذهاب لأى جهة أخرى لحماية أنفسنا وحماية التجارة العالمية، فالولايات المتحدة لن تتردد فى ذلك". كما حمل وربيرغ إيران المسئولية عن الهجمات التى تشنها جماعة الحوثى على السفن فى البحر الأحمر.
غير أنه بسبب التهديد المتزايد الذى تطرحه الجماعة بالنسبة لحرية التجارة والملاحة فى البحر الأحمر – الذى يُعد طريقًا رئيسيًا للملاحة العالمية ومصلحة أمريكية خالصة فى المنطقة - اضطرت الولايات المتحدة للتحرك. والواقع أن المخاطر وحالات عدم اليقين المرتبطة بالهجمات التى نفذتها الولايات المتحدة وبريطانيا واضحة.
فقد أعلن «الحوثيون»، الذين سحبت وزارة الخارجية الأمريكية اسمهم من قائمتها للمنظمات الإرهابية الأجنبية فى فبراير ٢٠٢١ من أجل تسهيل نقل المساعدات الإنسانية إلى أجزاء من اليمن تخضع لسيطرة «الحوثيين»، أنهم سيردّون على تلك الضربات. وهناك احتمال كبير لأن يؤدى ذلك إلى تصعيدٍ لا ترغب فيه واشنطن، مثلما تدل على ذلك الزيارات المتعددة التى قام بها وزير الخارجية أنتونى بلينكن إلى المنطقة خلال الأسابيع الأخيرة.
فى الختام: ستنعكس هذه التطورات السلبية على إعلان مبعوث الأمم المتحدة الخاص هانس جروندبرج الذى أراد من وراء إعلانه الأخير، توجيه رسالة طمأنة للداخل اليمنى بأن جهود حلحلة الملف اليمنى مستمرة بوتيرة عالية، وأن التصعيد فى البحر الأحمر ليس له تأثير كبير على الجهود الجارية.
كما أنه من المحتمل أن تنعكس متطلبات هذه المبادرة على مستقبل اليمن السياسى ومحاولة دمج الأطراف المتصارعة داخليًا فى معالجة سياسية شاملة لتحقيق التجانس بينهم وتشكيل حكومة موحدة والحفاظ على وحدة الأراضى اليمنية ووقف التدخلات الخارجية فى الأزمة، وإن كان أكثر ما يثير المخاوف بشأن الإعلان الأممى حول خارطة الطريق المرتقبة، هو التباين العميق بين المكونات اليمنية، وغياب آليات تنفيذية واضحة.
بالإضافة إلى أن تصاعد التوترات بين الولايات المتحدة والحوثيين وإعادة تصنيفهم كجماعة إرهابية من المحتمل أن يعصف بهذه الجهود لتسوية الأزمة، ومن ثم العودة للمربع صفر من جديد.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الحوثيين أمريكا اليمن بريطانيا إسرائيل الولایات المتحدة وبریطانیا فى البحر الأحمر الهجمات على فى الیمن
إقرأ أيضاً:
اليمن يشن أول حرب استباقية ضد الولايات المتحدة الأمريكية منذ تربعها على عرش العالم
الفريق الرويشان: قواتنا المسلحة لديها بنك أهداف ولديها استباق حتى في المعلومات العميد عامر: الهجوم الأمريكي فشل والأمريكيون باتوا على قناعة بصعوبة استخدام الحاملات في أي هجوم مقبل أبو شمالة: كسر أمريكا في المنطقة ينعكس على العدو الصهيوني الذي يرتكز بقوته إلى الآلة العسكرية الأمريكية مفتي الديار اليمنية: وَعْدُ القرآن الكريم رأيناه واقعاً في المواجهة بيننا وبين الأمريكان.. وموقفنا حق إلى جانب غزة ولبنان يُرضي الله ورسوله والمؤمنين
الثورة / إبراهيم الوادعي
منذ الحرب العالمية الثانية والتي أفرزت الولايات المتحدة الأمريكية زعيمة للعالم، وحتى الثلاثاء منتصف الأسبوع الفائت، لم تتعرض الولايات المتحدة لحرب استباقية على طول هذه العقود.
ومنذ دخول الأساطيل الأمريكية مع 14 ألف جندي منطقة الشرق الأوسط في العام 1905م، لم تتعرض هذه الأساطيل لهجوم إلا في مواجهة اليمن.
وانطلاقا من هذه الحقائق يمكن اعتبار اليمن أول دولة في العالم تشن حربا استباقية ضد الولايات المتحدة منذ تربعها على عرش العالم وفق نتائج الحرب العالمية الثانية، وأول دولة في الشرق الأوسط تشن حربا على الأساطيل الأمريكية منذ انتشارها في المنطقة وإحكام السيطرة على البحار والمضائق.
نجح اليمن في المعركة التي دامت لثماني ساعات في إجهاض هجوم جوي أمريكي، خطط له بنحو ما يقارب 185 غارة جوية على العاصمة صنعاء ومناطق يمنية، كانت القيادة الأمريكية ترى من خلالها استعادة الردع والهيبة التي فقدت على يد البحرية اليمنية منذ 1 نوفمبر 2023م، تاريخ المساندة اليمنية لطوفان الأقصى وفرض الحصار على السفن الإسرائيلية، حصار تصاعد ووصل إلى المرحلة الخامسة بمنع مرور أي سفن تتصل بالكيان الإسرائيلي أو تزور موانئ فلسطين المحتلة.
وفشلت الولايات المتحدة على مدى عام في كسر هذا الحصار اليمني بل وفقدت مع ذلك سمعة بحريتها وهيبتها البحرية، حيث أخذ أعداؤها ومنافسوها الدوليون ينشرون فضائح وهزائم البحرية الأمريكية على الملأ.
النظر إلى ما جرى الثلاثاء الفائت بوصفه معركة وانتهت بفرار حاملة الطائرات ابراهام لنكولن وإفشال هجوم استباقي يجتزئ حدثا تاريخيا وتحولا استراتيجيا يؤرخ لبداية انحسار أمريكا كقوة هيمنت على البحار الدولية وخاصة ما بعد الاتحاد السوفييتي وانتهاء حقبة الحرب الباردة.
قدرة استخباراتية عالية
وفي هذا السياق يؤكد الفريق الركن جلال الرويشان نائب رئيس حكومة التغيير والبناء لشؤون الدفاع والأمن، أن الجيش اليمني أظهر قدرته في الحرب المعلوماتية والاستخباراتية باستباق الهجوم الأمريكي ومن ثم إفشاله قبل بدئه.
وقال: الولايات المتحدة الأمريكية تعتبر القوة البحرية ذراعها الطولى، لإرهاب المنطقة وتهديدها، دخلت القوات البحرية الأمريكية المنطقة عام 1909 بـ 23 سفينة و14 ألف جندي وهي تتحكم بالمياه من البحر الأبيض المتوسط وحتى المحيط الهندي والخليج العربي، ومثلت على امتداد عقود قوات ردع.
وعندما قامت قواتنا المسلحة بضرب البوارج الأمريكية وضرب حاملات الطائرات، اكتشف العالم أن هذه القوة لا تستطيع أن تعمل شيئا هي فقط قوات ردع لا يمكنها حتى إدارة المعارك.
وأضاف: القوات المسلحة اليمنية لديها بنك أهداف لديها استباق حتى في المعلومات، لديها القدرة على الوصل إلى كل الأهداف، وما يعلنه قائد الثورة أن قواتنا المسلحة ليدها القدرة على الوصول إلى كل الأهداف فها هو العالم يرى حقيقة ومصداق الكلام على الأرض.
وهنا نضيف أن كل بيان لقواتنا المسلحة يعبر عن مصداقية كاملة ويعكس امتلاكها قدرة استخباراتية وتقييما كاملا عن كل ضربة توجهها، ولديها القدرة على الوصل إلى أي هدف تعلنه أو تقصفه.
تعطيل القواعد الأمريكية البرية
وحول أسباب لجوء الولايات المتحدة إلى حاملات الطائرات في مواجهة اليمن رغم امتلاكها قواعد عسكرية برية على امتداد الجزيرة العربية، أشار الفريق الرويشان إلى أن الردع اليمني وصل إلى تلك الدول ممن هم حلفاء واشنطن في المنطقة، وقال : حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة حائرون بين ما يجب أن تكون عليه شعوبهم وأنظمتهم وبين الطاعة العمياء لأمريكا، وبالتالي فكثير من هؤلاء الحلفاء يسعون لئلا تستخدم أرضيهم في شن الهجمات على اليمن خوفا من ردة الفعل اليمني، وهم يرون أن أمريكا نفسها تضرب من قبل اليمن، ولئلا يتوسع نطاق المعركة كما أن الشعوب نفسها في تلك الدول تقف إلى جانب القضية الفلسطينية.
استعراض أمريكي فاشل
وفقا للمعلومات المتوافرة فقد كان في نية الولايات المتحدة شن هجوم هو الأوسع على العاصمة صنعاء، ومحاولة استعادة الردع أمام العالم وبخاصة الصين وروسيا، حيث تقرأ جيوشهم التجربة اليمنية باحترام كبير وتعيد تقييم الموقف تجاه الدعاية الأمريكية العسكرية وقدراتها.
يقول العميد عبد الله عامر نائب رئيس التوجيه المعنوي : إن قواتنا المسلحة أفشلت هجوما أمريكيا مزمعا قبيل ساعات من شنه حيث اقتربت حاملات الطائرات الأمريكية ابراهام لنكولن إلى الحد الذي يسمح للطائرات على متنها بالوصول إلى العاصمة صنعاء دون الحاجة إلى إعادة التزود بالوقود، قبل أن تباغتها قواتنا المسلحة بهجوم عنيف دام 6 ساعات وامتد إلى المدمرات الأمريكية التي دخلت البحر الأحمر في باب المندب بغرض توفير الحماية واللوجستيك للهجوم وتشتيت قدرة القوات اليمنية في استهداف حاملة الطائرات الأمريكية أو ردع الهجوم المزمع .
وأضاف: لكن قواتنا المسلحة أظهرت براعة في العملية الاستباقية، وشنت هجوما متزامنا ومنسقا على القطع البحرية الأمريكية في البحرين العربي والأحمر وجعل كلا منها معزولا عن الآخر بالكاد يدافع عن نفسه، لتنتهي المعركة بهروب حاملة الطائرات ابراهام لينكولن بمئات الأميال داخل المحيط الهندي، ويفشل الهجوم الذي كان مخططا له أن يستهدف العاصمة صنعاء ويشكل حجر زاوية لاستعادة الردع الأمريكي.
وأضاف: بإمكان أسطول الطائرات على متن الحاملة لينكولن أن يشن 200 غارة على مراحل ضد الأهداف المعدة مسبقا، لكن الأمريكيين في الثلاثاء الماضي وجدوا أنفسهم فجأة يواجهون هجوما كبيرا ومنسقا بالمسيرات والصواريخ، وبدل أن يكونوا في وضع الهجوم أضحوا في موقع الدفاع.
وأشار العميد عامر إلى أن استخدام حاملات الطائرات لم يعد مجديا وأن الأمريكيين توصلوا إلى هذه القناعة، وهو ما قد يدفعهم إلى أشكال أخرى من الهجوم تتحسب له اليمن وتستعد له، دون أن يغير ذلك في موقفها من إسناد غزة ولبنان شيئا.
واكد أن عزيمة قواتنا المسلحة في ردع العدوان يستمد في معظمه من ثبات الشعب وشجاعة القائد الذي اتخذ قرار الإسناد والمواجهة بما يتسق مع مبادئ الإسلام والشعب اليمني ونصرة المظلومية في لبنان وغزة.
ارتياح فلسطيني لنتائج المواجهة اليمنية الأمريكية
وفي سياق متصل استقبل الداخل الفلسطيني العملية العسكرية اليمنية باستبشار كبير، وقرأت المقاومة ذلك باعتباره خطوة أخرى في طريق هز وجود الكيان الصهيوني ووضعه على مستوى المنطقة وفي المواجهة القائمة باعتبار الحماية الأمريكية هي ما تمنع اليوم سقوطه وتطيل أمد الحرب.
وقال ممثل حركة المقاومة الإسلامية حماس في صنعاء معاذ أبو شمالة: اليمن صاحب الموقف المبادر والمرتقي من مرتبة إلى أعلى، وهذه المواجهة الأخيرة مع حاملة الطائرات الأمريكية فيها كسر لهيبة أمريكا التي خوفت جميع دول العالم، ولم تكن أي دولة تستطيع أن ترمي برصاصة على مدمرة أو فرقاطة أمريكية.
اليمن بهذا الموقف يكسر هيبة أمريكا، ونحن نعلم كأبناء فلسطين أن كسر أمريكا في المنطقة فيه كسر للعدو الصهيوني الذي يرتكز بقوته إلى الالة العسكرية الأمريكية.
انكسار أمريكا.. سقوط لإسرائيل
وأضاف أبو شمالة: عندما نضرب أمريكا فهذا مؤشر أن اليمن سائر في طريق تحطيم كبرياء العدو الإسرائيلي ومن يقف معه إن شاء الله، وهذه طريق إيمانية نمضي فيها بتأييد من الله لعباده في اليمن وغزة، وستؤول المعركة إلى كسر هيبة أمريكا وانفها، وكسر العقيدة الصهيونية التي ترى أمريكا صنما لا يقهر.
مصداق عملي للقرآن الكريم
ما يحققه اليمن وعجز عنه العالم في مواجهة القوة العسكرية الأمريكية مرده القوة الإيمانية والموقف المحق بشكل أساس، ويرتكز عليه الشعب اليمني في نصرة مظلومية غزة ولبنان، موقف يستمد منه القائد قراره بالمواجهة بشكل رئيسي وقبل أن يدخل عنصر السلاح والتطوير .
وفي هذا الجانب يؤكد مفتي الديار اليمنية العلامة شمس الدين شرف الدين أن السيد القائد حفظه الله ومن ورائه الشعب اليمني جميعه وفي موقف مساندة الشعبين الفلسطيني واللبناني اتخذ الموقف الصحيح الذي يرضي الله ويرضي رسوله ويرضي المؤمنين جميعا.
وما شهدناه في المواجهة الأخيرة ضد القوات الأمريكية في البحرين العربي والأحمر مصداق لما جاء به القرآن الكريم «يا أيها الذين امنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم».
وها نحن نرى اليمن يضرب أمريكا التي تخشاها كل دول العالم.
وكما قال تعالي «وإن يقاتلوكم يولوك الأدبار ثم لا ينصرون»، بحمد الله تحققت هذه الآية في المواجهة الأخيرة بيننا وبين القوات الأمريكية، حيث فرت حاملة الطائرات مئات الأميال كما قال السيد القائد، وهذه حقيقتهم ومن كان مع الله فلا يخشى شيئا، ومن كان مع الله تعالى فإن حزب الله هم الغالبون.